لا خيار أمام العالم إلا وقف الإبادة في غزة
تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT
بعد أيام قليلة تكمل حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة عاما كاملا، ولا يبدو في الأفق أن هناك توجها عالميا حقيقيا يسعى لوقف هذه الحرب الظالمة، خاصة إذا ما تجاهلنا التصريحات الدعائية التي تخرج من البيت الأبيض أو من دول الاتحاد الأوروبي التي لا تنتمي للحقيقة الماثلة في الميدان أو تلك التي تدور في غرف صنع القرار العالمي.
ورغم ذلك فإن الإعلام الغربي، مع الأسف الشديد، يقوم بدور تشويه الحقائق أو تجاهلها وبشكل ممنهج. فهناك من يقوم بتشويه الحقائق وتحريفها عن مسارها الصحيح فيما لا يزال البعض يتجاهل الحقائق ويحيل القراء أو المشاهدين إلى قضايا ثانوية يصر على التركيز عليها رغم أن الأحداث تجاوزتها منذ بدء المجازر في غزة.
وما زالت قلة من وسائل الإعلام الغربية تستخدم مصطلح «الإبادة الجماعية» عندما يتعلق الأمر بالجرائم الإسرائيلية ولكنها تسهب في وصف «فظائع» حماس عندما تتحدث عن أحداث يوم السابع من أكتوبر، وعندما يتعلق الأمر بعدد القتلى «الشهداء» الصادر عن وزارة الصحة في قطاع غزة لا تنسى وسائل الإعلام الغربية أن تلفت انتباه قرائها أن الوزارة «تتبع حماس» في تشكيك واضح في عدد القتلى.
ما زال الخطاب الإعلامي الغربي -في مجمله- لا يخدم إلا الأجندة الإسرائيلية، ويكشف بشكل جلي عن تواطؤ بعض وسائل الإعلام الغربية مع الكيان الصهيوني.
والواضح أن الإعلام الغربي الذي اختار دعم الكيان الإسرائيلي خائف من ردة الفعل الإسرائيلية ومن جماعات الضغط الصهيونية وإلا لا مبرر أن تتخلى هذه الوسائل الإعلامية عن دعم حقوق الإنسان على أقل تقدير، وأن تتخذ موقفا واضحا من رفض المذابح التي تحصل في غزة، ولا بأس أن تبقى رافضة ما حدث في يوم «طوفان الأقصى» هذا على الأقل يتناسق مع ما تدعيه من مواقف إنسانية! أما أن تتورط في خطاب إعلامي داعم لمجازر الكيان، وتنشر في بعض الأحيان تقارير ملفقة لدعم تلك الجرائم فهذا انخراط واضح في لعبة سياسية قديمة لدعم إسرائيل وتمكينها من الاستمرار في عدوانها ضد الشعب الفلسطيني.
لا يمكن لأي وسيلة إعلامية حرة في العالم أن تتجاهل ما يحدث في غزة، على أقل تقدير أن تتجاهل المجازر والمذابح وتجويع الأطفال واستدراجهم لمصائد جماعية، فالوقوف ضد هذه الممارسات العدوانية لا يتنافى مع المواقف السياسية التي قد تؤمن بها بعض تلك الوسائل، رغم أن تفاصيل هذه الحرب قد نجحت في كشف حقيقة السرديات الإسرائيلية المتهافتة.
إنَّ استمرار الحرب، واستمرار بعض المواقف الدولية والمؤسساتية وكذلك الفردية تجاه المجازر المروعة التي تحدث في قطاع غزة ستبقى وصمة عار لا تنمحي من جبين هؤلاء.. وسيقول التاريخ يوما كلمته حول هذا التواطؤ والخذلان والصمت المخزي عن إهدار كرامة شعب عزيز بسلبه كل حقوقه وفي مقدمتها حق الكرامة.
وعلى العالم أن يستيقظ ويواجه هذه الحقائق بإنسانية قبل كل شيء؛ فقد سقطت كل الأعذار ولم يعد بالإمكان الاختباء خلف ستار «الحياد» أو التلاعب بالألفاظ. وكل يوم يمر دون فعل حقيقي لوقف المأساة الفلسطينية هو يوم جديد من المعاناة والقتل والإبادة لشعب أعزل يعيش تحت حصار لا إنساني.
إنَّ التحدي الأكبر اليوم يتمثل في كسر هذا الجمود والتحرك العالمي الجماعي لوقف الحرب والمعاناة، وهذا لا يمكن أن يحدث دون التحلي بالصدق، والإنسانية والشجاعة.. فلا يمكن لدولة أو مؤسسة أو فرد أن يدعي أنه يدعم السلام، ويدعم العدالة أن يتجاهل ما يحدث في غزة، لا يمكن لهؤلاء جميعًا أن يدعو ذلك بينما هم يتواطؤون إعلاميا وسياسيا مع إبادة شعب بأكمله.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
وزير الإعلام اللبناني: الاعتداءات الإسرائيلية على بلادنا خرق فاضح لكل النظم الأخلاقية والقوانين الدولية
قال وزير الإعلام اللبناني زياد المكاري إن الاعتداءات الإسرائيلية على المراكز الطبية والاسعافية ومراكز العبادة والمستشفيات وعلى قوات الجيش واليونيفيل تعد خرقًا فاضحًا لكل النظم الأخلاقية والقوانين الدولية والقيم الإنسانية.
وأضاف المكاري - في مؤتمر صحفي عقب جلسة لمجلس الوزراء اللبناني، اليوم الأربعاء، بحسب التلفزيون اللبناني - أن الزيارات الرسمية الدولية والعالمية التي يقوم بها المسؤولون العرب والأجانب تشير إلى التضامن والاهتمام من الدول الكبرى الشقيقة والصديقة للبنان، ولكن إسرائيل تضرب عرض الحائط كل المحاولات الدولية لوقف إطلاق النار في المنطقة.
وتابع "أن موقفنا وقرارنا هو الحفاظ على كرامة لبنان والحرص على احترام السيادة الوطنية جوًا وبحرًا وبرًا والقرارات الدولية، ولن نتهاون ضد أي خرق أو اعتداء"، لافتا إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة والمتصاعدة ضد لبنان تحولت لجرائم ضد الإنسانية والحضارة وخرق لكل المواثيق والشرائع الدولية.
وأوضح أن الحكومة اللبنانية تدين وتحمّل المجتمع الدولي مسؤولية استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية على لبنان وتدمير البلدات والقرى وقتل المدنيين واغتيال عناصر الجيش واستهداف الطواقم الطبية والصحفية والدفاع المدني وفرق الإغاثة، بجانب الاعتداء على قوات اليونيفيل وما تمثله من شرعية دولية مما يجعل استهدافها اعتداءً على المجتمع الدولي ومجلس الأمن، فضلًا عن التدمير المستمر على المدارس والمستشفيات والمراكز التربوية.
وأشاد المكاري بنتائج (القمة الروحية) التي عقدت في تركيا وما صدر عنها من توصيات وما تحمله من دلالات عن تضامن المرجعيات الدينية لحماية لبنان بخصوصيته وتنوعاته وانقاذه من الحرب الإسرائيلية التي يتعرض لها.
وأضاف أن المواقف المعبرة التي صدرت عن المرجعيات يجب أن تسمع دوليًا وأن يبنى عليها محليًا، حيث أننا نؤكد دعوتنا الدائمة لمبدأ الحوار بين كل المرجعيات السياسية للوصول إلى تلاق يؤسس لانتخاب رئيسا للجمهورية.
وقال وزير الإعلام اللبناني: إن الحكومة اللبنانية تعرب عن شكرها لفرنسا على مبادرتها الإغاثية والإنسانية، وتثمن دورها نحو دعم الجيش وتعزيز قدراته، وتتطلع إلى مزيد من مبادرات الدعم لتمكين لبنان من تجاوز هذه المحنة القاسية والحرب الإسرائيلية على لبنان.
وأضاف أن الحكومة اللبنانية تقدر عاليًا الحراك والتضامن الدولي السياسي والإغاثي مع بلدانا، مشددًا على أن لبنان على الاستعداد لقبول أية مبادرات لحل الأزمة ووقف الحرب والتنفيذ الكامل للقرار 1701 والبدء في انتخاب رئيس الجمهورية واستعادة الاستقرار للبدء في الإعمار وبناء كل ما تهدم نتيجة للحرب.
اقرأ أيضاًالخارجية اللبنانية تقدم شكوى جديدة لمجلس الأمن بشأن الاعتداءات الإسرائيلية
الإمارات: الاعتداءات الإسرائيلية على «اليونيفيل» بلبنان انتهاك لمبادئ القانون الدولي
العراق يدين الاعتداءات الإسرائيلية على قوات «اليونيفيل» في لبنان