جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-17@22:58:03 GMT

أسرة مُستقرة في عالم مُتغيِّر

تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT

أسرة مُستقرة في عالم مُتغيِّر

 

د. خالد بن علي الخوالدي

احتضنت مُحافظة شمال الباطنة المحاضرة الجماهيرية "أسرة مُستقرة في عالم مُتغير"، والتي نظمتها مشكورة المديرية العامة للتنمية الاجتماعية بالمُحافظة، وحاضر فيها الخبير الأسري والتربوي الدكتور جاسم المطوع.

ولعمري إنَّ مثل هذه المحاضرات والندوات تمثل جانبًا مُهمًّا في التوعية والإرشاد والتوجيه والنصح في زمن طغت عليه التطورات التكنولوجية المُتسارعة، لدرجة أصبح الوصول إليها يُعد من الصعوبات والتحديات؛ إذ إن عالم التكنولوجيا يتطور بينما فكرنا وثقافتنا الأسرية تتراجع أو تقف عند فهمنا السابق إلّا من رحم ربي!

وإذا لم نُحاول مجاراة الواقع الأسري الجديد الذي نعيشه والتأقلم معه وتحديث وتطوير مكامن القوة التي نمتلكها، سنعيش بعد سنوات متاهات خطيرة على المستوى الوطني والمجتمعي؛ فالأسرة هي المحرك الأول والحاضنة الأساسية في تنشئة أجيال المستقبل إلى جانب حاضنات أخرى أقل أهمية.

وإذا لم نتدارك الوضع الأسري خلال السنوات المُقبلة، ونُعيد لها هيبتها ومكانتها وإيمانها المتمسك بالدين الإسلامي والقيم والأخلاق الحميدة، فلا غرابة إذا رأينا انسلاخًا لكثير من القيم وانتشار الكثير من السلوكيات المتنافية مع ديننا وأخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا.

إنَّ الحفاظ على استقرار الأسرة في مثل هذه الظروف ليس مُهمة سهلة؛ بل تعيش الأسر تحديًا كبيرًا ومستمرًا يتطلب التكيف والابتكار والمرونة؛ فالتغيرات السريعة التي يشهدها العالم سواءً على الصعيد التكنولوجي أو الثقافي، تترك أثرها المباشر على حياة الأسرة؛ فالإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي أخذت الكثير من أوقاتنا وأوقات أولادنا، وغيَّرت طريقة تواصلنا وتفاعلنا، وبدّلت الأولويات لدينا، وجعلتنا تحت أخطار كثيرة في إدارة الوقت وتغيير نظام الأسرة وروابطها، مع الأخذ في الاعتبار الأخطار الأخرى التي علينا التصدي لها وحسابها كالحاجة إلى كسب الرزق وتوفير الحياة المادية المناسبة للأسرة.

الأسرة المُستقرة اليوم هي تلك المستعدة للتعلم المستمر والتعايش مع الواقع بروح متقدة ومتسلحة بالإيمان الحقيقي والصادق؛ فالأسر التي يكون أساسها الإيماني قويًّا تستطيع الاستفادة من التطورات التقنية في تحقيق المزيد من الفوائد المادية والمعنوية مع الحفاظ على القيم والمبادئ والأخلاق السليمة، وتستطيع النمو والتطور بروح الوحدة والترابط بين أفرادها. وفي الواقع العُماني، نستطيع تجاوز الكثير من التحديات، فنحن لا نزال نحافظ على قدر كبير من التماسك، وكثير من العائلات تحافظ على التجمع العائلي والأسري بشكل مستمر؛ وهو ما يمثل حماية للأولاد ويعزز لديهم الكثير من الروابط والشعور بالانتماء ويكسبهم العادات والتقاليد الحميدة.

إنَّ الاستقرار الأسري يبدأ من اختيار الزوج لزوجته والعكس صحيح، ومن خلال المعطيات الإيمانية وعدم الانجرار وراء الشكليات، وبعد الزواج تأتي مُعطيات أخرى مهمة تقوم على التفاهم والحوار والتعاون والمحبة والمودة، وفَهْم كل طرف للآخر من حيث الاحتياجات والرغبات والتعبير عن المشاعر، والإيمان التام بأنَّه لا توجد حياة بدون تحديات ومطبات ومشكلات، وأن كل ذلك يَهُون عندما يتصدر الحب الموقف ويكون هو المحرك الأساسي للأسرة. وفي نهاية المطاف، لا يتعلق الاستقرار الأسري بالسعي وراء الكمال؛ بل بالقدرة على العيش بوعي وحب، واحتضان الفوضى والتغير بروح منفتحة ومتجددة.

ودُمتم ودامت عُمان بخيرٍ.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

زوكربيرج: الهواتف المحمولة ستنتهي والنظارات الذكية ستحل محلها

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

الهواتف الذكية عند ظهورها كانت أكبر اختراع شهده البشر خلال الثلاثة عقود الأخيرة، ولا يستطيع البشر التخلي عن الهواتف التي أصبحت شيء أساسي في الحياة اليومية، ولا يعتقد البشر ان تظهر اختراع يسبب هذه الضجة مثل الهواتف المحمولة او حتى اختراع اخر يحل محلها، وجاءت تصريحات مارك زوكربيرج، ليتوقع أن تصبح النظارات الذكية وسيلة اتصالنا الرئيسية بالعالم الرقمي، مما يجعل الهواتف الذكية شيئًا من الماضي.

وتنبأ زوال الهواتف المحمولة، الجهاز الذي نعتمد عليه يومياً، وقد يصبح من الماضي قريباً، وتوقع الملياردير المؤسس لشركة "ميتا" التي تمتلك فيسبوك، واتساب، وانستجرام، أن تصبح النظارات الذكية خلال أقل من عقد، وسيلة اتصالنا الرئيسية بالعالم الرقمي، ما يجعل الهواتف الذكية شيئاً من الماضي، وقد يبدو الأمر مُستحيلًا، لكن السباق قد بدأ بالفعل، حيث تُنفق ميتا وآبل وغيرهما من عمالقة التكنولوجيا مليارات الدولارات في الواقع المُعزز والذكاء الاصطناعي لجعل هذا المستقبل واقعًا ملموسًا.

والهواتف المحمولة نتحقق منها مئات المرات يوميًا،إنها تسيطر على جداولنا، وحياتنا الاجتماعية، وحتى على كيفية تسوقنا، لكن الهواتف الذكية أصبحت عبئًا أكثر منها وسيلة راحة، فمع الإشعارات التى لا تنتهي، وإرهاق الشاشة، والحاجة المُستمرة للبقاء على اتصال دائم، حيث سئم الناس من التحديق في شاشات الأجهزة المحمولة طوال اليوم، ويعتقد خبراء التكنولوجيا أن الابتكار الكبير القادم لا يتمثل في ترقية الهواتف الذكية، بل في استبدالها كليًا.

ويقول: زوكربيرج سيكون عالمًا لن تضطر فيه أبدًا لإخراج جهاز من جيبك مرة أخرى، وبدلاً من ذلك، سيتم عرض جميع تفاعلاتك الرقمية، الرسائل النصية والمكالمات والملاحة والترفيه، بسلاسة أمام عينيك باستخدام النظارات الذكية، لكن رؤية زوكربيرج ليست مجرد تكهنات، بل إنها تتشكل بالفعل حيث يوصف مشروع أوريون من ميتا، الذي كشف عنه في فعالية ميتا كونيكت 2024، بأنه أكثر النظارات الذكية تطورًا على الإطلاق.

وتتميز هذه النظارات المستقبلية بشاشات ثلاثية الأبعاد تعرض صورًا افتراضية في العالم الحقيقي، مما يتيح إرسال الرسائل النصية أو المكالمات أو التنقل دون الحاجة إلى استخدام الهاتف، وعلى عكس تجارب الواقع المعزز السابقة، فإن أوريون ليس مجرد جهاز، بل هو مصمم ليحل محل الهاتف الذكي تمامًا، وبفضل تتبع العين والأوامر الصوتية وإيماءات اليد، يمكن للمستخدمين التفاعل مع المحتوى الرقمي بسهولة.

وتجمع نظارات ميتا الذكية بين تصميم راي بان المميز وتقنية ميتا المدعومة بالذكاء الاصطناعي، حيث تجمع الكاميرات ومكبرات الصوت والتحكم الصوتي في إطار أنيق، وعلى الرغم من أنها ليست متقدمة مثل أوريون، إلا أن هذه النظارات تمثل خطوة حاسمة نحو جعل أجهزة الواقع المعزز القابلة للارتداء شائعة الاستخدام، وإذا اعتاد الناس على استخدام النظارات للموسيقى والصور والمكالمات، فسيكون التحول عن الهواتف الذكية أكثر طبيعية.

وتواجه النظارات الذكية حاليًا تحديات هائلة فعمر البطارية، وقوة المعالجة، ومخاوف كبيرة تتعلق بالخصوصية، هل ستشعر بالراحة مع وجود كاميرات تعمل دائمًا وذكاء اصطناعي يتتبع كل ما تراه، وبالإضافة إلى ذلك، يُظهر التاريخ أن التكنولوجيا القديمة لا تختفي بين عشية وضحاها. فقد استمرت الخطوط الأرضية لعقود بعد أن حلت الهواتف المحمولة محلها. 

ولا يزال بعض الناس يفضلون أجهزة الكمبيوتر المكتبية على أجهزة الكمبيوتر المحمولة، وقد لا يختفي الهاتف الذكي تمامًا ولكنه قد يتلاشى في الخلفية مع احتلال النظارات مركز الصدارة.

مقالات مشابهة

  • زوكربيرج: الهواتف المحمولة ستنتهي والنظارات الذكية ستحل محلها
  • من هو السيد السستاني ؟
  • رانيا محمود ياسين: «قشر البندق» بوابة دخولي للفن.. وتعلمت الكثير من والدي
  • كيف يقبض ملك الموت أرواح الكثير من البشر في وقت واحد؟.. الإفتاء توضح
  • "رمضان في العين".. أجواء احتفالية تنبض بروح المجتمع الإماراتي
  • محمد عبدالوهاب: لما بروح الأهلي الأمن بيمشي ورايا.. وأتمنى عودة محمود طاهر
  • كشافة الحرم.. أبطال التطوع الذين يسهلون رحلة المعتمرين بروح العطاء
  • سيرة الفلسفة الوضعية (12)
  • ليلة بروح الشباب يتألق فيها علي الألفي بساحة الهناجر.. صور
  • الهروب من الواقع