يعود الهدوء إلى منطقة الحدود مع سبتة بشكل متقطع بعد يوم كامل من الاضطرابات جراء محاولة الآلاف من المهاجرين غير النظاميين غالبيتهم يافعون، تنفيذ هجرة جماعية بالقوة.

لكن مطامح هؤلاء لا تعرقلها حتى الاعتقالات التي طالت من يدعون لهذه العمليات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولا ما حدث يوم الأحد عندما حاول مئات الأشخاص عبور الجبال نحو سبتة، رامين الحجارة ومسببين أضرارًا في السياج الحدودي.

هذا المساء، بدأت مجموعة من هؤلاء في التدفق على السياج من منطقة واد الضاويات، حيث رصدت السلطة حركة غير اعتيادية، وهي في الوقت الحالي، قد فعلت بروتوكول التدخل مثل البارحة.

ليس ذلك فقط، بل هناك موعد جديد: 30 سبتمبر. مرة أخرى يتم الدعوة للمشاركة الجماعية فيما يسمونه « الهجوم » على الثغر المحتل.

لا تزال تداعيات ما حدث قبل 24 ساعة مستمرة، وهو حدث غير مسبوق. ثلاث محاولات اقتحام للسياج في غضون ساعات قليلة، قادها مهاجرون من دول جنوب الصحراء، وأغلبهم مغاربة وجزائريون، بينهم العديد من القُصّر.

أطفال لم تتجاوز أعمارهم حتى 10 سنوات. هذا هو أكثر ما لفت الانتباه في هذا التحرك الذي استند إلى دعوات جماعية للعبور نُشرت عبر فيسبوك، مجموعات واتساب، وتطبيقات أخرى. كل ذلك يعتمد على معلومات زائفة، وفيديوهات من تيك توك بوعود مضللة. إنها الوسيلة المثالية لتحريك الجماهير، وهي ما دفع مئات الأشخاص ليس فقط لمحاولة الدخول إلى المدينة، بل أيضًا لمواجهتهم قوات الأمن دون خوف، ورميهم بالحجارة، وتخريب الممتلكات العامة في الشوارع، وإلحاق الأضرار بالحافلات، وإشعال النيران.

لم يتمكن أي من هؤلاء الأشخاص من دخول سبتة، لكن تم تسجيل حقيقة مقلقة: وجود كتلة اجتماعية واسعة تعبر بهذه الطريقة عن استيائها من المغرب، وتسعى أو تدعي أنها تسعى لتدمير كل شيء.

في هذا الصباح، استمر ظهور بعض المجموعات المعزولة، فيما حاول آخرون القفز إلى البحر، بما في ذلك امرأة. إنها المحاولات الفردية المتبقية، حيث يظل الهدف الوحيد هو الوصول إلى سبتة.

 

واقع يوم 15 سبتمبر لا يزال يحمل العديد من التداعيات التي ستُروى لاحقًا. حتى الآن، لم تصدر تصريحات رسمية من المغرب حول ما حدث، لكن من المعروف أن هناك إصابات في صفوف عناصر الأمن، دون تسجيل وفيات.

الخسائر المادية كبيرة، والجرحى كُثر، في حادث غير مسبوق بسبب العنف المسجل. ضبطت السلطات أعدادا كبيرة من الأفراد قُدرت بأزيد من 1500 شخص، كما اعتقل مئات الأشخاص على خلفية أحداث العنف وفق مصدر بالسلطة المحلية.

رغم عودة الهدوء بشكل مؤقت، إلا أن مخاوف السكان المحليين تتزايد بسبب حوادث الهجرة الجماعية هذه.

وتقدم السلطات كمقياس لنجاح خطتها، إعاقة عبور الآلاف إلى سبتة بفضل التعبئة الأمنية غير الاعتيادية، إلا أن الثغرات التي تسللت منها حشود متفرقة من المئات من المرشحين للهجرة، إلى الفنيدق ثم وصولا إلى الحدود، أفضت في نهاية المطاف إلى الاضطرابات التي حدثت.

في الواقع، لم تنشأ عن العرض الأمني الهائل الذي قدمته السلطات قبل 15 سبتمبر نتائج كبيرة على صعيد إيقاف الحملة نفسها. من الواضح أن الأعداد الكافية من القوات العمومية لم تكن متوفرة، لكن السلطات قررت المضي في الخطط يملؤها الأمل في تراجع اليافعين عن تنفيذ محاولة الهجرة الجماعية بعد الاستعراض الهائل للقوات الأمنية على شاطئ الفنيدق. من دون مساعدة القوات المسلحة في الجبال، والدرك الملكي، كانت خطط السلطات هذه ستعاني بشدة.

ستتم مراجعة النتائج وتحليلها؛ فالأضرار المادية كبيرة، ليست فقط في الحدود، بل والفنيدق بشكل أكبر حيث لم تنفع الإجراءات المتخذة من قبل في إبعاد البلدة عن التحول إلى ساحة حرب حقيقية طوال الليلة الماضية.

 

مع (إلفارو دي ساوتا)

كلمات دلالية أطفال المغرب سبتة لاجئون هجرة

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: أطفال المغرب سبتة لاجئون هجرة

إقرأ أيضاً:

المواجهات العنيفة مع الشرطة تتمدد إلى الفنيدق قرب الحدود مع سبتة بسبب محاولة الهجرة الجماعية

تتفاقم الوضعية بالفنيدق على مقربة من الحدود مع سبتة مع الاضطرابات التي يسببها أولئك الذين يرغبون في العبور إلى الثغر المحتل استجابة إلى دعوات أُطلقت على وسائل التواصل الاجتماعي لتنفيذ هجرة جماعية في 15 سبتمبر.

صفارات الإنذار الصادرة عن مركبات الشرطة التي تمخر بسرعة الطرق الرئيسية في البلدة الحدودية، لا تتوقف عن الرنين، والمركبات المضادة للشغب تتقدم نحو حي باب سبتة بعد القلاقل التي حدثت عند المعبر الحدودي باب سبتة. سقط جرحى في صفوف القوات العمومية، وقد نقلوا إلى المستشفى.

هناك، تحدث الآن الاشتباكات مع رشق الحجارة على الحافلات التي تحمل أولئك الذين تم اعتراضهم وضد الشرطة نفسها. تدور المواجهات في الطريق نفسه، في أقرب حي إلى سبتة. هناك، تدور حرب حقيقية بلا هوادة. يتم توجيه رشق الحجارة بشكل جماعي ضد المركبات وقوات الأمن، لكن هذه الأخيرة ترد باستخدام معدات مكافحة الشغب والشاحنة التي تطلق الماء.

الصور التي تصل من الجانب الآخر تظهر مجموعة من الشباب، العديد منهم مراهقون، يشرعون في التوجه نحو الحدود وهم يرددون « سبتة، سبتة ». يتم احتجازهم من قبل قوات الأمن بينما تستمر سلطات سبتة في تفعيل قواتها الأمنية.

الآن، تتركز الأنظار على البحر، حيث لا يحاول اليافعون فقط التوجه إلى الجبال بل أيضًا إلى المياه. لذلك، حاولوا كسر وإسقاط السياجات الموضوعة على الشواطئ لمنع ذلك. أولئك الذين انتقلوا إلى المدينة يبحثون عن طريقة للعبور بأي ثمن، مما يظهر مشاهد عنيفة للغاية. في هذه اللحظات، تشهد الفنيدق مواجهة حقيقية.

أشرطة وثقت لبعض هذه المواجهات، وتظهر من يقول مصور الشريط إنه عنصر من القوات العمومية ممدا على الأرض دون حراك. أشرطة أخرى تبين إحراق حاويات للنفايات وسط الطريق الرئيسي المؤدية إلى سبتة، وبوسط المدينة الحدودية، بينما اضطرت السلطات إلى قطع الطريق كله.

حاولت جماعات غفيرة من اليافعين والبالغين اقتحام الحدود منذ صباح اليوم، من خلال مواجهة التدابير الأمنية التي وضعتها المغرب والتي لم تُرَ من قبل. ما يحدث هذا الأحد يعتبره الإسبان هجوما حقيقيا، حيث لا تتوقف محاولات العبور منذ صباح يوم أمس، والتي تتميز بعنف بعض المشاركين فيها.

هناك مخاوف من أنهم سيواصلون محاولة الدخول. الوضع يتدهور، وقد اضطرت القوات العمومية المغربية لاستخدام الغاز المسيل للدموع ردًا على رشق الحجارة من قبل الطامحين للعبور إلى سبتة، العديد منهم قاصرون.

كلمات دلالية الفنيدق المغرب سبتة قاصرون لاجئون هجرة

مقالات مشابهة

  • القضاء يطلق تحقيقا في صور وأشرطة تعرض "انتهاكات" في مواجهة الهجرة الجماعية إلى سبتة
  • صور وأشرطة تثير أسئلة قوية حول حدوث انتهاكات خلال عمليات أمنية في مواجهة موجة الهجرة الجماعية
  • بينهم جزائريون.. السلطات المغربية توقف الآلاف خلال محاولات الهجرة الجماعية صوب سبتة المحتلة
  • هدوء حذر في باب سبتة بعد ليلة عصيبة لرجال الأمن
  • عاجل.. المغرب توقف الهجرة الجماعية اسبانيا لآلاف من الأجانب والجزائريين
  • هدوء في المغرب عقب مواجهات إثر محاولات لهجرة جماعية إلى سبتة
  • السلطات تحصي خسائرها بعد يوم من الاضطرابات على الحدود مع سبتة جراء محاولة الهجرة الجماعية (+فيديو)
  • السلطات المغربية تقرر إغلاق معبر سبتة المحتلة تحسبا لأي طارئ
  • المواجهات العنيفة مع الشرطة تتمدد إلى الفنيدق قرب الحدود مع سبتة بسبب محاولة الهجرة الجماعية