تتميز المملكة العربية السعودية بكبر مساحتها وتنوُّع تضاريسها ومناخها ومناطقها، وهذا أكسبها شمولية طبيعية فريدة من نوعها، فسبحان الخالق الوهاب بديع السماوات والأرض الذي قدّر فسوى واستوى على عرشه .
هذا التنوع في تضاريسها ومناخها، أكسبها مميزات كثيرة وعديدة: لعل أبرزها التنوع السياحي، فهناك مثلاً الوجهات السياحية المميزة كالمرتفعات والوجهات البحرية بشواطئها والواحات الزراعية والأودية والأماكن التراثية وغيرها من الأماكن، والتي تم
الإستفادة منها سياحياً بنسبة عاليةً، ولكنّ هناك جزءاً من هذا التنوع البيئي، بمميزاته المختلفة والفريدة من نوعها، تحتاج إليّ مزيد من الاستكشاف والابتكار والإبداع السياحي، ألا وهي الكثبان الرملية، فلو تم استغلالها مثلا في السياحية الرياضية كالتزلج والتحمُّل والقدرة، أو إستغلالها كسياحة علاجية أو ترفيهية، لكانت مقصداً، ووجهة لكثير من السياح من داخل الوطن وخارجه، فمثلاً في محافظة أملج، توجد كثبان رملية متعددة ومتنوعة، وتتميز بكل الإستخدامات
السابقة ، خاصة وأن محافظة أملج ذات مناخ معتدل في أشهر الصيف، وخاصة ليلاً، وذلك لميزة البحر
وجزره والمرتفعات والأودية والمزارع وكثبانها الرملية، وهذه أكسبتها ميزة إعتدال طقسها، فتجدها تميل للبروده ليلاً، خاصة في كثبانها الرملية المحيطة بالمزارع كالرمال الذهبية المتنوعة في مناطق المقرح وسمنه وسمين.
هذه الكثبان الرملية، من بداية المساء والليل إلى الفجر، تكون باردة نسبياً بسبب نسيم الجبل والوادي والمزارع، فلو أُستغلت سياحياً، لكانت وجهة سياحية رائعة وجميلة، وتحقق الهدف المراد من السياحة، والتي صارت صناعة، فيها مكتسبات كبيرة، وهذه الكثبان الرملية المتنوعة، من الممكن أن تقام عليها سباقات رياضية كالتزلُّج، أو أن تستغل كسياحة منتجعات صحية أو ترفيهية، لجمالها وتميّزها عن غيرها.
وبعد، هذه أفكار سياحية كتبتها من حب وكحلم سياحي من الممكن أن يتحقق يوماً على أرض الواقع، كما تعودنا في وطننا الحبيب ، فالحلم والتخطيط والبناء والإنجاز، واقع تميَّزنا به كما في مشروع البحر الأحمر، المشروع السياحي الأحدث والأجمل والوجهة السياحية العالمية الرائعة، والذي يعدّ حلماً ومقصداً للسياح في كل مكان، ومن سمع ليس كمن شاهد ورأى، ومن حضر وشاهد ورأى فقد سًر بما رأى .
وفي النهاية، بيئتنا جميلة بتنوِّعها وجمالها.
Leafed@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
لتعزيز حماية التنوع البيولوجي.. المملكة تُعلن عن اكتشاف أكبر موقع تعشيش للسلاحف البحرية في البحر الأحمر
أعلنت المملكة العربية السعودية ممثلة في المؤسسة العامة للمحافظة على الشُعب المرجانية والسلاحف البحرية في البحر الأحمر “شمس”، عن اكتشاف أكبر موقع تعشيش للسلاحف البحرية يتم تسجيله على الإطلاق في المياه السعودية في البحر الأحمر، وذلك في جزر الأخوات الأربع، في اكتشافٍ بيئي فريد، يأتي ضمن سلسلة الجهود والمبادرات المتواصلة، التي تقودها، لتعزيز المعرفة بالسلاحف البحرية، وبيئاتها الطبيعية في البحر الأحمر، وتحقيق استدامتها وحمايتها، وفق مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وبهذه المناسبة، أكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة “شمس” الدكتور خالد أصفهاني، أن المؤسسة خصصت لهذا الاكتشاف، جزر الأخوات الأربع منطقة لإدارة الأنواع؛ من أجل حماية موائل التعشيش لهذه السلاحف، بما يتوافق مع مستهدفاتها البيئية؛ حيث تسهم هذه الجهود في حماية التنوع البيولوجي، وتحقيق هدف تحويل “30?” من أراضي المملكة البرية والبحرية، إلى محميات طبيعية بحلول عام 2030.
وأوضح أن الجزر الأربع، وهي “مرمر”، و”دهرب”، و”ملاتو”، و”جدير”؛ تتميز بكثافتها العالية بمواقع تعشيش السلاحف البحرية، حيث تم تسجيل أكثر من “2500” عش للسلاحف البحرية في هذه الجزر حتى الآن، مما يثبت أنها منطقة تكاثر حيوية للسلاحف المهددة بالانقراض في البحر الأحمر، خاصة وأن السلاحف البحرية التي تعشش فيها، تعود إلى نفس مواقع التعشيش عامًا بعد عام؛ مما يجعل حماية هذه المواقع أمرًا حيويًا لبقاء هذه الأنواع، مشيرًا إلى أن الجزر الأربع تستضيف أعدادًا استثنائية من السلاحف، منها السلحفاة الخضراء المهددة بالانقراض، والسلحفاة صقرية المنقار المعرضة لخطر الانقراض الشديد؛ مما يجعلها من أهم مواقع تعشيش السلاحف البحرية في المنطقة بأكملها.
اقرأ أيضاًالمنوعاتتشييع جثمان الممثل المصري حسن يوسف
وأضاف أن المؤسسة تطور حاليًا خطة إدارة شاملة، لحماية مواقع تعشيش السلاحف البحرية على امتداد سواحل البحر الأحمر، حيث تم التعرف على أكثر من “180” موقعًا شاطئيًّا للتعشيش على سواحل البحر الأحمر في المملكة، بفضل الجهود الكبيرة لفرق خبراء البيئة في “شمس”، إضافةً إلى العمل على تعزيز فرص السياحة المستدامة والترفيه، حول هذا النظام البيئي البحري الفريد من نوعه، مما يسهم في إثراء هذه المنطقة المحمية، وضمان استمرار السلاحف البحرية في التكاثر في موائلها الطبيعية، بما يساهم في تعزيز استدامة المجتمع والبيئة.
يذكر أن هذا الاكتشاف، يأتي ضمن جهودٍ أوسع تبذلها “شمس”، للحفاظ على التنوع البيولوجي البحري الفريد في البحر الأحمر، الذي تمثل السلاحف البحرية فيه عنصرًا محوريًا في النظام البيئي للبحر الأحمر، ما يعني أن بقاءها ضروري للحفاظ على التوازن البيولوجي والبيئي، وذلك توافقًا مع مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء، ورؤية المملكة 2030، للالتزام الوطني بالحفاظ على تراثها الطبيعي، وحماية التنوع البيولوجي البحري.