شدد مؤرخ الكنيسة والبابوية جيوفاني ماريا فيان، على عدم قدرة أي بابا صاحب سيادة في المستقبل من ممارسة سلطته كما فعل بابا الفاتيكان الحالي  البابا فرنسيس، وذلك خلال مقابلة أجرتها معه مجلة "لوبوان" الفرنسية حول كتاب جديد له عن "الكرسي الرسولي"، من المتوقع أن يصدر خلال أيام قليلة.

ولفتت المجلة الفرنسية، إلى فيان وهو المدير السابق للجريدة اليومية الرسمية للفاتيكان، يعد واحد من أفضل خبراء الفاتيكان، موضحة أنه كتابه الجديد غاص في قلب بابويتي بنديكت السادس عشر وفرانسيس، من منظور تاريخ المسيحية الطويل.



وقال الكاتب الإيطالي ردا على سؤال المجلة حول ما إذا كان عنوان كتابه الجديد "البابا الأخير" الذي يشير به إلى فرنسيس، يعتبر عنوانا استفزازيا، إنه "ملاحظة نهاية حقبة".

وأضاف أن "بنديكتوس السادس عشر، توقع هذا بالفعل في عام 2016 وقال: لم أعد أنتمي إلى العالم القديم، لكن في الواقع العالم الجديد لم يبدأ بعد".


وأشار إلى أن "فرانسيس هو بلا شك آخر الباباوات السياديين كما عرفناهم على مدى القرنين الماضيين. ومعه بلغت البابوية ذروة ممارسة سلطتها منذ تأكيد العصمة البابوية. يعود تاريخ هذه العقيدة إلى عام 1870، عندما فقد البابا دولته. ومثلما لم يفعل أي من أسلافه، أعلن فرانسيس أولويته من خلال إعادة التأكيد على سيادة البابا من أجل التغلب على المعارضة الداخلية في الكنيسة"

و"الأكثر من ذلك، في القانون الأساسي الأخير للفاتيكان، والذي يعود تاريخه إلى عام 2023، يؤكد أن سلطته الزمنية تأتي من حقيقة أنه خليفة الرسول بطرس. ولم يسبق لأي بابا أن استمد سلطته كرئيس للدولة من منصبه كأسقف لروما. وبذلك يؤكد الفاتيكان أنه دولة دينية"، وفقا للكاتب الإيطالي.

واعتبر فيان، أن "البابا فرانسيس يمارس سلطته بسلطة كبيرة، وحتى باستبدادية، إلا أنه يحمل صورة البابا المتواضع ويقدم نفسه على هذا النحو. لكنه في الواقع، يمارس سلطته بالكثير من الاستبدادية. وهكذا يطرح على طاولة عمل المجمع المسائل التي سبق أن قررها مسبقاً. على سبيل المثال، يدعو إلى النقاش حول الشماسية النسائية أو عزوبة الكهنة، مع التأكيد على أنه لن يتغير شيء معه"

وشدد على أن البابا فرانسيس "أقل كثير من تقاسم السلطة"، مشيرا إلى أن "روما حاولت دائما الحفاظ على الجدلية بين الأداء الملكي والزمالة الضرورية. تم كسر هذا التوازن مع فرانسيس. فهو لا يفتح أي نقاش حقيقي، خاصة في مجال أخلاقيات علم الأحياء".


وأجاب الكاتب الإيطالي على سؤال حول ما إذا كان فرانسيس سيظل محافظا بشأن هذه الأخلاقيات، بالقول إنه "على الرغم من أنه مرحب به للغاية ويعرف أن الولايات لن تجعل قوانينها تتماشى مع الأخلاق الكاثوليكية، إلا أنه ضد الإجهاض، وضد القتل الرحيم، وضد الأيديولوجية المتعلقة بالجنسين. إنه بابا تقليدي إلى حد ما".

وأشار في معرض حديثه عن مثال على وجهة نظره التقليدية تجاه الكاثوليكية، إلى أن فرانسيس "يتحدث عن الشيطان كثيرا"، لافتا إلى أن "وسائل الإعلام لا تنشر حديثه عن الشيطان لأنه لا يتناسب مع الصورة النمطية التي ننشرها عن البابا المعاصر".

واعتبر الكاتب، أن بابا الفاتيكان "ينظر إلى العالم وكأنه ينظر إلى أمريكا اللاتينية. وبالتالي، فهو لا يتعاطف مع الولايات المتحدة، التي يُنظر إليها على أنها قوة استعمارية. وهو يدعي أن أوكرانيا تتعرض للاستشهاد، لكنه لم يذكر مطلقا اسم المعتدي الروسي".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية بابا الفاتيكان فرانسيس روما روما بابا الفاتيكان فرانسيس سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى أن

إقرأ أيضاً:

ذعر وغضب.. هل تم المساس بأحجار هرم خوفو؟| خبير أثري يجيب

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي انتشار فيديو مثير للجدل يظهر أعمال تكسير في محيط هرم خوفو، أحد أهم معالم التراث العالمي، أثار الفيديو موجة من الانتقادات والتساؤلات حول تأثير هذه الأعمال على سلامة الهرم، ومدى الالتزام بالمعايير الدولية في صيانة المواقع الأثرية. 

حقيقة الفيديو المنتشر لتكسير هرم خوفو 

قال دكتور مجدي شاكر كبير الآثريين الفيديو المنتشر سئ جدا، وكان يجب اتخاذ إجراءات دقيقة ومنظمة عند تنفيذ أي أعمال صيانة أو تعديل في منطقة الأهرامات، خاصة أنها جزء من قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، حيث أن إلى أن غياب الحواجز والإشارات التوضيحية اللازمة أثار استياءً كبيرًا، أكد أن مثل هذه الأعمال تستوجب إقامة شرائط بلاستيكية تحذيرية حول مواقع العمل، مع وضع لوحات تشرح تفاصيل المشروع لضمان الشفافية وتجنب أي سوء فهم مثل الذي حدث. 

دوريس ليسينج.. أكبر حاصلة على جائزة نوبل للأدب وزارة الثقافة تحتفل بصدور كتاب "نهضة إفريقيا الزراعية"

واستطرد كبير الأثريين أن أعمال التكسير التي ظهرت في الفيديو لم تؤثر على سلامة هيكل هرم خوفو نفسه، فنحن  نتحدث عن هرم مكوّن من أكثر من مليونين وثلاثمائة ألف قطعة حجر، والفتحة التي ظهرت في الفيديو لا تؤثر على سلامة الهيكل إطلاقًا، فالكابلات الموجودة حاليًا تم تركيبها قبل نحو عشر سنوات وكانوا يقومون بتغيرها، ويظهر في الفيديو اثناء التكسير مونة سوداء دليل على وجود اسمنت اسود  الذي كان يُسمح باستخدامه حينها، لكن معايير الصيانة الحالية تتطلب استخدام مواد متوافقة مع البيئة، تسمح للأحجار بالتنفس وتحافظ على شكلها ومظهرها.

 

وأضاف: تُعد منطقة الأهرامات جزءًا من جبانة منف المسجلة ضمن مواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو وتشرف عليها تتابع أي أعمال تتم في هذه المناطق بدقة، وقد تتخذ إجراءات صارمة مثل توجيه إنذارات للدولة المعنية إذا رصدت أي انتهاكات.

 

مقالات مشابهة

  • المركز الثقافى الأرثوذكسى يهنئ البابا تواضروس بذكرى تجليسه
  • بابا الفاتيكان: الحملة العسكرية (الإسرائيلية) في غزة تشكل إبادة جماعية للشعب الفلسطيني
  • ‏السفارة الإسرائيلية لدى الفاتيكان تستنكر تصريحات البابا بشأن الإبادة الجماعية في غزة
  • ذعر وغضب.. هل تم المساس بأحجار هرم خوفو؟| خبير أثري يجيب
  • بابا الفاتيكان: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة
  • بابا الفاتيكان يقترح التحقيق في جرائم الإبادة الجماعية بغزة
  • بابا الفاتيكان يدعو للتحقيق مع إسرائيل بتهمة “الإبادة الجماعية”
  • بابا الفاتيكان يصف الحرب على غزة بأنها تحمل خصائص الإبادة الجماعية
  • بابا الفاتيكان يدعو إلى تحقيق في جرائم الإبادة الجماعية الإسرائيلية بغزة
  • ذكرى رحيل القديس فيلكس بابا روما العاشر