بوابة الفجر:
2025-03-03@23:00:57 GMT

د. حامد بدر يكتب: في يوم مولده.. اشتقنا يا رسول الله

تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT

 

تحلُّ هذه الأيام أنسام البركة والمحبة، بمولد سيد الخلق وأشرف المرسلين صلوات الله عليه وعلى آله الطيبين وكل من آمن به إلى يوم الدين، تتكرر الذكرى، وتهفو القلوب بالشوق إلى رسول الله، يسائل المؤمن نفسه: متى اللقيا وانقشاع الظلام، الذي يخيِّم على القلب الكسير والنفس البكَّاءة على حوادث الدنيا؟، يسائلُ نفسه متى نلقاك يا حبيب الله، والصدر مثقول بالهموم، والبال تقاذفته الخواطر يا حبيبي يا مُحمَّد؟

مؤمن بسيط يُسائل نفسه

يسائل ذلك المؤمن البسيط نفسه في يوم مولده، بعين خَجِلَة وصوت يختنق على شفا أن يجهش بالبكاء، وكأنَّ مقام الحنين إلى رسول الله يتناغم مع مقام الإجلال والتعظيم لله جلَّ جلاله أنْ القلب مشتاق والهجر في ليل سرمدي لا يعني سوى المزيدُ من الانتظار، عالم مليءٌ يا حبيبي بما لا يحتملُ، فقط نسارع ونصارع الذات قبل الآخر.

. فهل من مآل أو مرسى في خضمِّ هذه الأمواج التي تلاطمنا؟

في ذكرى ميلاد سيد الكونين وثقليه، يُسائل ذلك المسكين نفسه في لحظة من لحظات الاعتراف النادرة، أنَّى يكون استقرارًا وهناء بال، أنَّى تنتهي هذ الرحلة الَّتي امتلأت شقاءًا وتأميلًا ووعودًا؟. نستغفرُ الله َالعليّ العظيم بقوله الحق: "ما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون".

هذه الليالي.. البساطة وكفى

في هذه الليالي تمتزجُ أبسط المشاعر مع قلوب الناس فتسافرُ بهم إلى اللَّازمان أو عُهودًا سحيقة لم تدركها الأبدان، وكأنَّ في خاطره بذكر الحبيب قد امتلأ سعادة وحبورًا، بهذه الذكرى المباركة وكأنَّهُ بـ "مكَّة" وكأنَّ السَّماء تلألأت وازيَنَّت بنور لا تُدرِكْهُ الأبصار فقط تستشعره القلوب وكأنَّه ااُشرِبَتْ سَنَاهُ، في حضرة حاشا لله أن تتجسَّد بوهم شيطان.

تحضُرني كلمات "لاجل النبي" للمؤلف والزجَّال عبد الفتاح شلبى، التي لحَّنها وتغنَّى بها الفنان الراحل محمد الكحلاوي، كأَّنَه لهؤلاء البُسطاء الذي هو بينهم، والتي في منتصفها يقول: "يا رب توبة يا رب توبة نصوحة بعد عِصياني القلب نادم وليه العين عَاصياني؟"  في تساؤل عن جمود المشاعر، الذي أصاب النفس من حوادث الدنيا وتقلُّباتها التي تحرق قلوب البشر دون رحمة ولا تأنٍ، في خِضَمِّ مشاهد عبثية لا نرى لها تنظيمًا، سوى يد تسفكُ دمًا وأخرى تجمعُ ثروة، وعقل ينسى الآخرة، وفؤاد يهترئ كَّلَما انغمس في أرض الرحيل، ناسيًا أنَّه ضيف، والضيف عليه أن يكون كريمًا عزيز الخُطى، خفيف المتاع.

يُنشِد الراحل في آخر كلمات الزجَّال، التي انتشرت منذ أكثر من نصف قَرْن، بين عامَيِّ 1953 و1954: "دي القعدة حلوة والنبي عند النَّبِي"، فكم تشتاق قلوبٌ للزيارة بالمدينة، وكم تشتاق لحضرة لا بُغض فيها ولا شحْنَاء، ولا خوف من مستقبل، ولا اغتمام بمجهول، فقط مجلس رسول الله، وكأنَّ كلَّ شيء انتهى.

أحلام بسيطة

أنا وأنت وكل المؤمنين نحادثُ أنفسَنَا أيضًا ببساطة، ففي ظل غُيومٍ تضج بالكآبة وغروب يتطلَّع إلى حادث حديث بهذا الشَّوْق إلى رسول الله، لم نحلم في هذه الأيَّام سوى بعودة الليالي المباركة، والنفوس الرَّاضية، وأصوات البسطاء الطامحين في ملكوت الرب الجليل، بهتاف لحنٍ بسيط "لاجل النبي.. لاجل النبي.. دي القعدة حلوة والنَّبي عند النَّبِي".

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

أحمد عمر هاشم: حب آل بيت النبي ليس بالمظاهر

أكد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن حب آل بيت النبي ﷺ ليس مجرد كلمات تُقال أو زيارات تُؤدَّى، بل هو اتباع لمنهجهم والاقتداء بسيرتهم العطرة التي تعدّ أشرف سيرة في الوجود. 

وأوضح  عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الإثنين، أن النبي ﷺ وجه الأمة إلى محبة أهل بيته بقوله: "أحبوا أهل بيتي لحبي"، مؤكدًا أن هذا الحب لا يقتصر على الشعارات، وإنما يتحقق بالسير على خطاهم، والتمثل بأخلاقهم العالية، وتواضعهم الجم، وذوقهم الرفيع، وأدبهم الراقي.

هل يجب التلفظ بنية الصيام يوميا في رمضان؟.. إليك طريقة صحيحة لزيادة الثوابخالد الجندي: لفظ فاجتنبوه أشد من حرامدعاء تيسير الأحوال .. ردده ليفرج الله همكمتى يجب الصيام على الأطفال؟.. اعرف السن المناسبة

وأشار إلى موقف الإمام الحسن والإمام الحسين، رضي الله عنهما، عندما رأيا رجلاً طاعنًا في السن يسيء في وضوئه، فلم يحرجاه، بل لجآ إلى أسلوب راقٍ في تعليمه، حيث قالا له: "يا شيخ، أنا وأخي سنتوضأ أمامك، فإذ رأيت أحدنا أساء في وضوئه أو قصر، فأرشدنا"، وعندما انتهيا قال الرجل: "بارك الله فيكما، ما أساء أحدكما، بل كنتُ أنا المخطئ، وقد أرشدني سلوككما إلى الصواب". 

وختم د. أحمد عمر هاشم حديثه بالتأكيد على أن حب آل البيت الحقيقي يتمثل في التأسي بهم والعمل بوصاياهم، مشيرًا إلى بيت الشعر الشهير: 

تعصي الإله وأنت تُظهر حبه؟ 

هذا لعمري في القياس شنيعُ 

لو كان حبك صادقًا لأطعته 

إن المحب لمن يحب مطيعُ

مقالات مشابهة

  • أحمد عمر هاشم: حب آل بيت النبي ليس بالمظاهر
  • سيحدث قتنة.. سعاد صالح عم مسلسل معاوية.. فيديو
  • شخصيات إسلامية.. سمع النبي قراءته في الجنة حارثة بن النعمان الأنصاري
  • صحابيات الرسول| عسراء اللسان.. تعرف عليها
  • هل صلى النبي التراويح؟
  • محمد حامد جمعة يكتب: شكرا مصر
  • كيفية صلاة التراويح في البيت منفردا وجماعة كما صلاها رسول الله
  • صحابيات الررسول .. أم زفر تعرف عليها
  • محمد غنيم يكتب: مع الشيخ محمد رفعت
  • كيف نستقبل شهر رمضان المُبارك؟