جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-29@11:17:26 GMT

أسرة مُستقرة في عالم مُتغيِّر

تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT

أسرة مُستقرة في عالم مُتغيِّر

 

د. خالد بن علي الخوالدي

احتضنت مُحافظة شمال الباطنة المحاضرة الجماهيرية "أسرة مُستقرة في عالم مُتغير"، والتي نظمتها مشكورة المديرية العامة للتنمية الاجتماعية بالمُحافظة، وحاضر فيها الخبير الأسري والتربوي الدكتور جاسم المطوع.

ولعمري إنَّ مثل هذه المحاضرات والندوات تمثل جانبًا مُهمًّا في التوعية والإرشاد والتوجيه والنصح في زمن طغت عليه التطورات التكنولوجية المُتسارعة، لدرجة أصبح الوصول إليها يُعد من الصعوبات والتحديات؛ إذ إن عالم التكنولوجيا يتطور بينما فكرنا وثقافتنا الأسرية تتراجع أو تقف عند فهمنا السابق إلّا من رحم ربي!

وإذا لم نُحاول مجاراة الواقع الأسري الجديد الذي نعيشه والتأقلم معه وتحديث وتطوير مكامن القوة التي نمتلكها، سنعيش بعد سنوات متاهات خطيرة على المستوى الوطني والمجتمعي؛ فالأسرة هي المحرك الأول والحاضنة الأساسية في تنشئة أجيال المستقبل إلى جانب حاضنات أخرى أقل أهمية.

وإذا لم نتدارك الوضع الأسري خلال السنوات المُقبلة، ونُعيد لها هيبتها ومكانتها وإيمانها المتمسك بالدين الإسلامي والقيم والأخلاق الحميدة، فلا غرابة إذا رأينا انسلاخًا لكثير من القيم وانتشار الكثير من السلوكيات المتنافية مع ديننا وأخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا.

إنَّ الحفاظ على استقرار الأسرة في مثل هذه الظروف ليس مُهمة سهلة؛ بل تعيش الأسر تحديًا كبيرًا ومستمرًا يتطلب التكيف والابتكار والمرونة؛ فالتغيرات السريعة التي يشهدها العالم سواءً على الصعيد التكنولوجي أو الثقافي، تترك أثرها المباشر على حياة الأسرة؛ فالإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي أخذت الكثير من أوقاتنا وأوقات أولادنا، وغيَّرت طريقة تواصلنا وتفاعلنا، وبدّلت الأولويات لدينا، وجعلتنا تحت أخطار كثيرة في إدارة الوقت وتغيير نظام الأسرة وروابطها، مع الأخذ في الاعتبار الأخطار الأخرى التي علينا التصدي لها وحسابها كالحاجة إلى كسب الرزق وتوفير الحياة المادية المناسبة للأسرة.

الأسرة المُستقرة اليوم هي تلك المستعدة للتعلم المستمر والتعايش مع الواقع بروح متقدة ومتسلحة بالإيمان الحقيقي والصادق؛ فالأسر التي يكون أساسها الإيماني قويًّا تستطيع الاستفادة من التطورات التقنية في تحقيق المزيد من الفوائد المادية والمعنوية مع الحفاظ على القيم والمبادئ والأخلاق السليمة، وتستطيع النمو والتطور بروح الوحدة والترابط بين أفرادها. وفي الواقع العُماني، نستطيع تجاوز الكثير من التحديات، فنحن لا نزال نحافظ على قدر كبير من التماسك، وكثير من العائلات تحافظ على التجمع العائلي والأسري بشكل مستمر؛ وهو ما يمثل حماية للأولاد ويعزز لديهم الكثير من الروابط والشعور بالانتماء ويكسبهم العادات والتقاليد الحميدة.

إنَّ الاستقرار الأسري يبدأ من اختيار الزوج لزوجته والعكس صحيح، ومن خلال المعطيات الإيمانية وعدم الانجرار وراء الشكليات، وبعد الزواج تأتي مُعطيات أخرى مهمة تقوم على التفاهم والحوار والتعاون والمحبة والمودة، وفَهْم كل طرف للآخر من حيث الاحتياجات والرغبات والتعبير عن المشاعر، والإيمان التام بأنَّه لا توجد حياة بدون تحديات ومطبات ومشكلات، وأن كل ذلك يَهُون عندما يتصدر الحب الموقف ويكون هو المحرك الأساسي للأسرة. وفي نهاية المطاف، لا يتعلق الاستقرار الأسري بالسعي وراء الكمال؛ بل بالقدرة على العيش بوعي وحب، واحتضان الفوضى والتغير بروح منفتحة ومتجددة.

ودُمتم ودامت عُمان بخيرٍ.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مصر تلعب دورًا محوريًا في الحفاظ على استقرار السودان

تتمتع العلاقات المصرية السودانية بتاريخ طويل من التعاون والتفاهم، حيث يشترك البلدان في العديد من الروابط التاريخية والجغرافية التي تجعل من استقرار السودان جزءًا لا يتجزأ من استقرار مصر وأمنها القومي. في ظل التحديات الراهنة التي يواجهها السودان، تتطلع مصر إلى دعم هذا البلد الشقيق في مساعيه لتحقيق الاستقرار السياسي والأمني.

الدكتور عمرو حسيندور مصر المحوري في دعم السودان

تلعب مصر دورًا محوريًا في مساعدة السودان على تخطي الأزمة الحالية، ليس فقط من خلال الدعم السياسي، ولكن أيضًا عبر الوساطة والجهود الدبلوماسية المستمرة لتحقيق التوافق الوطني السوداني. وتؤكد مصر دومًا أن الحلول السلمية التي تضمن استقرار السودان وتحفظ سيادته، بعيدًا عن التدخلات الخارجية، هي السبيل الأوحد لإعادة السلام والأمن في هذا البلد الحيوي في قلب القارة الأفريقية.

من جانبه، قال الدكتور عمرو حسين، الباحث في العلاقات الدولية، إن مصر تلعب دورًا محوريًا لا غنى عنه في الحفاظ على استقرار السودان، مشيرًا إلى أن هذا الدور ينطلق من الروابط التاريخية والجغرافية العميقة والمصير المشترك بين الشعبين المصري والسوداني.

وأضاف حسين في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن استقرار السودان يعد جزءًا لا يتجزأ من استقرار الأمن القومي المصري والعربي، مما يفسر الجهود الحثيثة التي تبذلها القاهرة لدعم كافة مسارات الحل السلمي وتحقيق التوافق الوطني في السودان.

وأكد أن مصر، بما تملكه من ثقل سياسي إقليمي ودولي، وبفضل علاقاتها المتوازنة مع جميع الأطراف السودانية، تظل مؤهلة للقيام بدور الوسيط النزيه والداعم لمصالح الشعب السوداني الشقيق.

وشدد حسين على أن مصر تؤكد دومًا أن وحدة السودان واستقراره تمثلان أولوية قصوى، وأن الحل يجب أن يكون سودانيًا-سودانيًا دون تدخلات خارجية قد تضر بالاستقرار.

طباعة شارك مصر السودان مصر والسودان البرهان السيسي

مقالات مشابهة

  • وزير الأوقاف لصدى البلد: واجهنا الإلحاد بالمنطق والحجة والبرهان فأقنعنا الكثير من الشباب
  • كولر يودّع الأهلي برسالة مؤثرة للخطيب: "قضينا وقتًا رائعًا.. وتعلمت الكثير"
  • وفاة مخرج عراقي درّس الكثير من النجوم.. ونقابة الفنانين تنعاه
  • معتز إينو: رحت القسم بسبب الزمالك واتقال إني خاين
  • الطفل الزجاجي.. حين يصير الإهمال الأسري طريقًا للموت الرقمي|تفاصيل
  • مصر تلعب دورًا محوريًا في الحفاظ على استقرار السودان
  • قيادة الداخلية تناقش رفع كفاءة الأداء وتعزيز حماية السواحل
  • بيسكوف: الكثير من النقاط التي يتبناها ترامب للتسوية في أوكرانيا تتسق مع موقف روسيا
  • وزير الأوقاف: العمل بروح الفريق الواحد والالتزام بتطوير العمل الدعوي ‏والتعليمي
  • العيدي عوداش : “بفضل الحوار الجاد مع وزارة العدل تمكنا من تذليل الكثير من الصعوبات”