لجريدة عمان:
2024-09-19@00:51:06 GMT

الدخل السلبي والحرية المالية

تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT

هل سمعتم يوما عن الدخل السلبي أو الدخل غير المكتسب وكيفية الحصول عليه؟ وما علاقته بالحرية المالية التي ينشدها الكثيرون؟ الدخل السلبي أو الدخل غير المكتسب هو أحد أنواع الدخول التي يحصل عليها الفرد باستمرار، ولا يتطلب العمل بنشاط للحصول عليه، وهو معزز للأمان المالي ويساعد على تحقيق الحرية المالية. ويمكن تبسيط مفهوم الدخل السلبي بأنه تغيير العقلية والمنظور تجاه المال من حيث الوقت والجهد المبذول، وغالبا يتم تحصيله من الاستثمارات في الأسهم والسندات أو القيام بأنشطة تجارية توفّر دخلا ثابتا دون بذل جهد أو قت للحصول عليه، ويختلف عن الدخل الإيجابي أو المكتسب أن الأخير يتطلب بذل جهد مستمر للحصول عليه، ويرى مؤيدو الدخل السلبي أنه فرصة للتفرغ أكثر للحياة الاجتماعية والأسرية ومتابعة اهتماماتك، وتحقيق أهدافك الشخصية؛ كونها لا تلزم الشخص بدوام كامل أو الذهاب إلى مقر العمل يوميا، وأن الحرية المالية الناتجة عن الدخل السلبي لها دور في تخفيف القلق والتفكير باستمرار في تلبية المتطلبات الاجتماعية اليومية مثل سداد الالتزامات المالية الشهرية، وكذلك تساعد الحرية المالية على تحقيق الرغبات التي يحدها غالبا عدم توفر الوقت والموارد اللازمة؛ فالحرية المالية ليست حلما بل هدفا قابلا للتحقيق ويسعى إليه الجميع.

إن تحقيق الدخل السلبي ليس صعبا ولا يمثّل تحديا؛ لسهولة الحصول عليه وتوفّر الفرص لبدء تحصيله، فمثلا يمكن الاستفادة من المهارات والقدرات التي يمتلكها الفرد وتنميتها لتكون انطلاقة للبحث عن فرص لتوليد الدخل السلبي عبر استكشاف المجالات التي تجيدها وتستمتع بها؛ بهدف إطلاق مشروع تجاري يساعد على تحقيق الدخل السلبي، أيضا يمكن الاستفادة من الأصول مثل العقارات يمكن تحويلها إلى مصادر دخل سلبي عبر تأجيرها أو تطويرها، وكذلك الإنترنت وبناء علاقات في بيئة العمل تمثلان فرصة لتحقيق الدخل السلبي عبر ممارسة التجارة الإلكترونية أو الاستثمار في العمليات عبر الإنترنت لتحقيق مزيد من الدخل شريطة الاستمرار في التعلم والتطوير؛ خشية الوقوع في ممارسات خاطئة أو غير قانونية أو التعرض للخداع والاحتيال.

إن الدخل السلبي لا يمكن تحقيقه بين ليلة وضحاها ويتطلب صبرا والعمل بجد واجتهاد للوصول إليه واستدامته، وينبغي أن يكون حذرا في التعامل مع الأنشطة المرتبطة به؛ فمثلا الاعتماد على دخل شهري ثابت من نشاط تجاري دون بذل جهد ربما يؤدي إلى الوقوع في التجارة المستترة بهدف تحقيق الدخل السلبي، ورغم أن هذا النوع من الدخل غير مجهد، إلا أن تحصيله له ينبغي أن يكون وفق خطط مدروسة ودقيقة؛ لضمان استدامته وقانونيته إضافة إلى عدم تأثره بالعوامل المحيطة به، والأهم من ذلك ألا يكون سببا للتكاسل والاتكالية عن ممارسة الأعمال الأخرى التي تتطلب جهدا ووقتا لممارستها، ورغم أن الدخل السلبي سهل التحصيل إلا أن المستفيد منه ربما يبذل جهدا للتخطيط له وتصحيح مساراته بين فترة وأخرى، إضافة إلى تقييم مستوى الدخل المتحصل عليه والتأكد من قانونيته. ويعد التسويق بالعمولة وتوزيع أرباح الأسهم هما الوسيلتان السائدتان في المجتمعات لتوليد الدخل السلبي؛ لاحتمالية نموّه إلى مصدر دخل كبير ويمنح الحرية المالية والاستقلال، حيث يقوم الممارس لهذا النوع من التسويق غالبا بالاستفادة من شبكة الإنترنت للترويج عن منتجات شركات مختلفة عبر استهداف جمهور معيّن بهدف الحصول على عمولة عن كل عملية بيع أو خدمة يروّج لها، أما أرباح الأسهم تمثّل بوابة للبدء في الحصول على الدخل السلبي؛ لسهولة إجراء عملية الاكتتاب وسرعة الحصول على ربح سنوي فقط كل ما على الفرد أن يوفّر مبلغا من المال وبدء عملية الاستثمار في الأسهم، ورغم سهولة الحصول على الدخل السلبي واستدامته مقارنة بالدخل الإيجابي الذي يتوقف بانتهاء مدة العمل، إلا أن التخطيط السليم وفهم المخاطر المحتملة جيدا للدخل السلبي تعد من الأمور المهمة مع ضرورة أن يكون للأفراد قدرة على تحمّل المخاطر المحتملة وتحديد الاستثمارات التي تتناسب مع أهدافهم المالية ومدى كفاءة الفرد على الإدارة المالية للدخل السلبي.

إن الاستقرار المالي هدف يسعى إليه الفرد والمجتمع ويعد الدخل السلبي والدخل الإيجابي جزأين متكاملين ومتسقين لتحقيقه الذي يحفّز الحرية المالية، والدخل السلبي كمفهوم ومنهجية للحصول على دخل آخر يدفع الفرد للتغيير ويحفّز على تحقيق النجاح والازدهار المالي، واختبار مدى الصمود والقوة الشخصية ووضع الأولويات المالية التي يبنى عليها الخطط المستقبلية، ومع انتشار الدخل السلبي على نطاق واسع بين أفراد المجتمع، واختلاف طرق تحصيله، بات من الضروري وضع الحلول والمعالجات للتحديات الناتجة عنه وتحويلها إلى فرص تساعد على إيجاد أساس مالي قوي مستدام يعزز من الاستقرار المالي مستقبلا.

راشد بن عبدالله الشيذاني باحث ومحلل اقتصادي

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الحریة المالیة الحصول على على تحقیق

إقرأ أيضاً:

التعادل السلبي يحسم قمة المان سيتي والإنتر

انتهت فعاليات الجزء الثاني من الجولة الأولى لدوري أبطال أوروبا، بنتائج متباينة.

وافترق مانشستر سيتي ومنافسه إنتر ميلان بنتيجة التعادل السلبي، فيما تمكن بوروسيا دورتموند الألماني، من العودة بفوز ثمين من بلجيكا، أمام كلوب بروج، وتحقيق أول ثلاث نقاط في البطولة، بعد الفوز بثلاثية نظيفة.

كما اكتسح سلتيك، منافسه سلوفان براتيسفالا، بخماسية مقابل هدف.

وانتهت باقي المواجهات على النحو التالي:

باريس سان جيرمان 1  جيرونا 0 سبارتا براغا 3  رادبول سالزبورغ 0 بولونيا 0  شاختار 0

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • التعادل السلبي يحسم قمة المان سيتي والإنتر
  • أمير المدينة المنورة: الخطاب الملكي يؤكد على الخطوات الثابتة التي قادت إلى تحقيق الكثير من المنجزات والمستهدفات
  • ضربة فضائية موجعة تستهدف دجاجة الحوثي التي تبيض ذهباً - صراخ الاخيرة يرتفع في صنعاء وسيد مران يُغمى عليه
  • أمير منطقة المدينة المنورة: الخطاب الملكي يؤكد على الخطوات الثابتة التي قادت إلى تحقيق الكثير من المنجزات والمستهدفات
  • وزير الخارجية المصري: حماس تؤكد لنا التزامها الكامل باقتراح وقف إطلاق النار الذي توصلنا إليه في 27 مايو والتعديلات التي أجريت عليه في 2 يوليو
  • وزارة المالية تناقش سبل تحقيق التنمية المستدامة
  • وزير المالية فشل في الرد علي الأسئلة التي كانت تندفع نحوه كالسيل جعلته في حالة توهان وغياب تام عن المشهد الدراماتيكي !!..
  • الدعم السكني.. مواعيد الصرف وخطوات الحصول عليه
  • نائب وزير المالية: نتطلع إلى تطور حقيقى في صادراتنا غير البترولية لتنويع مصادر الدخل