في خطوة جديدة لتعزيز حضورها العسكري في غرب إفريقيا، وافقت حكومة كوت ديفوار  على إقامة قاعدة عسكرية أمريكية شمال غرب البلاد، بالقرب من منطقة أوديني. هذه الخطوة، التي كشفت عنها صحيفة لوموند الفرنسية في يوليو الماضي، تأتي في وقت يشهد فيه الساحل الأفريقي تحولات جيوسياسية هامة، خاصة بعد انتهاء الاتفاقيات العسكرية بين واشنطن والنيجر.

وقد جاء هذا القرار بعد دراسة خيارات عدة من قبل الولايات المتحدة لتعويض خسارتها لقواعدها العسكرية في النيجر، لا سيما قاعدة أغاديز الجوية التي كانت تعتبر مركزًا رئيسيًا للمراقبة والطائرات دون طيار منذ عام 2016. وتشير هذه التطورات إلى تحرك واشنطن لتعزيز تعاونها العسكري في المنطقة، في إطار مواجهة التهديدات الإرهابية والتوسع الروسي المتزايد في إفريقيا.

أسباب إقامة القاعدة في كوت ديفوار


1. انسحاب أميركي من النيجر: بعد قرار السلطات الانقلابية في النيجر إنهاء الاتفاقية العسكرية مع الولايات المتحدة، بدأت واشنطن البحث عن بدائل جديدة لتعويض قاعدة نيامي الجوية، التي تم الانسحاب منها في يوليو/تموز، وكذلك قاعدة أغاديز شمال النيجر، التي كان انسحاب القوات منها في أغسطس/آب بمثابة ضربة قوية للوجود العسكري الأمريكي في المنطقة.


2. ملء الفراغ الاستراتيجي الناتج عن الانسحاب الفرنسي: فرنسا، التي سحبت قواتها من مالي وبوركينا فاسو والنيجر، تخطط لتقليص وجودها العسكري في عدة دول أفريقية، باستثناء جيبوتي. هذا الفراغ الذي تركه الانسحاب الفرنسي يقلق واشنطن، لا سيما في ظل تصاعد التهديدات الإرهابية وانسحاب بعثات الأمم المتحدة من مالي والكونغو الديمقراطية. لذا، تحاول الولايات المتحدة تعزيز وجودها عبر إقامة قواعد جديدة لموازنة القوى في المنطقة.


3. مواجهة التمدد الروسي: مع تصاعد النفوذ الروسي في إفريقيا، خاصة بعد دعم موسكو لقادة الانقلابات الأخيرة في المنطقة، وتسليحهم عبر قوات فاغنر، تعتزم الولايات المتحدة التصدي لهذا التمدد الذي يشكل تهديدًا مباشرًا لمصالحها. ومن هنا، تسعى واشنطن لتعزيز وجودها العسكري في مواقع استراتيجية مثل ساحل العاج لمواجهة هذا الخطر.

 

لماذا كوت ديفوار ؟

وقع الاختيار على ساحل العاج نظرًا لاستقرارها النسبي مقارنة بجيرانها في منطقة الساحل، مثل مالي والنيجر وبوركينا فاسو. وتعتبر ساحل العاج موقعًا جغرافيًا ملائمًا، حيث تقع على حدود جنوب مالي، مما يجعلها قريبة من المناطق التي تشهد نشاطًا للجماعات المسلحة، بالإضافة إلى قربها من بوركينا فاسو.

في المقابل، رُفضت خيارات أخرى مثل غانا وبنين بسبب بعدها النسبي عن النقاط الساخنة في المنطقة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: كوت ديفوار الولایات المتحدة العسکری فی فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

تحولات في الموقف الإيراني تجاه واشنطن.. تصريحات خامنئي تثير الجدل حول إمكانية "عقد صفقة" مع الولايات المتحدة.. وردود فعل غاضبة من التيار المتشدد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أشار السياسي المحافظ البارز محمد مهاجري إلى أن التصريحات الأخيرة للمرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، بشأن "عقد صفقة" مع الولايات المتحدة قد تعكس تحولًا في نهج طهران في ظل التحديات المتزايدة التي تواجهها.

ورغم ذلك، أوضح مهاجري، وهو رئيس تحرير سابق لصحيفة "كيهان" المتشددة، أن هذه التصريحات من المرجح أن تثير ردود فعل غاضبة من التيار المتشدد ومن المتحفظين على أي تقارب محتمل مع واشنطن.

وفي مقابلة مع موقع "جماران" الإخباري، المرتبط بالرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي من التيار الإصلاحي، أشار مهاجري إلى أن استخدام خامنئي لمصطلح "عقد صفقة" قد يعني فتح المجال أمام إمكانية التوصل إلى اتفاق. 

وأضاف أن هذا التلميح قد يكون دعمًا لجهود الرئيس مسعود پزشكيان الساعية إلى تخفيف العقوبات المفروضة على البلاد.

وقال مهاجري: "لن يكون الأمر سهلًا، وسيستغرق وقتًا، لكن هذا التصريح قد يكون بداية لاستراتيجية جديدة."

وكان مهاجري يشير إلى خطاب خامنئي في 28 يناير، حيث قال المرشد الأعلى: "وراء الابتسامات الدبلوماسية، هناك دائمًا عداءات وأحقاد خفية وشريرة. يجب أن نفتح أعيننا ونتوخى الحذر مع من نتعامل ونتاجر ونتحدث." وأضاف خامنئي: "عندما يعرف الشخص خصمه، قد يعقد صفقة، لكنه يعرف ما الذي يفعله."

وألقى خامنئي هذه التصريحات أثناء جلوسه بجانب الرئيس پزشكيان، الذي كان قد أبدى علنًا انفتاح طهران على إجراء محادثات. 

وقد فسرت وسائل الإعلام تصريحات المرشد الأعلى على أنها "ضوء أخضر" لبدء المفاوضات.

وفي رده على سؤال حول ما إذا كانت تصريحات خامنئي تشير إلى موافقته على بدء المحادثات، قال مهاجري: "لا أحبذ استخدام هذا التعبير، لكنني أعتقد أن هذه التصريحات تعكس استراتيجية جديدة." 

وأضاف: "كان من اللافت أنه بينما كان المتشددون يتوقعون من خامنئي أن يؤيد مواقفهم، لم يعبر عن أي معارضة للمفاوضات، لكنه حذر المسؤولين من خداع العدو."

وأشار مهاجري إلى أن تصريحات خامنئي أثارت غضب التيار المتشدد، مضيفًا أنهم قد يلتزمون الصمت في الوقت الحالي، لكنهم سيجدون قريبًا ذريعة جديدة لمهاجمة الحكومة.

وقال: "قبل وقت طويل، ستجدهم يهاجمون قضايا أخرى." كما حذر من أن المتشددين قد يستهدفون المفاوضين، بمن فيهم وزير الخارجية عباس عراقجي، الذي من المقرر أن يقود المحادثات.

وفي الأسابيع الأخيرة، تعرض وزير الخارجية السابق والمستشار الحالي للرئيس پزشكيان، محمد جواد ظريف، لهجمات متزايدة من المتشددين، الذين اتهموه بتقديم اقتراح لإجراء مفاوضات مع إدارة ترامب.

لكن ظريف نفى هذه المزاعم، قائلًا لموقع "جماران": "لم نقدم أي اقتراح. لقد قمنا فقط بالرد على اقتراحهم بالتفاعل."

وفي حين أن وسائل الإعلام المحسوبة على التيار الإصلاحي دافعت بشدة عن ظريف، فإن بعض المحللين في طهران يرون أن موقفه داخل الحكومة ليس بالقوة التي يتم تصويرها.

وفي السياق ذاته، علق عدد من الشخصيات المحافظة في إيران، بمن فيهم رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون السابق ووزير السياحة عزت الله ضرغامي، على الدعوات الأخيرة لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة.

وكان ضرغامي قد صرح سابقًا لوسائل إعلام إيرانية بأن مثل هذه المقترحات تسببت في "حالة استقطاب ثنائية" داخل البلاد، لكنه كتب في منشور على منصة "إكس" بعد تصريحات خامنئي: "الإجراء الذكي الذي اتخذه القائد أنهى حالة الاستقطاب بين مؤيدي ومعارضي التفاوض مع الولايات المتحدة."

 

 

مقالات مشابهة

  • (FAA): نتابع إجراءات المطارات التي تشهد حركة مكثفة بعد حادث تصادم الطائرتين في واشنطن
  • مقتل 10 من جنود النيجر في كمين قرب حدود بوركينا فاسو
  • هل ترسل الولايات المتحدة قوات أمريكية إلى قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين بالقوة؟!
  • مندوب فلسطين بالأمم المتحدة يدعو واشنطن للسماح بعودة أهل غزة للأرض التي خرجوا منها 
  • «البيت الأبيض»: الولايات المتحدة لن تدفع تكاليف إعادة إعمار غزة
  • السلفادور تفتح أبوابها لـ "المجرمين الخطرين" المرحّلين من الولايات المتحدة
  • منظمة أمريكية تدعو واشنطن لوقف تواطؤها في فظائع جيش الاحتلال بغزة 
  • تحولات في الموقف الإيراني تجاه واشنطن.. تصريحات خامنئي تثير الجدل حول إمكانية "عقد صفقة" مع الولايات المتحدة.. وردود فعل غاضبة من التيار المتشدد
  • قلق متزايد في الولايات المتحدة من سيطرة إيلون ماسك على الحكومة الأميركية
  • قاعدة عسكرية تركية وسط سوريا.. أنقرة ستوسع حضورها العسكري في دمشق باتفاقية دفاعية مشتركة مع الشرع