جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-17@23:05:34 GMT

جنس بشري تعاقد معه الشيطان!

تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT

جنس بشري تعاقد معه الشيطان!

 

د. قاسم بن محمد الصالحي

في العالم ألوف الملايين من أجناس البشر.. لكل من هؤلاء طريقته للعيش في بقعته الجغرافية، التي يحيى عليها، يهتمون بإعمارها وتنميتها، يطبقون سنن ونواميس الحياة البشرية على الكوكب الذي جعل الله فيه الإنسان خليفة.. إلا أن جنس من البشر تاه، واستفزه الشيطان بصوته، وجلب عليه بخيله ورجله، وشاركه في الأموال والأولاد، ووعده الغرور، فأغواه وزين له أفعاله.

لماذا أذكر هذا الكيان من جنس البشر؟ لماذا عقد أبليس صفقته معهم؟

سيقال إن التعامل مع هذا الكيان في بقعة باركها الله، جاء بمقتضى قاعدة بناء الأمم وتأسيس الحضارات.. كيان أصبح واقعًا بين الأمتين العربية والإسلامية، حتى إن كانت طبقاته وأفراده تتناقض مع طبقات مجتمعات الأمتين.. سيقولون أثمَّة وجود دون تناقض؟ وهل من تناقض دون طرفين، وجود كل منهما شرط لوجود الآخر؟ إن وجود جنس يحتضر شرط لوجود جنس يحيى، ومعرفة طرف شرط المعادلة لفهم طرفها الآخر.

متى تبتدئ قصة هذا الجنس من البشر؟ أحين يسترعي انتباه الأجناس الأخرى كمية سفك الدماء في جنس أمتين زرع بينهما، وتنطلق لتلاحق ما يتعاقب على كوكب الأرض من موت ودمار وإبادة جماعية؟ ما هي الأسباب التي تجمعت في هذا الجنس من البشر ليسفك الدم البريء لجنس الأمتين العربية والإسلامية؟ وما هي العوامل التي تراكمت لتوفير شروط صفقة هذا الجنس مع الشيطان؟ هل هناك دلائل لبنود هذه الصفقة، هل أعمال الكيان اللقيط الإجرامية، في أرض فلسطين مرحلة من تاريخ إجرام جنسه البشري، تحول الانتباه نحوها؟ من الذي يستطيع أن يختار نقطة من زمان هذا الجنس البشري للوقوف إزاءها، ويقول هنا تبتدئ قصة تعاقده مع الشيطان، كتب عليه التيه في الأرض؟

ومع هذا أراني مرغماً على الكتابة في مثل هذه المرحلة المرتبطة بكيان لقيط زرع في أمتنا العربية والإسلامية، يبيد شعباً بأكمله، يرتكب ابشع الأفعال الشيطانية على أرض باركها الله.. من أين ابتدئ؟.. أحين جادل إبليس ربه وقوله: "قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (الاسراء: 62)"، أم حين أرى جرائم الكيان اللقيط، الذي عقد صفقة سفك دماء الفلسطينيين في أرض فلسطين. لقد تتبعت تاريخ عالم هذا الجنس من البشر، وجدته عالماً بوجهين، وجه للكبر والتعالي والجحود، ووجه استدار للشيطان.. مقابل جنس الأمتين العربية والإسلامية، حملت مشعل الإنسانية وفطرتها، لا تنتظر المتلكئين أو تتبع سبل الشيطان، يسبقها مشعل الفطرة التي فطرنا الله عليها، كي لا تفقد نور الحياة، وأصل الطريق القويم.

ناموس الحياة البشرية هو الدليل، وفي الدليل يفترض التجرد.. لكن قصة جنس التائهين هي عالم الكيان اللقيط في واقعنا اليوم، أفعاله بالذات تبرز خبايا الصفقة مع الشيطان، كان أسلافه في الماضي كأوثق ما يكونون عليه من المجادلة والعداوة مع أنبياء الله ورسله.. أما وقد حاربوا الله ورسله، باتت عداوتهم، وأفعالهم الإجرامية يجسدها اليوم الكيان اللقيط على أرض فلسطين.

لم أجد جهدا كبيرا في جمع أفعال وإجرام هذا الجنس لما اكتبه.. فبنود الصفقة مع الشيطان بارزة في أفعاله، ما يجري على الأرض المباركة، يمكن رؤية واستخلاص بنود صفقة الشيطان بارزة، بما اتفق عليه هم وأسلافهم معه، ولا يستعصي على البصير فهم تفاصيل ما ارتكبه الأسلاف، وما يقوم به الأحفاد اليوم.. لكن اهتمامي بالمجتمع الدولي، والعالم المعاصر سرعان ما يزداد، حتى وجدت نفسي أنساق في أروقة الكتابة كالمسحور، أحبه وأعجب به تارة، وأكرهه تارة أخرى.. فواقع هذا الجنس الذي تعاقد مع الشيطان منذ الأزل، أشعرني مراراً أني على وشك الاختناق. أقصد بهذا القول العالم، والوقائع المثيرة فيه، التي يحركها هذا الجنس الذي تعاقد مع الشيطان، ويتحكم به؛ بل غرابة بنيان نظامه الذي لم يعد يحمي الفطرة الإنسانية، أكاد أقول.. ازدادت ازدواجية معاييره، لعلني أستبق النتيجة حين أذكر الصراع الدائر بين الحق والباطل، بين جنس مع الشيطان وأجناس تنشد الفطرة والعدالة. لكنه صراع حتماً سينتصر فيه الحق، وإن طالت علته وواقعه، العلة تكمن في أن الكيان جعل بقعة الأرض المباركة قانية اللون، مدنها تتناطح فيها الأهواء والآمال، بقعة قاسية فيها الحياة على أهلها، انقشع عنهم سلام الحياة، لو اقتربت منهم، لوجدتهم يطمحون للحياة الحرة الكريمة بالأنفس، أين نحن من كل هذا الآن؟ أين السلام الذي أسري برسول الإسلام إليه، والطرق والمدن، والغابات، والجبال، والوديان، ودبيب مخلوقات السماوات وأنفاسها حين عرج به إليها من مدينة القدس، كيف تساوت كلها في صفقة جنس بشري كتب الله عليه التيه مع الشيطان.

لقد بهتت مدينة القدس حين تشظت، وابتعدت عنها البركة التي غرسها الله في الأقصى وما حوله، ثم ضاعت! هل ضاعت؟ التائهون الآن هم فقاعة الشيطان، تنساب في أحشاء أثير القدس والأقصى، والعالم الآخر؟ أين هو؟ طوفان؟ وما هو الطوفان هذا؟ جهاد؟ إثر صفقة عقدها جنس التائهين وأعوانهم مع الشيطان على ألوف ملايين من الجنس العربي والإسلامي، ألهذا يؤول وجود الأرض المباركة؟ إلى صفقة مع الشيطان، كما ذكر القرآن الكريم في قوله تعالى: "وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا" (النساء: 119).

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

قرار عاجل من النيابة بشأن «ذئب بشري» هتك عرض طفل في الوايلي

قررت نيابة الوايلي حبس حارس عقار لاتهامه بهتك عرض طفل بمنطقة الوايلي، 4 أيام على ذمة التحقيقات.

وأقر المتهم خلال التحقيقات، أنه ارتكب جريمته دون وعي فقد كان تحت تأثير المخدر، واستغل تواجد الطفل في الجراج ثم قيده كرها عنها، وهتك عرضه بالقوة ثم تركه بعد ان انتهى من فعلته.

وتلقى قسم شرطة الوايلي بلاغًا من أسرة طفل تتهم حارس عقار بخطف نجلهم وهتك عرضه، وبإجراء التحريات اللازمة وجمع المعلومات تم التوصل إلى المتهم.

وبإعداد الأكمنة اللازمة تمكنت قوات الأمن بالقاهرة من القبض على المتهم، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة وهتك عرض طفل بالقوة وتم اتخاذ الإجراءات القانونية وتولت النيابة العامة التحقيقات.

اقرأ أيضاًإصابة 5 أشخاص في حادث انقلاب سيارة سوزوكي أعلى طريق السخنة

ننشر أسماء الأطفال ضحايا الأم الجاحدة بالخانكة

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة: الطبيبة التي تم ترحيلها إلى لبنان لديها صور للتعاطف مع حزب الله
  • طوفان بشري وحشود مليونية تأكيداً على الثبات في إسناد غزة ومواجهة العدوان الأمريكي (تفاصيل + صور)
  • في ذكرى رحيله.. أبونا فلتاؤس السرياني "نسر البرية" الذي عاش في صمت
  • شذى حسون تكشف عن تعرضها للخيانة وأزمتها مع الرجال .. فيديو
  • فجوات كبيرة بين الكيان الإسرائيلي وحماس، بحسب مسؤول إسرائيلي
  • الهياكل الثلاثة(50-500)الله اكبر
  • شيخ الأزهر: كرمٌ الله مطلق لا يشوبه نقص.. وكرم البشر محدودٌ بطبائع النفس
  • قرار عاجل من النيابة بشأن «ذئب بشري» هتك عرض طفل في الوايلي
  • علي جمعة: الموت حقيقة متكررة.. والعاقل يبحث عن أسئلة سبب خلق الله لنا
  • اللهم امنحني نورك الذي يضيء لي الطريق.. دعاء اليوم 15 رمضان 2025