بعد عام من الدراسة.. حل لغز اهتزاز الأرض لـ 9 أيام !
تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT
بغداد اليوم- متابعة
أصيب الخبراء بالحيرة عندما أظهرت أجهزة قياس الزلازل في جميع أنحاء العالم أن الأرض كانت تهتز لمدة تسعة أيام في سبتمبر أيلول 2023.
وقد كان أمرا غير مسبوق أن تنتقل موجة زلزالية بتردد واحد لهذه المسافة الطويلة وهذه المدة. ولكن الآن، بعد مرور عام واحد وبعد إجراء أبحاث مكثفة، تم الكشف عن أن الاهتزازات كانت ناجمة عن تسونامي ضخم ناجم عن انهيار أرضي في غرينلاند، والذي كان بدوره نتيجة لتغير المناخ.
ولم ير الانهيار الأرضي العين البشرية، وتسبب في ظهور رذاذ من الماء على ارتفاع 200 متر في الهواء، مع موجة يصل ارتفاعها إلى 110 أمتار.
وحسب الباحثون أن هذه الموجة، التي امتدت عبر 10 كيلومترات من المضيق، انخفضت إلى 7 أمتار في غضون بضع دقائق، وبضعة سنتيمترات في الأيام التي تلت ذلك.
ولإثبات كيف يمكن أن يستمر تناثر الماء لمدة 9 أيام، أعاد الباحثون إنشاء زاوية الانهيار الأرضي والمضيق الضيق والمتعرج بشكل فريد، باستخدام نموذج رياضي.
ووفقا للدراسة التي نُشرت في مجلة Science، توقع النموذج أن كتلة الماء كانت ستتحرك ذهابا وإيابا كل 90 ثانية، وهو ما يطابق تسجيلات الاهتزازات التي تنتقل في قشرة الأرض في جميع أنحاء الكوكب.
ويقترح الباحثون أن الانهيار الأرضي كان نتيجة لضعف الجليد عند سفح الجبل، ما جعله غير قادر على حمل وجه الصخرة فوقه.
ويعتقدون أن هذا كان في النهاية بسبب تغير المناخ.
وقال الدكتور ستيفن هيكس، المؤلف المشارك، من قسم علوم الأرض بجامعة كوليدج لندن: "عندما رأيت الإشارة الزلزالية لأول مرة، شعرت بالحيرة التامة. على الرغم من أننا نعلم أن أجهزة قياس الزلازل يمكنها تسجيل مجموعة متنوعة من المصادر التي تحدث على سطح الأرض، إلا أنه لم يتم تسجيل مثل هذه الموجة الزلزالية الطويلة الأمد والمتنقلة عالميا، والتي تحتوي فقط على تردد واحد من التذبذب".
مضيفا: "إن دراستنا لهذا الحدث تسلط الضوء بشكل مذهل على الارتباطات المعقدة بين تغير المناخ في الغلاف الجوي، وزعزعة استقرار جليد الأنهار الجليدية في الغلاف الجليدي، وحركات المسطحات المائية في الغلاف المائي، والقشرة الصلبة للأرض في الغلاف الصخري. وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تسجيل تناثر المياه على شكل اهتزازات عبر قشرة الأرض، وتنتقل حول العالم وتستمر لعدة أيام".
وقد قدر الفريق الدولي أن نحو 25 مليون متر مكعب من الصخور والجليد اصطدمت بالمضيق أثناء الانهيار الأرضي (ما يكفي لملء 10 آلاف حمام سباحة بحجم أوليمبي).
وقد أكدوا حجم تسونامي، وهو أحد أكبر التسونامي التي شهدناها في التاريخ الحديث، باستخدام المحاكاة الرقمية بالإضافة إلى البيانات والصور المحلية.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: الانهیار الأرضی فی الغلاف
إقرأ أيضاً:
أسباب الانهيار وفرار الأسد: هرب الضباط الفاسدون وتركوا الجنود لمصيرهم
22 ديسمبر، 2024
بغداد/المسلة: يروي الجنود السوريون شهاداتهم حول أسباب الهزيمة التي عجلت بسقوط نظام بشار الأسد، مشيرين إلى عيوب جوهرية في الأداء العسكري للنظام، وضعف الاستعدادات، وسيطرة الفساد، بالإضافة إلى انهيار الروح المعنوية والاعتماد المفرط على الحلفاء الخارجيين.
التقرير الذي أعدته صحيفة لوموند يتناول روايات حية من جنود وضباط عايشوا الأيام الأخيرة من حكم الأسد. الجندي السابق حسن، الذي خدم لسنوات طويلة كحارس شخصي في أمن الدولة، يصف حالة الفوضى التي اجتاحت الجيش مع تصاعد هجمات المعارضة، مشيراً إلى انسحاب الوحدات العسكرية من الجبهات الاستراتيجية وانعدام التوجيه من القيادة.
يتحدث عن لحظات الخوف والارتباك في صفوف الجنود عندما هرب كبار الضباط دون تنبيه القوات، تاركينهم لمصير مجهول.
الجنود المجندون قسراً كانوا الحلقة الأضعف في هذا الصراع، كما يروي هشام، المجند الشاب الذي تم تكليفه بمهام قتالية دون تدريب كافٍ. هشام يشرح كيف اضطر إلى تنفيذ أوامر قصف مناطق مأهولة بالمدنيين خوفاً من العقوبات القاسية، في ظل نظام كان يعاقب جنوده بوحشية على أدنى مخالفة. الخدمة العسكرية التي امتدت إلى أجل غير مسمى أجبرت الآلاف على الهروب أو رشوة الضباط للعودة إلى ديارهم، مما أدى إلى ضعف الجبهات وتآكل الثقة داخل الجيش.
على المستوى الاستراتيجي، كان الاعتماد على الحلفاء الروس والإيرانيين مفتاحاً لبقاء النظام لسنوات، ولكن مع تراجع دعم هؤلاء الحلفاء في الأشهر الأخيرة، أصبح انهيار الجيش وشيكاً. الجنود الذين كانوا يعملون تحت إشراف الإيرانيين أو حزب الله تلقوا رواتب أفضل، لكنهم واجهوا نفس الفساد الذي ينخر في المؤسسة العسكرية السورية. تركزت القرارات في أيدي المستشارين الأجانب، بينما فقدت القيادة السورية السيطرة على الأحداث.
حالة الفساد المستشرية كانت محور حديث الكثير من الجنود. عمار حسين، أحد المجندين الذين خدموا شمال حمص، يتحدث عن الظروف المعيشية البائسة والتدريب غير الكافي، ويقول إن الرواتب كانت تُنهب من قبل الضباط، مما زاد من الغضب الشعبي والاستياء بين الجنود.
عمار يرى أن النظام كان من المفترض أن يسقط منذ وقت طويل، لولا تدخل الحلفاء الخارجيين في اللحظات الحاسمة لإنقاذه.
مع تصاعد هجوم المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام ووصولهم إلى أبواب دمشق، لم يقدم الجيش السوري مقاومة تُذكر. انهيار الوحدات النظامية أمام الهجمات المتسارعة كان نتيجة انعدام التنسيق والخطط الواضحة. قوات المعارضة تمكنت من السيطرة على مناطق استراتيجية مثل حلب دون مقاومة كبيرة، مما أدى إلى حالة من الصدمة والانهيار الكامل بين صفوف الجيش.
أحد الضباط السابقين في الاستخبارات العسكرية يعزو سقوط النظام إلى عدة أسباب رئيسية: انهيار الجيش بسبب الاعتماد على مجندين يفتقرون للخبرة والعدد الكافي، والفساد الذي أنهك المؤسسة العسكرية، والغضب الشعبي الناتج عن سوء الأحوال المعيشية. حتى بين العلويين، الذين يُعتبرون من أكبر داعمي النظام، بدأ الاستياء يتزايد، مما أدى إلى ضعف الحاضنة الشعبية للنظام.
الخلاصة أن أسباب الهزيمة تمتد من الجبهات العسكرية إلى الداخل الشعبي والسياسي، حيث أدت مجموعة من العوامل المتشابكة إلى انهيار سريع ومفاجئ للنظام. هذه الشهادات تسلط الضوء على التحديات التي واجهها الجيش النظامي السوري في أيامه الأخيرة وتفضح القصور البنيوي في نظام الأسد الذي اعتمد على القوة والقمع لكنه فشل في مواجهة ديناميكيات التغيير السريعة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts