يمانيون/ تقارير

نحو ألفي كيلومتر قطعها صاروخ بالستي فرط صوتي انطلق من اليمن لاستهداف “إسرائيل”، ليسقط بالقرب من مطار “بن غوريون”.. ما هي الرسائل التي حملها ومفاعيلها؟

في تطورٍ عدّته “إسرائيل” دراماتيكياً، استيقظت “تل أبيب”،الأحد، على صوت انفجارٍ كبير سبقته صفارات إنذار أدخلت أكثر من مليوني مستوطن إلى الملاجئ.

فبعد مسيرة “يافا” التي استهدفت “تل أبيب” في 19 تموز/ يوليو الماضي.. اليمن يطلق صاروخاً باليستياً فرط صوتي سقط على بُعد نحو 6 كلم من مطار “بن غوريون” في “تل أبيب” قرب الطريق الحيوي الهام الذي يربطها بالقدس المحتلة، ليحدث أضراراً في المنطقة وحرائق ويوقع إصابات باعتراف الإعلام الإسرائيلي.

هذا الصاروخ البالستي الفرط صوتي الذي عبر أكثر من ألفي كيلومتر، يُعدّ الأول الذي يضرب “إسرائيل” منذ تأسيس كيانها في العام 1948.

استقبل رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو الصاروخ اليمني بعد ساعات فقط من إعلان عزمه توسيع الحرب ضد الجبهة الشمالية (مع حزب الله)، والرسالة الأولى كانت من اليمن.

“الجيش” الإسرائيلي، وفيما عدّه مراقبون “عذراً أقبح من ذنب”، أقرّ بأنّ منظوماته الدفاعية حاولت اعتراض الصاروخ القادم من اليمن، ولكن فشلت في ذلك، الأمر الذي كشف ثغراتٍ خطيرة في منظومة الدفاعات الإسرائيلية وأثار تساؤلات جوهرية عن فعاليتها وقدرتها، في مواجهة الصواريخ القادمة من جبهات الإسناد لغزّة ومقاومتها، وماذا لو أطلقت عدة صواريخ ومسيرات من أكثر من جبهة في وقت واحد؟

الصاروخ اليمني الفرط صوتي يرعب “إسرائيل” وداعميها

قائد حركة أنصار الله في اليمن، السيد عبد الملك الحوثي، في خطابه أمس، وصف العملية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية بالنوعية، وأن تنفيذها جرى باستخدام صاروخٍ ذي تقنية عالية تجاوز منظومات الاحتلال الإسرائيلي، وقبله بساعات كشف المتحدّث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، أنّ “العملية جرى تنفيذها باستخدام صاروخ بالستي فرط صوتي جديد”.

وتُعرف الصواريخ الفرط صوتية، بأنّها نوعٌ من أنواع الأسلحة الفتاكة بسرعةٍ تتجاوز خمسة أضعاف سرعة الصوت (5 ماخ). وتتميز هذه الصواريخ بأنّها لا تتبع مساراً مقوساً، وأنّ بمقدورها المناورة أثناء الطيران ما يُسهل اختراقها للدفاعات الجوية، وكذلك تتجاوز مناطق تغطية الرادار الخاص بالخصوم، وتلتف حول أشكال العوائق المختلفة أيًّا كانت، جبالاً أو مباني أو أيّ حاجزٍ آخر.

في رحلة الصاروخ اليمني الفرط صوتي الذي انطلق من اليمن وقطع في 11 دقيقة ونصف الدقيقة، 2040 كلم، نستنتج أنّ سرعة الصاروخ وصلت إلى 10640 كلم/الساعة، أي أنّه سار بسرعةٍ تفوق 8 أضعاف سرعة الصوت حتى وصوله إلى هدفه في “تل أبيب”، علماً أنّ “جيش” الاحتلال الإسرائيلي أقرّ بفشله في اعتراض الصاروخ وتدميره.

التكنولوجيا تخيف جنرالات الحرب

الفشل في اعتراض الصاروخ اليمني الجديد كشف نقاط ضعف في منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي، إذ اخترق المجموعة الكاملة المُتعددة الطبقات من: “السهم -آرو” (منظومة دفاعية مصممة للدفاع الصاروخي بعيد المدى، خارج الغلاف الجوي للأرض)، “حيتس” (منظومة اعتراض صواريخ بالستية)، “مقلاع داوود” (المسؤولة عن إسقاط الصواريخ البالستية متوسطة المدى)، و”القبة الحديدية” (المسؤولة عن إسقاط الصواريخ قصيرة المدى)، بتأكيد خبراء أمنيين إسرائيليين.

بدورها، لفتت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أنّ هذا الفشل الدفاعي الإسرائيلي لكلّ هذه المنظومات بتطوّرها وتكلفتها الباهظة في اعتراض صاروخٍ يمني واحد، يؤكّد أنّ اليمن “نجح نجاحاً مقلقاً في ضرب عمق تل أبيب”.

ويُضاف الفشل الإسرائيلي إلى فشل دفاعات البحرية الأميركية والفرنسية في البحر الأحمر في اعتراض الصاروخ اليمني من قبل المدمرتين الأميركيتين والمدمرة الفرنسية، وذلك قبل دخول الصاروخ اليمني أجواء فلسطين المحتلة.

وعلى الرغم من أنّ الصواريخ الفرط صوتية لا تزال تكنولوجيا ناشئة، لا تمتلكها إلا دول قليلة مثل روسيا والصين والولايات المتحدة وإيران فإن امتلاك اليمن لتلك التكنولوجيا وتسارع تطويرها، يزيد من مخاوف جنرالات الحرب في “إسرائيل”، ولا سيما أنّه لا يوجد حتى الآن منظومة دفاع إسرائيلية، يُمكنها تحييد تلك الصواريخ بشكلٍ كامل.

صاروخ يمني متعدد الرسائل

من زاوية سياسية، جاء الصاروخ اليمني، في ظلّ انسداد مسار التفاوض بشأن غزّة بسبب التعنت الإسرائيلي، وقرع طبول الحرب على جبهة لبنان، ولا سيما بعد تهديدات نتنياهو بإمكانية توسيع الحرب في جبهة الشمال.

وفي ظلّ هذه الظروف يأتي الصاروخ حاملاً عدة رسائل  للاحتلال، أولها، أوقفوا إطلاق النار في قطاع غزّة من أجل أن يهدأ إطلاق النار في البحر الأحمر وباب المندب والبحر المتوسط ومؤخراً في “تل أبيب”، وثانيها أوقفوا قرع طبول الحرب ضد لبنان لأنّ اليمن يقف في محور المقاومة، ولن يقف صامتاً متفرجاً إذا ما وسّعت “إسرائيل” حربها ضد لبنان.

وبشأن الرسائل التي حملها الصاروخ اليمني، أشار وزير الإعلام في حكومة التغيير والبناء، هاشم شرف الدين، خلال تصريحاتٍ للميادين إلى أنّ “إطلاق الصاروخ جاء بعد ساعاتٍ من كلام نتنياهو عن التصعيد مع لبنان، لذلك فإنّ اليمن لا يقبل بتجزئة المعركة بل هو على تنسيقٍ دائم مع محور المقاومة.

لذلك، يرى محللون أنّ الصاروخ اليمني قد يدفع “إسرائيل” ومن خلفها الولايات المتحدة الأميركي إلى إعادة النظر في استراتيجياتها بشأن توسع الحرب ولا سيما في الجبهة الشمالية مع لبنان، وهذا الأمر يبعد شبح “الحرب الواسعة”.

وفي هذا السياق، يؤكد مدير مركز القدس للدراسات السياسية، عريب الرنتاوي لوكالة “فرانس 24” أنّ رسالة القوات اليمنية لم تكن ضرب “تل أبيب” فقط بل تتجاوز ذلك إلى أنّ اليمن قادر وبكل أريحية على ضرب “تل أبيب” ومطار “بن غوريون” والمناطق الفلسطينية المحتلة كافة.

ومن الواضح أنّ اليمن صعّد من عمليات إسناده للمقاومة في قطاع غزّة بشكلٍ تدريجي إذ بدأ بمنع مرور السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وباب المندب، وبعدها منع السفن المتوجهة إلى موانئ الاحتلال، ومنع أيضاً السفن المتوجهة إلى موانئ الاحتلال في البحر المتوسط، وطالت عملياته الأراضي المحتلة أيضاً باستهداف أم الرشراس “إيلات” عدة مرات و”تل أبيب”.

هذا المسار التصاعدي في العمليات ضد الاحتلال سيكون له تأثير في المعركة القائمة “طوفان الأقصى”، كما أنّه يؤكّد أنّ “اليمن غير مردوع” رغم العدوان الأميركي – البريطاني المستمر عليه، وهو قادر على التعامل مع “إسرائيل” حتى بعد هجماتها على ميناء الحديدة، مع الإشارة إلى أنّ ضرب “تل أبيب” بالصاروخ اليمني ليس رداً على عدوان الحديدة وهو ما يعني أنّ اليمن لا زال يخفي الكثير من المفاجآت، فتصاعد عملياته ضد الأراضي المحتلة قد تفرض حصاراً جوياً على “إسرائيل” إضافة إلى الحصار البحري، ولعل ما أكّده قائد حركة أنصار الله في اليمن، السيد عبد الملك الحوثي، بأنّ “القادم أعظم” يؤشر إلى ذلك.

نقلا عن الميادين نت

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الصاروخ الیمنی اعتراض الصاروخ الفرط صوتی فی اعتراض من الیمن فی البحر تل أبیب إلى أن

إقرأ أيضاً:

هكذا تداول الإعلام الأمريكي والدولي خبر إسقاط طائرة “إف 18” في اشتباك مع الجيش اليمني

يمانيون/ تقارير أشبه بزلزال دوى في وسائل الإعلام الأمريكية؛ عقب الاعتراف بسقوط مقاتلة من طراز F/A-18 سوبر هورنيت، من على متن حاملة الطائرات يو إس إس هاري إس، خلال مواجهة مع الجيش اليمني.

اعتراف أمريكي جاء بعد ساعات من إعلان القوات المسلحة اليمنية تنفيذ عملية اشتباك مشتركة وواسعة مستمرة، مع حاملة الطائرات “هاري ترومان” ومجموعتها المرافقة، في عملية نفذت بأعداد من الصواريخ المجنحة والبالستية والطائرات المسيرة وتكللت بإجبار “ترومان” على التراجع والابتعاد عن موقع تمركزها السابق، لتتجه نحو أقصى شمال البحر الأحمر.

“انزلاق” وغرق طائرة تُعد أحد أهم أركان التفوق الجوي الأمريكي حول العالم، وتكلف قيمتها قرابة 70 مليون دولار، ومن على متن حاملة طائرات عملاقة، ارتد كالزلزال المدوي الذي اجتاح الإعلام الأمريكي خصوصا، والعالمي بشكل عام.

وعلى الرغم من تبني الإعلام الأمريكي للرواية الرسمية الصادرة من البحرية الأمريكية، إلا أن حجم الخسارة وهول الصدمة والقلق كان واضحا، في تناول الخبر والتطرق للمبررات الأمريكية التي تحاول فرض روايتها، فيما لم يخفي الإعلام الأمريكي سخطه وانتقاده من أداء البيت الأبيض وتخبطه في المواجهة أمام اليمن.

ويستذكر الإعلام الأمريكية أن هذه هي العملية الثانية التي تخسر فيها الولايات المتحدة طائرة من ذات الطراز وفي ذات مسرح العمليات وفي مواجه مع اليمن، كانت المرة الأولى في ديسمبر 2024، وادعت واشنطن حينها أن العملية تمت “بنيران صديقة”، واليوم تتكرر العملية لكن واشنطن تنسب عملية الإسقاط  إلى  “خلل فني”.

وقد رصد موقع “المسيرة نت” ارتدادات العملية وأهم ما تناولته أبرز وسائل الإعلام الأمريكية، بشأن إسقاط “طائرة إف 18”  أمس الاثنين:

“سي إن إن”: عدم كفاءة صارخ

ونقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤول أمريكي قوله: إن سقوط المقاتلة F18 في البحر الأحمر، جاء نتيجة لقيام حاملة الطائرات “هاري اس ترومان” بانعطافة كبيرة لتفادي صواريخ  القوات المسلحة اليمنية أثناء الهجوم الذي تعرضت له، الاثنين، برفقة القطع الحربية المرافقة لها في البحر الأحمر.

وفي تقرير لها ذكرت شبكة “CNN” أنه بعد ساعات فقط من تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مقابلة نُشرت حديثًا، بأنه يعتقد أن وزير الدفاع، بيت هيغسيث “سيُصلح الأمور”، واصفًا منصب وزير الدفاع المثير للجدل بأنه “آمن”، فقدت البحرية الأمريكية مقاتلة بقيمة 60 مليون دولار عندما سقطت في البحر الأحمر.

ووفقا للشبكة فقد سارع المنتقدون إلى الرد، فكتبت الصحفية مارسي ويلر، المختصة بالأمن القومي والحريات المدنية: “لهذا السبب قلت إن عدم كفاءة بيت هيغسيث الفاضح يحتاج إلى تدقيق أكبر، يواصل الادعاء بأن حملته المرتجلة ضد اليمن ناجحة، ومع ذلك، لا تزال هذه الكوارث تحدث، طائرات تسقط من حاملات الطائرات”.

وأضافت ويلر: “هؤلاء هم البحارة الذين عرّضهم ‘ويسكي بيت’ للخطر من خلال تعامله المتهور مع المعلومات السرية”.

كما سخر السيناتور الأمريكي كريس ميرفي (ديمقراطي من كونيتيكت) قائلًا: “انتصار آخر لهذا الفريق الأمني القومي شديد الكفاءة، كنت أظن أن ضرباتنا في اليمن كانت لاستعادة الردع”.

وأضاف المستشار السياسي الديمقراطي كريس دي. جاكسون: “هذا ما يحدث عندما يعامل ترامب وبيت هيغسيث القيادة العسكرية وكأنها نادٍ طلابي، القيادة غير المؤهلة لها عواقب حقيقية على أرض الواقع”.

وأشارت الصحفية باربرا ستار، المراسلة السابقة للأمن القومي في CNN لأكثر من عقدين، إلى أن الأمر قد يكون أخطر مما يبدو، وقالت “مهم: إذا اضطرت حاملة الطائرات ترومان إلى القيام بمناورة حادة فجائية لتفادي نيران معادية، فهذا أمر بالغ الأهمية. الهدف بالنسبة للقوات الأمريكية دائمًا هو إسقاط العدو من مسافة بعيدة، وليس من مسافة قريبة. وهذا قد يشير إلى تحسينات إضافية في دقة الحوثيين وقدرات استهدافهم. هناك المزيد مما ينبغي معرفته هنا”، مضيفة “وبالمثل، من المهم أن نسأل: لماذا لم يكشف البيان الصحفي العسكري عن هذا الاحتمال؟”

وفي تشكيك برواية البحرية الأمريكية التي زعمت أن غرق الطائرة تم خلال انعطاف حاملة الطائرات، ذكرت الشبكة أن ترومان هي أكبر السفن الحربية في العالم بطول يقارب 1100 قدم وإزاحة تبلغ حوالي 100 ألف طن – تتمتع بقدرة مدهشة على المناورة بالنسبة لحجمها.

وأشارت إلى أن الولايات المتحدة، صعدت وفي الأسابيع الأخيرة، من غاراتها الجوية على أهداف في اليمن، مما دفع القوات المسلحة اليمنية إلى إطلاق الرد ضد السفن الحربية الأمريكية، لافتة إلى أن القوات المسلحة اليمنية أكدت بعد غارات أمريكية على ميناء راس عيسى، أن “اليمن لن يتراجع عن مواصلة عمليات الدعم للشعب الفلسطيني حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي على غزة ويرفع الحصار”، مشددة على أن العدوان الأمريكي على اليمن  لن يؤدي إلا إلى مزيد من التصعيد.

موقع المونيتور:

فيما ذكر موقع “المونيتور” أن المقاتلة F/A-18 سقطت في البحر بعدما قامت حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» بمناورة مراوغة لتجنب مسار نيران يمنية قادمة، وفق ما ذكره مسؤولون أمريكيون، مشيرا إلى أنه لا يزال غير واضحٍ نوع الصاروخ أو ما إذا جرى اعتراضه، مؤكدة أن المقاتلة قد غرقت في البحر الأحمر.

شبكة أخبار USNI

إلى ذلك، نقلت  شبكة أخبار USNI الاثنين، قول مسؤول عسكري أمريكي إن طائرة ترومان كانت تُجري “مناورة مراوغة” خلال الحادث، فيما صرح مسؤول دفاعي آخر للشبكة أن طائرة سوبر هورنت كانت تُحمّل على مصعد الطائرة عندما  انزلقت المقاتلة الهجومية فوق الحافة، حد زعمه.

وأوضحت أن السفن الحربية الأمريكية في البحر الأحمر هي أهداف يومية لطائرات مسيرة هجومية أحادية الاتجاه وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية التابعة للقوات المسلحة اليمنية منذ استئناف العدوان الأمريكي ضد أهداف في اليمن في 15 مارس الفائت.

ولفتت الشبكة إلى أن حاملة الطائرات “ترومان” تعمل في البحر الأحمر منذ أواخر فبراير بعد إصلاحات طارئة إثر اصطدامها بسفينة تجارية، أدى هذا الاصطدام إلى إقالة قائد حاملة الطائرات ترومان آنذاك. في أواخر العام الماضي، وفقا للرواية الأمريكية.

واستذكرت الشبكة إسقاط طائرة من طراز F/A-18F تابعة للجناح الجوي الأول لحاملة الطائرات أثناء محاولة هبوطها على متنها، والذي زعمت البحرية الأمريكية حينها أنها بنيرات صديقة.

(أسوشيتد برس)

وقالت وكالة “أسوشيتد برس” انزلقت طائرة مقاتلة من طراز F/A-18 من على سطح حظيرة حاملة طائرات مُرسلة إلى الشرق الأوسط، بينما كان البحارة يسحبونها إلى مكانها في حظيرة حاملة الطائرات الأمريكية هاري إس ترومان يوم الاثنين، وفقًا لما ذكرته البحرية.

وأشارت إلى أن قفز أفراد الطاقم الذين كانوا يجلسون على مقعد الطيار في طائرة سوبر هورنت وعلى جرار السحب الصغير قبل أن تهبط الطائرة والقاطرة في البحر الأحمر. وأضافت البحرية أن أحد البحارة أصيب بجروح طفيفة.

وقالت البحرية في بيان: “كانت طائرة F/A-18E قيد السحب في حظيرة الطائرات عندما فقد طاقم النقل السيطرة عليها. وفُقدت الطائرة وجرار السحب في البحر”. وكانت الطائرة جزءًا من سرب سترايك فايتر 136.

يتم سحب الطائرات المقاتلة بشكل روتيني حول سطح الحظيرة لإيقافها حيثما تكون هناك حاجة إليها لأي عمليات طيران أو أعمال أخرى. ومن غير الواضح ما إذا كانت هناك جهود لاستعادة الطائرة، التي تبلغ تكلفتها حوالي 60 مليون دولار. الحادث قيد التحقيق.

قناة الجزيرة

من جهتها ذكرت قناة “الجزيرة”  أنه “في تطور بالغ الأهمية، كشف تصريح مسؤول أمريكي لمراسل الجزيرة أن مقاتلة أمريكية من طراز F-18 سقطت من على متن حاملة الطائرات “ترومان” أثناء مناورتها لتفادي نيران أطلقها الحوثيون، مشيرة إلى أن هذا الخبر جاء بعد تصريح البحرية الأمريكية بسقوط مقاتلة من طراز “إف 18” من على متن حاملة الطائرات ترومان في البحر الأحمر.

وأضافت يبدو هذا التطور مهما لأنها المرة الأولى التي يصدر فيها اعتراف أمريكي مباشر بأن هجمات الحوثيين على القطع البحرية الأمريكية، وخصوصًا على حاملة الطائرات “ترومان”، لم تكن مجرد تهديدات أو محاولات فاشلة، بل إنها وصلت إلى مستوى التأثير العملياتي الفعلي.

وأشارت إلى أن هذا الاعتراف يتوافق مع ما كان يقوله اليمنيون  خلال الأسابيع الماضية، حول استهداف مباشر وفعال لحاملات الطائرات والسفن الأمريكية في البحر الأحمر، وهو ما كان يُقابل بالتشكيك أو الصمت من الجانب الأمريكي.

واعتبرت أن واشنطن تقف اليوم أمام خيارين في تعاملها مع التصعيد إما أن تبدا مراجعة وتقييم شاملة للأداء العسكري ولحجم الخطر اليمني الحقيقي، بحيث تعيد الولايات المتحدة حساباتها التكتيكية والاستراتيجية لمستقبل الحملة، سواء عبر تقليص الضربات، أو عبر تغيير قواعد الاشتباك، وثانيا أن تقوم بتهيئة المعركة نحو تصعيد أكبر مما يعني أن وتيرة المعركة ستتجه إلى مستوى أخطر وأكثر تأثيراً في المرحلة المقبلة، وفقا للقناة المهتمة بالشأن الأمريكي.

موقع “ريسيونسبل ستيت كرافت”: خسارة تضاف إلى 3 مليارات دولار

من جانبه ذكر موقع “ريسيونسبل ستيت كرافت” الأمريكي أن الولايات المتحدة أنفقت حوالي ثلاث مليارات دولار في حملتها الأخيرة ضد اليمن منذ انطلاقها في منتصف مارس، وتُضاف إليها خسارة طائرة مقاتلة بعشرات الملايين.

وأشار الموقع ساخرا إلى أن المليارات التي أنفقتها الولايات المتحدة في هذه الحملة أسفرت عن نتائج مشكوك فيها، موضحا أن تقارير القيادة المركزية الأمريكية تقول إن جهودها قد أضعفت القدرات القتالية لليمنيين؛ إلا أن تقارير شبكة CNN الشهر الماضي أشارت إلى أن الحملة لم تحقق سوى نتائج محدودة ضدهم.

ولفتت إلى أنه وفي وقت سابق من هذا الشهر، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن “مسؤولي البنتاغون أقروا في إحاطات مغلقة بأن نجاح تدمير ترسانة الحوثيين الهائلة، والمتمركزة في معظمها تحت الأرض، من الصواريخ والطائرات المسيرة ومنصات الإطلاق، كان محدودًا”.

وختم الموقع بقوله إن الأهم من ذلك، أن الولايات المتحدة تقول إن حملتها تهدف إلى ضمان عبور السفن للبحر الأحمر دون تعرضها لهجماتهم، لكن اليمن يهدف إلى الضغط على الكيان الصهيوني حليفة الولايات المتحدة، لوقف هجومها على قطاع غزة.

معاريف: الحادثة التي أحرجت الجيش الأمريكي

ولم يخف الإعلام الصهيوني هو الآخر قلقه من العملية، حيث أشارت صحيفة “معاريف” الصهيونية إلى أنه في الوقت الذي تتوالى فيه التقارير عن الضربات الأمريكية في اليمن، سقطت مقاتلة أمريكية من حاملة الطائرات “ترومان”.

نيوزويك

فيما قال مجلة “نيوزويك” أن مقاتلة سقطت من على متن سفينة تابعة للبحرية الأمريكية وفقاً للمسؤولين العسكريين، منوه إلى أن قادة اليمن توعدوا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علناً بأنه دخل في “مستنقع استراتيجي يسمى اليمن”.

“واشنطن تايمز” : إف18 تسقط في البحر الأحمر

وأفادت صحيفة واشنطن تايمز بأن بفقدان طائرة مقاتلة تابعة للبحرية الأمريكية في البحر الأحمر بعد سقوطها في البحر من على  متن حاملة الطائرات الأمريكية هاري إس ترومان، يأتي في ظل الحملة العسكرية الأمريكية المستمرة ضد اليمن، حد وصفها.

ولفتت إلى أن القوات المسلحة اليمنية هاجمت مرارا وتكرارا السفن العسكرية الأمريكية بطائرات مسيرة وصواريخ بعيدة المدى – وهو عمل تصاعد في أعقاب العدوان الصهيوني على غزة.

“فوكس نيوز”

من جهتها، ذكرت شبكة “فوكس نيوز” إن مقاتلة إف-18 تابعة للبحرية الأمريكية بقيمة 70 مليون دولار تسقط في البحر الأحمر قبالة حاملة الطائرات يو إس إس هاري إس ترومان.

وأشارت إلى أنه في ديسمبر 2024، أُسقطت مقاتلة F/A-18 سوبر هورنت فوق البحر الأحمر في حادث “نيران صديقة”، وفقًا لما ذكره الجيش الأمريكي في ذلك الوقت.

وقالت: إن مجموعة حاملة الطائرات ترومان تتكون من وتسعة أسراب من الجناح الجوي 1، وثلاث مدمرات موجهة صواريخ من سرب المدمرات 28، والطراد من فئة تيكونديروغا يو إس إس غيتيسبرغ.

ونوهت إلى أن الهجمات تصاعدت بعد أن أطلق ترامب عدوانا عسكريا ضد اليمن في 15 مارس، الماضي، مضيفة أن عمليات اليمن تضامنًا مع المقاومة الفلسطينية.

“واشنطن بوست”

فيما عنون صحيفة واشنطن بوست عنوان تغطيتها الإخبارية للعملية، بـ “سقوط مقاتلة تابعة للبحرية الأمريكية في البحر بعد هروب حاملة طائرات أمريكية من نيران القوات المسلحة”

ونقلت عن الصحية عن مسؤول أمريكي قوله: إن حاملة الطائرات هاري إس ترومان انحرفت بشكل حاد لتجنب هجوم حوثي في ​​البحر الأحمر عندما سقطت طائرة إف/إيه-18 إي سوبر هورنت في البحر وفقدت السيطرة عليها.

يذكر أنه على الصعيد العالمي عمت حالة من السخرية العارمة والتندر على الرواية الأمريكية بانزلاق طائرتها من على “ترومان”، في الأوساط الإعلامية وعلى القنوات الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي.

مقالات مشابهة

  • “وول ستريت جورنال”: الجيش الأمريكي يطلق أكبر عملية إعادة هيكلة له منذ الحرب الباردة
  • الحوثي: إعلان بريطانيا عن عملية في اليمن محاولة لرفع معنويات الأمريكيين بعد فشلهم أمام الصمود اليمني
  • بوريل: إسرائيل تُعد لأكبرِ عملية تطهير منذ الحرب العالمية
  • القواعد العسكرية لكيان العدوّ الإسرائيلي.. رعب متواصل من الفرط صوتي
  • الهروب الكبير.. صور “أقمار صناعية” تظهر “ترومان” لحظة “الهجوم اليمني” 
  • هكذا تداول الإعلام الأمريكي والدولي خبر إسقاط طائرة “إف 18” في اشتباك مع الجيش اليمني
  • مراسلة شبكة “CNN”: اضطرار “ترومان” للقيام بهذا الأمر يؤكد قدرات التوجيه والاستهداف للجيش اليمني
  • واشنطن تبحث مع الرئاسي اليمني “سير الحملة ضد قدرات الحوثيين”
  • شاهد | أمريكا تبرر لهمجيتها في اليمن: “إسناد إسرائيل أولويتنا”
  • العدوان الأمريكي على “ثقبان”.. رسائل الأهالي وتفاصيل الجريمة