مصر: نحن أكثر دولة متضررة من التصعيد في البحر الأحمر.. ويجب إنهاء حرب غزة
تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT
دعت جمهورية مصر العربية، اليوم الاثنين، إلى إنهاء الحرب على غزة لوقف التصعيد بالبحر الأحمر، الذي يشهد توترا جراء تصعيد جماعة الحوثي في اليمن واستهدافها لسفن الشحن.
وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الاثنين، إن بلاده هي أكثر دولة متضررة من التصعيد في البحر الأحمر بسبب الخسائر التي تتكبدها قناة السويس.
وأكد عبد العاطي -في مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف بموسكو- أن إنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة هو "الحل اللازم لمعالجة جذور التصعيد".
وأشار إلى أن مصر تتكبد خسائر شهريا بسبب انخفاض عائدات قناة السويس؛ نتيجة التوترات الحاصلة في البحر الأحمر، والتي تؤثر على أمن حركة الملاحة.
وأضاف: "نتضرر جميعا من هذا التصعيد غير المبرر وهذا التوتر الذي يؤثر على حرية الملاحة الدولية في البحر الأحمر".
وتابع: "مصر بطبيعة الحال هي أكثر دولة متضررة من هذا التصعيد الخطير. ونتضرر شهريا من الانخفاض الشديد في عائدات قناة السويس؛ نتيجة هذا التصعيد والاستهداف".
وشدد على أن الحل يكمن في معالجة جذور هذا التصعيد من خلال وقف العدوان على قطاع غزة، وعدم إعطاء المبرر لأي طرف لاستغلال هذ المعاناة لأغراض أخرى.
وحذر الوزير المصري من أن السياسات العدوانية التي تمارسها إسرائيل، سواء في قطاع غزة أو التصعيد الخطير في الضفة الغربية، والممارسات غير المقبولة في القدس الشرقية، ستؤدي إلى مزيد من التصعيد يمكن أن يقود المنطقة إلى حرب إقليمية".
وشدد على "أهمية أن يضطلع المجتمع الدولي بمسؤولياته في الضغط على إسرائيل، لحملها على التجاوب مع مساعي إنهاء الأزمة، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن المتعلقة بوقف إطلاق النار، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية والطبية إلى قطاع غزة دون شروط"
وأكد "ضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، بما في ذلك الجانب الفلسطيني من معبر رفح ومحور فيلادلفيا" على الحدود مع مصر.
وأكد عبد العاطي أنه "لابد من إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني الممتدة منذ سبعة عقود، ولابد من حصوله على حقوقه المشروعة، وعلى رأسها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: مصر فلسطين اسرائيل البحر الأحمر الحوثي فی البحر الأحمر هذا التصعید قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
وذل إسرائيل في العالمين قد انكتب
إلـهام الأبيض
الصواريخ اليمنية لا تغادر سماء الكيان الغاصب، وإن غابت يوماً تحضر الطائرات المسيّرة، وجنوباً، حَيثُ البحر الأحمر ترابط قوات البحرية، في تكامل عسكري أصاب الصهاينة بالإحباط، وأسقط محاولة الاستفراد بغزة، وأيقظهم من سكرة الإنجازات في المنطقة، ليجدوا أنفسهم أمام جبهة لا نهاية لتعقيداتها، معلنين عجزهم عن مواجهة منفردة مع اليمن، باحثين عن تحالف دولي وربما أعرابي.
تختار الفرط الصوتية اليمنية اقتحام الأراضي المحتلّة واقتناص أهدافها من بداية الصباح، فيما تتولى المسيّرات اليمانية التحليق إلى أهدافها في الأصيل أَو قبل أَو بعد ذلك بقليل، رجال الله البواسل يختارون الزمان والمكان دون أن يتركوا للعدو مساحة للتنفس، إنجاز يقود لإنجاز يعدم معها الكيان المؤقت خيارات ناجعة للمواجهة وتتقلب بين تجارب الآخرين فتجد أن الجميع علق مع اليمن ولم يتزحزح عن دائرة الهزيمة ومربع الخسارة في المواجهة مع اليمانيين ويمكن أن يتعظ الصهاينة بذلك وإن هم كابروا يمكنهم العودة إلى غابر التاريخ، ففي اليمن سقطت رؤوس الاستعمار القديم تماماً كما سقطت هيمنة العصر الحديث.
أما عن اليمن، فهناك شعبٌ يصحو على قصفٍ وينام على قصف، شعبٌ يضع الحربَ على مائدة الطعام إنْ لم يجد طعامًا، اليمن ما زالَ مُتنكّبًا، سلاحهُ ما دفعهُ الخنادق أَو الرؤوس المتساقطة أَو الرهانات الدولية إلى وضعِ سلاحهِ جانبًا، في وقتٍ عبس فيه الأقربون عن فلسطين، اقتحمَ، رغم بُعدِه، حصرَ السفنِ والبارجاتِ، وأسقطَ طائراتٍ مُتطوّرةً، لم تُرهِبْهُ غاراتٌ أَو تحالفاتٌ مُصطنعة، ولم يُغيّرْ وجهته، لقد أصبحت مسيّراتهُ قصةً يرويها العالمُ بتعجّب، يصنعُ منها رعبًا يحولُ بين إسرائيل والأمن، ولكن نرجسيةَ القوى العظمى لم تقبلْ الاعتراف بالهزيمة، وهي تعلمُ أنها تلعبُ بالوقتِ الاستراتيجيّ الضائعِ في حفرةٍ لا خروجَ منها إلا بمثالٍ بوقفِ الحربِ ضدّ غزة، وبالتوقفِ عن دعمِ إسرائيل.
وهنا تُمعِنُ صنعاءُ في التحدّي، فترسلُ صواريخَها لتُدكَّ تل أبيب، وخنجرُها ابتلعَ كُـلّ مُحاولةٍ لإيصال بضائعَ أَو سلاحٍ للكيان، والثباتِ على العهدِ الذي قطعَه اليمنُ منذ الساعاتِ الأولى، بالانتصار لمظلوميةِ الشعبِ الفلسطيني، مُسَطِّراً موقفاً متكاملاً، عسكريًّا رسميًّا وشعبيًّا، مُتحمِّلاً تبعاتِ الموقفِ، وقد أفشلَ تحالفاً دوليًّا في البحر الأحمر، وأسقطَ أهداف العدوانِ الأمريكيِ البريطاني، ووسعَ عملياتِه البحريةَ، وطالت يدُه الطولى عمقَ الكيانِ الغاصب، كاشفةً عن خللٍ كبيرٍ في أنظمة الدفاعِ الصهيونية، لِيُمَثِّلَ حضورُ اليمنِ أحد أهم العراقيلِ أمام حلمِ التوسعِ والهيمنة، ويفرضَ على العدوّ الانكفاءَ أَو الدخولَ في مواجهةٍ معقدة، ما بعدَها لن يكونَ كما قبلَها، ولهم في عشرِ سنواتٍ عبرةٌ كافيةٌ إنْ كانوا يعقِلون.
وهنا تأتي التساؤلاتُ: ماذا حقّقت القوّةُ البحريةُ التي تقودُها الولاياتُ المُتحدةُ في البحرِ الأحمر؟ ولماذا تَتمسَّكُ بريطانيا بسياسةِ التدخلاتِ والتهديدِ بالقوّة العسكرية؟ وهل يشهدُ البحرُ الأحمر فصلًا جديدًا من فصولِ التصعيدِ بعدَ سقوطِ قتلى لغاراتِ اليمن؟
لقد ارتفعت الأصوات داخل الكنيست الصهيوني، لتعبر عن قلقها من الفشل الأمريكيِ البريطاني في حماية الملاحةِ الإسرائيلية ورفعِ الحصار عن ميناء أم الرشراش، وبالتوازي، تحذر شركةُ ميرسك المرتبطةُ بالصهاينة من أن الأشهر المقبلةَ ستكون صعبةً على قطاعِ النقلِ البحري نتيجة تصاعدِ العملياتِ اليمنيةِ، في تصريحاتٍ مليئةٍ بالإحباط من الحاضر، وقلقةٍ من الأيّام المقبلة، وهي تشاهد القفزةَ النوعيةَ في القدراتِ اليمنية، ومعها الإيمانُ الذي لا يتزحزح في نصرةِ غزة، وحتماً ستنتصرُ فلسطين بصمودِ شعبِها واستبسالِ مجاهديها، وهم يوثقون عملياتِ التنكيلِ بجيش العدوّ.