أسرة مُستقرة في عالم مُتغيِّر
تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT
د. خالد بن علي الخوالدي
احتضنت مُحافظة شمال الباطنة المحاضرة الجماهيرية "أسرة مُستقرة في عالم مُتغير"، والتي نظمتها مشكورة المديرية العامة للتنمية الاجتماعية بالمُحافظة، وحاضر فيها الخبير الأسري والتربوي الدكتور جاسم المطوع.
ولعمري إنَّ مثل هذه المحاضرات والندوات تمثل جانبًا مُهمًّا في التوعية والإرشاد والتوجيه والنصح في زمن طغت عليه التطورات التكنولوجية المُتسارعة، لدرجة أصبح الوصول إليها يُعد من الصعوبات والتحديات؛ إذ إن عالم التكنولوجيا يتطور بينما فكرنا وثقافتنا الأسرية تتراجع أو تقف عند فهمنا السابق إلّا من رحم ربي!
وإذا لم نُحاول مجاراة الواقع الأسري الجديد الذي نعيشه والتأقلم معه وتحديث وتطوير مكامن القوة التي نمتلكها، سنعيش بعد سنوات متاهات خطيرة على المستوى الوطني والمجتمعي؛ فالأسرة هي المحرك الأول والحاضنة الأساسية في تنشئة أجيال المستقبل إلى جانب حاضنات أخرى أقل أهمية.
إنَّ الحفاظ على استقرار الأسرة في مثل هذه الظروف ليس مُهمة سهلة؛ بل تعيش الأسر تحديًا كبيرًا ومستمرًا يتطلب التكيف والابتكار والمرونة؛ فالتغيرات السريعة التي يشهدها العالم سواءً على الصعيد التكنولوجي أو الثقافي، تترك أثرها المباشر على حياة الأسرة؛ فالإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي أخذت الكثير من أوقاتنا وأوقات أولادنا، وغيَّرت طريقة تواصلنا وتفاعلنا، وبدّلت الأولويات لدينا، وجعلتنا تحت أخطار كثيرة في إدارة الوقت وتغيير نظام الأسرة وروابطها، مع الأخذ في الاعتبار الأخطار الأخرى التي علينا التصدي لها وحسابها كالحاجة إلى كسب الرزق وتوفير الحياة المادية المناسبة للأسرة.
الأسرة المُستقرة اليوم هي تلك المستعدة للتعلم المستمر والتعايش مع الواقع بروح متقدة ومتسلحة بالإيمان الحقيقي والصادق؛ فالأسر التي يكون أساسها الإيماني قويًّا تستطيع الاستفادة من التطورات التقنية في تحقيق المزيد من الفوائد المادية والمعنوية مع الحفاظ على القيم والمبادئ والأخلاق السليمة، وتستطيع النمو والتطور بروح الوحدة والترابط بين أفرادها. وفي الواقع العُماني، نستطيع تجاوز الكثير من التحديات، فنحن لا نزال نحافظ على قدر كبير من التماسك، وكثير من العائلات تحافظ على التجمع العائلي والأسري بشكل مستمر؛ وهو ما يمثل حماية للأولاد ويعزز لديهم الكثير من الروابط والشعور بالانتماء ويكسبهم العادات والتقاليد الحميدة.
إنَّ الاستقرار الأسري يبدأ من اختيار الزوج لزوجته والعكس صحيح، ومن خلال المعطيات الإيمانية وعدم الانجرار وراء الشكليات، وبعد الزواج تأتي مُعطيات أخرى مهمة تقوم على التفاهم والحوار والتعاون والمحبة والمودة، وفَهْم كل طرف للآخر من حيث الاحتياجات والرغبات والتعبير عن المشاعر، والإيمان التام بأنَّه لا توجد حياة بدون تحديات ومطبات ومشكلات، وأن كل ذلك يَهُون عندما يتصدر الحب الموقف ويكون هو المحرك الأساسي للأسرة. وفي نهاية المطاف، لا يتعلق الاستقرار الأسري بالسعي وراء الكمال؛ بل بالقدرة على العيش بوعي وحب، واحتضان الفوضى والتغير بروح منفتحة ومتجددة.
ودُمتم ودامت عُمان بخيرٍ.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
تحتوي على الكثير من الماء.. فوائد الكوسة الصغيرة لجسم الإنسان
أفاد باحثون من الولايات المتحدة أنهم تمكنوا من تحديد فوائد الكوسة الصغيرة لجسم الإنسان.
ولقد ثبت أن هذه المنتجات يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على عمل جسم الإنسان بأكمله وفي السابق، لم يفترض الباحثون أن هذه الخضار يمكن أن تكون مفيدة جدا.
ويختار الكثير من الناس الربيع، عندما يكون موسم الفيتامينات والخضروات والفواكه ولا يتوقفون عن اختيارهم لهذا المنتج، ولكن في هذه الأثناء، يفعلون ذلك عبثا وتحتوي هذه الخضروات على 24 سعرة حرارية فقط، أي أنها غذائية ومفيدة لأولئك الذين يشاهدون شكلهم، ولكن هذه ليست كل مؤشرات قيمتها للجسم.
وفقا للعلماء، فإن 95٪ من الكوسة تتكون من الماء، والباقي مخصص للبروتينات والكربوهيدرات وهذه عناصر مهمة لعمل جسم الإنسان ويمتصها الجسم أيضا وتزيل السموم جنبا إلى جنب مع السوائل الزائدة والكوليسترول.
وميزة الكوسة هي أنه على الرغم من الكمية الكبيرة من السوائل في تكوينها، فإنها يمكن أن تشبع الشخص بسرعة وتحتوي على الحد الأدنى من الدهون، وهو مثالي لأولئك الذين يحبون إنقاص الوزن.
ويقول العلماء إن كل هذا مؤشر على أنه يجب استهلاك الكوسة بانتظام، ومن المهم أيضا إعطائها للأطفال، لأنها مفيدة أيضا للجسم المتنامي.
وتحتوي الخضروات الصغيرة على فيتامين ج، الذي يقوي المناعة، وأشار أيضا إلى فوائدها للأطفال الصغار بسبب نقص الحساسية وتحت الضغط، سيكون هذا المنتج أيضا لا غنى عنه وسيساعد الجسم على التعامل بشكل أفضل مع المرض.