رسائل السنوار الثلاث.. تحد للاحتلال وإثبات لصمود المقاومة
تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT
منذ انتخابه في 7 أغسطس/آب الماضي رئيسا لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خلفا للشهيد إسماعيل هنية لم يصدر عن يحيى السنوار أي تصريح نظرا لطبيعة المعركة في قطاع غزة.
وذلك رغم أن مصادر الحركة تشير إلى أن السنوار منذ انتخابه أعاد ترتيب البيت الداخلي للحركة بعد اغتيال هنية، وكلف شخصيات من الحركة بتولي بعض المسؤوليات والمناصب وأقر البعض الآخر في مناصبهم إلا أن ذلك بقي في إطار العمل والتنظيم الداخلي.
وتظهر الرسائل الثلاث التي بعثها السنوار لكل من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وأمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله، وزعيم جماعة أنصار الله اليمنية عبد الملك الحوثي، بعد توليه رئاسة الحركة أنه بدأ في التحرك سياسيا والتعامل مع الملفات السياسية التي تطلبها المرحلة.
كما تظهر تلك الرسائل أن "الاحتلال غير قادر على إنجاز أحد أهم أهدافه وهو تفكيك حركة حماس والوصول لقادتها"، وفقا للكاتب والباحث ساري عرابي.
الجزائر ورسائل دبلوماسيةجاءت رسالة السنوار للرئيس الجزائري لتهنئته بالفوز بالانتخابات الرئاسية لتكون باكورة تحرك الرجل خارجيا وقد كانت لهذا الاختيار دلالات عدة.
فالجزائر من الدول التي تمتلك علاقات مع الحركة ولها ممثل فيها كما أنها من الدول التي تدعم القضية الفلسطينية، وسعت لعقد مصالحة بين الفصائل الفلسطينية.
كما أن الجزائر عضو مؤقت في مجلس الأمن الدولي وقد لعبت دورا مهما منذ العدوان على غزة في جلسات مجلس الأمن والدفاع عن القضية الفلسطينية من خلال وجودها بالمجلس.
وثمّن السنوار في رسالته "الدور الجزائري في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني والدفاع عن حقوقه في المحافل الدولية".
وأعرب في رسالته عن تطلعاته إلى "استمرار وتطوير هذا الدور الداعم والمساند للفلسطينيين"، وربط بين الثورة الجزائرية ومقاومة الشعب الفلسطيني لتحقيق "التحرير والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس".
مندوب الجزائر في مجلس الأمن (الفرنسية) حزب الله وجبهات الدعموبعد يومين من رسالة الرئيس تبون أعلن حزب الله أن أمينه العام حسن نصر الله تلقى رسالة من السنوار.
ولئن جاءت رسالة السنوار لتبون سياسية ودبلوماسية في الدرجة الأولى فإن رسالته لنصر الله حملت أبعادا عسكرية وكانت أكثر عمقا.
فقد جاءت الرسالة لتؤكد على وحدة الساحات وطبيعة العلاقة بين حماس وحزب الله خاصة في خضم معركة طوفان الأقصى، فعمل جبهات الإسناد وتطوره "يدعم المقاومة في غزة" وفقا للباحث والمختص بالشأن الإستراتيجي سعيد زياد في حديثه للجزيرة.
كما جاءت الرسالة تقديرا لموقف الحزب خلال الحرب، إذ قالت مصادر خاصة للجزيرة نت إن نصر الله قرر مع المجلس العسكري للحزب منذ اليوم الأول للحرب على قطاع غزة دعم المقاومة هناك وإسنادها، وهو ما حصل فعلا وأثر على شكل المعركة وطبيعتها وشكل جبهة إشغال لإسرائيل.
كما تظهر الرسالة بأن وحدة الساحات متحققة، كما يقول العميد محمد عباس الخبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية للجزيرة.
رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار (الجزيرة) الحوثي.. رسائل متعددةولم تكد تمضي 3 أيام على رسالة السنوار إلى حسن نصر الله حتى بعث برسالة لزعيم أنصار الله عبد الملك الحوثي بعد عملية إطلاق الصاروخ الفرط صوتي على تل أبيب يوم أمس.
ووفقا للعديد من المراقبين فقد حملت رسالة السنوار للحوثي العديد من الرسائل من أبرزها قوة المقاومة وأنها ما زالت قادرة على إدارة المعركة، وتعبر عن رؤية المقاومة لمستقبل المعركة وإسرائيل.
فقد ورد في الرسالة أن "القسام خاضت هجوم 7 أكتوبر باقتدار قلّ نظيره وتخوض معركة دفاعية على مدار عام كامل أرهقت العدو وأثخنت فيه"، كما أكد للحوثي أن "المقاومة بخير وأنّ ما يعلنه العدو محض أكاذيب وحرب نفسية".
كما يظهر من خلال الرسالة وفقا لسعيد زياد أن "السنوار المخطط لطوفان الأقصى كان مدركا لما قد يجري خلال المعركة وأن المقاومة استعدت لمعركة كهذه، وإنها حضرت نفسها لمعركة استنزاف".
وهو ما أكد عليه السنوار في رسالته التي ذكر فيها أن المقاومة أعدت نفسها "لخوض معركة استنزاف طويلة تكسر إرادة العدو السياسية كما كسر (طوفان الأقصى) إرادته العسكرية".
ويلاحظ أن ما ذكره السنوار في رسالته للحوثي يعد تأكيدا لما كان قد ذكره سابقا في رسالة مطولة كان قد وجهها لقيادة حركة حماس في الخارج قبل أشهر، حيث أشار فيها إلى أن "كتائب عز الدين القسّام تخوض معركة شرسة وعنيفة وغير مسبوقة ضد قوات الاحتلال الصهيوني".
وأكد في الرسالة أن "كتائب القسام همشت جيش الاحتلال، وهي ماضية في مسار تهميشه، ولن تخضع لشروط الاحتلال".
من مظاهرات أنصار الله في اليمن (رويترز)ومن هنا يمكن القول إن ما شهدته المقاومة من معارك خلال الأشهر الـ11 الماضية لم يضعفها وأنها ما زالت قادرة على خوض المعركة باقتدار وتمكن، وأن رؤيتها للمعركة ومسارها لم يتغير، كما يقول مراقبون.
ويرى الخبير بالشؤون الإسرائيلية، الدكتور أشرف بدر، في حديث للجزيرة، أن هذه الرسائل تظهر أن "السنوار ما زال ذا صلة ومطلعا على الأحداث وأنه يقود هناك في غرفة تحكم وسيطرة ومطلع على ما يجري".
كما تظهر رسائل السنوار أن "إسرائيل لم تستطع إنجاز شيء خلال المعركة"، وفقا لإيهاب جبارين المختص بالشأن لإسرائيلي.
كما فشلت إسرائيل في تفكيك جبهات الإسناد وتحييدها، فقد أكد السنوار في رسالته أن إطلاق الصاروخ الفرط صوتي أرسل "رسالة للعدو عنوانها أن خطط الاحتواء والتحييد قد فشلت وأن تأثير جبهات الإسناد يأخذ منحى أكثر فعالية وتأثيرا".
وهو ما يذهب إليه سعيد زياد حيث عملت إسرائيل على عزل جبهات المقاومة وتحييد الشركاء ولكنها فشلت بذلك، وجاءت رسالة السنوار لتعزز العلاقة بين جبهات المقاومة والدعم لغزة.
ولئن فشلت إسرائيل في تحييد جبهات الإسناد، فإن المقاومة ما زالت بحاجة لهذه الجبهات لأن الاستعداد لحرب استنزاف، يتطلب من جبهات الإسناد أن تعزز دورها للمساعدة في هذه الحرب، وفق ساري عرابي.
وفشلت "خطط الاحتواء والتحييد لجبهات المقاومة وسيجعلها أكثر تأثيرا في حسم المعركة" وفقا لما يقول السنوار في رسالته للحوثي.
يمكن القول إن رسائل يحيى السنوار جاءت لتدلل على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم تستطع الإطاحة بحماس أو تفكيك قدراتها العسكرية والسياسية، فرئيس الحركة يخرج ويتحدى نتنياهو مما يدلل على الفشل الذي رافق نتنياهو خلال الحرب، وفقا لإيهاب جبارين.
وليس أدل على ذلك من صمود المفاوض الفلسطيني خلال مفاوضات تبادل الأسرى مع إسرائيل إذ لم يخضع للضغوط التي تمارس عليه، ويعود ذلك لامتلاكه القوة على الأرض وحاضنة شعبية ما زالت صامدة وداعمة للمقاومة وجبهات إسناد ترفع من وتيرة مواجهاتها لإسرائيل وفقا لمسار المعركة ومتطلباتها.
كما سعى السنوار لاستنهاض همم العرب والمسلمين خلال رسالته حيث تطرق إلى ما يعانيه أهل القطاع من "حرب إبادة جماعية وحصار وتجويع، وهو ما يتطلب من الأمة مساندتهم".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات رسالة السنوار جبهات الإسناد نصر الله ما زالت وهو ما
إقرأ أيضاً:
عائلات المحتجزين الإسرائيليين بغزة توجه رسالة لترامب
قالت عائلات المحتجزين الإسرائيليين بغزة، إنه :"كفى ضغطا عسكريا يقتل أبناءنا بدلا من إعادتهم"، وفقا لما ذكرته فضائية"القاهرة الإخبارية" في نبأ عاجل.
فصائل فلسطينية: قضينا على 3 جنود إسرائيليين وسط مخيم جباليا شمال غزة طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف مواطنين بمخيم الشاطئ غرب غزة (شاهد)
وطالبت عائلات المحتجزين بغزة، الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بالضغط لإبرام صفقة شاملة.
وفي إطار آخر، أعلنت كتائب القسام عن تنفيذ عملية مركبة والإجهاز على 3 جنود صهاينة طعنًا بالسكاكين، واغتنموا سلاحهم الشخصي ثم اقتحموا منزلاً تحصنت به قوة راجلة وأجهزوا على جنديين مخيم جباليا شمال القطاع.
ونشرت القسام في بيانها: في عملية مركبة.. تمكن مجاهدو القسام من الإجهاز على 3 جنود صهاينة طعنًا بالسكاكين واغتنموا سلاحهم الشخصي ثم اقتحموا منزلاً تحصنت به قوة راجلة وأجهزوا على جنديين من أفرادها عند بوابة المنزل، واشتبكوا مع الآخرين من مسافة صفر وسط مخيم جباليا شمال القطاع.
حماس للسلطة الفلسطينية: سلاح المقاومة موجه للاحتلال أوقفوا التصعيد الأمني في جنين
كما أعلنت حركة حماس، مساء اليوم السبت، عن متابعة القوى الثلاث (حركة حماس، حركة الجهاد، الجبهة الشعبية) بألمٍ كبير وقلقٍ بالغ الأحداث التي تشهدها مدينة جنين ومخيمها عبر تصعيد الحملة الأمنية التي تنفذها أجهزة أمن السلطة الفلسطينية.
ونشرت حماس في بيان صحفي ثلاثي مشترك صادر عن (حركة حماس والجبهة الشعبية والجهاد الإسلامي) مايلي:
نؤكد حرصنا على ضرورة احتواء الأحداث الأخيرة في جنين بما يصون الدم الفلسطيني ويحمي المقاومة.
وإذ تؤكد القوى حرصها الشديد على احتواء هذه التطورات ومنع توسعها، فإنها تشدد على ما يلي:
1. صون الدم الفلسطيني أولوية قصوى وخط أحمر، وإن الحفاظ على وحدة الصف الفلسطيني وضمان عدم الانجرار نحو الفتنة الداخلية يُمثّل واجباً وطنياً ومسؤولية كبرى تقع على عاتق الجميع.
2. تؤكد القوى الثلاث أن سلاح المقاومة لجميع القوى هو لمواجهة حرب الإبادة في قطاع غزة وللتصدي للاقتحامات والاعتداءات الصهيونية المتكررة والمتصاعدة من جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين في الضفة المحتلة، وهو سلاح شرعي وطاهر، ولا يجوز المساس به أو استهداف حامليه من الأبطال والمقاومين، وعلى الأجهزة الأمنية الفلسطينية وقيادة السلطة الفلسطينية أن تنأى بنفسها عن أي إجراءات قد تهدد وحدة الموقف الفلسطيني أو تمس السلم الأهلي.
3- تطالب القوى الثلاث قيادة السلطة الفلسطينية بالتراجع الفوري عن هذه الحملة الأمنية في جنين والتي لا تخدم إلا العدو الصهيوني، والعمل فورا على سحب قوات وعناصر الأجهزة الأمنية من المدينة والمخيم، ورفع الحصار المفروض عليهما.
4. تدعو القوى إلى تشكيل لجنة وطنية عليا تضم كافة مكونات المجتمع الفلسطيني لوضع حد لهذا الاعتداء الحالي في جنين ومخيمها، ومنع انتقال هذه الأحداث إلى مناطق أخرى، وحماية السلم الأهلي والمجتمعي، وتبدي القوى استعدادها لإنجاح عمل هذه اللجنة، وانفتاحها على أي خطوات تطوق الأزمة وتجنب الفتنة وتصون الدم الفلسطيني وتحمي المقاومة وسلاحها.
5. في ظل حرب الإبادة والمخططات الصهيونية المدعومة أمريكياً خاصة في الضفة المحتلة، يحتاج شعبنا الفلسطيني إلى موقف موحّد يعزز صموده ويفشل خطط الاحتلال، وهذا بحاجة لوقف التنسيق الأمني، ورفض المخططات الأمريكية، وتغليب لغة الحوار الوطني والالتزام بتنفيذ التوافقات الوطنية وربطها ببرنامج مقاومة شامل يحمي المشروع الوطني ويواجه تهديدات الاحتلال للأرض والوجود الفلسطيني.