25.3 % رأس المال والاحتياطي للبنوك التجارية

نسبة منخفضة من المخصصات والفوائد المحتجزة بما لا يزيد عن 5.5%

ارتفاع النمو الاقتصادي ينعكس إيجابا على القطاع المصرفي

ساهم تحسن التصنيف السيادي لسلطنة عمان في تعديل النظرة المستقبلية لعدد من أكبر البنوك العُمانية إلى إيجابية

تجاوز حجم أصول القطاع المصرفي العماني 40 مليار ريال عماني بنهاية أبريل الماضي، مقارنة مع حجم أصول بقيمة 38.

8 مليار ريال عماني بنهاية العام الماضي، وبذلك عززت البنوك المحلية العمانية، المصارف التجارية والبنوك والنوافذ الإسلامية، أصولها بنحو 1.2 مليار ريال عماني خلال الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام، وجاء صعود الأصول المصرفية بدعم أساسي من الأداء الجيد الذي حققته أنشطة البنوك والنوافذ الإسلامية، والتي سجلت نموا في أصولها بنسبة 16.6 بالمائة بنهاية أبريل الماضي، مقارنة مع نفس الشهر من العام الماضي، وارتفعت أصول قطاع الصيرفة الإسلامية إلى 6.7 مليار ريال عماني، فيما تتجاوز أصول البنوك التقليدية 33 مليار ريال عماني.

ورصدت إحصائيات وتقارير البنك المركزي العماني العديد من مؤشرات السلامة المالية التي تظهر نمو واستقرار القطاع المصرفي، حيث بلغت نسبة رأس المال والاحتياطيات إلى إجمالي الودائع 25.3 بالمائة، كما حافظ القطاع المصرفي على جودة أصوله مع نسبة منخفضة من المخصصات والفوائد المحتجزة بما لا يزيد عن 5.5 بالمائة.

ووفق الإحصائيات الصادرة عن البنك المركزي العماني، تبلغ نسبة إجمالي القروض إلى الودائع لدى البنوك التجارية 110 بالمائة، وتمثل الودائع بالعملات الأجنبية نسبة 12.5 بالمائة من إجمالي الودائع، أما نسبة القروض بالعملات الأجنبية إلى إجمالي القروض فهي تبلغ 13.5 بالمائة، فيما تشكل الموجودات الأجنبية 8.8 بالمائة من إجمالي الموجودات لدى البنوك التقليدية.

وكانت الإحصائيات قد أشارت إلى زيادة إجمالي الودائع لدى القطاع المصرفي إلى 27.1 مليار ريال عماني بنهاية أبريل الماضي، من 25.9 مليار ريال عماني بنهاية عام 2022، فيما تخطى إجمالي الائتمان 30 مليار ريال عماني بنهاية أبريل مقارنة مع 29.2 مليار ريال عماني بنهاية العام الماضي.

ويعد حجم الطلب على الائتمان المصرفي أحد المؤشرات الأساسية التي تعكس أداء كل من القطاع المصرفي والاقتصاد الوطني، حيث يساهم نمو الأنشطة الاقتصادية ومختلف القطاعات في زيادة الطلب على الائتمان، وتشير توقعات البنك المركزي العماني التي وردت في تقرير الاستقرار المالي لعام 2023 إلى أن توجهات الطلب على الائتمان في القطاع المصرفي تسير نحو الأفضل خلال العام الجاري.

ومنذ تفشي الجائحة، مر القطاع المالي العالمي بالعديد من الأزمات بسبب تبعات الجائحة وتأثيرها السلبي على جودة الائتمان، نظرا لما صاحب الجائحة من متغيرات مالية والاقتصادية عانى منها الأفراد والمؤسسات.

كما شهدت الأشهر الماضية أزمات متعددة وأوقاتا صعبة في القطاع المصرفي العالمي، وتزامن ذلك مع قيام البنوك المركزية العالمية برفع الفائدة المصرفية بشكل كبير، مما حد من الائتمان وخفض حجم السيولة في الأسواق، وجاءت أزمة انهيار بنك كريدي سويس العريق وعدد من البنوك الأمريكية المتخصصة بشكل أساسي في تمويل الشركات الناشئة لتثير مخاوف من مكامن الضعف التي يعاني منها النظام المالي العالمي، وبشكل خاص اعتبر الكثيرون أن أزمة كريدي سويس لم تكن مجرد مشكلة تتعلق بكيان مصرفي واحد بل تعبر عن مكامن الضعف في كبرى المؤسسات المالية وفي النظام المالي العالمي نفسه.

وفي سلطنة عمان، يعد القطاع المالي من افضل القطاعات أداء وتساهم التشريعات القوية في تعزيز الإطار التشغيلي والتنظيمي للنظام المالي بشكل عام، وقدمت المصارف العمانية مساهمة كبيرة في احتواء تبعات الجائحة من خلال التيسيرات والتسهيلات المقدمة للفئات المتأثرة بالأزمة، وقد اثبت القطاع المصرفي قدرته على احتواء المخاطر التي صاحبت تفشي الجائحة خاصة تأجيل سداد بعض القروض، وخلال الفترة الأخيرة كان رفع الفائدة المصرفية من اهم المتغيرات المتعلقة بالقطاع المصرفي، وعلى الرغم من أن البنك المركزي العماني قام برفع سعر الفائدة بالتزامن مع قرارات الرفع التي اصدرها بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، لكن البنك المركزي العماني، حث البنوك على اتباع المرونة في معدلات الفائدة المصرفية على الإقراض.

وحقق القطاع المصرفي العماني نتائج إيجابية خلال العام الماضي، إذ بلغت نسبة نمو الائتمان الممنوح من قبل البنوك حوالي 4.9 بالمائة مقارنة مع حوالي 4.4 بالمائة في عام 2021، كما عزز القطاع المصرفي استفادته من فرص الاستثمار في التكنولوجيا ورأس المال البشري.

وقد أكد تقرير الاستقرار المالي الذي صدر مؤخرا عن البنك المركزي العماني على ما يتمتع به النظام المالي العُماني من مرونة ملحوظة في مواجهة التقلبات وضغوطات السيولة التي ظهرت في جزء كبير من النظام المالي العالمي. ومع استمرار الأداء الجيد للقطاع المصرفي العماني تظل مخاطر الاستقرار المالي قصيرة الأجل محدودة، ويتمتع النظام المالي العُماني بالصلابة اللازمة لدعم الاقتصاد الوطني مع جودة مؤشرات السلامة في القطاع المصرفي، من خلال ما تحتفظ به البنوك من رؤوس أموال واحتياطيات كافية مما يقلل من المخاطر المحتملة ويقوي قدرة البنوك في مواجهة أي متغيرات أو تقلبات. وبشكل مستمر، تعزز البنوك العمانية من مركزها المالي عبر رفع رؤوس أموالها، وترصد اختبارات التحمل المصرفية، التي تتم وفق المعايير العالمية، قدرة القطاع المصرفي العماني على مواجهة التقلبات، وفي بداية يوليو الماضي، أصدر البنك المركزي العُماني مؤشر الاستقرار المالي المركب الخاص بسلطنة عُمان ويتكون من مؤشرات فرعية وهي الاستقرار المصرفي، والمخاطر النظامية، واستدامة الدين، واستقرار العملة، وأسواق رأس المال، ويظهر المؤشر اتجاهات إيجابية مدفوعة بقدر كبير بالعوامل المواتية، وخاصة ارتفاع أسعار النفط، ومؤشرات تحسن القدرة على تحمل الدين، ومؤشرات المخاطر النظامية.

ويذكر أن ارتفاع معدل النمو الاقتصادي والتحسن المطرد في آفاقه المستقبلية ينعكس إيجابا على القطاع المصرفي، حيث ساهم التحسن في التصنيف السيادي لسلطنة عمان في تعديل النظرة المستقبلية لعدد من أكبر البنوك العُمانية من مستقرة إلى إيجابية، وخلال هذا العام، عدلت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني توقعاتها للآفاق المستقبلية للبنوك العمانية من مستقرة إلى إيجابية، وذكرت فيتش أن هذا التعديل للنظرة المستقبلية جاء نتيجة تحسن التصنيف السيادي لسلطنة عُمان من مستقر إلى إيجابي. كما رصدت تقارير صندوق النقد الدولي ما يتمتع به القطاع المصرفي العماني من سلامة مالية، حيث انتعشت ربحية المصارف في فترة ما بعد الجائحة، كما تتمتع المصارف بقدر كاف من رؤوس الأموال والسيولة، وظلت جودة أصولها قوية، بينما يستمر التوسع في الائتمان المقدم للقطاع الخاص.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: البنک المرکزی العمانی البنک المرکزی الع الاستقرار المالی المالی العالمی العام الماضی مقارنة مع

إقرأ أيضاً:

الرقابة الماليَّة: أشَّرنا نهضة واضحة لصناعاتنا الوطنيَّة

الاقتصاد نيوز _ بغداد

أشر ديوان الرقابة المالية الاتحادي وجود معالم نهوض بالواقع الصناعي الوطني خلال السنوات الأخيرة، وبينما بيّن الديوان اعتماد العراق في موازناته الاتحادية على عائدات تصديره للنفط بدرجة كبيرة، دعا إلى تنفيذ وتفعيل قانَوني حماية المستهلك والمنتج المحلي للارتقاء به.

وقال معاون مدير عام دائرة تدقيق النشاط الصناعي في الديوان، الدكتور إياد عزيز صالح، في حديث لـ"الصباح" تابعته "الاقتصاد نيوز"، إن "القطاع الصناعي في العراق يعدُّ أحد أبرز مكونات الاقتصاد غير النفطي، وقد تم اعتماد ستراتيجيات لتشجيع وتعزيز الاستثمار التي وضعها قانون الاستثمار لعام 2006 (المعدَّل) بغية رفع كفاءة أداء الشركات الصناعية التي تهدف إلى إنتاج وتسويق المنتجات المصنَّعة بموجب مواصفات معتمدة لكل منتج لسدِّ الحاجات المحلية"، مشيراً إلى "وجود منتجات نمطية لسدِّ حاجة المستهلك مثل (السمنت والألبان والصابون والزيوت)، ومنتجات غير نمطية تُنتج حسب الطلب مثل صناعة المولدات الكهربائية بمختلف السعات ومحولات الجهد والتي تُجهَّز فقط حسب احتياج وزارة الكهرباء".

وأضاف، أن "بعض الشركات حصلت على شهادة من منظمة (الأيزو) العالمية، وهي جهة مستقلة، وتعدُّ تلك المواصفات عبارة عن سلسلة من الأطر التي تساعد الدائرة على إدارة أعمالها بفعالية وتأكيد وضمان الجودة للمنتجات مثل السمنت العراقي والمنتوجات الغذائية".

خطوط إنتاج مُتهالكة

وبيّن صالح، أن "غالبية الشركات الصناعية في البلاد تعمل بطاقة متدنِّية بسبب قِدم المكائن والمعدات والخطوط الإنتاجية، إذ يعود أغلبها إلى فترة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، حيث تعمل بتكنولوجيا قديمة لا تواكب التقدم الحاصل في القطاع الصناعي، كذلك عدم قدرة الشبكة الوطنية على تزويد الكثير من المعامل بالطاقة الكهربائية، وانفتاح السوق المحلية على المنتوجات المستوردة، مما كان له الأثر في عدم منافسة المنتوجات الوطنية بأسعار السوق وكذلك النوعية".

وأكد، أن "وزارة الصناعة والمعادن تبنَّت خطة تأهيل وتطوير أغلب الشركات من خلال عقود المشاركة مع القطاع الخاص مستندين بذلك إلى قانون الشركات العامة رقم (22) لسنة / 1997 (المعدَّل) الذي ينظِّم عمل الشركات العامة المملوكة للدولة بالمشاركة أو الشراكة مع شركة أجنبية لتنفيذ عمل ضمن أنشطتها داخل العراق بالاعتماد على الأساس القانوني لعقود مشاركة ضمن القانون المذكور الذي أعطى الحق للشركات للمشارَكة مع الشركات والمؤسسات العربية والأجنبية لتنفيذ أعمال ذات علاقة بأهداف الشركة داخل العراق، وكذلك الاستناد إلى قانون الاستثمار رقم (13) لسنة / 2006 (المعدَّل)، بشمول مشاريع القطاع العام المتعاقد على تأهيلها أو تشغيلها مع القطاع الخاص والمختلط بكافة المزايا والضمانات الواردة في القانون المذكور، والقانون يسري على المشاريع التي تم التعاقد عليها قبل نفاذ هذا القانون".

دمج الشركات

وتابع، أن "وزارة الصناعة عملت على دمج الشركات استناداً لقرار مجلس الوزراء المرقم (360) لسنة / 2015، إلا أن معظم تلك الشركات تعرضت إلى مشكلات ومعوِّقات نتيجة عدم استكمال إجراءات دمجها مثل الشركة العامة للتصميم وتنفيذ المشاريع التي أسِّست نتيجة خطة الإصلاح الحكومي بعد اندماج ثلاث شركات سابقة، تعاني من عدم استكمال الإجراءات القانونية الخاصة بالاندماج مما أدى إلى عدم وجود حسابات ختامية مصادق عليها من قبل ديوان الرقابة المالية الاتحادي للشركات المندمجة والذي نصَّ قرار الدمج على أن تؤول الحقوق والالتزامات العائدة للشركات الثلاث إلى الشركة الأم".

وأوضح، أن "فسخ العقود للشركات يتم من خلال القسم القانوني فيها واتخاذ الإجراءات حسب بنود العقد بحقِّ الشركات المتلكّئة، وقد يكون هنالك تمديد فترة العقد لإعطاء فرصة لاستكمال تنفيذ العقد أو فسخه"، مشيراً إلى أن "الهيئات الرقابية المتواجدة في دوائر الدولة تقوم بتدقيق العقود المُبرمة وتنفيذها وفق خطة الديوان وتثبت الملاحظات الرقابية بخصوصها ومدى الالتزام ببنود العقود والقوانين الأخرى التي تخصها".

قوانين الحماية

ودعا صالح، إلى "تفعيل قانون حماية المنتجات العراقية رقم (11) لسنة / 2010 (المعدَّل) بعد المتغيرات التي حصلت على الاقتصاد العراقي وفتح الأسواق أمام التجارة العالمية وإغراق الأسواق المحلية بمنتجات أجنبية مماثلة للإنتاج المحلي وبسعر أقل، ما أدى إلى إعاقة إقامة صناعة محلية وفقدان المنافسة العادلة".

وأكد، أن "العراق اليوم بأمسّ الحاجة إلى تفعيل قوانين التعرفة الجمركية، إذ يعتمد في موازناته الاتحادية على عائدات تصديره للنفط بما يقارب ( 90 بالمئة)، ويجب تفعيل قانون حماية المستهلك رقم (181) لسنة / 2018 باعتباره من التنظيمات المصمَّمة لضمان حقوق المستهلك والتجارة العادلة والمنافسة، والتي صممت لمنع الأعمال التي تتعلق بالغشِّ أو الممارسات غير العادلة للحصول على مزايا أكثر من المنافسين الآخرين، كما توفر حماية إضافية للفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع". 

وأعرب عزيز، عن أمله بحماية المنتج المحلي "بما يضمن دعم وحماية المشاريع الصناعية وقدرتها على المنافسة مع صناعات دول الجوار".

 


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي يرهن دعم لبنان بهيكلة القطاع المصرفي
  • روسيا قد تتنازل عن أصول مجمدة بقيمة 300 مليار دولار لصالح أوكرانيا
  • الاتحاد الأوروبي يشترط على لبنان إعادة هيكلة القطاع المصرفي لصرف المساعدات
  • رئيس الرقابة المالية: 19 مليار جنيه زيادة بقيمة التمويل غير المصرفي في 2024
  • الرقابة الماليَّة: أشَّرنا نهضة واضحة لصناعاتنا الوطنيَّة
  • الرقابة المالية: 82 مليار جنيه أقساط تأمينية خلال العام المالي الماضي
  • برلماني: القطاع المصرفي في مصر يشهد تطورات متلاحقة خلال الآونة الأخيرة
  • 71.4 مليار جنيه استثمارات التعليم والبحث العلمي في خطة العام المالي الحالي
  • البنك المركزي الصيني يضخ 539 مليار يوان في النظام المصرفي
  • رأس الخيمة تسجل تصرفات عقارية تتجاوز 15 مليار درهم خلال 2024