لأول مرة.. دراسة ترصد التغيرات التي تطرأ على دماغ المرأة أثناء الحمل
تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT
يتسبب الحمل في تغييرات كبيرة تطرأ على جسد المرأة منها ما يتعلق بالهرمونات والقلب والأوعية الدموية والتنفس والهضم والإخراج، لكن دراسة جديدة كشفت أيضا أن الدماغ يتعرض لتغيرات كبيرة منها العابر ومنها ما يستمر لفترات.
وقال باحثون الاثنين إنهم تمكنوا لأول مرة من رسم خريطة للتغيرات التي تطرأ عندما يعيد الدماغ تنظيم نفسه استجابة للحمل، استنادا إلى 26 عملية مسح خلال فترة كبيرة بداية من ثلاثة أسابيع قبل الحمل ومرورا بشهور الحمل التسعة وحتى العامين التاليين للولادة.
ووثقت الدراسة انخفاضا واسع النطاق في حجم المادة الرمادية المعروفة باسم قشرة الدماغ، وهي قشرة متجعدة تشكل الطبقة الخارجية من الدماغ، فضلا عن زيادة في سلامة البنية الدقيقة للمادة البيضاء الداخلية في المخ. وتزامن التغيران مع ارتفاع مستويات هرموني الاستراديول والبروجسترون.
وتتكون المادة الرمادية من أجسام الخلايا العصبية في الدماغ، بينما تتكون المادة البيضاء من حزم من المحاور - الألياف الطويلة والرفيعة- للخلايا العصبية التي تنقل الإشارات لمسافات طويلة عبر الدماغ.
واستندت الدراسة، وهي الأولى من نوعها، إلى حالة واحدة هي إليزابيث كراستيل، خبيرة علم الأعصاب الإدراكية بجامعة كاليفورنيا في مدينة إرفاين والتي شاركت في إعداد الدراسة.
وكراستيل أم لأول مرة أنجبت طفلا سليما عمره الآن أربعة أعوام ونصف العام، وكانت تبلغ من العمر 38 عاما عندما خضعت للدراسة، وعمرها الآن 43 عاما.
وقال معدو الدراسة إنهم منذ استكمالها لاحظوا النمط نفسه لدى العديد من النساء الحوامل الأخريات اللاتي خضعن لفحوص الدماغ في إطار مبادرة بحثية مستمرة تسمى مشروع الدماغ الأمومي. ويهدفون إلى زيادة عدد الحالات التي يشملها المشروع إلى مئات.
وقالت كراستيل "أمر صادم أننا في عام 2024 ولا نملك معلومات تذكر عما يحدث في المخ في أثناء الحمل. هذه الدراسة (البحثية) تفتح الباب أمام أسئلة أكثر مما تجيب عليها، ونحن لا نزال في بداية الطريق للإجابة على هذه الأسئلة".
وأظهرت الفحوص انكماشا بلغ أربعة في المئة في المتوسط للمادة الرمادية في نحو 80 في المئة من مناطق الدماغ التي تمت دراستها. ولم يؤدِ الارتداد الطفيف بعد الولادة إلى عودة حجم القشرة إلى مستويات ما قبل الحمل.
وأظهرت الفحوص زيادة بنحو 10 في المئة في سلامة البنية الدقيقة للمادة البيضاء، وهي مقياس لصحة وجودة الاتصال بين مناطق الدماغ، وبلغت ذروتها في أواخر الثلث الثاني من الحمل وأوائل الثلث الثالث ثم عادت بعد الولادة إلى حالتها قبل الحمل.
وقالت إيميلي جاكوبس، خبيرة علم الأعصاب في جامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا، كبيرة معدي الدراسة المنشورة في مجلة نيتشر نيورو ساينس، "يخضع دماغ الأم لتغيير خاص بفترة الحمل، وأخيرا أصبحنا قادرين على مراقبة العملية في الوقت الفعلي".
وأضافت "التقطت دراسات سابقة صورا للدماغ قبل وبعد الحمل. لكننا لم نراقب قط الدماغ في خضم هذا التحول".
وقال الباحثون إنه ليس من الواضح ما إذا كان فقدان المادة الرمادية أمرا سيئا.
وقالت لورا بريتشيت باحثة الدراسات العليا في جامعة بنسلفانيا والمشاركة في إعداد الدراسة "من الممكن أن يكون هذا التغيير إشارة إلى ضبط دقيق لدوائر المخ، وهو أمر ليس بعيدا عما يحدث لجميع الشباب في أثناء الانتقال إلى مرحلة البلوغ عندما تصبح أدمغتهم أكثر تخصصا. قد تكون بعض التغيرات التي لاحظناها أيضا استجابة للمطالب الفسيولوجية الكبيرة للحمل نفسه، مما يُظهر مدى قدرة الدماغ على التكيف".
ويأمل الباحثون في أن يتمكنوا في المستقبل من دراسة مدى إمكانية أن يساعد الاختلاف في هذه التغيرات في التنبؤ بظواهر مثل اكتئاب ما بعد الولادة وكيف يمكن أن يؤثر تسمم الحمل، وهو حالة خطيرة من ارتفاع ضغط الدم قد تتطور في أثناء الحمل، على الدماغ.
وقالت كراستيل إنها لم تكن على علم في أثناء الدراسة بالبيانات التي تظهر التغيرات في دماغها، ولم تشعر بأي اختلاف.
وأضافت، في إشارة إلى الغموض العقلي الذي تعاني منه بعض النساء الحوامل "يتحدث بعض الناس عن 'دماغ الأم' وأشياء من هذا القبيل... ولم أمر بأي شيء من هذا حقا".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی أثناء
إقرأ أيضاً:
دراسة: الدارجة تهيمن والفصحى تتوسع عند المغاربة
كشفت دراسة حديثة أنجزها مكتب “سونيرجيا” المتخصص في استطلاعات الرأي، عن تحولات ملحوظة في المشهد اللغوي المغربي خلال سنة 2025، مشيرة إلى تقدم العربية الفصحى في أوساط الشباب، مقابل استمرار هيمنة الدارجة المغربية كلغة أم لمعظم السكان.
وبحسب نتائج الدراسة، فإن 29% من المغاربة يتحدثون العربية الفصحى، مع تركز استخدامها بشكل أكبر في الوسط الحضري وبين الفئات الشابة والمتعلمة، في انعكاس مباشر لتوسع نسب التمدرس في الأجيال الجديدة.
من جهتها، تحافظ الدارجة المغربية على موقعها كلغة جامعة في الحياة اليومية، حيث يعتبرها 94% من المواطنين لغتهم الأم، رغم غياب طابعها الرسمي.
أما اللغة الأمازيغية، فيتحدث بها 25% من المغاربة، وتُستخدم كلغة أولى لدى 21%، مع تسجيل أعلى نسب الاستعمال في مناطق الجنوب، حيث تصل إلى 39%. كما أظهرت الدراسة أن حضور الأمازيغية يظل مستقرًا نسبيًا، خصوصًا في الأوساط القروية والفئات الشعبية.
وفي ما يخص اللغة الفرنسية، لا تزال تلعب دورًا مهمًا في التعليم والإدارة وقطاع الأعمال، حيث صرّح 19% من المستجوبين بقدرتهم على التحدث بها بطلاقة. وسجلت الدراسة تفاوتًا واضحًا بين الطبقات الاجتماعية، إذ ترتفع النسبة إلى 43% بين الفئات الميسورة، مقابل 6% فقط لدى ذوي الدخل المحدود.
كما رصدت الدراسة تقدمًا ملحوظًا للغة الإنجليزية، خصوصًا بين الشباب دون سن 34 عامًا بنسبة 17%، وبين الفئات ذات الدخل المرتفع بنسبة 22%، وهو ما يعكس تنامي دور هذه اللغة في التعليم العالي وسوق الشغل والإعلام الرقمي، رغم أن نسبتها العامة لا تتجاوز 9% من مجموع السكان.
من جهة أخرى، لا تزال اللغتان الإسبانية والألمانية على هامش المشهد اللغوي، إذ لا يتعدى عدد المتحدثين بهما بطلاقة 1%، ما يعكس محدودية انتشارهما في المنظومتين التعليمية والمهنية بالمغرب.
وأبرزت الدراسة أن 45% من المغاربة أحاديي اللغة، في حين يتحدث 34% لغتين، و14% ثلاث لغات، بينما تصل نسبة من يتحدثون أربع لغات أو أكثر إلى 11% في الفئة العمرية 25-34 سنة، و20% بين الفئات ذات الدخل المرتفع.
وتعكس هذه النتائج تنوع المشهد اللغوي المغربي وتحولاته، في ظل تفاعل مستمر بين الانتماء الثقافي، منظومة التعليم، والتطورات الاقتصادية والتكنولوجية.