قال باحث إسرائيلي إن استمرار صمود حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، واحتفاظها بقدراتها الأساسية أمام ضربات الجيش الإسرائيلي، يقود إلى حرب استنزاف طويلة تضع صناع القرار الإسرائيلي بين خياري التوصل إلى صفقة مؤلمة، أو استمرار الصراع دون حسم واضح، بما قد يشكل كارثة جديدة لإسرائيل.

 

واعتبر رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز ديان في جامعة تل أبيب، ميخائيل ميليشتاين، في مقال بصحيفة يديعوت أحرونوت اليوم الأحد أن "إسرائيل بعد أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لم تتبنَّ نهجا أكثر واقعية تجاه غزة، بل اعتمدت على تصورات جديدة غير مدروسة".

 

وأشار الباحث إلى التباين بين سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي ترتكز على استخدام القوة لتحقيق "نصر كامل" ضد حماس دون خطة واضحة، وبين إستراتيجية الجيش المرتكزة على توجيه ضربات محدودة.

 

وأكد الباحث الإسرائيلي أن ما أسماه "صدمة 7 أكتوبر" جاءت نتيجة لامتلاك حكومات إسرائيل تصورا خاطئا بشأن الأوضاع في غزة، وقال "هذه الصدمة لم تدفع صُنّاع القرار في تل أبيب للتعلم من الأخطاء السابقة. واللافت أن هذه التصورات الجديدة تأتي من نفس الأطراف التي كانت مسؤولة عن التصورات التي انهارت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي".

 

وأضاف أن نتنياهو يتبع، في المستوى السياسي، نهجا يرتكز على عدة افتراضات أساسية، وهي التقدم المستمر نحو "نصر كامل"، بهدف نهائي هو تدمير القدرات العسكرية والسياسية لحركة حماس، وهذه السياسة تستند إلى فكرة أن المزيد من القوة سيؤدي إلى تنازلات من حماس، خصوصا في مسألة محور فيلادلفيا التي تعتبر عقبة أمام التوصل إلى صفقة، وفقا للباحث.

 

ووصف هذا النهج بأنه "يحاول الظهور كأنه "واقعي"، ويتوقع تحقيق إنجازات تدريجية ستؤدي في النهاية إلى الحسم، "بما يشمل إمكانية إنشاء بديل حكومي لحماس في غزة يكون مقبولا لإسرائيل ومناسبًا للسكان المحليين، مع إمكانية تحفيز تغيير جذري في الفكر والقيم لدى الفلسطينيين على المدى البعيد"، ولكن الباحث اعتبر أن هذا النهج لم يكن مدعوما بخطة واضحة.

 

وناقش ميليشتاين الفرضية المقابلة، وهي فرضية الجيش التي ترى أن حماس يمكن هزيمتها عبر سلسلة من الضربات، دون الحاجة إلى السيطرة الكاملة على غزة، والتي انسحب الجيش الإسرائيلي بموجبها من المناطق التي سيطر عليها في بداية القتال، خاصة شمال القطاع.

 

لكنه قال إن "جنرالات أميركيين حاليين وسابقين أشاروا إلى أن هذه العقيدة خاطئة، فلا يمكن هزيمة عدو وتغيير الوضع على الأرض دون احتلال كامل وبقاء طويل الأمد في المنطقة".

 

وخلص إلى القول إن "القاسم المشترك بين هذه التصورات هو غياب التخطيط العميق، فكيف يمكن تحقيق تغيير جذري في منطقة ما زالت حماس فيها لاعبا رئيسيا، من خلال السيطرة على محورين في القطاع وتنفيذ ضربات عسكرية مستمرة؟".

 

حرب استنزاف

 

وسلط ميليشتاين الضوء على حركة حماس، وأوضح أنها "تنظيم أيديولوجي يتحرك وفق رؤية، حيث نجح في الاندماج داخل المجتمع الفلسطيني في غزة، كما أنه من المرجح أن مقاتلي حماس، خاصة القادة الكبار، سيختارون القتال بدلا من قبول شروط إسرائيل للبقاء في قطاع غزة، ناهيك عن أن يرفعوا الراية البيضاء أو يوقعوا على اتفاق استسلام أو الانسحاب من غزة".

 

وأضاف أن حماس تنظيم متجذر بعمق في المجتمع الفلسطيني ويتكيف مع التغيرات. فرغم الضربات غير المسبوقة التي تعرض لها، ما زال يحتفظ بقدراته العسكرية الأساسية ويعيد بناء نفسه تدريجيا.

 

وتوصل إلى استنتاج بأن "المزيد من القوة لن يؤدي إلى استسلام حماس، بل إلى حرب استنزاف يظل فيها التنظيم ضعيفا ولكنه قادر على البقاء"، على حد قوله.

 

وأكد أنه "في ظل عدم وجود نية للسيطرة الكاملة على غزة، وغياب تفسير واضح لكيفية أن السياسات الحالية ستؤدي إلى انهيار حماس وتحرير الأسرى، يصبح من الضروري اتخاذ خيار الصفقة، حتى لو كانت تكاليفها مؤلمة، لأنها أفضل من حرب استنزاف طويلة الأمد".

 

لكن الباحث الإسرائيلي حرص في الختام على التأكيد أن "التوصل إلى اتفاق ليس نهاية الحرب، بل هو مجرد نهاية الجولة الأولى من معركة طويلة"، حسب تعبيره.

 

وقال "من الضروري ألا يقود هذه المعركة أولئك الذين انهارت تصوراتهم في 7 أكتوبر، لأن استمرارهم في إدارة المعركة الحالية لن يكون (تصحيحا تاريخيا)، بل دخولا في فخ إستراتيجي قد يؤدي إلى كارثة كبرى".

 

المصدر : يديعوت أحرونوت

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

هآرتس: إسرائيل وليست حماس هي التي خرقت اتفاق وقف إطلاق النار

قالت صحيفة هآرتس في مقالها الرئيسي إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يكذب عندما يبرر استئنافه الحرب على قطاع غزة برفض حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إطلاق سراح بقية الأسرى المحتجزين لديها.

وأفادت أن نتنياهو دفع المطلوب لعودة وزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير إلى الحكومة مقدما، "ولكن ليس من جيبه الخاص، بالطبع، بل من دماء 59 أسيرا (إسرائيليا) الذين قد يكون مصيرهم قد حُسم باستئناف الحرب..".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2وليام هيغ: لست معجبا لكن تأثير ترامب قد يكون إيجابياlist 2 of 2ما الذي قد يحدث إذا أصر ترامب على تطبيق أوامره التنفيذية؟end of list

ومما يجدر ذكره أن حزب الليكود بقيادة نتنياهو أعلن أن حزب "القوة اليهودية" بزعامة بن غفير سيعود إلى الائتلاف الحكومي، وذلك بالتزامن مع شنّ إسرائيل يوم الثلاثاء ضربات جوية واسعة خلفت ما يزيد على 400 شهيد فلسطيني.

وكان حزب "بن غفير" قد انسحب من الائتلاف في يناير/كانون الثاني احتجاجا على الهدنة مع حركة حماس في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وفي بيانه الذي أصدره الثلاثاء، زعم مكتب نتنياهو أن استئناف الهجمات على غزة جاء بعد رفض حركة حماس "مرة تلو أخرى إعادة مخطوفينا، وكذلك رفضها كل المقترحات التي تلقتها من المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف والوسطاء".

ولكن صحيفة هآرتس كتبت في مقالها أنه يجب القول، "بصوت عالٍ وواضح"، إن ما ورد في ذلك البيان "كذب"، وأكدت أن إسرائيل، وليست حركة حماس، هي التي خرقت اتفاق وقف إطلاق النار مع المقاومة الفلسطينية.

إعلان

وأردفت القول إن مكتب رئيس الوزراء كذب مرة أخرى عندما ذكر في بيانه أن الهدف من استئناف العدوان هو تحقيق أهداف الحرب كما حددتها القيادة السياسية، ومن بينها الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين، أحياءَ كانوا أم أمواتا.

إسرائيل أخلفت وعدها بالانسحاب من محور "فيلادلفيا"، وقررت منع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وإغلاق المعابر الحدودية

وحذرت من أن الضغط العسكري الذي تمارسه إسرائيل ضد حركة حماس يعرِّض أرواح الأسرى والجنود الإسرائيليين وسكان غزة أيضا للخطر، ويؤدي إلى تدمير ما تبقى من القطاع الفلسطيني.

ولفتت إلى أنه كان من المفترض أن تبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في اليوم الـ16 من المرحلة الأولى التي كان من المقرر أن تنتهي بالإفراج عن جميع الأسرى المتبقين في غزة، لكن الحكومة الإسرائيلية هي التي رفضت ذلك.

وأضافت أن إسرائيل أخلفت وعدها بالانسحاب من محور "فيلادلفيا"، وقررت منع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وإغلاق المعابر الحدودية.

وخلصت الصحيفة إلى أن نتنياهو تخلى عن الأسرى لإنقاذ حكومته من الانهيار، ولم يعد هو ولا أعضاء ائتلافه الحاكم يكترثون لغضب عائلات الأسرى، "فبالنسبة لهم أن ما يهم هو الموافقة على ميزانية الدولة".

مقالات مشابهة

  • إعلام إسرائيلي: متظاهرون يحتجون على حكومة نتنياهو بسبب استئناف حرب غزة
  • هآرتس: نتنياهو يكذب وإسرائيل هي التي خرقت اتفاق وقف إطلاق النار
  • هآرتس: إسرائيل وليست حماس هي التي خرقت اتفاق وقف إطلاق النار
  • شرط واحد ينهي حرب غزة! مسؤول إسرائيلي يكشف
  • هجوم إسرائيلي على نتنياهو بعد عودة العدوان على غزة.. الجنود مجرد أوراق لديه
  • هجوم إسرائيلي على نتنياهو بعد عودة العدوان ضد غزة.. الجنود مجرد أوراق لديه
  • توتر في إسرائيل.. خلافات حادة بين نتنياهو ورئيس الشاباك بسبب إخفاقات 7 أكتوبر
  • خلافات حادة بين نتنياهو ورئيس الشاباك بسبب إخفاقات 7 أكتوبر
  • استنفار في إسرائيل..أنباء عن 7 أكتوبر جديد من حماس
  • بسبب 7 أكتوبر..واشنطن تشكل فريقاً أمنياً لملاحقة حماس