كدم.. حوزة تضم الآن معظم ولاية الحمراء، وقليلاً من ولاية بَهلا في محافظة الداخلية بسلطنة عمان، وهي من الحوزات القديمة التي اكتملت بُنيتها الحضارية في الألفية الثالثة قبل الميلاد، واستمر عمرانها حتى اليوم؛ أي ما يقارب خمسة آلاف سنة، فهي مادة خصبة لدراسة الأنظمة القديمة في عمان، ولكن لم تتوجه العناية إليها، ولذا؛ جاءت عنايتنا بالكشف عن معالمها، وتوثيق بواقيها، ودراسة أنظمتها، قبل أن يطويها الزمن تحت سجف غيبه.
المقال.. يلقي ضوءاً على هذه المملكة العتيقة باقتراح أنظمة كانت تحركها؛ منها:
- النظام المعماري: حظيت كدم بنظام معماري متقدم في تلك الحقبة الغابرة، فقد أنشأها «مهندسوها» تحت سلسلة الحجر الغربي من جهة الجنوب فهي متحصنة بالجبال الشامخة، ثم أحاطوها بسور يمتد حوالي 26كم، من أطول الأسوار في العالم القديم، جعلوا عليه الأبراج والتحصينات. ورفعوا قواعد معبدهم وسط حوزتهم؛ ليمثل قلب حياتهم الروحية. واصطنعوا المدرجات الزراعية على الجبال؛ لتضفي جمالاً نفسياً للناظر إليها. وبنوا قراهم على سطوح الجبال؛ ليأمنوا طوفان الأودية ونهشات السباع. واتخذوا السدود لحبس المياه وتصريفها وفق احتياجهم، وأمدوا الأفلاج إلى ضواحيهم الزراعية، وجعلوا منطقة حكمهم في واجهة مملكتهم، ورسموا صور ملوكهم ونحتوا آلهتهم على الصخور بلافتات فنية رفيعة. وبالجملة؛ فإن أي معلم في كدم له دلالة هندسية محكمة، تلزم دراسته والكشف عن مغزاه.
- النظام الديني: نُسِبت الحوزة إلى جبل كدم الذي يرسو وسطها؛ وينتصب على طرفه الغربي عمود صخري ضخم يعرف بـ«قرن كدم»، وعلى جانبيه ينحدر سفحان: شمالاً وجنوباً، كطائر ناشر جناحيه. لأجل هذا اختار الكدميون أن ينشئوا معبدهم «ني صلت» تحت هذا الجبل الفخم، لأن «كدم» في معتقداتهم تعني الطائر الذي يرفع الأرواح والأعمال إلى السماء، ولذلك؛ يصلّون في الأماكن المرتفعة، فاتخذوا من كهوف الجبال أماكن عبادة؛ وقد وجدنا في أحدها رسمة إنسان بهيئة تعبد.
«ني صلت».. من أكبر المعابد بالمنطقة، وما بقي من آثاره يدل على أنه ذو نظام متكامل؛ فيه: قِبلة المتعبدين، ونُصُب آلهتهم، ونُسُك تقديم الأضاحي، وهو مرتبط بالعبادة الفلكية السماوية، ويعتمد الحساب القمري في العبادة؛ رجاءَ الخصب. يتوجه العابدون إليه في صلواتهم داخل الحوزة وخارجها، وربما قصده الحجيج من خارج عمان، لوجود رسمات سفن على صفائح جباله.
و«ني صلت».. يعني بيت الصلاة، فقد اتخذ الكدميون صخرة مكعبة لتكون قِبلة تعبدهم، ونحتوا عليها سبعة أشخاص؛ أخالهم آلهة؛ أربعة جهة الجنوب وثلاثة جهة الشمال، وما بين صخرة القِبلة وجبل كدم اتخذوا منسكاً لتقديم قرابينهم من البقر، والتي رسموها على صفيحة جبلية غرب الوادي. ويبدو أنهم كانوا يعبدون القمر «سين»، لأن البقر كانت يتقرب بها إليه في عموم المنطقة من العراق حتى اليمن، وهو كذلك رمز الخصب؛ للزروع والحيوان والبشر، واتخذوا بقربها نُصْبين؛ ذكراً وأنثى، وربما أنهما يرمزان إلى النجمين: سهيل والشعرى، للاعتقاد القديم بأنهما زوجان.
ومن الآلهة التي عبدها الكدميون القدماء: إله القوة «سيت».. ربما أنهم رمزوا له بفارس يمتطي فرساً ويحمل رمحاً، بحسب الرسم المنتشر على الصخور. وإله الخصب «أب».. الذي أخاله بأنه رُسِم على شكل رجل مبرز أعضاء ذكورته.
اهتم الكدميون بنهاية حياتهم.. فهم يرون أنه كلما كانت الأجساد في موضع مرتفع؛ أسرعت أرواحهم في العروج إلى السماء، كما أن أرواح أسلافهم تحرسهم بإشرافها على المنطقة، فأقاموا مدافنهم على الجبال. واتخذوا مدائن جنائزية خارج أسوار حوزتهم، فدفنوا أمواتهم في قبور برجية. ومن المتوقع أنهم كانوا يحملون موتاهم في موكب مهيب؛ لاسيما ملأ القوم، كان الموكب يخرج من كدم حتى المدينة الجنائزية، ولعل ذلك يستغرقهم نهاراً كاملاً، خاصةً؛ أن برودة الجو في تلك الحقبة تبطئ من سريان الفساد إلى جسد الميت.
- النظام السياسي: انتظم الكدميون سياسياً خلال الألفية الثالثة قبل الميلاد في «نظام المدينة الدولة»؛ الذي ساد المنطقة حينها، حيث تشكل الحوزة مملكة مستقلة محاطة بسور، وقد يتبعها بعض الضواحي والتجمعات التي تتناثر خارجها. وأدار حكام كدم مملكتهم من المنطقة الواقعة جنوب الحوزة؛ والمعروفة اليوم بـ«المحمود»، وقد بلغت فخامة ملكهم أن رسموا ملوكهم على صفائح الحجارة.
يبدو أن كدم حققت حضورها بين الممالك القديمة، فشاع اسم «كدم» في الحضارات البائدة؛ حاملاً معه المعنى نفسه تقريباً. كما أن نظامهم السياسي كان مغرياً للمستوطنات لتنسج على منوالها، فأهالي بَهلا أنشأوا مملكتهم عقب كدم، واتخذوا لها سوراً قائماً حتى اليوم، وأقاموا بوسطها مدينتهم ومعبدهم وسوقهم ومصانعهم، وشقوا أفلاجهم لري ضواحيهم. وما يدل على أنها بنيت بعد كدم أن إحدى حوائرها سميت «ني صلت»؛ نسبة لمعبد كدم الكبير، وأطلقوا على الطريق المؤدي إليها «سكة كدم».
- النظام الثقافي: جبال كدم.. تحتفظ بمادة ثقافية وفيرة، تكشف عن شعب مثقف، وأن نظاماً ثقافياً كان يحرك هذه المملكة، ولا أبالغ إن قلت: إنها تمتلك أوسع مكتبة صخرية بعمان واضحة الصفحات. يظهر ذلك من الرسمات التي تزخر بها، والتي يمكن تصنيفها إلى أربع مواد ثقافية: الشخوص؛ في مقدمتها الإنسان، ثم الحيوان كالبقر والجمال والخيول والكلاب والأغنام والوعول والثعابين، والسفن والمباني. الرموز؛ تشمل الرموز الدينية كإله القوة «سيت» وإله الخصب «أب» والأضاحي، والدائرة الفلكية بهيئة نمر منقط. والوقائع؛ وأهمها المعارك المتمثلة في الجنود المتحاربين والفرسان. والكتابات؛ وهي تبتدئ من رسم الشيء المراد تدوينه كالبيت والحيوان والإنسان، ثم مرحلة اجتماع الرسم وبدايات الكتابة، حيث لم يعد يرسم الإنسان كاملاً، وإنما تحوّل إلى خطوط تأخذ شكل الإنسان. ثم ظهر ما بين ميلاد المسيح ومبعث النبي محمد خط المسند.
- النظام العسكري: كأي نظام سياسي مزدهر لابد أن يقف خلفه نظام عسكري قوي، وهذا ما نستشفه من الرسمات المنتشرة بكدم، فقد استعمل العسكر الكدمي كتيبة المشاة المسلحة بالسهام والدروع والسيوف، والقوة المتحركة فامتطوا الجياد والجمال في حروبهم. حتى الآن؛ لا نعرف المعارك التي خاضوها، ولا ضد من خاضوها، ولكن رسمة الفارس القوي الممتطي جواده والشاكي سلاحه، والتي رسمت بعناية وديناميكية على صخرة بجوار منطقة الحكم؛ تدل أن كدم كانت تمتلك جيشاً قوياً، ويؤكد ذلك انتشار رسمة إله القوة «سيت»، ونسبة بلادسيت إليه. وكما هو معروف قديماً وحديثاً؛ فإن مهمة العسكر لا تقتصر على خوض المعارك.. بل مهمتهم الدائمة حماية الثغور والحدود، بتخصيص حامية تجوب السور ورَصَدٍ على بروجه يرقبون الغادي والرائح؛ لئلا تؤتى المملكة على حين غرة.
- النظام الزراعي: يظهر من اهتمامهم بالزراعة، وإنشاء السدود، وتحويل مياه الأودية إلى مزارعهم عبر سواقٍ ذات تصميم هندسي عملي يتصف بالدوام الذي تطور عبر نظام الفلج. وبنوا بيوتهم على سفوح الجبال، وتحتها زرعوا الأرض المنخفضة لوصول المياه من الأودية والأفلاج. والنظام الزراعي في كدم.. مرتبط ارتباطاً وثيقاً بنظامهم الديني، فقد استعملوا التقويم القمري لحساب أيامهم وعباداتهم وتجاراتهم، والتقرب إلى إله القمر «سين». واستعملوا التقويم النجمي لتقسيم فصول السنة وتنظيم زراعة أصناف الأشجار والحبوب والخضار.
- النظام الصناعي: عرفت كدم عدة صناعات؛ منها: الفخار؛ حيث تنتشر فيها قطع الفخار؛ وأوانيه تستعمل لشتى الأغراض. وصهر النحاس؛ لوجوده في جبالها، وعثورنا على مخلفاته المصهورة. والتحجير؛ فقد عثرنا على مواقع لقطع الحجارة. وبحسب رصدنا.. تدرجت المحاجر في ثلاث مراحل: محاجر صنع الأدوات الحجرية كالسهام والسكاكين؛ وهذه موغلة في القدم، ومحاجر الحجارة الضخمة في الألفية الثالثة قبل الميلاد، ومحاجر الحجارة الصغيرة للبناء، وهذه ظلت قائمة إلى وقت قريب.
خميس العدوي كاتب عماني مهتم بقضايا الفكر والتاريخ ومؤلف كتاب «السياسة بالدين».
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
خطط الضّم وخطط التوسع
منذ نشأة المشروع الصهيوني في المنطقة وهو يستهدف السيطرة على كامل الأرض الفلسطينية، وهي الخطوة الأولى دون شك من مشروع "النيل إلى الفرات"، وهو ما تكشَّف بعد هزيمة حزيران/ يونيو 1967 بالاستيطان المتسارع في شبه جزيرة سيناء. وبعد الانسحاب منها في الثمانينيات، عدا منطقة أم الرشراش/إيلات، انزوى الخطاب العلني عن مشروع ما تسمى "إسرائيل الكبرى" التي تشمل أجزاء من مصر والعراق والسعودية وسوريا، إلى جانب كامل فلسطين التاريخية والأردن ولبنان، ثم صعد تحالف اليمين القومي والديني إلى الحكم لأكثر من عقدين تحت حكم الليكود وكاديما منذ مطلع هذه الألفية، فعاد خطاب "إسرائيل الكبرى" مرة أخرى، دون ذكر هذه التسمية حرفيا.
كانت فترة ترامب الأولى فترة ذهبية لهؤلاء المتطرفين، فحرَّضت خطابات على ضم الضفة الغربية، كما تزايد الاستيطان في مناطقها، وكذا في أحياء القدس، وانتقلت سفارة الكيان إلى القدس لتأكيد انعدام الوجود الفلسطيني على كامل الأرض التاريخية لفلسطين، وسط مباركة عربية إما بالصمت المطبق، أو مكافأة الاحتلال على جرائمه بإبرام اتفاقيات تطبيع علاقات معه، وإجبار شعوب تلك الدول على الاحتفاء الشعبي بمَقدِم مغتصبي الكيان إلى بلادهم، فأثار ذلك الانحدار أبناء القضية فانتفضوا بطوفان كَنَسَ كل دَنَس ودَنِس.
حان وقت عدم الخوف من تأثير اللوبيات الصهيونية على الإعلام والسياسة، والإعلان بكل وضوح أن المشروع الصهيوني مشروع مدمِّر للمنطقة، بل وللبشرية
فتح -المجرم المطلوب للعدالة- بنيامين نتنياهو الباب لإعادة مسار القضية الفلسطينية إلى عام 1947، عندما كان يرفض الفلسطينيون القرار 181 القاضي بتقسيم وطنهم إلى وطن للعرب وآخر لليهود، ومع إعلان متطرفي اليوم مخططات ضم غزة والضفة والقدس، بات واجبا على المؤمنين بالحق الفلسطيني أن يتوقفوا عن الخوف من إعلان حق الفلسطينيين في كامل أرضهم التاريخية من البحر إلى النهر، ووجوب إسقاط المشروع الصهيوني، وأن يسعوا إلى فك الارتباط السخيف بين معاداة السامية وانتقاد الصهيونية.
حان وقت عدم الخوف من تأثير اللوبيات الصهيونية على الإعلام والسياسة، والإعلان بكل وضوح أن المشروع الصهيوني مشروع مدمِّر للمنطقة، بل وللبشرية. فما الذي يجعل الرئيس الأمريكي بايدن يقول إنه صهيوني، وإنه لا يجب أن تكون يهوديّا لتكون صهيونيّا؟! لماذا ترتهن أوروبا وأمريكا لقرارات اللوبيات الصهيونية رغم معارضة شعوبهما لهذا الارتهان؟! ألن يؤدي ذلك إلى تدمير مفاهيم الديمقراطية؟! ألا تعتبر أعداد الناخبين القليلة في الاستحقاقات الانتخابية الأوروبية أحد مظاهر رفض السياسات الحكومية، واليأس من تغيير السياسة الداخلية للدولة، وبالتالي اليأس من تغيير السياسة الخارجية؟! ألا تتصور الدول الكبرى، المستفيدة من النظام العالمي المُتَأَسِّس عقب الحرب العالمية الثانية، أن سلوكها يقوِّض هذا النظام؟!
المتبادِر إلى الذهن أن كل التحليلات والتقديرات الداخلية في مؤسسات الدول الكبرى تشير إلى خطورة حماية الدولة الصهيونية، وخطورة وضع عقبات أمام محاولات إنفاذ القانون أمام جرائمها، أو تسهيل إفلاتها من العقاب، حتى وإن كان الخطاب الرسمي داعما للاحتلال، لدوره الهام في تمزيق المنطقة وتعطيل حركة نموها. ورغم انتقائية الممارسات الدولية طول سنوات نشأة النظام الدولي الأممي، فإن حرب الإبادة التي تشنها الدولة الصهيونية على قطاع غزة ولبنان تجاوزت أي سقف سابق للإفلات من العقاب، أو تفسير نصوص القانون الدولي بحسب أهواء القوى العظمى، ما وضع النظام الدولي اليوم على المحك.
ومع أهمية تفكيك النظام الحالي، المحصور فعليّا في يد خمس دول، فإن المسار الحالي سيؤدي إلى تفكيك عنيف وبالحرب، لا بتفاعل دولي بين أقطاب النظام وتحالفاتهم، ولن يستفيد العالم من الحروب الدموية التي أصبحت أكثر قربا من أي وقت مضى، بعد نحو 90 عاما من توقف الحروب متعددة الأطراف/العالمية.
تستدعي الإعلانات الصهيونية المتكررة عن رفض حقوق الفلسطينيين في أرضهم، والدعوة إلى ضم ما بقي من الأرض، أو السماح لمغتصبيهم بالاستيلاء على الأراضي وإقامة مغتصبات جديدة، وحدوث كل ذلك بمباركة دولية دون إجراءات حقيقية؛ إعلانا فلسطينيّا مقابلا بالحق كامل الأرض التاريخية
تستدعي الإعلانات الصهيونية المتكررة عن رفض حقوق الفلسطينيين في أرضهم، والدعوة إلى ضم ما بقي من الأرض، أو السماح لمغتصبيهم بالاستيلاء على الأراضي وإقامة مغتصبات جديدة، وحدوث كل ذلك بمباركة دولية دون إجراءات حقيقية؛ إعلانا فلسطينيّا مقابلا بالحق كامل الأرض التاريخية، بل إن النقاش القانوني -رغم سخافته في الحالة الفلسطينية- يعطي الفلسطينيين الحق في دفع الاحتلال العسكري عن أرضهم، ويعطي داعميهم الحق في إعلان الدعم المطلق وغير المشروط لحقوقهم.
من غير المقبول أن يكون الاحتلال مدعوما من حكومات الدول الكبرى، ويُعلَن بالزُّور دوما حقُّه الكامل والمطلق في ضمان أمنه، وهو الأمن القائم على قضم أراضي الفلسطينيين وقتلهم يوما بعد يوم، وفي المقابل يُسلَّط السيف الدولي على رقابنا إذا نادينا بحق الفلسطينيين في كامل أرضهم، والعودة إلى الوراء أقل من 80 عاما فقط، وهو زمن قصير في عمر الأمم.
هناك فارق كبير بين معاداة المشروع الصهيوني الاستيطاني الدموي الهمجي، ومعاداة اليهود، بل إن الناظر إلى التاريخ الحديث يرى بجلاء أن اليهود عانوا في أوروبا ولم يعانوا في المنطقة بالطريقة ذاتها، ووصلوا إلى مناصب عُليا في السلم السياسي والاجتماعي قبل قيام الكيان الصهيوني، وذلك في وقت كانوا يوضعون فيه داخل مناطق محددة في أوروبا، وكان المسيحيون يعتبرونهم مسؤولين عن قتل عيسى عليه السلام، ما أشعل صراعا تاريخيا بين اليهود والمسيحيين، انتهى باللقاء على هدف إنشاء الدولة الصهيونية. وهذه الدولة وفلسفتها هي محل الاستهداف لا اليهود واليهودية، وتعمد الخلط أو الدمج بين الصهيونية واليهودية لا ينبغي قبوله، إذْ باسْم هذا الخلط أو الدمج يُمنع أي خطاب ناقد لمشروع الصهاينة رغم دمويته ووحشيته التي لا حدود لها.