قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إن على الحكومة الإسرائيلية إبرام صفقة تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وسط أنباء عن استعداد واشنطن لتقديم مقترح صفقة جديد لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وأضاف لبيد، بعد لقاء له في البيت الأبيض مع جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأميركي، أن جبهات الحرب يمكنها الانتظار لكن الأسرى في غزة لا ينتظرون، مؤكدا أن "وقت المختطفين في أنفاق حماس ينفد، وكل ساعة تمر تقربهم من موتهم أكثر، ويجب علينا التوصل إلى صفقة لإعادتهم".

وحذّر لبيد، من حرب ضروس قد تندلع بين تل أبيب وحزب الله وتلحق ضررا بإسرائيل، ودعا إلى بذل الجهود لمنعها، مشيرا إلى أن هناك نحو 60 ألف إسرائيلي لا يقيمون في منازلهم بالشمال منذ عام تقريبا.

وقال إن حزب الله يدمر منطقة نمت وازدهرت، ويخدم إيران ويدمر لبنان وحياة مواطنيه، وفق قوله.

وأضاف "لقد أعطينا الكثير من الوقت للنشاط الدبلوماسي، ونحن قريبون من خطر حرب ضروس تهدد أجزاء كبيرة من إسرائيل، وعلى كل من يستطيع منعها أن يبذل كل جهد في سبيل ذلك".

ومن جهتها، قالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس، إن بلادها تعمل مع مصر وقطر لإيجاد طريقة للمضي قدما في مفاوضات تكون مقبولة من الطرفين.

وأضافت أنه ورغم الجهود المبذولة لصياغة النصوص، فالأمر في النهاية يتعلق بالإرادة السياسية.

مقترح جديد

هذا، وقد نقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن دبلوماسي أجنبي مطلع على مفاوضات الأسرى بين حماس وإسرائيل أنّ تمسك رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بمحور فيلادلفيا في غزة كان ولا يزال السبب الرئيسي لفشل صفقة التبادل.

وقال الدبلوماسي لهآرتس إنّه لا يعتقد أن لدى نتنياهو أي أساس للتمسك بموقفه بشأن محور فيلادلفيا في هذه الأثناء. وأضافت هآرتس أن نتنياهو فقد منذ زمن ثقة الولايات المتحدة والوسطاء في ما يتعلق باستعداده للتوصل إلى صفقة تبادل.

بدورها، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن واشنطن ستقدم مقترح وساطة هذا الأسبوع في محاولة لإنقاذ صفقة تبادل الأسرى.

وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة تضغط على الوسطاء لإقناع حركة حماس لإبداء مرونة في المفاوضات، ونقلت عن مصادر مطلعة قولها إن ثمة تطورات في سياق الضغط على حماس وتقديم المقترح الأميركي.

وذكرت يديعوت أحرونوت أن تقديرات تشير إلى أن واشنطن ستمارس ضغوطا على إسرائيل لتقديم تنازلات حال قبلت حماس إبداء مرونة.

وأشارت الصحيفة إلى أن هناك تقديرات بأن احتمالات انهيار حكومة نتنياهو في حال تقديمه تنازلات تظل ضئيلة؛ وهذا يتسبب ببقاء المفاوضات في طريق مسدود.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

جدل بإسرائيل حول التصعيد ضد حزب الله على وقع تصريحات نتنياهو

احتدم الجدل في إسرائيل على وقع تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال جلسة الحكومة الأسبوعية أمس الأحد بأن الوضع مع حزب الله بحاجة إلى تغيير موازين القوى، وأنه سيقوم باللازم من أجل إعادة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم بأمان.

وجاء الخلاف بين كتاب الصحف الإسرائيلية حول أولوية هذه الخطوة وجدواها، في ظل استمرار انشغال جيش الاحتلال بالحرب على غزة، وتصاعد عمليات المقاومة في الضفة الغربية، فضلا عن هجمات الحوثيين، وذلك بالتوازي مع الخلاف الذي نشب بين نتنياهو وزير دفاعه يوآف غالانت بشأن توسيع العملية العسكرية في الشمال.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحف إسرائيلية: تحديات رئيسية تواجه إسرائيل بعد الهجوم الصاروخي الحوثيlist 2 of 2صحف أميركية تكشف جوانب من شخصية المشتبه بمحاولته اغتيال ترامبend of list إغلاق ساحة غزة

ففي صحيفة معاريف، كتب المراسل العسكري للصحيفة آفي أشكنازي منتقدا سلوك الحكومة الإسرائيلية، وقال "لقد فعلت الحكومة الصحيح في إعلان غزة الساحة الرئيسية والشمال ساحة ثانوية، لأن التهديد الوجودي المباشر في السابع من أكتوبر/تشرين الأول من غزة".

لكنه قال "كان من الصحيح تحديد أهداف الحرب: تدمير قدرات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الحكومية والعسكرية وإطلاق سراح الرهائن. ولكن الحكومة أدارت الحرب بطريقة خطأ وأضاعت الأهداف الواضحة لأسباب متنوعة".

وأضاف أن "إسرائيل وصلت إلى مفترق الطرق قبل بضعة أسابيع. كان علينا أن نختار: الذهاب إلى اتفاق وإطلاق سراح جميع الرهائن ووقف الحرب، أو الاستمرار في الغرق في وحل غزة والدوران على محورنا".

وقال إنه "من ناحية، لا يدخل الجيش القتال في المناطق التي توجد فيها معلومات عن المختطفين. ومن ناحية أخرى، فهو لا يخلق بديلا حكوميا لحماس، ولا يستخدم أدوات ضغط ثقيلة على حماس من شأنها أن تقودها إلى الزحف نحو وقف إطلاق النار".

ووصف الكاتب حكومة نتنياهو بأنها "مترددة وخرقاء وبطيئة وتفتقر إلى الطاقة في الحرب في الجنوب"، وأكد أن المسؤولين في وزارة الحرب يرون أن نتنياهو غير مهتم بالتوصل إلى اتفاق مع حماس، وأن التصعيد في الشمال سيترك الأسرى لمصير الموت.

وقال إن "الحكومة تتصرف بطريقة إشكالية. وبدلا من إغلاق منطقة القتال الرئيسية واحتواء مناطق القتال الأخرى مثل الشمال، تعمل الآن على فتح الساحة الشمالية، رغم أن الجيش الإسرائيلي لا يزال يدير قتالا ناجحا مع حزب الله".

وختم بالقول "يجب على الحكومة الإسرائيلية إجراء نقاش إستراتيجي حقيقي، والضغط من أجل إغلاق ساحة غزة، وإطلاق سراح الرهائن، وعندها فقط سيتمكن من خوص المعركة ضد لبنان وتشكيل تحالف دولي ضد إيران، وإنشاء معادلات ردع جديدة بشكل مدروس"، بحسب اعتقاده.

الاحتواء بدلا من توسيع الحرب

واتفق معه في هذا الرأي خبير الاستطلاعات الإسرائيلي الكاتب سيفر بلوتسكر في يديعوت أحرونوت، الذي دعا الحكومة الإسرائيلية إلى التفكير بعناية في إذا ما كانت ستبدأ حربا ثالثة في لبنان الآن.

وقال "إن الدخول في حرب واسعة النطاق في لبنان سيكون مكلفا للغاية من حيث الموارد ومدمرا للشمال الإسرائيلي بالمقارنة مع الوضع الصعب الحالي. كما أنه سيؤدي إلى إلحاق ضرر كبير بالعلاقات مع الإدارة الأميركية، ويعزز صورتنا الدولية السلبية، ويقوض القدرة القتالية للجيش الإسرائيلي في غزة، وقد يؤدي إلى تجديد (المنطقة الأمنية) الملعونة في جنوب لبنان"، بحسب قوله.

ودعا بدلا من ذلك إلى "سياسة الاحتواء والاستجابة المدروسة والقوية لهجمات حزب الله" مع تقديم جميع المساعدات المادية والاجتماعية والتعليمية اللازمة للسكان الذين تم إجلاؤهم من الشمال.

ولخص موقفه بالقول إنه "ليس من المجدي ولا من الصواب أن تستعيد إسرائيل السيطرة -لا العسكرية ولا المدنية- في جنوب لبنان وغزة. إذا كان سكان غزة على استعداد للعيش تحت حكم حماس، واللبنانيون على استعداد للعيش في ظل نظام حزب الله، فهذه مشكلتهم هم، وليست مشكلتنا"، على حد تعبيره.

وختم بالقول: "لذلك، من المستحسن التخلي عن الأوهام الخطيرة بإعادة تأسيس الإمبراطورية الإسرائيلية من الليطاني إلى فيلادلفيا، والتركيز على إعادة الرهائن إلى الوطن من دون مزيد من التأخير الذي قد يكون قاتلا لهم".

هجوم شامل

وكان للبروفيسور آفي باريلي المؤرخ في جامعة بن غوريون في النقب رأي مخالف -كشفه في مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم" اليمينية- دعا فيه إلى توجيه ضربة عسكرية للبنان فورا، متهما الوسطاء في مصر وقطر بمحاولة إخضاع إسرائيل.

وأضاف أن "أميركا، بقيادة الحزب الديمقراطي، تريد إضعاف إسرائيل من أجل منع الحرب بينها وبين إيران ووكلائها الآخرين. هذا هو معنى تعاونهم مع عملية تسمى (صفقة الرهائن) من خلال التلاعب العاطفي. إنها ليست سوى خطوة قاسية ستترك معظم المختطفين في أيدي منظمة نازية، وتجعل إسرائيل تجثو على ركبتيها بوقف إطلاق النار"، على حد تعبيره.

ويرى الكاتب أن "مصلحة إسرائيل هي عكس المصلحة الأميركية، كما تراها قيادة الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة"، ويعتقد أيضا أن ما وصفه بـ"الغباء الإستراتيجي العميق لقيادة الحزب الديمقراطي الحاكم في الولايات المتحدة" قد فشل في تحقيق إنجاز، ودفع رئيس حركة حماس يحيى السنوار إلى ترسيخ نفسه.

ولذلك، بادر الكاتب إلى وضع وصفة لإسرائيل قائمة على "إخلاء شمال قطاع غزة من سكانه المتبقين، وتوسيع عمليات الهدم والحفر، وحظر البقاء حول محور نتساريم وفي المنطقة الواقعة شمال شرق محور فيلادلفيا".

ويرى هذا المؤرخ أن "هذا الوضع يترك حزب الله عالقا في حرب استنزاف لا يستطيع أن يقررها، ويخشى توسعها، ومن ناحية أخرى، يمكن لإسرائيل أن تقرر إذا ما كانت ستشن هجوما شاملا في الشمال".

ودعا إلى هجوم فوري على لبنان بالقول: "من أجل البقاء كدولة ذات سيادة لشعب حر في أرضها، يجب على إسرائيل كسر الجيوش الإرهابية لإيران من حولنا، واقتلاع حماس من قطاع غزة، واقتلاع حزب الله من جنوب لبنان، وتحييد سلاح الصواريخ من خلال الاحتلال المؤقت لجنوب لبنان".

وختم قائلا إنها ستكون حربا صعبة، لكنها ضرورية لبقاء إسرائيل، معتبرا أن "هجوما شاملا في الشمال الآن، قبل أن تصبح إيران نووية مباشرة، سيكون حربا وقائية وجودية. كما أنه سيفتح لنا إمكانيات لإحباط المشروع النووي الإيراني".

مقالات مشابهة

  • خالد مشعل لـنيويورك تايمز: لا تنازل عن شروط المقاومة للوصول إلى صفقة تبادل
  • الزيارة رقم 10.. بلينكن يصل القاهرة لبحث وقف إطلاق النار بغزة
  • مسؤولون عسكريون إسرائيليون: نتنياهو يعطل الاتفاق ونخسر الحرب والأسرى
  • واشنطن: مقترح جديد لصفقة تبادل المحتجزين والأسرى قريبًا
  • جدل بإسرائيل حول التصعيد ضد حزب الله على وقع تصريحات نتنياهو
  • قطر تبحث مع الأمم المتحدة التطورات بغزة وجهود الوساطة لإنهاء الحرب
  • أين وصل مقترح واشنطن الجديد لوقف الحرب بغزة؟.. الخارجية الأمريكية تجيب
  • دبلوماسي أجنبي: تمسك نتنياهو بمحور فيلادلفيا سبب إفشال الصفقة
  • محلل سياسي: نتنياهو يماطل في قبول صفقة التبادل حتى الانتخابات الأمريكية