بعد عام من غياب الطعام الطازج بغزة.. احتفال بشحنة تفاح
تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية إن معظم الناس في غزة لم يعودوا يعتبرون الحصول على الطعام الطازج أمرا ممكنا، ولذلك شعر الأطفال مؤخرا بالبهجة وقفزوا من أسِرّتهم فرحين عندما علموا أن فاكهة طازجة ستقدم لهم.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم عبير أيوب وعمر عبد الباقي- فرحة أطفال هيثم دالو، الذين ظلوا يتناولون الطعام المعلب منذ ما يقرب من عام، وقال والدهم "كان أطفالي سعداء للغاية برؤية التفاح لأول مرة منذ 9 أشهر.
وعندما تلقى دالو صندوقا من الفاكهة والخضروات يزن حوالي 7 كيلوغرامات في وقت سابق من هذا الشهر، عرض عليه الجيران الذين لم يتلقوا أي صندوق بعد، أكثر من 150 دولارا، وقال "لقد اضطررت إلى الرفض. أطفالي في حاجة ماسة إليه".
جوع شديدويعكس رد فعل هؤلاء الأطفال الذين يعيشون في مدينة غزة مع والديهم -حسب الصحيفة- مستوى انعدام الأمن الغذائي الذي يعاني منه العديد من الناس في غزة، حيث تواجه غالبية سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2.2 مليون نسمة جوعا شديدا، ولا يصل إليهم من الغذاء ما يكفي وفقا لجماعات الإغاثة.
ونبهت الصحيفة إلى أن الاعتماد على الأغذية المعلبة لأشهر، مع قلة أو انعدام الوصول إلى الفاكهة الطازجة أو الخضار أو البروتين، له تأثير سلبي شديد على الصحة، مؤكدة أن العشرات من الناس توفوا بسبب سوء التغذية، حسب الأمم المتحدة.
هل تتوسع عمليات التوزيع؟
غير أن جماعات الإغاثة تقول إنها تمكنت مؤخرا من تسليم الفاكهة الطازجة واللحوم المجمدة إلى شمال القطاع، حيث لم ير العديد من الفلسطينيين مثل هذه المواد منذ شهور، بسبب القصف المكثف والقتال الذي جعل تسليم المساعدات هناك من المستحيل.
ومع أن أروى سليمان (29 سنة)، وهي أم لطفلين تلقت في شمال غزة دجاجة الأسبوع الماضي لأول مرة منذ بدء الحرب، فإنها ستتقاسمها مع 9 أقارب، وقالت "قررنا الاحتفاظ بالدجاجة ليوم الجمعة. هذا هو يوم الأسبوع الذي كنا نطبخ فيه تقليديا وجبات خاصة قبل الحرب".
وذكرت الصحيفة أن عمليات التسليم ليست مؤشرا على أن محنة الجوع في غزة تقترب من نهايتها، بل على العكس من ذلك تفاقَم نقص الغذاء بشكل عام هناك في الأشهر التي تلت دخول إسرائيل إلى رفح، وإغلاقها المعبر الحدودي الرئيسي، وقالت الأمم المتحدة إن حجم المساعدات التي دخلت غزة انخفض بأكثر من النصف منذ أوائل مايو/أيار.
وفي وقت سابق من هذا العام أمرت محكمة العدل الدولية، أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة، إسرائيل بالسماح بتدفق مساعدات أفضل إلى القطاع وإعادة فتح معبر رفح الحدودي، ولكن عدد البعثات الإنسانية التي سمحت بها إسرائيل في جنوب غزة انخفض بنسبة 28% في أغسطس/آب، كما تقول الأمم المتحدة.
ولم يكن من المعروف -حسب الصحيفة- هل عمليات التسليم الأخيرة للفواكه والخضروات الطازجة واللحوم المجمدة في شمال غزة ستتوسع، أو حتى ستستمر، خاصة أن توزيع المواد القابلة للتلف مثل اللحوم يمثل تحديات كبيرة، مع انقطاع التيار الكهربائي المتكرر في غزة.
وقال ستيف فيك، المتحدث باسم منظمة المساعدات الأميركية للاجئين في الشرق الأدنى، التي وزعت مؤخرا شحنة نادرة من اللحوم المجمدة تزن 22 طنا في شمال غزة، "إن الحاجة إلى ضمان سلسلة تبريد مستمرة كانت سببا رئيسيا للتأخير".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات فی غزة
إقرأ أيضاً:
«الجامعة التي لا تهدأ».. تاريخ من التصعيد والاحتجاجات في كولومبيا
قفزت جامعة كولومبيا الأمريكية إلى واجهة الأحداث مؤخرا إثر إطلاق إدارة الرئيس دونالد ترامب حملة تهديد تهدف لقمع الاحتجاجات الطلابية المناهضة لإسرائيل والحرب في غزة داخل الجامعة، .
وتزامنت حملة التهديد الرئاسية مع اعتقال الناشط الفلسطيني محمود خليل، الذي قاد احتجاجات في جامعة كولومبيا، وقالت وزارة الأمن الداخلي إنه تم احتجاز خليل نتيجة لأوامر الرئيس الأميركي دونالد ترامب التنفيذية التي تحظر معاداة السامية.
واعتقل خليل، الحاصل على إقامة قانونية في الولايات المتحدة والذي أنهى دراساته العليا في كولومبيا في ديسمبر، يوم السبت، على يد عملاء الهجرة الاتحاديين، تمهيدا لترحيله، قبل أن يصدر قاض اتحادي في ولاية نيويورك الأميركية قرارا يمنع ترحيله لحين نظر المحكمة في الدعوى القضائية التي تطعن في احتجازه.
وحذَّر ترامب من أن اعتقال محمود خليل واحتمال ترحيله سيمثلان بداية لسلسلة من الإجراءات المماثلة مستقبلا، وذلك في إطار حملة إدارته لقمع الاحتجاجات الطلابية المناهضة لإسرائيل والحرب في غزة.
وتعد احتجاجات جامعة كولومبيا جزءا من حركة طلابية نشطة تُعبر عن مواقف سياسية واجتماعية مختلفة، وغالبًا ما تكون مرتبطة بقضايا مثل حقوق الإنسان، العدالة الاجتماعية، وحقوق الطلاب.
مواقف تاريخيةولجامعة كولومبيا، الواقعة في نيويورك، تاريخ طويل من النشاط الطلابي. ففي الستينيات من القرن الماضي، شهدت الجامعة احتجاجات كبيرة ضد حرب فيتنام وسط مطالبات بإنهاء التمييز العنصري.
وفي عام 1968، نظم الطلاب إضرابًا احتجاجًا على مشاركة الجامعة في أبحاث مرتبطة بالحرب وبناء صالة ألعاب رياضية في حديقة عامة، مما أدى إلى إغلاق الجامعة لفترة.
الاحتجاجات الحديثةوفي عام 2024، شهدت الجامعة احتجاجات طلابية كبيرة تدعم حقوق الفلسطينيين وتدعو إلى مقاطعة إسرائيل. كما طالب الطلاب بإلغاء استثمارات الجامعة في شركات تدعم الاحتلال الإسرائيلي أو تورطت في انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية.
اعتقال محمود خليلواعتقلت سلطات الهجرة الأمريكية الناشط الفلسطيني المقيم في الولايات المتحدة، محمود خليل، بسبب مشاركته في المظاهرات الطلابية بجامعة كولومبيا في نيويورك العام الماضي.
وكان محمود خليل عضوًا في فريق التفاوض الطلابي مع مسؤولي الجامعة للمطالبة بوقف التعاون مع إسرائيل احتجاجا على الإبادة الجماعية في غزة.
محتجون بجامعة كولومبياودعا مسؤولون وأكاديميون وطلاب في مؤتمر صحفي بجامعة كولومبيا إلى إطلاق سراح الناشط والطالب الفلسطيني محمود خليل الذي اعتقلته سلطات الهجرة الفدرالية بزعم دعمه حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وخلال المؤتمر، أعرب المتحدثون عن قلقهم العميق إزاء تداعيات الاعتقال، مؤكدين أنه يمثل انتهاكًا واضحًا لحرية التعبير، ويشير إلى تصعيد خطير في التعامل مع الناشطين في الولايات المتحدة.
اقرأ أيضاًترامب: كولومبيا ستوقف المهاجرين العابرين من منطقة دارين
الأمم المتحدة تدعو إلى إنهاء العنف ضد المدنيين فى كولومبيا
قرينة رئيس كولومبيا تزور المجلس القومي للمرأة وتشيد بمعرض منتجات المصريات