صحف أميركية تكشف جوانب من شخصية المشتبه بمحاولته اغتيال ترامب
تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT
كشفت كل من صحيفة "نيويورك تايمز" ومجلة "نيوزويك" جوانب من شخصية المشتبه في محاولته اغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أمس الأحد خارج منتجعه الخاص في بالم بيتش في ولاية فلوريدا حيث كان يمارس رياضة الغولف.
وهذه هي المحاولة الثانية من نوعها في غضون شهرين التي يتعرض لها مرشح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وأفادت صحيفة نيويورك تايمز بأن المشتبه فيه رايان ويسلي روث البالغ من العمر 58 عاما، والذي اعتُقل في يوم المحاولة نفسه، سبق أن أعرب عن رغبته في القتال والموت في أوكرانيا.
وذكرت أن منشورات روث على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" أظهرت جنوحا إلى العنف في الأسابيع التي تلت الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022. وكتب في إحداها "أنا على استعداد للسفر إلى كراكوف والذهاب إلى حدود أوكرانيا للتطوع والقتال والموت".
حقوق الإنسان والحريةوتقول سيرته الذاتية على تطبيق واتساب إن "على كل واحد منا أن يضطلع بدوره يوميا بأصغر الخطوات للمساعدة في دعم حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية؛ ويجب على كل منا مساعدة الصينيين".
ولفتت نيويورك تايمز إلى أنها كانت قد أجرت مقابلة في عام 2023 مع روث، المقاول السابق في مجال تسقيف الأسطح من مدينة غرينزبورو بولاية كارولينا الشمالية، بغرض تضمينها في مقال عن تطوع الأميركيين في المجهود الحربي في أوكرانيا.
ونقلت عن روث، الذي لم تكن لديه أي خبرة عسكرية، القول إنه سافر إلى أوكرانيا عقب الغزو الروسي وأراد تجنيد جنود أفغان للقتال هناك.
وقالت الصحيفة الأميركية إن المشتبه فيه تحدث إليها في المقابلة "بثقة الدبلوماسي المحنك الذي يعتقد أن خططه لدعم المجهود الحربي الأوكراني ستنجح لا محالة".
عديم الصبر
لكن يبدو أن الرجل -بحسب تقرير نيويورك تايمز- لا يتحلى بطول أناة تجاه أي شخص يعترض طريقه، فعندما تحدث إليه أحد المقاتلين الأميركيين باستخفاف عبر رسالة على فيسبوك وأطلعها للصحيفة، قال روث "يجب إطلاق النار عليه".
وفي المقابلة، قال روث إنه كان قد زار واشنطن العاصمة للقاء اللجنة الأميركية للأمن والتعاون في أوروبا، المعروفة باسم لجنة هلسنكي، لمدة ساعتين للضغط من أجل تقديم مزيد من الدعم لأوكرانيا.
وتصف نيويورك تايمز اللجنة، التي يقودها أعضاء في الكونغرس ويعمل بها موظفون من الكونغرس، بأن لها تأثيرا في المسائل المتعلقة بالديمقراطية والأمن، وكانت صريحة في دعم أوكرانيا.
وكشف روث أنه كان يبحث عن مجندين للقتال في أوكرانيا من بين الجنود الأفغان الذين فروا من حركة طالبان. وأضاف أنه كان ينوي نقلهم بشكل غير قانوني في بعض الحالات من باكستان إلى أوكرانيا، زاعما أن العشرات منهم أعربوا عن رغبتهم في ذلك.
لم يتأكد بعدونسبت الصحيفة إلى جهاز الخدمة السرية الأميركي أنه لم يتضح بعد ما إذا كان المشتبه به "النحيف البنية، وذو الشعر البني المحمر الذي كان يرتدي العلم الأميركي في إحدى صوره الشخصية" هو من أطلق النار قبيل مغادرته مكان الحادث يوم الأحد.
وفي مرحلة من المراحل، انتقل روث إلى ولاية هاواي حيث كان هناك رجل يدير شركة صغيرة يحمل اسمه نفسه.
وفي منشور له في مايو/أيار 2020، دعا المشتبه فيه زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون لزيارة هاواي لقضاء إجازة، معربا عن استعداده للعمل "كسفير ووسيط" لحل النزاعات بين البلدين.
ورأت مجلة نيوزويك، في تقرير آخر، أن الدافع وراء إقدام المشتبه فيه على محاولة الاغتيال كان على ما يبدو نابعا من شعوره بالإحباط من سياسة الولايات المتحدة تجاه الحرب في أوكرانيا.
روث يشارك في مسيرة وسط كييف بأوكرانيا يوم 30 أبريل/نيسان 2022 (أسوشيتد برس) يجند المتطوعين لأوكرانياوأوردت نيوزويك أن نسختها الرومانية كانت قد أجرت مقابلة مع روث في يونيو/حزيران 2022، حيث تطرق إلى جهوده لتجنيد متطوعين لفيلق الدفاع الدولي، وهي وحدة تابعة للقوات البرية الأوكرانية.
وقال روث "بالنسبة لي، كثير من الصراعات الأخرى رمادية، لكن هذا الصراع هو بالتأكيد أبيض وأسود.. وهو قطعا شر ضد خير".
ونقلت المجلة عن جون ميلر، كبير المحللين في شبكة "سي إن إن"، القول بعد محاولة الاغتيال إن حسابات روث على وسائل التواصل ركزت على "انخراطه المزعوم" في الحرب في أوكرانيا، بما في ذلك جهوده المفترضة لتجنيد متطوعين للقتال هناك. كما ادعى روث أنه شارك في القتال في أوكرانيا وهي تواصل صدها للغزو الروسي.
وأشارت المجلة إلى تقرير نشره موقع سيمافور الإخباري في العاشر من مارس/آذار 2023، جاء فيه أن روث رئيس المركز الدولي للمتطوعين في أوكرانيا، وهو منظمة خاصة تعمل على "تمكين المتطوعين" ومجموعات أخرى غير ربحية تنشط في مجال دعم جهود توزيع المساعدات الإنسانية في عموم أوكرانيا.
موقف ترامب من أوكرانياووفقا للتقرير، فقد كان ترامب صريحا عندما أعرب عن ارتيابه بشأن تزويد أوكرانيا بالأسلحة، مما دفع حزبه إلى منع تقديم التمويل العسكري اللازم إلى كييف لعدة أشهر في وقت سابق من هذا العام.
وعندما سُئل في المناظرة الرئاسية الأخيرة مع منافسته الديمقراطية كامالا هاريس نائبة الرئيس عما إذا كان يتمنى فوز أوكرانيا في الحرب، لم يُجِب ترامب بنعم.
وبحسب نيوزويك، فقد ورد أن المشتبه فيه اعتُقل سابقا 8 مرات، معظمها بسبب جنح بسيطة. كما أفادت وكالة أسوشيتد برس للأنباء نقلا عن سجلات إدارة الإصلاح للبالغين في ولاية كارولينا الشمالية على الإنترنت، بأنه أُدين عام 2002 بحيازة سلاح دمار شامل. لكن الوكالة لم تقدم تفاصيل عن القضية.
وأشارت المجلة إلى أن سجلات مفوضية الانتخابات الفدرالية الأميركية أظهرت أن روث -الذي كان خلال الفترة ما بين سبتمبر/أيلول 2019 ومارس/آذار 2020 مقيما في كاواو بولاية هاواي- أسهم بأكثر من 140 دولارا في حملة لجمع التبرعات لصالح مجموعة متنوعة من مرشحي الحزب الديمقراطي لانتخابات 2020 الرئاسية.
وبعد حادثة أمس الأحد، التي جاءت بعد 9 أسابيع من محاولة الاغتيال الأولى يوم 13 يوليو/تموز الماضي بولاية بنسلفانيا، بعثت حملة ترامب الانتخابية رسالة بالبريد الإلكتروني إلى موظفيها تطلب منهم التحلي باليقظة والحذر. ووفقا لوكالة أسوشيتد برس، فقد جاء في الرسالة أن "هذه ليست مسألة نستهين بها. سلامتكم هي دوما أولويتنا القصوى. نرجو منكم أن تظلوا يقظين في غدوكم ورواحكم".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات نیویورک تایمز المشتبه فیه فی أوکرانیا المشتبه فی
إقرأ أيضاً:
فايننشال تايمز: حرب ترامب التجارية تهدد الاقتصاد العالمي
حذّرت صحيفة فايننشال تايمز من أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أطلق شرارة ما قد يتحول إلى حرب تجارية مدمرة، مشيرةً إلى أن الرسوم الجمركية التي فرضها على المكسيك وكندا والصين ستؤدي إلى صدمة اقتصادية فورية، تهدد عقوداً من التكامل الاقتصادي الذي عزّز الازدهار في الولايات المتحدة والعالم.
الحرب التجارية هي عَرَض لقضية أكبر في أمريكا برئاسة ترامب
وأشارت الصحيفة إلىأن هذه التدابير تفتقر إلى أي مبرر اقتصادي، إذ تُستخدم كأداة للضغط السياسي الداخلي، بهدف انتزاع تنازلات من الجارين الأمريكيين، رغم أنهما قد لا يكونان قادرين على تقديمها.
واعتبرت الصحيفة أن المفارقة الكبرى تكمن في أن الولايات المتحدة نفسها ستكون من أبرز المتضررين من هذه السياسة، سواء على مستوى اقتصادها أو مكانتها الدولية.
The absurdity of Donald Trump’s trade war https://t.co/PGNSP5Wrtm | opinion
— Financial Times (@FT) February 2, 2025 الاكتفاء بالتهديد كان كافياًروّج ترامب لمبررات وهمية بشأن حبه للرسوم الجمركية، زاعماً أنها ستعيد القاعدة الصناعية الأمريكية، وتُعوِّض ضريبة الدخل، بل وتسدد ديون البلاد. وبرر قراراته الأخيرة بالحاجة إلى الحد من "التهديد الرئيسي المتمثل في المهاجرين غير الشرعيين والمخدرات القاتلة"، بما في ذلك الفنتانيل.
وأشارت الصحيفة إلى أن مجرد تهديد ترامب بفرض العقوبات دفع كندا والمكسيك إلى اتخاذ تدابير لتعزيز حدودهما، وهو ما كان سيستمر حتى لو لم يُقدم على تنفيذ قراراته. وأكدت أن قدرة الدولتين على تلبية مطالبه تبقى محدودة، لا سيما كندا، التي تسهم بجزء ضئيل فقط من الهجرة غير النظامية وتدفق الفنتانيل مقارنة بالمكسيك.
هل تمنعه السلطتان التشريعية والقضائية؟طرحت الصحيفة تساؤلات بشأن شرعية الخطوة التي اتخذها ترامب، مشيرةً إلى أنه استند إلى قانون الصلاحيات الاقتصادية الطارئة الدولية، الذي يُمنح للرئيس لمواجهة تهديدات غير عادية تتعلق بالاقتصاد أو الأمن. غير أن هذا القانون لم يُستخدم من قبل لفرض تعريفات جمركية، ما يثير الشكوك حول قانونية القرار، ويضع مسؤولية إيقافه على عاتق الكونغرس والمحاكم.
وحذّرت الصحيفة من أنه في حال عدم تحرك السلطتين التشريعية والقضائية، فسيكون الضرر هائلًا، إذ ستؤدي الرسوم الجمركية إلى تفاقم التضخم الأمريكي المرتفع وإبطاء النمو الاقتصادي. كما أن الردود الانتقامية المتوقعة من الدول المتضررة ستضاعف التأثيرات السلبية، في وقت يراهن فيه ترامب على أن الضرر الذي ستلحقه هذه الإجراءات بكندا والمكسيك، نظرًا لاعتمادهما الكبير على التجارة، سيدفعهما إلى تقديم تنازلات.
لكن الصحيفة شددت على أن الأمر لا يتعلق فقط بالاقتصاد، بل يمس سيادة الدولتين، إذ إن ترامب لا يهدد مصالحهما التجارية فحسب، بل يستفزّ أيضًا كرامتهما الوطنية. وأضافت أن تفكيك سلاسل التوريد والتجارة الحرة في أمريكا الشمالية، التي استغرقت عقودًا لبنائها، سيُحدث ضررًا جسيمًا بالمستهلكين والشركات الأمريكية، خصوصًا في قطاعات تكرير النفط، وصناعة السيارات، والأدوية، والزراعة.
ماذا عن الصين؟أشارت الصحيفة إلى أن تحركات ترامب تجاه الصين تبدو أقل دراماتيكية حاليًا، لكنها قد تكون مقدمة لإجراءات أكثر شمولًا في المستقبل. فالدول الثلاث المستهدفة تشكل مجتمعة ما يقرب من نصف إجمالي واردات الولايات المتحدة، ما يجعل التداعيات المحتملة على الاقتصاد الأمريكي باهظة، إذ يُقدَّر أن الرسوم الإضافية ستكلف نحو 100 مليار دولار.
ضرر دبلوماسي وثقة مهزوزةلم تقتصر تحذيرات فايننشال تايمز على الجانب الاقتصادي، بل تطرقت أيضًا إلى الضرر الذي لحق بالقوة الدبلوماسية الأمريكية. فالمكسيك وكندا راهنتا لعقود على التجارة الحرة مع الولايات المتحدة، وصولًا إلى توقيع اتفاقية نافتا عام 1994، التي جلبت فوائد اقتصادية كبيرة، خصوصاً لكندا. وفي ولايته الأولى، أجبر ترامب الدولتين على إعادة التفاوض على الاتفاق، ليتم التوصل إلى اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (USMCA). غير أن قراره الأخير بتجاهل الاتفاق المنقح يبعث برسالة واضحة مفادها: لا يمكن الوثوق بكلمة أمريكا.
ترامب وسياسة الإكراه الاقتصادي: ضغوط على الحلفاء والخصوم - موقع 24منذ عودته إلى البيت الأبيض، تبنّى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نهجاً قائماً على القوة بدلاً من المساومة لتحقيق أهداف سياسته الخارجية.
وفي هذا السياق، طرحت وزيرة المالية الكندية السابقة، كريستيا فريلاند، التي تسعى لخلافة جاستن ترودو في منصب رئاسة الوزراء، فكرة فرض تعريفات جمركية انتقامية تستهدف قطاعات حيوية تدعم ترامب، مثل صناعة السيارات، بما في ذلك تيسلا المملوكة لإيلون ماسك.
أزمة أعمق من مجرد حرب تجاريةخلصت الصحيفة إلى أن الحرب التجارية ليست سوى عرض لمشكلة أعمق داخل أمريكا في ظل رئاسة ترامب، إذ ينفرد الرئيس باتخاذ القرارات، ويختار القضايا التي يريد التركيز عليها، ويضخمها، ثم يفرض حلولًا قسرية تتسم بالخشونة.
وكما هو الحال في قراراته المتعلقة بتجميد المنح وطرد العمال الفيدراليين، تبدو أدواته غير مدروسة، ما يهدد بتفاقم الفوضى، لتكون الحرب التجارية مجرد بداية لأزمة أوسع نطاقًا.