عملية “تل أبيب”.. رسائل اليمن الفرط صوتية والمفاعيل الاستراتيجية
تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT
الجديد برس|تقرير|
في تطور دراماتيكي فاجأ الجميع، استيقظت “تل أبيب”، الأحد، على صوت انفجار هائل بعد إطلاق صفارات الإنذار، ما أجبر أكثر من مليوني مستوطن على اللجوء إلى الملاجئ.
العملية نفذتها القوات اليمنية باستخدام صاروخ باليستي فرط صوتي، استهدف منطقة قريبة من مطار بن غوريون، مما أدى إلى إحداث أضرار وحرائق وإصابات، وفقًا لما أقر به الإعلام الإسرائيلي.
الصاروخ اليمني، الذي تجاوز أكثر من 2000 كيلومتر، يُعدّ الأول من نوعه الذي يضرب “إسرائيل” منذ تأسيسها في العام 1948.
وتأتي هذه العملية بعد أشهر من عملية “يافا” التي استهدفت “تل أبيب” في يوليو الماضي، وتعتبر جزءًا من مسار تصاعدي في الدعم اليمني للمقاومة الفلسطينية.
رسائل سياسية وعسكرية متعددة
الهجوم الأخير يأتي في وقت تصاعدت فيه التوترات الإقليمية، خصوصًا مع تهديدات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بتوسيع الحرب ضد الجبهة الشمالية (حزب الله).
الرسالة الأولى كانت واضحة: اليمن، وبالتنسيق مع محور المقاومة، لن يقف مكتوف الأيدي إزاء التصعيد الإسرائيلي ضد لبنان أو غزة.
الصاروخ اليمني، الذي يتميز بتقنيات فرط صوتية تتيح له اختراق الدفاعات الجوية المتطورة، أثار مخاوف كبيرة لدى قادة “إسرائيل” وداعميها. فقد اعترف “الجيش” الإسرائيلي بفشله في اعتراض الصاروخ رغم استخدام منظوماته الدفاعية متعددة الطبقات مثل “السهم”، “حيتس”، “مقلاع داوود”، و”القبة الحديدية”، مما يكشف عن ثغرات كبيرة في تلك الأنظمة.
تأثير استراتيجي على الحرب الإسرائيلية
الرسائل التي حملها الصاروخ لا تقتصر فقط على الجانب العسكري، بل تتجاوز ذلك لتصل إلى رسائل سياسية أوسع. فمن جهة، يطالب اليمن بوقف إطلاق النار في غزة، ومن جهة أخرى يهدد بتوسيع نطاق المعركة لتشمل البحر الأحمر والبحر المتوسط في حال استمرار التصعيد الإسرائيلي.
القدرة اليمنية المتزايدة على ضرب إسرائيل بدقة عالية وامتلاكها لتكنولوجيا الصواريخ الفرط صوتية يضع “إسرائيل” أمام معادلة جديدة لم تكن في حساباتها. فاليمن، الذي أعلن عن استعداده الكامل للتدخل، قد يفرض حصارًا جويًا وبحريًا على “إسرائيل” في المستقبل إذا استمرت في تصعيدها.
مخاوف جنرالات الحرب في “إسرائيل”
التكنولوجيا المستخدمة في الصواريخ الفرط صوتية تُعدّ تهديدًا جديدًا، إذ لا تمتلك سوى دول قليلة مثل روسيا والصين وإيران هذه التكنولوجيا.
وامتلاك اليمن لهذه القدرات زاد من مخاوف قادة الحرب في “إسرائيل”، خاصة في ظل الفشل المتكرر لمنظومات الدفاع الجوي في التصدي للصواريخ.
وفي ظل هذه التحولات، قد تدفع الضغوط الناتجة عن العمليات اليمنية المتزايدة “إسرائيل” والولايات المتحدة لإعادة النظر في استراتيجياتهما بشأن توسع الحرب، خصوصًا في الجبهة الشمالية مع لبنان.
ختاماً
مع استمرار العمليات اليمنية ضد “إسرائيل”، من المتوقع أن تشهد المعركة القائمة “طوفان الأقصى” مزيدًا من التصعيد. ورغم العدوان الأمريكي والبريطاني المستمر على اليمن، إلا أن القوات اليمنية أثبتت قدرتها على توجيه ضربات قوية للعمق “الإسرائيلي”، ما يزيد من احتمال فرض حصار جوي وبحري على “إسرائيل”.
وكما أكد قائد حركة أنصار الله، السيد عبدالملك الحوثي، فإن “القادم أعظم”، مما يعني أن اليمن لا يزال يخفي الكثير من المفاجآت التي قد تغير مجرى الصراع في المنطقة.
المصدر: الجديد برس
إقرأ أيضاً:
العمليات اليمنية في المرحلة الخامسة من التصعيد.. لا هوادةَ في ضرب الكيان
يمانيون../
تواصلُ القواتُ المسلحة اليمنية، عملياتِها العسكرية النوعية ضد العدوّ الصهيوني في مرحلتها التصعيدية الخامسة؛ إسنادًا لغزة وانتصارًا لمظلوميتها.
وتشهدُ المرحلةُ الخامسة من التصعيد العسكري ذروة في المواجهات، حَيثُ تشهد المستوطنات الصهيونية سقوطاً شبه يومي للصواريخ الفرط صوتية والطائرات المسيَّرة اليمنية دون أن تحَرّك الدفاعات الجوية بمختلف منظوماتها أي ساكن، في مؤشر واضح على عجز منظومات الدفاع الصهيونية والغربية التي كانت تفاخر بها أمريكا وربيبتها “إسرائيل”.
وفي الوقت الذي فرض اليمن فيه معادلة توازن الردع والتعامل مع العدوّ الصهيوني وحلفائه من الأمريكيين والبريطانيين بمبدأ السن بالسن والعين بالعين، يكرس الجيش اليمني معادلة كسر الردع الصهيوني من خلال العمليات العسكرية اليومية في العمق الصهيوني، والتي لن تتوقف إلا بتوقف العدوان الصهيوني الغاشم على غزة ورفع الحصار.
معادلة السن بالسن:
وفي هذا السياق يؤكّـد الخبير في الشؤون العسكرية العميد عبد الغني الزبيدي، أن “اليمن يمتلك بنك أهداف واسعًا وحساسًا لدى العدوّ الصهيوني”.
ويبين في تصريح لـ “المسيرة”، أن القوات المسلحة اليمنية ستستمر في استهداف العمق الصهيوني ولن تتوقف إلا بتوقف العدوان ورفع الحصار على قطاع غزة، مُشيرًا إلى أن الجيش اليمني استطاع -بفضل الله تعالى- وتمكينه وتأييده فرض معادلة توازن الردع، حَيثُ يقابل المطار بالمطار، والمحطة بالمحطة، والوزارة بالوازرة، إضافة إلى تمكّنه القوي في تحييد كافة الدفاعات الصهيونية بمختلف أنواعها.
ويلفت إلى أن إعلان بيان القوات المسلحة اليمينة عن استهداف محطة الكهرباء التابعة للعدو الإسرائيلي جنوبي منطقة حيفا المحتلّة “أوروت رابين” دليل على امتلاك معلومات دقيقة وواضحة حول نوعية الأهداف مع مسمياتها، مُشيرًا إلى أن الاعتداءات الصهيونية والأمريكية والبريطانية على البلد “ستجعل الأعداء يدفعون الثمن باهظًا”.
ويرى الزبيدي أن تكرار العمليات العسكرية في العمق الصهيوني يؤدي إلى إحباط العدوّ الصهيوني على المستوى المادي والمعنوي، مؤكّـدًا أن العمليات العسكرية اليمنية تثبت زيفَ ادِّعاءات الأمريكيين والبريطانيين بشأن استهدافهم للقدرات العسكرية اليمنية والحد منها.
ويوضح أن تنامي القدرات العسكرية اليمنية وتطويرها بشكل مُستمرّ يوحي بمدى الإرادَة الصادقة للقيادة الثورية وقيادة القوات المسلحة اليمنية في الارتقاء بالجانب العسكري للبلد، والذي أصبح -بفضل الله- وتمكينه وتوفيقه متطورًا جِـدًّا ومناوئ للقدرات العسكرية الغربية المهيمنة على دول العالم.
ويوضح أن منظومات الدفاع الصهيونية لا تزال حتى اللحظة عاجزة تمامًا عن التصدي للصواريخ البالستية والفرط صوتية، وكذا الطائرات المسيَّرة اليمنية، مبينًا أن القدرات العسكرية اليمنية، باتت تمثل تحديًا كَبيرًا للعدو الصهيوني والأمريكي، وحلفائهم من الدول الغربية والأُورُوبية.
ويواصل: “مراكز البحوث والدراسات العسكرية في العديد من الدول تقيم المعركة التي يخوضها اليمن ضد العدوّ الصهيوني وضد العدوّ الأمريكي والبريطاني، مؤكّـدًا أن تلك المراكز والبحوث الدراسية العسكرية وكذا الخبراء والمحللين العسكريين اكتشفوا عيوبًا كثيرة في منظومات الدفاع الصهيونية والغربية التي كان يفاخر بها الأمريكيون والإسرائيليون بصفتها أسلحة استراتيجية نوعية كفيلة بإسقاط التحديات والمخاطر التي تواجهها البلدان أثناء الحروب.
ويلفت إلى أن الصواريخ اليمنية والطائرات المسيَّرة أسقطت النظرية الأمريكية والصهيونية حول منظومات الدفاع، والتي تتمثل في أنها توفر الأمن المطلق والكامل.
ويختتم الزبيدي حديثه بالقول: “قدراتنا العسكرية ستواصل استهدافها للعمق الصهيوني في مختلف بقاع الأراضي المحتلّة ولن تتوقف العمليات العسكرية اليمنية إلا بتوقف العدوان ورفع الحصار على قطاع غزة وأي تصعيد ستنعكس آثاره السلبية جدًّا على الأعداء”.
اليمن يسقط هيبة الكيان:
بدوره يرى الكاتب والباحث السياسي الدكتور جلال جراغي، أن “اليمن اليوم سجّل نوعًا جديدًا من التكتيكات الحربية يجب أن تُسجل في تاريخ الحروب والصراعات الإقليمية”، مؤكّـدًا أن اليمن أسقط هيبة الكيان الصهيوني وهيبة المنظومات الدفاعية والجوية والصاروخية للكيان الصهيوني، بالإضافة إلى هيبة منظومات الدفاع الصاروخي للولايات المتحدة الأمريكية.
ويوضح أن الكيان الصهيوني اليوم منهَك ومرتبك تجاه اليمن، لا يعرف ماذا يفعل؛ كون المواجهة مع اليمن خارج الحسابات الحربية القديمة المعروفة.
ويوضح أن سيناريوهات المواجهة الصهيونية والأمريكية مع اليمن غير مجدية ولن تؤدي لأية نتيجة؛ كون اليمن يملك تجربة كبيرة وطويلة في ميدان الحروب والمعارك أهّلته لأن يكون حقاً مقبرةَ الغزاة والمعتدين، مُشيرًا إلى أن اليمن نجح في كسر هيبة العدوّ الصهيوني، وكذا الهيمنة الغربية الأمريكية وحلفائها، لافتًا إلى أن اليمن ترجم عمليًّا أن الكيان الصهيوني كما وصفه شهيد الإنسانية سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أوهن من بيت العنكبوت.
ويتطرق جراغي إلى أن القوات المسلحة اليمنية “ألحقت هزيمةً مدويةً وكبرى بالكيان الصهيوني وحلفائه من الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين والأُورُوبيين وجعلت سُمعتهم في الحضيض”.
اليمن يفاجئ العالم:
من جهته يقول الناشط الإعلامي عدنان غملوش: “أحَيي الموقفَ اليمني الثابت على عقيدته الدينية والسياسية رغم الغارات التي تشن عليه من قبل العدوّ الصهيوني والأمريكي وحلفائهم”.
ويضيف في تصريح لـ “المسيرة”: “حسابات الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وكيان العدوّ الإسرائيلي حسابات خاطئة، ظنوا أن اليمن ربما يكون النقطة الأضعف في محور المقاومة لاعتبارات عديدة تتعلق بالقدرات وبُعد المسافة عن الكيان”.
ويواصل: “فتفاجؤوا بحجم ونوعية الصواريخ التي تطال المدن في الكيان والتي باتت تشكل عبئًا كَبيرًا على حكومة نتنياهو والمغتصبين الإسرائيليين”.
ويؤكّـد غملوش أن اليمنَ أصبحت المفاجأةَ الكبرى للأعداء وللعالم أجمع بصفته البلدَ الوحيدَ الذي تصدَّى للهيمنة الغربية وحطَّم غرورَها وكبرياءَها في المنطقة.
المسيرة: محمد حتروش