مركز القبول الموحد وطلبة الدبلوم العام إلى أين؟ (3- 3)
تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT
أُمامة بنت مصطفى اللواتية
أما التساؤل الرابع فيتعلق بانخفاض البعثات الخارجية التي تُمكن الطالب حقيقة من خوض تجربة منوعة وغنية أكاديميا وثقافيا ولغويا، والقدرة على المنافسة العلمية والوظيفية في بيئات ذات منافسة شديدة وتوقعات عالية. إلى جانب أنَّها توفر بدائل لعدم قدرة مؤسسات التعليم العالي المحلية على توفير عدد كاف من المقاعد.
وحسب إحصائيات العام الجاري (2024/ 2025)، فقد بلغ العدد الإجمالي للمقاعد الدراسية بمؤسسات التعليم العالي الحكومية والبعثات الداخلية، والمنح المقدّمة من القطاع الخاص للدراسة في مؤسسات التعليم العالي الخاصة، والبعثات الخارجية ومنح الدول الشقيقة، نحو 32625 مقعدًا دراسيًا؛ منها 20449 مقعدًا دراسيًا بمؤسسات التعليم العالي الحكومية، و11573 بعثة ومنحة داخلية، و603 بعثاتٍ ومِنَحٍ خارجية.
أما أسباب انخفاض البعثات الخارجية الحاد من 1643 بعثة خارجية في عام 2016 إلى 603 بعثات ومنح فقط في عام 2024؛ فهي مثيرة للتساؤلات، وفي عام 2016 أشارت وزيرة التعليم العالي السابقة بوضوح في جلسة لمجلس الشورى، حين جرى النقاش حول الأوضاع الاقتصادية في ذلك الوقت- نتيجة لانخفاض أسعار النفط- إلى أنه لا مساس بالبعثات، وأن مجلس التعليم (سابقًا) أقرَّ آليةً للإبقاء على أعداد المقاعد الدراسية الحكومية والبعثات الداخلية والخارجية لخريجي دبلوم التعليم العالي. لكن يبدو أنَّ آلية "الإبقاء" تلاشت في السنوات الماضية، فيما يتعلق بالبعثات الخارجية، وقد شهدت أسعار النفط تقلبات خلال الفترة من 2016 إلى 2024، لكنها الآن في ارتفاع ووصلت لما يُقارِب 82 دولارًا خلال عامي 2023 و2024. ويبدو أنَّ الوزارة ما تزال تُبرر تراجع عدد البعثات بالتحديات الاقتصادية.
أما التساؤل الخامس فيتعلَّق بالبعثات الخارجية للدراسات العليا التخصصية، والذي هو الآخر تم ربطه بالأوضاع الاقتصادية المرتبطة بأسعار النفط، وقد أصبح هذا البرنامج حلمًا جميلًا بثَّ التفاؤل والأمل لكل من لم تُسعفه الظروف في الحصول على فرصة ملائمة في الدراسات الجامعية الأولى، وكأن أبناءنا لم يكونوا يستحقون استمرار هذه الفرصة التي تساوى فيها الجميع، وتميزوا فقط بجهدهم وإمكانياتهم الفردية. وهذا يقودنا إلى التساؤل الأخير عن طلبتنا العُمانيين المجيدين في الدول الأجنبية، والذين حققوا نجاحات مُلفتة ومميزة في مرحلة الدراسات الجامعية الأولى؛ بل وتفوقوا فيها على أقرانهم من الطلبة الدوليين وعلى مستوى الكليات التي يدرسون بها وبلغات أجنبية، دون أي تُقدِّم لهم وزارة التعليم العالي أي فرصة ولو منحة جزئية لمواصلة تميزهم وتفوقهم عبر الدراسات العليا.
في الختام.. نرى أن نظام القبول الجامعي الحالي في سلطنة عُمان يحتاج إلى مراجعة شاملة لضمان تحقيق الأهداف المعلنة للتعليم العالي، وهذه دعوة للاستثمار في أبنائنا على المدى الطويل، ويجب أن يتم التركيز على تقديم فرص تعليمية تتناسب مع مؤهلات الطلبة ورغباتهم وما يحقق العدالة لهم، بعد شوط طويل من الدراسة النظامية، وفي ذات الوقت هناك مطالبة مُلحَّة لتعزيز جودة التعليم في مؤسسات التعليم العالي المحلية لتكون قادرة على المنافسة إقليميًا وعالميًا.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
التعليم العالي تمنح تراخيص لـ 16 مؤسسة تعليم عالٍ في دبي
«الخليج» - "وام"
دبي - وام
أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالتعاون مع هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي منح التراخيص المؤسسية لـ 16 مؤسسة تعليم عالٍ في دبي، تشمل المؤسسات العاملة في المناطق الحرة بالإمارة في خطوة تعزز تحقيق مستهدفات برنامج تصفير البيروقراطية الحكومية.
وقال أحمد إبراهيم السعدي، وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي المساعد لقطاع عمليات التعليم العالي بالإنابة: إن هذه التراخيص تأتي ضمن جهود الوزارة لتوحيد إجراءات ترخيص مؤسسات التعليم العالي، بالتعاون مع الجهات التعليمية المحلية.
وأكد أن هذه الخطوة تهدف لتبسيط الإجراءات وتقليص الزمن اللازم لإتمام عملية الترخيص، بما يتناسب مع مستهدفات برنامج تصفير البيروقراطية الحكومية.
وأضاف السعدي أن هذه القرارات ثمرة اتفاقية التعاون الاستراتيجية بين الوزارة وهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، وتهدف لتعزيز بيئة تعليمية جاذبة، قادرة على استقطاب المؤسسات التعليمية الدولية المرموقة، ما يسهم في تعزيز تنافسية الدولة عالمياً في قطاع التعليم العالي.
من جانبه، أكد الدكتور وافي داوود، المدير التنفيذي لقطاع الاستراتيجية والكفاءة المؤسسية في هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، أن منح الترخيص لـ 16 فرعاً لجامعات دولية يمثل خطوة مهمة في إطار التعاون مع وزارة التعليم العالي وهذا يعزز قدرة دبي على تلبية معايير السرعة والكفاءة في قطاع التعليم، تماشياً مع استراتيجية التعليم 2033 التي تهدف لترسيخ مكانة دبي وجهة رائدة للتعليم على مستوى العالم، وجذب المزيد من الطلاب الدوليين والتربويين، واستقطاب مؤسسات التعليم العالي الدولية.
وأوضح أن ذلك سيمكِّن الطلبة المنتسبين إلى هذه المؤسسات من الاستفادة من تصديقات الوزارة على الشهادات وكشوف الدرجات والمستندات الأخرى، وتؤكد هذه التراخيص اعتراف الوزارة بالشهادات الصادرة عن هذه المؤسسات التعليمية.
شملت قائمة المؤسسات التي حصلت على التراخيص الجديدة جامعة كيرتن الأسترالية، معهد إسمود الفرنسي، وجامعة ميدلسكس دبي البريطانية، وجامعة مردوك دبي الأسترالية، وجامعة برادفورد البريطانية، ومعهد بيرلا للتكنولوجيا من الهند، وجامعة ديمونتفورت البريطانية، وكلية هولت للأعمال الدولية الأمريكية، وجامعة لويس الإيطالية، ومانيبال أكاديمي الهندية، وكلية اس اي ايه الأسترالية، والجامعة الأوروبية الألمانية، وكلية سكيما الفرنسية، وجامعة جورجتاون الأمريكية، والكلية العليا للتجارة الفرنسية، وجامعة مانشستر البريطانية.