الثورة / ناصر جرادة

‏ولد الهدى فالكائنات ضياء
وفم الزمان تبسم وثناء
خرج الشعب اليمني إلى ساحات الاحتفالات ـ ابرزها ساحة ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء ـ ملبياً لداعي الله ومحتفلاً بذكرى ميلاد خير الأنام محمد صلوات الله عليه وعلى آله وسلم ، حيث فاحت مشاعر المحتفلين بالأناشيد والأهازيج في مدح هادي البشرية، كما عبّر الشعب اليمني عن حبه وولائه للرسول الأعظم ومدى ارتباطه بالخروج المليوني غير المسبوق في تاريخ الاحتفالات.

. “الثورة ” واكبت المسيرة المليونية الاحتفالية واستطلعت آراء وردود بعض المحتفلين على حملات التضليل الإعلامية والمنافقين من يبدّعون مناسبة إحياء المولد النبوي الشريف، فإلى التفاصيل:
يقو الأخ أبو علي العفيري :”خروجنا اليوم لهذا العام للاحتفال بالمولد النبوي الشريف كبير جد ومميز عن كل الأعوام السابقة في كل الساحات، وذلك حبا لرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم ورداً على الحملات الإعلامية التي يشنها تحالف العدوان ومرتزقته لتشويه الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، كونها كبيرة لم يسبق لها مثيل”.
وأضاف العفيري: “‏أقول لأبواق النفاق وأدوات اليهود الصهاينة أمريكا وإسرائيل وخدّام آل سعود وآل زايد وكل من يسمون أنفسهم مشايخ وعلماء هذه الأمة، بدلاً من أن تنشغلوا بفتاويكم المزخرفة التي تدعو إلى تحريم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، والتحجج بأنه بدعة يليق بكم أن تذهبوا للاستمتاع بمهرجان الكلاب وموسم الرياض وحفلات الرقص والمجون التي تُقام اليوم على أرض الحرمين”.
جدال عقيم
الناشط الثقافي “عبد الإله جرادة ” يقول لـ”الثورة ” :” لا تحل علينا المناسبة العظيمة في كل عام إلا وندخل في جدال عقيم مع الوهابيين والمنافقين والدنق والتافهين من الحمقى، حول عظمة الاحتفال وأهميته، ونسعى جاهدين لنبرر لهم لماذا نحتفل بذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة والسلام، لعل وعسى يهتدون ويفهمون لكن دون جدوى أو فائدة، فأنصح كل محتفل ومحب للنبي عليه وعلى آله الصلاة والسلام بأن يحتفل دون أن يعير أي معارض للاحتفال أدنى اهتمام”.
وتابع قائلاً :” ‏رغم الحملة الإعلامية الشعواء التي شنتها أدوات أمريكا وإسرائيل ومرتزقتهم الهادفة لمنع الشعب اليمني من الاحتفال بالمولد النبوي الشريف إلا أن الحضور المليوني هذا العام غير المسبوق قد وجه رسالة لأمريكا وإسرائيل ومن يقف وراء الحملة المسعورة مفادها أن حب محمد وآل محمد راسخ رسوخ الجبال في قلوب أبناء اليمن ، يمن الإيمان والحكمة، هذا وإن دل على شيء فإنما يدل على أن شعبنا يزداد وعيا وبصيرة، وأن ارتباطه برسول الله قوي يستحيل على العدوان وأبواقه أن يأثروا فيه”.
لا يمل المضللون من إطلاق تضليلهم بهدف الوصول لأكبر عدد من الناس، ومما يقولونه ويرددونه سنوياً قولهم أن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة وأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يحتفل بهذا اليوم ولا الصحابة من بعده، هذا ما أورده المحتفل الدكتور” أحمد أحمد حزام ” عند ما تحدث لـ”الثورة” وأفاد:” يعمل بعض المضللين المنافقين على تقديم الاحتفال بالمولد النبوي وكأنه حفلة ترفيهية أو فنية، وهو ما يتناقض مع الواقع تماماً، فالاحتفال بذكرى المولد النبوي هو مناسبة للتأكيد على مكانة رسول الله في نفوسنا كمسلمين، ومناسبة عظيمة لتعزيز الارتباط بهذا الرسول ورسالته ومظهر من مظاهر التكريم لرسول الله بأشكال مختلفة، والله قد كرم رسوله في قرآنه فيما كرّمه الصحابة الأخيار بأشكال متعددة ومختلفة تحقق ذات الهدف المتعلق بتعزيز الارتباط بالرسول وفهم مكانته وقيمته للمسلمين”.
وأوضح إن أبرز مظاهر إحياء مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف هو تكثيف الحديث عن الإسلام ورسالته التي حملها النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم للبشرية وتذكير للأجيال بتلك السيرة العطرة وما أنجزته في واقع البشرية وكيف يضمن الارتباط بهذا الرسول ورسالته الإلهية الحقوق الإنسانية وتكريم الإنسان وضمان عزته وآليته لمواجهة أعدائه ليظل المسلمون أعزاء أقوياء وكرماء كما أراد لهم الله.
بدوره المحتفل ” إبراهيم مجلي ” تحدث لـ”الثورة” قائلاً :” إن إحياء مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف هي رسالة معاكسة لأعداء الإسلام الذين يسعون بشتى الطرق ومختلف الوسائل لإبعاد المسلمين عن رسولهم وجوهر دينهم الذي يعتبره الأعداء مصدر خطر يمنعهم من إعادة استعباد البشر والهيمنة على الأرض”، واعتبر إحياء مناسبة المولد النبوي الشريف تعظيماً وتذكيراً وتوقيراً لرسول الله وشكراً لله على نعمة الإسلام وصاحب رسالته، وليست حفلة ترفيهية عابرة حسب قوله.
وبيّن “مجلي ” إن من يحاولون تضليل الناس بحجة بدعة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هم لا يظنون ذلك بالفعل، وقال” ليست كل جهودهم ضد المناسبة الابتعاد حقاً عما يرون أنه بدعة وسعياً للالتزام بما يعتقدون أنه الصحيح، لأننا لا نرى جهودهم المحمومة لمحاربة كل المظاهر المحرمة تحريماً لا خلاف عليه بل يثنون عليها، وأقلّهم نفاقاً يسكت عنها مثل مظاهر الترفيه في الرياض وجدة التي وصلت لمرحلة استضافة مغنية أجنبية لإقامة حفلة ترفيهية وتغني على بناء يشبه الكعبة، أغنية تتضمن كلمات مسيئة لله عزوجل وهذه المحرمات الكثيرة أولى بالتصدي والاستنفار الذي لا يظهر عندهم ويفضح حقيقة أهدافهم من مهاجم مناسبة ذكرى المولد النبوي، بالإضافة إلى أن الاحتفال بالمولد النبوي كحفلة عابرة هم من قام به خلال السنوات الماضية لأنه احتفال لا يحقق الغايات الحقيقية للمناسبة التي نقوم بها اليوم، وأتساءل ؟؟لماذا لا يشنون حملات ضد الاحتفالات الرسمية بالمولد النبوي في المغرب ومصر ودول أخرى!! لأن تلك الاحتفالات لا تحمل الرسائل الحقيقية، ولذلك يسعون من وراء حملاتهم ضد الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في اليمن لتحقيق أهداف يمولها أعداء الإسلام وعملاء أعداء الإسلام، وتتمثل في منع كل المظاهر التي تحدثنا عنها من معاني الارتباط والتذكير والتعظيم للإسلام ورسوله”.
إرث ديني وامتداد تاريخي
‏الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف إرث ديني وامتداد تاريخي لأجدادنا الأوس والخزرج، فهم من ناصروه ووالوه وأحبوه واتبعوه من يوم أن بعثه الله نبياً، لقد نال أجدادنا الأنصار شرف حبه وولائه واتخذوا منه وساماً على صدورهم ليتوارثه أبناءهم وأحفادهم جيلاً بعد آخر إلى يومنا هذا وحتى قيام الساعة، هكذا كان حديث الثقافي المحتفل ” أبو جهاد الشعباني ” لـ”الثورة”.
واختتم حديثه قائلاً :” نقول للوهابيين ومن سار على نهجهم من يدّعون أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف بدعة نقول لهم لا وألف لا فالبدعة هي أعياد الحب والكرسمس والهالوين ومواسم الرياض ومهرجانات الكلاب التي يقيمها أولياء أمركم في بلادكم، والتي هي معصية لله ظاهراً وباطناً، واستهزاء دنيء بدماء أبناء غزة “.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

عزة الأمة وكرامتها ما بين “الشهادة والانتظار”

يمانيون – متابعات
الذكرى السنوية للشهيد مناسبة غنية بالمعاني والقيم، حيث يستذكر فيها تضحيات الشهداء الذين قدموا أرواحهم في سبيل الله من أجل الدفاع عن الدين والوطن وقيم ومبادئ الحرية والعدالة، وتعتبر الذكرى محطة تزويد، وفرصة يتجدد فيها العهد بالاستمرار في حمل روحية الشهادة والاستشهاد كقيمة أساسية في الحياة.

في هذا الإطار، أجرى موقع أنصار الله استطلاعًا شاملًا مع كوكبة من العلماء والشخصيات المجتمعية والكتّاب والمحللين، حيث تمحور الاستطلاع حول عدة نقاط رئيسية حول تأثير الذكرى السنوية للشهيد على الوعي الجماعي، ودور هذه الذكرى في تحفيز الأفراد على الالتزام بقيم الفداء والعطاء. كما تناول المتكلمون كيفية إيجاد سبل لتعزيز الروح الجهادية وترتيب الأولويات والأهداف، وأهمية ترجمة معاني الشهادة إلى أفعال تساهم في بناء مجتمع قوي ومتماسك.

الاستطلاع يهدف إلى الإسهام في تعزيز الوعي بأهمية ثقافة الشهادة والعمل على ترسيخ وحماية قيمها في واقع أجيال الأمة المتعاقبة، فإلى الحصيلة:

المواجهة مع قوى الاستكبار
البداية كانت مع العلامة فؤاد ناجي، والذي وصف الذكرى السنوية للشهيد بمحطة استذكار تعكس الأمة من خلالها احترامًا عميقًا للتضحيات التي قدمها شهداؤنا العظماء، الذين بفضلهم نستشعر اليوم عبق الحرية.

وأوضح ناجي أن الشهداء هم قادتنا وأساتذتنا، وأن فضلهم بعد الله والأنبياء لا يُقدر بثمن. إذ تنبع قوتنا وعزيمتنا اليوم من دروس تغرسها تضحياتهم في قلوبنا وعقولنا, فهذه الذكرى تُعيد ترتيب أولوياتنا وتستحث الهمم، مما يساعدنا على الوفاء بالعهد الذي قطعناه لهم: السير على الدرب الذي بذوره بدمائهم وأرواحهم.

وأعتبر العلامة ناجي حياة الشهداء مدرسة عظيمة، يُدرّس فيها الشهداء دروسًا لا تُنسى، كتبت على صفحات التاريخ بنقوشٍ من دمائهم, إنهم أساتذة الأجيال الذين أبدعوا في صقل الهوية، وتقديم نماذج تُحتذى في الشجاعة والإيثار, دروسًا تفوق في عمقها وثرائها كل ما يمكن أن تجده في سائر المدارس.

وأدرج خلال حديثه إشارات من القرآن الكريم، مؤكداً أن الله سبحانه وتعالى قد كرم الشهداء بلقبهم الخاص، فكانوا “الشهداء في سبيل الله” بدلًا من “القتلى”, وهو التكريم الذي عبر عن انتقالهم من حالة الفناء إلى حالة الحضور الدائم في عالم الشهادة، بما يتضمنه من شرف ورفعة.

أشار العلامة ناجي إلى أن الشهداء هم بالفعل حاضرون في مقعد صدق عند مليك مقتدر، يجسدون معنى الشهادة ويشهدون يوم القيامة على الأوفياء الذين حملوا الراية، في حين يبرزون أيضًا كحجة على الآخرين الذين قصروا في الوفاء بالعهد.

ودعا العلامة ناجي إلى تجديد العهد ومواصلة الإخلاص في العمل من أجل تحقيق الأهداف التي استشهد من أجلها أولئك العظماء، مؤكدًا أن الالتزام بمبادئهم يظل أمانة في الأعناق، ويجب أن نتذكر دائمًا أنهم يمثلون ضمير الأمة وقلبها النابض.

وأوضح أن الشهداء هم شهود على صدق أحوال الناس، يشهدون للذين وفوا بالعهد ويشهدون أيضًا على من قصروا وتخلفوا عن نصرة الحق.

وتابع قائلاً: “يشهدون، كما قال الله: ‘فإذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا”. مشيرًا إلى أنه في يوم القيامة سيكون الشهداء شهداء على من تنازلوا عن مبادئهم، ولن يفلح أولئك الذين فرطوا أو بدلوا في ذلك اليوم العظيم.

شهداء القضية العادلة
وأكد العلامة فؤاد ناجي أنه عندما نحيي ذكرى الشهداء، فنحن نجدد العهد لهم بأن نكون أوفياء لدمائهم وتضحياتهم, واستعرض بشكل واضح أن شهداءنا هم شهداء قضية عادلة، مستشهدًا بأنهم يمثلون الحق والمظلومية والإنسانية والإسلام, إنهم شهداء لفلسطين وللقرآن، وللراية التي حملوها في مسيرتهم نحو القدس، والذين واجهوا قوى الاستكبار بعزيمة وإصرار.

وأشار العلامة ناجي إلى دور الشهداء في توحيد الأمة، حيث اختزلوا الجغرافيا وجعلوا القضية المركزية هي المسجد الأقصى. فقد التقى الدم الفلسطيني بالدم اليمني والعراقي واللبناني والإيراني في معركة واحدة، من أجل قضية واحدة ضد عدو واحد.

ولفت إلى تلك الوحدة التي اتسمت بها الساحات، فلم يعد هناك فرق بين سنة وشيعة، أو شرق وغرب. فقد تبلور المشهد حول محورين أساسيين: محور القدس ومحور الولايات المتحدة, وتتجلى رايتان فقط في الأفق: راية الأقصى وراية الصهاينة، وينقسم الناس أمام هذا المشهد إلى فريقين: فريق مع القدس وفريق مع إسرائيل وأمريكا.

وواصل العلامة ناجي بالقول: “هنيئًا لشهدائنا أنهم كانوا في هذا الخط، وأنهم خاضوا هذا الدرس العظيم”.

إن تضحياتهم ومواقفهم تظل درسًا لكل الأجيال، تحث على المقاومة والتضحية في سبيل القضايا العادلة. وبذلك، تبقى ذكرى الشهداء قدوةً لنا جميعًا، تدفعنا لاستمرار المسيرة نحو تحقيق الحقوق واسترداد المقدسات.

كما تطرق العلامة فؤاد ناجي إلى مفهوم الشهادة وأهميتها في تعزيز الروح الجهادية لدى الأمة. وأكد أن الدرس الأعمق الذي يمكن استخلاصه من هذه الذكرى هو ضرورة حمل روح الجهاد والاستشهاد. وبيّن أن أعظم وفاء يمكننا تقديمه للشهداء هو التمسك بهذه الروحية، التي تشكل خط الدفاع الأول أمام مخططات الأعداء.

عزة الأمة وكرامتها ما بين الشهادة والانتظار
وفي كلمته، التي ألقاها في الفعالية التي أحيتها مؤسسة بنيان التنموية وأكاديمية بنيان للتدريب والتأهيل صباح الأحد الموافق 15 جمادي أول 1446هـ، أشار العلامة ناجي إلى أن الله قسم الصادقين إلى قسمين: “رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، منهم من قضى نحبه”: وهم الشهداء الذين قضوا نحبهم، و”منهم من ينتظر”: وهم أولئك الذين ينتظرون الشهادة بشغف للحاق برفاقهم, فهؤلاء ينتظرون موعدهم للالتحاق بحضيرة القدس ومقعد الصدق عند الله، وهذه الروحية برأيه، هي الاستراتيجية التي يعجز الأعداء عن مواجهتها.

وأضاف مستشهدًا بكلمات قائد الثورة: “الأمة التي تعشق الشهادة لا يمكن للأعداء أن يخيفوها أو يهزموها”, فكيف يمكن تهديد أمة تتوق إلى الشهادة وتعتبرها أقصى أمانيها؟ إن روح الشهادة تستدعي الصدق في العهد، والوفاء لتضحيات الشهداء، والاستمرار في خط الجهاد دون انحراف.

واستعرض ناجي ثلاث حالات قد يتعرض فيها الإنسان للاستبدال من قبل الله، مشددًا على أهمية عدم التبديل في الروح الجهادية.

الحالة الأولى : تتعلق بالبخل عن الإنفاق في سبيل الله، حيث قال الله تعالى: “وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم”.

الحالة الثانية: تتعلق بترك الجهاد والمرابطة، محذرًا من العذاب الذي قد ينزل على من يقصر في هذا الواجب, بينما الحالة الثالثة: تنبه على خطر الانزلاق عن هدى الله، مما قد يستدعي الاستبدال.

وأوضح أن التبديل الخطير ينطلق من تغييرات نفسية وثقافية، وعدم الاستجابة لنداء الجهاد. فالإنسان الصادق بعهد الله هو من لا تُغريه الدنيا ولا تتلاعب به الشبهات، بل يظل ثابتًا في إيمانه رغم التحديات.

كما أكد العلامة أن حمل روح الشهادة لا يعني العزوف عن الحياة أو الإحباط، بل هو تعبير عن الاستنفار الدائم والاستعداد للقاء الله في أي لحظة. إن انتظار الشهادة يعبر عن الصدق في العهد مع الله، ويجب أن يكون الإنسان جاهزًا للقاء الله بدون خوف، إلا في حالة الذنوب التي تهدد لقاءه.

أكد ناجي أن روحية الشهداء تعكس حب الحياة في سبيل الله، فهم لم يكونوا محبطين بل أكثروا من الخير، وآثروا التضحية من أجل المستضعفين ورفع راية الحق., هذه المبادئ تبقى نابضة في قلوبنا، تدفعنا للاستمرار في مسيرتنا نحو الجهاد من أجل القضايا العادلة.

مجاهد الجبهتين، وحامل الرايتين
وفي تصريح خاص لموقع أنصار الله، أكد نائب المدير التنفيذي لمؤسسة بنيان التنموية المهندس علي ماهر على ضرورة وحدة موقف ودور الأمة الإسلامية بأكملها، محذرًا من التحديات التي تواجهها, ورغم القول: بأن الولايات المتحدة، بكل ترسانتها العسكرية وقوتها الظاهرة، لا تعدو كونها “قشة” في مهب الريح، فقد تجلى مصداقه في واقع المواجهة الراهنة، التي ترصدها القوات المسلحة اليمنية. فهذه القوات، بشجاعة وإقدام، تواجه أعتى الأساطيل الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية، بما تحمله من بوارج ومدمرات وحاملات طائرات.

ولعل المفارقة الموجعة هي أن معظم الأنظمة العربية والإسلامية، بدلاً من الوقوف في صف قضايا الأمة، اختارت أن تقف ضد نفسها ودينها، وتحيد عن القضية المركزية للأمة. ففي الوقت الذي يسعى فيه أبطال المقاومة للدفاع عن الحق، تفتح هذه الأنظمة أبواب المجون والفساد، وتستقبل الخلاعة في بيوت الله، متجاهلةً القيم والمقدسات.

والأكثر إيلامًا أن هذه الأنظمة تحالفت مع قوى الشر والطغيان، ممثلة بأمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني الغاصب. فتقديم الشعوب والثروات كمقابل للمصالح الأمريكية يعد خيانة لا تغتفر، حيث تسعى لتحقيق وعود باطلة بالحماية، من دون أن تسأل: من يحمي من، وكيف ستفعل ذلك؟ وهم الذين عجزوا عن حماية أنفسهم وأساطيلهم.

إن هؤلاء الشهداء، بفضل بطولاتهم وتضحياتهم، يظلون حاضرين في قلوبنا، يُلهموننا الطريق، ويدفعوننا للوفاء بعهودنا. نحن ماضون على دربهم، متصلون بنهجهم الاستشهادي، ونحمل راية جهادهم، عازمين على حفظ الأمانات التي أُوكلت إلينا، حتى يأذن الله لنا بشرف اللحاق بهم.

الشهادة في مرضاة الله حياة أبدية وخالدة
في السياق، أشار فضيلة العلامة عبد الكريم عبدالله الشرعي، عضو رابطة علماء اليمن، إلى مكانة الشهادة العظيمة في الدين الإسلامي، مؤكدًا أن الله تعالى قد جعل فضل الشهادة في المرتبة الثانية بعد مرتبة الأنبياء والأولياء والصديقين. وعرض الشرعي هذه الفكرة بمزيد من الإيضاح، موضحًا أن يوم القيامة يُعتبر يومًا عظيمًا، حيث يفصل الله -عز وجل- بين الخلائق، مؤكداً أن أول ما يُحكم به في ساحة المحشر هو الحُكم بين الشهداء والنبيين، كما قال سبحانه وتعالى: “﴿ وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾[ الزمر: 69].

تظهر هذه المكانة الرفيعة للشهداء عظمة تضحياتهم وصمودهم، فبدونهم لا تستطيع الشعوب أن تحيا بكرامة، ولتلاشت قيم الدفاع عن الأرض والعرض, وحذر الشرعي من المخاطر المحدقة التي تتعرض لها الشعوب نتيجة غياب هذا الصمود، مشبهًا الوضع القائم في غزة ولبنان بما عاشه اليمن من أهوال.

كما استعرض الشرعي، في حديث خاص لموقع أنصار الله، الظروف الصعبة التي مر بها اليمن، مستشهدًا بالتفجيرات “الإرهابية” التي استهدفت الأبرياء، من المفخخات والعبوات الناسفة، وما أُحيط به الطيارون وكبار الضباط من اغتيالات ممنهجة, تلك الأعمال الإرهابية، التي لم تسلم منها حتى مواقع حتى وزارة الدفاع في العرضي بالعاصمة صنعاء، وكافة الأماكن العامة، ومن ضمنها المستشفيات والمساجد كجامع بدر وجامع الحشحوش، كانت تُمثل تهديدًا مباشرًا للأمن والاستقرار. ولكن بعون الله وتأييده ثم بصمود الشهداء وتضحياتهم الجسام، تجاوز اليمن تلك المرحلة المظلمة، ليبدأ العيش في أمن واستقرار.

مؤكدًا أن الشهادة تُعد أحد أشرف المنازل عند الله، حيث يكرم الله الشهداء باستضافتهم إلى جواره، ويمنحهم حياة أبدية ورزقًا مستدامًا إلى جوار الأنبياء والصديقين: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}

إن الدروس المستفادة من تضحيات هؤلاء الأبطال تظل نبراساً يُضيء الطريق للأجيال القادمة، مُشجعاً المجتمع على تقدير عطاءاتهم والاحتفاء بذكراهم. مشددًا “يتوجب علينا جميعًا أن نستمر في تكريم شهدائنا، وتقدير كل ما بذلوه من أجل الوطن، مستلهمين من صمودهم العزيمة على البناء والتطوير، لنتفوق على التحديات ونحقق الأمن والاستقرار الذي يستحقه شعبنا”.

الاستعداد خصوصية يتميز بها المجاهد
“في عالم الإيمان والجهاد، تبرز قيمة الشهادة كنجم ساطع، لا تحجبها زينة الدنيا ولا ملذاتها”، بهذه العبارة استهل القاضي جميل عبدالعزيز الشرعي – مدير عام استئناف الجوف – تصريحه لموقع أنصار الله، مؤكدًا أن الشهادة تمثل الهدف الأسمى الذي يسعى إليه المؤمن، وعليه أن يكون واعيًا بأن التبديل الخطير يكمن في المواقف والأخلاق والمبادئ. فالإنسان، إذا لم يتدارك نفسه ويستغفر الله سبحانه وتعالى، قد يتعرض لاختلالات متعددة تمس جوانب حياته كافة، العقلية والشخصية، بل والروحانية التي يحملها المجاهد والشهيد.

مشيرًا إلى أن المجاهد الذي يحمل روح الجهاد والاستشهاد لا يتأثر بمظاهر الدنيا، لأنه يبذل جهده في سبيل هدف سامٍ، وهو نيل الشهادة, وفي ذلك تأكيد على أن الشهادة ليست مجرد لفظ يُقال، وإنما تجسيد للإرادة الصادقة والعزم الثابت.

لافتًا إلى أن على المجاهد أن يعمل بلا كلل لمواصلة مسيرته، مع تعزيز موقفه عند الله بالتحلي بالتقوى والصلاح ليكون أهلًا لضيافته وكرامته.

وحث الشرعي الأجيال الناشئة من رحم التضحية التي قدمها الشهداء، على الاستعداد الدائم لمواجهة التحديات، مشيرًا إلى أن الاستعداد هو الخصوصية التي يتميز بها المجاهد عمن سواه، والتذكير بأن الشهداء إنما سبقوا, وأنهم يمثلون القدوة في الإصرار والعطاء. مشيرًا إلى أن هذا الاستعداد هو ما يمنح الإنسانية القوة للثبات, محذرًا “ليس هناك مكان للكسل أو التفريط في روح الجهاد, فالأشخاص الذين يستسلمون لداء الأعذار والشكوك هم بعيدون عن روح الشهداء والمجاهدين. في المقابل، تظل شجاعة المجاهد هي النور الذي يضيء دربه، حتى في أحلك الظروف”.

وقال: “في ذكرى الشهداء، يُدعى كل من يعيش تحت سماء الأقصى إلى التأمل في نفسه، ليقيس مدى استعداده للبذل والعطاء من أجل قضيته, فإننا في خضم معارك ضارية، نحتاج إلى تمسك قوي بمبادئ الجهاد والعمل الجاد، حتى نواجه التحديات بشجاعة وإيمان, يكمن جمال الموقف في من يجدد العزم، ويسعى لتغيير الواقع رغم المعوقات”.

مضيفًا “علينا أن نستثمر كل لحظة في تأمل أحوالنا وذكر الشهداء, فالمجالس التي تذكّرنا بشهاداتهم وتشعل فينا جذوة الحماس هي وجهتنا, إنها فضاءات للتفاعل والتأمل، وتذكير دائم بأن الجهاد ليس صراخًا فقط، بل هو أيضًا التزام دائم وتجديد للعهد مع الله والشهداء”.
—————————————-
أنصار الله. استطلاع: يحيى الربيعي

مقالات مشابهة

  • “البديوي”: نشيد بالجهود التي تبذلها وزارات الدفاع بدول المجلس لتبادل الخبرات والتجارب
  • في يومه العالمي.. سر اختيار 21 نوفمبر للاحتفال بالتلفزيون
  • فاتورة خسائر “جولاني” ترتفع.. قتيل جديد
  • تكريم خريجي دورات “طوفان الأقصى” من موظفي شركة النفط بالحديدة 
  • حالة من الذعر...مواطنون شعروا باهتزازات قويّة وهذا ما تبيّن
  • “تحقيق أمنية” تشارك العالم الاحتفال بيوم الطفل
  • عزة الأمة وكرامتها ما بين “الشهادة والانتظار”
  • شاهد| سقوط صواريخ حزب الله على يافا المحتلة “تل أبيب”
  • القازنلي: درجات حرارة معتدلة الأسبوع القادم وأجواء مناسبة لـ “الكشتات” .. فيديو
  • قواعد من الحياة.. “مَنْ لمْ يشْكُرِ النَّاسَ لَمْ يشْكُرِ الله”