إبراهيم عيسى للحكومة: ارفعوا أيديكم عن أعناق الناس.. الدعم لا يمثل سوى 11% من الموازنة
تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT
كتب- حسن مرسي:
قال الإعلامي إبراهيم عيسى أن الوزراء الحاليون يفتقرون إلى خبرة التواصل مع الجمهور، مضيفًا: "الشعب المصري غير موجود في صناعة القرار رغم أنه السيد".
خلال برنامجه "حديث القاهرة"، عبر فضائية "القاهرة والناس"، أضاف عيسى أن القضايا المفروضة على الساحة مثل الدعم وتعديلات نظام التعليم والإجراءات الجنائية وسرقة الكهرباء تمثل زيادة ضغط على المواطن.
تابع مقدم "حديث القاهرة": "سرقة الكهرباء جريمة لا خلاف عليها، ولكن تصدير أن سرقة التيار من بعض المواطنين هي سبب الأزمة والمبرر لزيادة أسعار شرائح الكهرباء غير منطقي".
ووجه الإعلامي إبراهيم عيسى رسالة للحكومة قائلًا: "ارفعوا أيديكم عن أعناق الناس، طرح فكرة الدعم باعتباره عبء على عاتق الحكومة ضغط على أعصاب المصريين"، متسائلًا: "هل رفع الدعم سيحل مشاكل الحكومة؟، كل مفردات الدعم لا تشكل سوى 11% من الموازنة العامة الجديدة، وباقي الـ89% بند مصروفات من ضمنها سداد فؤائد الديون بنسبة 62% من الموازنة".
واستطرد: "قيمة الدعم في ظل الإنفاقات الخاصة بالحكومة لا تساوي شيئًا، لماذا تهبط القرارات على المواطن رأسًا؟، هل المواطن اللي عنده واي فاي يستاهل نشيل منه بطاقة التموين وحصته من الأسمدة؟".
واختتم حديثه بقوله: "المسؤولين باصين على الـ 50 جنيه دعم وسايبين البنود التانية، هما دول بيكفوا المواطن عيش في الشهر؟، للأسف الحكومة تفكر في كل شيء سوى المواطن".
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: حادث قطاري الزقازيق محور فيلادلفيا سعر الدولار الطقس أسعار الذهب الانتخابات الرئاسية الأمريكية إيران وإسرائيل الدوري الإنجليزي التصالح في مخالفات البناء سعر الفائدة فانتازي إبراهيم عيسى برنامج حديث القاهرة الإجراءات الجنائية سرقة الكهرباء أسعار شرائح الكهرباء الدعم بطاقة التموين
إقرأ أيضاً:
بين وهم الإنجازات وواقع المعاناة: الحكومة أمام امتحان المحاسبة السياسية.
بعد صمت طويل، خرج علينا رئيس الحكومة أخيرًا خلال اجتماع داخلي مع فريقه البرلماني، في إطار التحضير للدخول السياسي. لقاء بدا أنه يهدف أساسًا إلى تقديم “توجيهات” لنوابه ومستشاريه، والتي تمحورت بشكل لافت حول دعوته لهم إلى “الدفاع عن الأغلبية الحكومية”. وهنا يحق لنا أن نتساءل: وأين المواطن من كل هذا؟
فالبرلمانيون، قبل أن يكونوا مدافعين عن الأغلبية، هم ممثلو الأمة، يحملون صوت من انتخبهم ووضع ثقته فيهم للدفاع عن مصالحه، لا عن تماسك سياسي هش بات عنواناً لحكومة تتصارع مكوناتها حول من سيقود حكومة « المونديال »،والتي تكاد لا يجمعها سوى الرغبة في الاستمرار في تدبير شؤون البلاد، لا أكثر.
حديث رئيس الحكومة لم يكن مفاجئًا. فمنذ توليه المنصب، دأب على تجاهل تقارير مؤسسات وطنية رسمية، تحذر بوضوح من التدهور الاقتصادي والاجتماعي. أما البرلمان، فقد اختُزل دوره في مناسبات استعراضية، يعتلي خلالها رئيس الحكومة المنصة ليُطرب مسامع برلمانييه بـ”إنجازات” لا يشعر المواطن بأي أثر لها في معيشه اليومي.
التشديد الأخير لرئيس الحكومة على ضرورة تماسك الأغلبية لا يعكس حرصًا على التنسيق في خدمة المواطن، بل يعكس قلقًا سياسيًا حقيقيًا، خاصة وأن الدخول البرلماني تزامن مع فضيحة سياسية كبرى، تمثلت في صرف دعم بقيمة 13 مليار درهم لاستيراد المواشي، دون أن يكون لذلك أي أثر على أسعار اللحوم الحمراء، ودون مساءلة أو محاسبة.
في دول تحترم ديمقراطيتها ومواطنيها، كانت هذه الفضيحة لتدفع الحكومة إلى تقديم استقالتها. لكن في مغربنا، لا نستغرب اعتراف بعض أعضاء الحكومة أنفسهم بهدر المال العام، بل والأدهى من ذلك، الالتفاف على مطالب المعارضة بتشكيل لجنة تقصي الحقائق، من خلال إحداث مهمة استطلاعية لا ترقى إلى مستوى التحقيق والمساءلة.
تشكيل لجنة تقصي الحقائق هو حق دستوري تمارسه المعارضة عندما تستشعر غياب الشفافية، وضعف التواصل الحكومي، وانعدام الأجوبة المقنعة حول ملفات تمس الأمن الغذائي للمغاربة، بل السيادة الغذائية ذاتها. كيف يُعقل صرف دعم ضخم دون أي انعكاس على الأسعار؟ ولماذا يُمنح لفلاحين أجانب في حين يُهمش الفلاح المغربي؟
لجنة تقصي الحقائق ليست أداة للمزايدات أو البوز السياسي كما يروج رئيس الحكومة، بل وسيلة دستورية لجمع المعطيات، تحديد المسؤوليات السياسية والإدارية، وتفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، كما ينص عليه الفصل الأول من الدستور. وقد يفضي تقريرها إلى محاسبة سياسية، وربما إحالة الملف على القضاء إن وُجد ما يبرر ذلك.
لكن رئيس الحكومة يبدو غير مكترث بكل ذلك. فبدل الانفتاح على آلية رقابية دستورية، اختار توجيه تحذير مبطن لبرلمانيي الأغلبية، يحثهم على عدم الانخراط أو التوقيع مع فرق المعارضة لتشكيل لجنة تقصي الحقائق. وهو بذلك يضع نفسه فوق كل مساءلة، متجاهلاً حق المواطنين في معرفة الحقيقة.
من حقنا أن نتساءل: لماذا انهارت القدرة الشرائية؟ لماذا لم تنخفض أسعار اللحوم رغم الدعم؟ من المستفيد الحقيقي من هذا الدعم؟ لماذا أسعار المحروقات مرتفعة رغم تراجعها عالميًا؟ ولماذا هذا الإصرار على إنهاك المواطن والضغط على جيبه؟ لماذا يُستصغر المواطن إلى هذا الحد، ويُعتبر غير أهل لمعرفة الحقيقة؟
إن إضعاف المؤسسات، والتهرب من المحاسبة، والتضييق على الرقابة، لا يعكس فقط استخفافًا بالدستور، بل يُغذي مشاعر اليأس و”الحُگرة” لدى المواطن، في وقت تحتاج فيه البلاد إلى مصالحة حقيقية بين المجتمع ومؤسساته، أساسها الشفافية، والعدالة، والمساءلة.