الناشط سقف الحيط.. ملاحقة وتهديد بالقتل والاغتصاب بسبب آرائه السياسية
تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT
الضفة الغربية - خاص صفا
"لا أدري حقاً ما الذي ينتظرني أهو قيد أم رصاصة؟! وبكل الأحوال فأنا لا أعلم يقيناً هل سيكون ”فلسطينياً“؟! أم ”إسرائيلياً“؟!".
بهذه الكلمات القليلة، لخص الناشط والمعارض السياسي الفلسطيني مزيد سقف الحيط من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، ما يواجهه هذه الأيام من تهديدات بالاغتيال أو الاعتقال السياسي بسبب مواقفه المعارضة للسلطة الفلسطينية ونهجها السياسي والأمني.
ومنذ الخامس من سبتمبر/ أيلول الجاري، يعيش سقف الحيط مطاردا لأجهزة أمن السلطة التي داهمت منزله في محاولة لاعتقاله، بتهمة كيدية هي "حيازة سلاح".
وليست هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها سقف الحيط لملاحقة أجهزة السلطة، فقد اعتقلته من بيته في مايو/ أيار الماضي بعد الاعتداء عليه أمام أطفاله، وأمضى أسبوعين في سجونها.
وكثيرا ما تعرض للاعتقال والاستدعاء خلال السنوات الأخيرة، بسبب مواقفه السياسية المساندة للمقاومة والمعارضة لنهج السلطة.
ويقول سقف الحيط إن قسم المباحث العامة في مركز شرطة مدينة نابلس، دخل منزله وقام بتفتيشه تفتيشاً دقيقاً، وأبلغوا زوجته أنه مطلوب بتهمة "حيازة سلاح"، وأنهم سيقومون بالحضور إلى البيت وتفتيشه يومياً إن لم يسلم نفسه.
ويؤكد سقف الحيط أن السبب الحقيقي لملاحقته هو منشور على حسابه بموقع "فيسبوك"، الأمر الذي جعله مطاردا لكل أجهزة السلطة.
وأوضح قائلا: "بلغني أن كل أجهزة الأمن التابعة لسلطة الحكم الذاتي لديها أوامر باعتقالي والتنكيل بي"، ويأتي كل هذا على خلفية منشور على حسابه في "فيسبوك".
ويضيف أن تهمة "حيازة سلاح" ما هي إلا تهمة كيدية تستخدمها السلطة لتبرير اعتقال الناشطين السياسيين، ولإعطائه غطاء قانونيا، وقد سبق أن وجهتها له النيابة العامة الفلسطينية سابقا، رغم أن التوقيف كان على خلفية تعزيته بوفاة الرئيس الإيراني، ومواقفه المؤيدة للمقاومة.
ويبين أنه في اعتقاله السابق، وجهت له تهمة "حيازة سلاح" ولم يتم التحقيق معه حولها بالمطلق، بل انحصر التحقيق حول علاقته بفصائل المقاومة، وحركة "حماس" بشكل خاص.
ويشير سقف الحيط، الذي ينتمي للتيار القومي العروبي، إلى أن محققي السلطة سألوه باستهجان خلال التحقيق عن سبب مساندته لحركة "حماس" باعتبارها حركة إسلامية يختلف معها أيديولوجيا.
وأوضح أن مفاوضات تجري عبر محامين وعبر وسطاء يمارسون عليه ضغطا اجتماعيا لتسليم نفسه وحذف منشوراته التي يُعبّر فيها عن مواقفه السياسية، من أجل التوقف عن ملاحقته.
وقال: "يريدون مني أن أتنازل عن حقي بحرية الرأي والتعبير التي كفلتها المواثيق الدولية والقانون الأساسي الفلسطيني، مقابل أن يسمحوا لي بالحياة".
ويكرس سقف الحيط حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي لمساندة المقاومة، والتحذير من مخططات الاحتلال، ومعارضه نهج التسوية والتنسيق الأمني الذي تتمسك به السلطة.
ووجه مؤخرا انتقادات لاذعة للسلطة بسبب محاولاتها تفكيك الحالة النضالية التي بدأت تنمو في شمال الضفة الغربية وأخذت بالزحف نحو وسط وجنوب الضفة.
ولا يستبعد سقف الحيط أن يتم اغتياله كما جرى للمعارض السياسي نزار بنات قبل سنتين، مؤكدا أنه تم توجيه تهديد ناعم له بالاغتيال أثناء اعتقاله قبل الأخير لدى جهاز الأمن الوقائي.
ويحتفظ سقف الحيط بلقطات شاشة لتعليقات كتبها أشخاص مؤيدون للسلطة وبعضهم يحتل وظائف رسمية، ومنهم شقيق محافظ نابلس، حملت شتائم نابية له وتهديدات بالقتل والاغتصاب.
ويشير إلى تعليق تركه له شخص يدعى "إبراهيم عمران" يهدده فيه بوضع قنينة في مؤخرته، ويتساءل بألم: "هل ينتمي هؤلاء للشعب العربي الفلسطيني حقاً؟! وإذا كانوا كذلك فهل هذه أخلاق الشعب الفلسطيني؟!".
ويصف هذا التهديد بالاعتداء "التلمودي"، إذ أنه يعيد التذكير بالجريمة التي ارتكبها جنود الاحتلال في سجن "سديه تيمان" حين قاموا بإيلاج عصا في مؤخرة أحد الأسرى الفلسطينيين.
ويتساءل: "هل من المقبول أن تقوم النيابة العامة الفلسطينية بإصدار أمر توقيف بحقي على خلفية حرية الرأي والتعبير، وتمنح إذنا لاقتحام منزلي وتفتيشه على خلفية منشور سياسي، وتتجاهل عشرات الجرائم الإلكترونية التي ارتكبها عناصر وضباط في أجهزة أمن سلطة الحكم الذاتي تعليقاً على المنشور السياسي الذي لم يرق لهم؟!!".
ويحمّل سقف الحيط مجلس الوزراء الفلسطيني كامل المسؤولية "عن كل ما ينتج عن هذا التغول على حقوق الإنسان الفلسطيني"، وطالب مؤسسات المجتمع المدني والفصائل الفلسطينية بالتدخل من أجل وقف هذا العدوان.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: الاعتقال السياسي السلطة الفلسطينية الأجهزة الأمنية حرية الرأي والتعبير حیازة سلاح على خلفیة
إقرأ أيضاً:
إعلام عبري: نتنياهو «مرعوب» بسبب اقتراب سجنه وانتهاء حياته السياسية.. ماذا يحدث؟
كشفت وسائل إعلام عبرية، أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يعيش حالة من «الرعب»، وذلك بعد رفض المحكمة طلبه تأجيل شهادته، ما يعزز التكهنات بشأن احتمالية إدانته، وهو ما يهدده بالحبس وانتهاء حياته السياسية.
محاكمة نتنياهويبدو أن نتنياهو، يواجه خطرًا سياسيًا كبيرًا قد يهدد مستقبله، مع اقتراب المحكمة المركزية في القدس من إصدار حكمها في قضايا الفساد والاحتيال المتهم فيها، حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية.
في تقرير مطوَّل، أشار تقرير قناة القاهرة الإخبارية، نقلا عن صحيفة هآرتس العبرية، إلى أن محاولات نتنياهو تأجيل الإدلاء بشهادته تعكس استمراره في خلق «عالم من الوهم والخداع» منذ السماح له بتولي منصب رئيس الوزراء رغم لوائح الاتهام.
كما انتقدت الصحيفة العبرية استغلال نتنياهو للصلاحيات الواسعة التي يمنحها منصبه لتعطيل مسار العدالة، ومحاولة وقف محاكمته.
وذكرت الصحيفة، بنبرة ساخرة، أن نتنياهو قد يلجأ لأساليب غير متوقعة مثل اختلاق تهديد أمني للمحكمة بطائرة مُسيَّرة، أو انتظار تصعيد الأوضاع الأمنية ليطلب مرة أخرى تأجيل القضية.
وأكد التقرير العبري أنه لو كان نتنياهو يهتم بمصلحة بلاده أكثر من مصلحته الشخصية، لكان تفاوض مع المستشار القضائي للحكومة على صفقة يعترف فيها ببعض التهم مقابل التقاعد السياسي.
تفاصيل قضايا فساد نتنياهوتستمر المحاكمة ضد نتنياهو منذ أكثر من 4 سنوات، إذ يواجه في ثلاث قضايا مختلفة تهمًا تتعلق بالرشوة وخيانة الأمانة والاحتيال، وتشمل التهم:
قضية «بيزك»: يواجه نتنياهو اتهامًا بتقديم مزايا تنظيمية لشركة «بيزك» للاتصالات، مقابل حصوله هو وزوجته سارة على تغطية إعلامية إيجابية على موقع إخباري يديره الرئيس السابق للشركة.
هدايا فاخرة: قُدمت له هدايا تتجاوز قيمتها 700 ألف شيكل (مثل مجوهرات، سيجار، وخمور) من رجال أعمال أثرياء.
ضغط سياسي وقانوني: تشير الاتهامات إلى أنه استخدم نفوذه لتمديد قانون كان يتيح لمنتج الأفلام الإسرائيلي أرنون ميلشان توفير ملايين الدولارات من الضرائب.
رئيس حكومة الاحتلال ينكر التهموبحسب التقرير العبري، فإن نتنياهو ينكر جميع التهم، مدعيًا أنها «مطاردة سياسية» تهدف للإطاحة به.
بعد تعليق المحاكمة في أكتوبر 2023 بسبب عملية طوفان الأقصى، حاول نتنياهو استغلال الأوضاع الأمنية لإطالة فترة تعليق المحاكمة، إلا أن المحكمة رفضت طلبه باستئناف المحاكمة في ديسمبر 2023.
وحاول فريق دفاعه تقديم حجج بأن الحرب تتطلب تفريغ نتنياهو لإدارة الدولة، إلا أن القضاة لم يقتنعوا بتلك الحجج، معتبرين إياها «غير مبررة» و«متعالية»، بحسب وصف صحيفة هآرتس.
وأوضح القضاة أن استمرار الحرب ليس ذريعة لتأجيل المحاكمة، ورفضوا منحه معاملة خاصة كونه رئيسًا لحكومة الاحتلال.
وتؤكد النيابة وجود أدلة قوية تدين نتنياهو، وأن محاولاته التهرب من الحضور قد تزيد من احتمالات إدانته، حيث ينص القانون الإسرائيلي على أن امتناع المتهم عن الإدلاء بشهادته يقوي موقف الادعاء.
وأكد التقرير العبري أنه إذا استمر نتنياهو في الامتناع عن المثول أمام المحكمة، فقد يتسبب ذلك في إدانته بشكل أكبر.
تشير التحليلات إلى أن بقاء نتنياهو في الحكم قد يُعرِّض إسرائيل لمزيد من التوتر السياسي والقانوني، خاصة مع تزايد الانتقادات لاستغلاله نفوذه لتأخير المحاكمة.