أصبحت حكومة طالبان في أفغانستان رمزا لنظام أكثر ظلمة وقمعا في العالم بالنسبة للنساء والفتيات، وأقرت الحكومة عددا جديدا من القوانين وأدخلتها حيز التنفيذ تسببت في خنق حرية المرأة وهضم حقوقها الأساسية.

اعلان

فلا تزال مكانة المرأة في أفغانستان تتآكل وتصل إلى مستويات متدنية جديدة، حتى بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على وصول حركة طالبان إلى السلطة في البلاد.

في الشهر الماضي، تمت الموافقة على سلسلة من القوانين الجديدة، ما يزيد من تقييد الحقوق القليلة للنساء في المجال العام في أفغانستان، ويزيد من الخطر على حياتهن وحريتهن.

ويحظر القانون الجديد الذي تم تطبيقه في أفغانستان الشهر الماضي على النساء رفع أصواتهن في الأماكن العامة. وبالإضافة إلى ذلك، يحظر على النساء قراءة القرآن في الأماكن العامة، كما يحظر عليهن النظر إلى الرجال من غير أزواجهن أو أقاربهن. وهذه ضربة أخرى ألحقتها الحركة بحقوق المرأة في البلاد في السنوات الأخيرة.

بدء العام الدراسي في أفغانستان وسط حظر طالبان التعليم على أكثر من مليون فتاة

تقرير جديد للأمم المتحدة يؤكد أن النساء في أفغانستان خائفات ولا يشعرن بالأمان

عديد النساء تحدثن لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، دون الكشف عن هويتهن، وقلن إن مجموعة القوانين التي تم سنها حديثًا تمثل ضربة قاسية وكبيرة لحياتهن في البلاد، ترافقها زيادة كبيرة في إنفاذ القوانين الجديدة، فضلاً عن تلك التي كانت موجودة أصلا، وتشهد العاصمة كابول نشاطا واسعا وغير مسبوق لما يسمى "شرطة الآداب أو الأخلاق" والتي يرتدي أفرادها جلابيب بيضاء.

سيدة أفغانية تمر من جانب عنصر مسلح من حركة طالبان في شارع بالعاصمة كابول 26/12/2022AP/Ebrahim Noroozi

وقد كثفت الشرطة مؤخرا أنشطتها ومداهماتها لمحطات الحافلات والمجمعات التجارية بحثاً عن نساء ينتهكن قواعد اللباس الصارمة بحسب تعبير السلطات الرسمية، أو يضحكن أو يتحدثن بصوت عال، بحسب وصفهم.

مع بداية حكم طالبان، صدر حظر صارم على مجال تعليم الفتيات والنساء، حيث يمنعن من الالتحاق بالمدارس من الصف السادس فما فوق، ويمنع عليهن أيضا الالتحاق بالجامعات ومؤسسات التعليم العالي، وقد كشفت تقارير ومنشورات مختلفة في الغرب في السنوات الأخيرة عن وجود مراكز سرية لتعليم النساء سراً، في محاولة للتحايل على المحظورات الصارمة والسماح لهن بتلقي الحد الأدنى من التعليم. على الرغم من ذلك، بدأت شرطة الآداب مؤخرا بمداهمة مثل هذه المراكز السرية، وحذرت المدرسين الذكور الذين يعملون فيها.

فتيات يتعملن في أحد الصفوف التابعة لمدرسة دينية في كابول. 11/آب 2022AP Photo

تقول مينا، وهي إحدى سكان كابول في العشرينيات من عمرها وتدير مراكز لتعليم الفتيات تحت الأرض، لصحيفة واشنطن بوست: "حتى قبل ثلاثة أسابيع، كنت لا أزال آمل أن ترفع طالبان القيود المفروضة على تعليم الفتيات"، "ولكن بمجرد نشر مجموعة القواعد الجديدة الخاصة بهم، فقدت كل الأمل".

وتقول امرأة أخرى تبلغ من العمر 48 عاماً، لا تزال تتذكر القيود الصارمة التي فرضتها حركة طالبان خلال الفترة الأولى من حكمها في التسعينيات: "البلد كله أصبح مقبرة لأحلام النساء".

من جهته يقول ساجيا، الطالب السابق ابن الـ24 عاماً: "هناك تياران داخل طالبان، أحدهما أعطى انطباعاً بأنه أكثر اعتدالاً واستعداداً للتحايل على القوانين، ولكن مع القيود والقوانين الجديدة يبدو أن هذا التيار فشل في مهمته ولم يعد هناك أمل".

وتؤكد العديد من النساء عدم وجود نص قرآني أو ديني يحظر تلقيهن التعليم، ويرون أن القوانين والقيود المفروضة على المرأة في القرآن أقل بكثير مما فرضته طالبان، على سبيل المثال في مسألة اللباس.

مسلح من حركة طالبان يسير أمام سيدان أفغانيات في طابور لتلقي مساعدات إسنانية بالعاصمة كابول 23/05/2023Ebrahim Noroozi/AP

ويشير الكثيرون إلى أن يد طالبان القاسية تجاه النساء ليست حكراً على الرجال وحدهم، وأن عدداً غير قليل من النساء يعملن في خدمة شرطة الآداب، ويمارسن في أوقات قليلة أيضاً عنفاً أكبر مما يمارسه الرجال.

الكثير من الأفغانيات يلمن العالم الخارجي لصمته الذي يكاد يصل إلى حد القبول، بحسب ما عبرت عنه مينا ووصفت صمت العالم خلال السنوات الثلاث الماضية بفصل مظلم في التاريخ.

وقد تمكنت حركة طالبان من وضع نفسها كأمر واقع على الساحة الدولية، ومن المؤكد أن روسيا والصين وقطر والإمارات ودول قوية أخرى تعمل على تنمية العلاقات معها.

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الرئيس الإيراني: لم نزود اليمن بصواريخ متطورة ونسعى لتحسين علاقاتنا مع دول الجوار بسبب الجفاف ونقص الغذاء.. زيمبابوي تستعد لقتل 200 فيل لأول مرة منذ 1988 تفاصيل محاولة الاغتيال الجديدة لدونالد ترامب: من هو المشتبه به الذي هدد ب"حرق الكرملين"؟ تطرف حقوق المرأة طالبان باكستان أفغانستان العنف ضد المرأة اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. حرب غزة: استعدادات لعملية عسكرية واسعة في لبنان والسنوار في رسالة لزعيم الحوثيين: "المقاومة بخير" يعرض الآن Next كير ستارمر يلتقي جورجيا ميلوني في روما لبحث استراتيجيات وقف تدفق المهاجرين يعرض الآن Next الرئيس الإيراني: لم نزود اليمن بصواريخ متطورة ونسعى لتحسين علاقاتنا مع دول الجوار يعرض الآن Next ألمانيا تغضب جيرانها الأوروبيين وتوسع حملة التفتيش الأمنية على جميع حدودها البرية يعرض الآن Next مقتل شخصين وإصابة العشرات في هجمات روسية على أوكرانيا اعلانالاكثر قراءة صاروخ باليستي أطلق من اليمن يسقط في وسط إسرائيل أزمة تجتاح المستشفيات في أوروبا: نقص الموظفين والأجور المنخفضة تؤدي إلى احتجاجات واسعة تفاصيل محاولة الاغتيال الجديدة لدونالد ترامب: من هو المشتبه به الذي هدد ب"حرق الكرملين"؟ في منطقة شنغن.. إليكم 8 دول شدّدت إجراءات الدخول عبر حدودها البرية فرنسا تمنع منتجا جزائريا شهيرا من دخول أسواقها.. خطر على المنتجات الأوروبية؟ اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومفرنساأوروبادونالد ترامبالسعوديةالاتحاد الأوروبيألمانياإسرائيلجنوب لبنانإجلاءالحرب في أوكرانيا الهجرة غير الشرعيةمهاجرون Themes My Europeالعالمالأعمالالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

المصدر: euronews

كلمات دلالية: فرنسا أوروبا دونالد ترامب السعودية الاتحاد الأوروبي ألمانيا فرنسا أوروبا دونالد ترامب السعودية الاتحاد الأوروبي ألمانيا تطرف حقوق المرأة طالبان باكستان أفغانستان العنف ضد المرأة فرنسا أوروبا دونالد ترامب السعودية الاتحاد الأوروبي ألمانيا إسرائيل جنوب لبنان إجلاء الحرب في أوكرانيا الهجرة غير الشرعية مهاجرون السياسة الأوروبية فی أفغانستان یعرض الآن Next حرکة طالبان

إقرأ أيضاً:

اللبنانيات خارج التنافس على رئاسة الجمهورية

كتب مجد بو مجاهد في "النهار":     تبتعد النساء اللبنانيات عن خوض المنافسة الترشّحية الحالية على مستوى استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية. ولم تظهر مرشّحة تحاول المزاحمة على مركز الرئاسة الأولى حاليّاً رغم كثرة الرجال الطامحين لأن يحصدوا أصواتاً انتخابية الذين منهم أعلنوا ترشيحهم أو ينتظرون مساندة سياسية من تكتلات نيابية.   حاولت سفيرة لبنان السابقة لدى الأردن ترايسي شمعون أن تنطلق في المنافسة على استحقاق رئاسة الجمهورية فأعلنت ترشّحها في آب 2022 وأطلقت برنامجاً انتخابياً، مع تمسّكها بسيادة لبنان واستقلاله واستحداث استراتيجية دفاعية واضحة المعالم لكنها ما لبثت أن انكفأت عن الحضور السياسي وسط المراوحة.   ثم ترشّحت الأديبة والخبيرة في الإنماء العالمي مي الريحاني لرئاسة الجمهورية في أيلول 2022 وحصل ذلك بعد الدعم القوي الذي تلقته من مرجعيات سياسية وأكاديمية وثقافية واقتصادية، وإيماناً منها بكلّ لبنانيّ مقيم ومغترب. وهي ثابرت في ترشّحها وكانت بمثابة مرشّحة جدّية وتابعت الاهتمام باستحقاق الرئاسة رغم المراوحة واجتمعت مع ساسة ونواب وحضرت جلسات انتخابية رئاسية لكنها سحبت ترشّحها للرئاسة بعد مرضها. وعندما تتحدّث الريحاني عن ترشّحها لرئاسة الجمهورية اللبنانية ثم انسحابها بعد المرض، تقول "إنني ترشّحتُ لإزالة النمط العتيق وكسره وشاركت حتى ضربني القدر الذي انزعجت منه". وتصرّح لـ"النهار" عن أهمية مشاركة النساء في صنع القرار إلى جانب الرجال.   انطلاقاً من خبرتها الثقافية والمجتمعية، تفسّر حالة اضمحلال ترشّح النساء في لبنان للمراكز السياسية الأكثر أهمية بما في ذلك استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية، على أنها "ناتجة عن تركيز النساء في لبنان للعمل على مساعدة المجتمع من خلال جمعيات خيرية، وهذا عمل مهمّ جدّاً لكن عمل النساء لا يتوقف عند الجانب الاجتماعي ومن الضروري العمل في الحقول جميعها شمولاً في الحقل السياسي. ويمكن حينذاك تغيير النمط التقليدي من التفكير".
تضيف: "في لبنان والمنطقة هناك نمط فكري تقليدي لم يفتح الباب للمساواة بين المرأة والرجل في كلّ الحقول وعلى كلّ المستويات. إذا لم تشارك المرأة في القرار لا تستطيع الحصول على مركز مهم جداً في لبنان أو في دول المنطقة أيضاً".   لا تغفل مي الريحاني "أهمية ما عملت عليه النساء اللبنانيات بهدف الحصول على حقوق المرأة. لقد كانت المرأة اللبنانية أول عربية حصلت على حق التصويت في الانتخابات النيابية. وهي كسرت الحاجز وصار فيها أن تصوّت وأن تعمل لحقوقها ومن ضمن ذلك التصويت السياسي".   حول أهمية ترشّح النساء، تقول: "لا بدّ للنساء اللبنانيات من المشاركة لا فقط بهدف تحقيق المصلحة الخاصة، إنما يشكّل الترشّح للانتخابات النيابية والرئاسية واجباً لأن لدى كلّ مرأة صوتها. إنه الحافز في الوصول إلى مساواة أكثر. وإذ لا مجال حالياً للنساء للترشح للرئاسة لكن من الضروري التركيز على استحقاق الانتخابات النيابية 2026، ومشاركة النساء بنسبة 30% في المجلس النيابي المقبل".   في استنتاج مي الريحاني، "هناك استعداد لدى النساء اللبنانيات للترشح لكن لا معرفة حول كيفية الترشح. لا بدّ أن تعمل التيارات الحزبية على ترشيح نساء مع الحاجة إلى خبرات على مستوى القرار والقيادة. لا بد من العمل على ترشيح نساء من خلال مؤسسات المجتمع المدني وإعطاء محاضرات في الجامعات حول أهمية انتخاب نساء بما فيه مصلحة الشعب اللبناني".  

مقالات مشابهة

  • موافقة النواب الروس على سحب طالبان من قائمة الإرهاب: خطوة نحو التعاون أم مجازفة دبلوماسية؟
  • اللبنانيات خارج التنافس على رئاسة الجمهورية
  • 10 رؤساء أحياء.. القاهرة تحصد النصيب الأكبر في حركة المحليات
  • في هجوم لطالبان باكستان..مقتل 16 جندياً على الحدود مع أفغانستان
  • بيان مشترك من 12 دولة حول الأوضاع الراهنة في أفغانستان من المرأة إلى الإرهاب
  • الشرع من قصر الأسد: لا نريد تحويل سوريا إلى نسخة من أفغانستان (فيديو)
  • بلينكن يدعو الفصائل السورية إلى تعلم الدروس من عزلة طالبان
  • بحلول 2035.. كاليفورنيا تحظر بيع سيارات البنزين الجديدة
  • بلينكن يدعو هيئة تحرير الشام لتجنب عزلة طالبان
  • الشرع يتحدث عن تعليم النساء واستهلاك الخمور في سوريا الجديدة (شاهد)