لجريدة عمان:
2024-12-22@13:43:33 GMT

التعاون الأخضر يعِد بمستقبل أكثر إشراقا

تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT

ترجمة: بدر بن خميس الظفري -

في كلمته الرئيسية التـي ألقاها يوم الخميس، دعا الرئيس الصيني شي جين بينج الصين وإفريقيا إلى تعزيز تحديث بلادهما، قائلا: «إنه يتعين علينا أن نعمل بشكل مشترك على تعزيز تحديث صديق للبيئة. إن التنمية الخضراء هي السمة المميزة للتحديث في العصر الجديد».

وفي السنوات الأخيرة، كثفت الصين والدول الإفريقية التعاون في مجال التنمية الخضراء، وتسعى جاهدة إلى إدراج التنمية الخضراء في آليات التعاون في مختلف المجالات، مع تعزيز التنمية عالية الجودة لمبادرة الحزام والطريق وتنفيذ خطط عمل منتدى التعاون الصيني الأفريقي، من أجل بناء مستقبل أكثر إشراقا للعلاقات الصينية الإفريقية.

أولاً، أدت مشاريع التعاون بين الصين وإفريقيا إلى إيجاد مساحات خضراء في المدن الأفريقية. وقد أدى تغير المناخ إلى زيادة وتيرة التطرف المناخي، بما في ذلك تأثير الجزر الحرارية الحضرية في المدن والمناطق المحيطة بها، مما يجعل المجتمعات الساحلية أكثر عرضة للكوارث المرتبطة بالمناخ، ومن الممكن أن يؤدي الحفاظ على المساحات الحضرية الخضراء وخلق المزيد منها إلى الحد من المخاطر المرتبطة بالفيضانات الحضرية وموجات الحر.

على سبيل المثال، تعد حديقة (مالابو) الوطنية التي تبلغ مساحتها 870 ألف متر مربع في غينيا الاستوائية، والتي بنتها شركة صينية، أول حديقة شاملة في المدينة في البلاد وأصبحت منظرًا حضريًا أخضر، كما أن مشروع التنمية الخضراء على ضفاف النهر في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وهو أول مشروع بناء حديقة في الخارج للصين، لم يوجد ساحة شاملة في المدينة فحسب، بل قلل أيضًا من التلوث والتدهور البيئي، مما عزز توافق الجانبين بشأن التنمية الخضراء.

ثانيا، تعمل الصين وأفريقيا بشكل مشترك على تعزيز برنامج «السور الأخضر العظيم»، وهو المشروع الذي تبناه الاتحاد الأفريقي في عام 2007، والذي صوّر في البداية كوسيلة لمنع التصحر في منطقة الساحل ووقف توسع الصحراء الكبرى، من خلال زراعة جدار من الأشجار يمتد عبر منطقة الساحل بأكملها.

أفريقيا هي المنطقة الأكثر تضرراً من التصحر، حيث يواجه حوالي 45% من أراضيها درجات متفاوتة من التصحر. ويهدف مشروع «السور الأخضر العظيم» إلى استعادة 100 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة واحتجاز حوالي 250 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، وخلق 10 ملايين فرصة عمل في هذه العملية بحلول عام 2030.

في عام 2017، وقع معهد شينجيانج للبيئة والجغرافيا التابع للأكاديمية الصينية للعلوم مذكرة تفاهم مع الوكالة الأفريقية لمشروع «السور الأخضر العظيم»، بما في ذلك إنشاء مركز أبحاث. وقد عملوا معًا لتحسين قدرة البلدان الأفريقية على السيطرة على التصحر من خلال اتخاذ تدابير مثل مراقبة النظام البيئي والاستخدام المستدام لموارد الأراضي وتدريب المواهب ونقل التكنولوجيا.

وتعمل الصين وأفريقيا معا لمعالجة انجراف المراعي والتعدي على الشجيرات في إثيوبيا أيضا، وقد ساعد هذا الجهد في استعادة الغطاء النباتي. كما أسفرت التقنيات والحلول الجديدة التي قدمتها الصين للسيطرة على التصحر والحد من تآكل الرمال المتحركة في العاصمة الموريتانية نواكشوط عن نتائج طيبة أيضا.

ثالثا، ساعد التعاون بين الصين وأفريقيا في مجال الطاقة الخضراء في تقليص العجز في الطاقة في أفريقيا. وتواجه أفريقيا تحديا هائلا يتمثل في ضمان أمن الطاقة ومكافحة تغير المناخ. فنحو 600 مليون أفريقي لا يحصلون على الكهرباء، ونحو 900 مليون شخص لا يحصلون على وقود الطهي النظيف، ورغم أن أفريقيا غنية بموارد الطاقة الخضراء مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية والطاقة الحرارية الأرضية، إلا أن هذه الموارد لم تتطور بعد بشكل كامل بسبب نقص التمويل والتكنولوجيات والبنية الأساسية، وتعمل الشركات الصينية، باعتبارها رائدة عالمية في مجال الطاقة الخضراء، على تعزيز التعاون بين الصين وأفريقيا في مجال الطاقة الخضراء بشكل مطرد، وذلك بفضل مزاياها في التكنولوجيا والمعدات وخبرة الإدارة، ومساعدة قطاع الطاقة في أفريقيا على تحقيق التحول الأخضر وتقليل العجز في الطاقة.

علاوة على ذلك، فإن مشروع طاقة الرياح (دي آر) في جنوب أفريقيا، وهو أول مشروع طاقة رياح صيني في أفريقيا من حيث الاستثمار والبناء والتشغيل، يمكنه توفير 760 جيجاوات ساعة من الطاقة النظيفة سنويًا، ومحطة الطاقة الشمسية التي بنتها الصين في (جاريسا بكينيا) هي أكبر محطة طاقة شمسية متصلة بالشبكة في شرق أفريقيا؛ ويمكنها توليد أكثر من 760 ميجاوات ساعة من الكهرباء سنويًا، وقد تجاوزت القدرة المركبة التراكمية لمحطات الطاقة الكهروضوئية في أفريقيا التي بنتها شركات صينية وأفريقية مشتركة 1.5 جيجاوات.

رابعا، يعزز التعاون الصيني الأفريقي التنمية الخضراء للصناعات الأفريقية، حيث تتوق الدول الأفريقية إلى اغتنام الفرصة لتحقيق التحول الأخضر الشامل، واستخدام مواردها الطبيعية الغنية وإمكانات السوق لجذب المزيد من الاستثمارات إلى صناعاتها الخضراء منخفضة الكربون، ورفع مستوى سلسلة القيمة لصناعاتها الخضراء.

بفضل تعاونها المتعمق مع الشركات الأفريقية، تنقل الشركات الصينية المزيد والمزيد من المنتجات والتقنيات الخضراء إلى أفريقيا وتساعد القارة على التحرك نحو التصنيع الأخضر.

وعلاوة على ذلك، يسعى عدد متزايد من الشركات الأفريقية إلى الحصول على التقنيات الخضراء الصينية لتعزيز الإنتاج المحلي للسيارات الكهربائية لأن الصين رائدة عالمية في هذا المجال. على سبيل المثال، دخلت شركة صناعة السيارات الصينية BYD في شراكة مع شركة رواندية لبناء 40 ألف دراجة نارية كهربائية في كينيا ورواندا بحلول نهاية عام 2026.

من ناحية أخرى، تعد منطقة هاواسا الصناعية في إثيوبيا، والتي صممتها وبنتها شركة صينية، أول منطقة صناعية للنسيج خالية من الانبعاثات في أفريقيا ومشروعًا بارزًا في التصنيع في البلاد. ساعدت التقنيات التي تستخدمها صناعة النسيج الصينية المنطقة الصناعية الإثيوبية على إعادة تدوير ما يصل إلى 85 في المائة من مياه الصرف الصحي. استثمرت حكومة إثيوبيا في أكثر من 10 مناطق صناعية مماثلة في البلاد بناءً على نموذج هاواسا.

إن أزمة المناخ، التي تتفاقم بسبب ارتفاع مستويات الانبعاثات والتلوث، هي واحدة من أخطر الأزمات التي يواجهها العالم، وقد لعب التعاون بين الصين وأفريقيا في مجال التنمية الخضراء دورًا مهمًا في معالجة أزمة المناخ، وتعزيز التنمية عالية الجودة لمبادرة الحزام والطريق، وإقامة علاقة متناغمة بين البشر والطبيعة.

وفي أغسطس، أطلق الحوار الصيني الأفريقي بشأن البيئة وتغير المناخ مبادرة لتعزيز التعاون في التنمية الخضراء والمستدامة، وحث الصين وأفريقيا على إجراء حوار ومشاورات بشأن السياسات البيئية والمناخية، وتبادل أفضل الممارسات في مجالات مثل التخفيف من آثار المناخ والتكيف معه، والحفاظ على التنوع البيولوجي والحد من التلوث البيئي.

وفي أعقاب قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي لهذا العام، أتيح للصين وأفريقيا الفرصة لبدء فصل جديد في التنمية الخضراء والمستدامة.

بياو ينغجي باحثة مشاركة في معهد الصين-أفريقيا التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: التعاون بین الصین التنمیة الخضراء الصینی الأفریقی الصین وأفریقیا الطاقة الخضراء فی أفریقیا فی مجال

إقرأ أيضاً:

الحفني يبحث مع مسئولي CCCC الصينية التعاون تطوير البنية التحتية للمطارات المصرية

 

 التقى  الدكتور سامح الحفني وزير الطيران المدني بوفد من مسئولي شركة (CCCC) الصينية للبناء والمواصلات برئاسة  CHEN ZHONG نائب رئيس مجلس إدارة الشركة، حيث تعد إحدى الشركات الرائدة دوليًا فى هذا المجال، وتمتلك مجموعة الصين المحدودة لبناء المطارات " China Airport Constructions Group " وهى إحدى المؤسسات المملوكة للدولة في مجال البنية التحتية بالصين.

هذا وشهد اللقاء تقديم مقترح من الشركة الصينية حول إمكانية التعاون مع الجانب المصري من خلال عرض تقديمي يوضح إمكانيات وقدرات الشركة الصينية على النطاق الدولي ورؤيتها في تنفيذ مهام التطوير والتوسع المستمر للمطارات الدولية داخل وخارج الصين، حيث شاركت فى تصميم وبناء أكثر من 100 مطارًا فى أكثر من 80 دولة والتى من بينها مطار  شانغي في سنغافورة، هذا إلى جانب إستعراض اهتمام الشركة بتعزيز تعاونها مع قطاع الطيران المدني المصري وبخاصة مشروع تطوير مطار القاهرة الدولي، وعدد من المطارات السياحية المصرية.

ومن جانبه استمع الدكتور سامح الحفني وزير الطيران المدني إلى رؤية الشركة الصينية ومقترحاتها حول إمكانية تعاونهم مع قطاع الطيران المدني،، مشيدًا بالعلاقات الثنائية الفعالة مع الجانب الصيني؛ لا سيما في ضوء العلاقات الأخوية والمتميزة التي تجمع بين البلدين الصديقين، مؤكدًا على أهمية العمل المشترك وتعزيز الشراكة الاستراتيجية والاقتصادية بين مصر والصين في كافة المجالات، مضيفًا بأنه سيتم دراسة واستعراض العديد من الجوانب مع فريق العمل المسئول عن هذا الشأن لمناقشة وبحث العديد من النقاط الهامة لتحقيق الإستفادة الإيجابية والمرجوة بما يعزز من الإستغلال الأمثل للإمكانيات والموارد المتاحة لتطوير البنية التحتية للمطارات ولرفع قدرات كافة الأنشطة لترسيخ المكانة التنافسية لقطاع الطيران المدني المصري.

مشيرًا إلى أن الدولة المصرية تسير بخطوات جادة وحاسمة لتطوير منظومة المطارات المصرية، حيث جاري التعاقد مع استشارى دولى ذى خبره كبيره  خلال الاسابيع القادمة للوقوف على الشكل الامثل لمشاركة القطاع الخاص، وكذلك تحديد أسلوب الطرح مع وضع الدراسة الاستراتيجية المناسبة للشراكة مع قطاع الطيران المدنى.

وفي هذا السياق،، أكد وفد الشركة الصينية عن سعادتهم بهذا اللقاء،، مشيرين إلى الجهود التنموية الملموسة التي تتبناها الدولة المصرية في مختلف القطاعات، والتي يأتى في مقدمتها مشروعات تطوير قطاع المطارات المصرية؛ موجهًا الشكر والتقدير للحكومة المصرية على دعمها التام وتقديمها جميع سبل الدعم والتعاون للشركات الصينية العاملة في مصر لا سيما؛ تنفيذ مشروعات متنوعة في مجالات البنية التحتية بعدة قطاعات، مؤكدين تطلع الشركة في دعم الشراكات والفرص الواعدة مع قطاع الطيران المدنى المصرى، وبخاصة مشروعات إنشاء وتطوير البنية التحتية لمنظومة المطارات المصرية وزيادة كفاءتها وطاقاتها الاستيعابية وحرص بلادهم على المساهمة في تعزيز آفاق جديدة من التعاون بما يتماشى مع أهداف التنمية الشاملة التي تتبناها الدولة المصرية في المرحلة الحالية على كافة الأصعدة.

IMG-20241219-WA0029 IMG-20241219-WA0028 IMG-20241219-WA0027

مقالات مشابهة

  • الصين: الاستراتيجية العسكرية الأميركية أصبحت أكثر تصادمية وتدميراً للنظام الدولي
  • الإصلاح والنهضة: جهود الدولة في المشروعات القومية تدفع عجلة التنمية
  • مسؤول: الاقتصاد الأخضر يتوسع في الاستخدام عالميا.. والمملكة نموذج لذلك
  • أيمن قرة: دعم التحول للطاقة الخضراء يعزز إستراتيجية التنمية المستدامة
  • قيادي بمستقبل وطن: استضافة مصر لأعمال قمة الدول الثماني النامية للقمة يعكس ثقة المجتمع الدولي
  • قائد القوات الجوية والدفاع الجوي يلتقي مسؤولاً في “هيئة تطوير المعدات” الصينية
  • الحفني يبحث مع مسئولي CCCC الصينية التعاون تطوير البنية التحتية للمطارات المصرية
  • منظمة الدول الثماني النامية: التركيز على التحول للاقتصاد الأخضر.. وتمكين الشباب وتحقيق التنمية
  • وزيرة التضامن تبحث التعاون مع المفوضية الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب
  • سفير الصين: العلاقات المصرية الصينية دخلت العصر الذهبي لتقدم نموذج للتضامن والتنمية