عربي21:
2024-09-19@00:00:38 GMT

هذا ما أعنيه من مفهوم الكيان السني في سوريا

تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT

أثار مصطلح الكيان السني في سوريا، الذي كررته مؤخرا، حفيظةَ البعض، دون أن يُجهد نفسه هذا البعض مؤونة الاطلاع على فقرة واحدة من فقرات حديثي في ندوة عُقدت في المركز الثقافي في إدلب، فللأسف الشديد الكثير يحاكمك على شخصيتك وربما على ما يُضمره لك من تحليل لشخصيتك، ولو كان بعيدا كل البعد عمّا قلته وقصدته، فضلا عن قراءة عملية متكاملة لما تقصده.



لم تكن المشكلة غالبا فيما يقوله الشخص، وإنما كانت المشكلة في الغالب في فهم الطرف الآخر لما يقال، وأنا الذي دعوت وأصررت على توحيد الأمة في كل خطاباتي منذ انضمامي للحركة الإسلامية خلال فترة شبابي، أجد أن بعضهم اليوم يسعى للاصطياد في المياه الصافية النظيفة، ولو كان متيقنا من أنه لن يعثر على شيء فيها.

مصطلح الكيان السني الذي أطلقته، للمرة المائة قصدت به دون أي خوف أو وجل أو جبن، العصبوية السنية التي نستطيع أن نشدُّ بها عصب الثورة في مواجهة عصابات طائفية منفلتة، ودول مارقة عن كل شيء، ولم أقصد به أبدا الكيان الجغرافي التقسيمي التجزيئي، الذي فهمه البعض ويصر على فهمه السقيم، ولكن للأسف ما يزال هذا البعض يصر على فهمه السقيم، فليس هناك من يجهل أن وقود الثورة السورية لـ13 عاما كان ولا يزال من السُنّة، الذين دفعوا أثمانا باهظة وفادحة، ممثلة بمليون شهيد ونصف مليون معتقل و14 مليون مهجر، وتدمير حواضر السنة، ولا يزال قادة الاحتلال الإيراني يتشدقون ويصرخون ويتبجحون بالطائفية، مصطلح الكيان السني الذي أطلقته، للمرة المائة قصدت به دون أي خوف أو وجل أو جبن، العصبوية السنية التي نستطيع أن نشدُّ بها عصب الثورة في مواجهة عصابات طائفية منفلتة، ودول مارقة عن كل شيء، ولم أقصد به أبدا الكيان الجغرافي التقسيمي التجزيئيويجيّشون كل حثالات الأرض الطائفية لسحق الشام وتدميرها وتشريد أهلها، فهل إن أطلق مثقف مثلي ناقوس خطر بضرورة العصبوية السنية، ويشد أزر المرابطين والمقاتلين في مواجهة عقيدة طائفية باطنية مجرمة، يدفع بها السكين عن رقبته، يُتهم ويُنال منه!

ما زلت أتذكر مؤتمرا صحافيا للسفير الأمريكي السابق في أفغانستان أواخر التسعينيات، حين سأله صحافي باكستاني: كيف لأمريكا أن تدعم زعيم الحزب الإسلامي الأفغاني قلب الدين حكمتيار، وهو حزب متطرف؟ فردّ عليه السفير الأمريكي يومها بقوله: "إن عقيدة وأيديولوجية شيوعية لا يمكن دحرها إلّا بعقيدة إسلامية متشددة أقوى منها". ونحن هنا حين ندعو إلى العصبوية السياسية السنية، ندعو إلى عقيدة أقوى من الأيديولوجية الصفوية الطائفية، من أجل دفع السكين عن البقية الباقية من أهل السنة المهددين بالقتل والتشريد، بعد تصريحات المرشد ورئيسه ووزير خارجية إيران عن المعركة مع الحسينية واليزيدية، وعلى العراق أن يختار بين الحسين ويزيد.

مرة أخرى المقصود بالكيان السني هو العصبوية السنية التي دعا إليها ابن خلدون، وكل دارس علوم سياسية يعرف تماما أن لكل دولة عصبوية خاصة بها، وقد تسمت دول بأسماء عائلات وشرائح كما لا يخفى، ولا يزال من يحضر صلاة الجمعة في تركيا يسمع الدعاء بأن يحفظ الله الأناضول ولم تشكُ يوما المناطق التركية الأخرى من التقسيم، الذي يتخوف منه البعض اليوم من إطلاق الكيان السني العصبوي، ومن قبل قال النبي عليه الصلاة والسلام الأئمة من قريش، ولم ينقل من عشائر العرب وقبائلهم، أنه جرى تهميشها أو إقصاؤها بهذا الحديث، فالعاقل يدرك تماما أن ثمة عصبوية لكل بلد، وقد ثبت أن العصبوية الوحيدة للثورة السورية هي العصبوية السنية التي دافعت وقاتلت، ولا تزال مستعدة لدفع الثمن، والحفاظ على الثورة، ولذا فهي المؤتمن الوحيد عليها.

وينبغي التذكير بأن قرى مسيحية ودرزية وقرى شيعية عاشت مئات السنين وسط بحر سني في الشمال السوري، لم يتم التعرض لها، إلّا حين أقدمت القرى الشيعية كالفوعة وكفريا على استجلاب الاحتلالات الأجنبية والمليشيات الطائفية لقتل أهل السنة وتشريدهم، لكل دولة خطابات متعددة، فخطاب السلم يختلف عن خطاب الحرب، وما زلنا نتذكر خطاب بوش أول حرب العراق حين أطلق مصطلح الحرب الصليبية، وهو الذي لم يتعرض لواحد بالألف مما تتعرض له سوريا والسوريون، والأمر نفسه ينطبق على المحتل الإيراني والروسيفمشكلتنا لم تكن يوما مع طوائف، إنما مشكلتنا مع القتلة من هذه الطوائف.

أخيرا لكل دولة خطابات متعددة، فخطاب السلم يختلف عن خطاب الحرب، وما زلنا نتذكر خطاب بوش أول حرب العراق حين أطلق مصطلح الحرب الصليبية، وهو الذي لم يتعرض لواحد بالألف مما تتعرض له سوريا والسوريون، والأمر نفسه ينطبق على المحتل الإيراني والروسي، ولذا فإن خطابي وقت إبادة السنة سيختلف تماما حين يتم رفع السكين عن رقبتي.

أتفهم مصالح البعض وجبنه وخوفه وخشيته من الجرأة على قول الحق، والنطق بما أؤمن به، وما زلت أعرف كثيرا من النخب يقولون في الغرف المغلقة أكثر مما أقول به، ولكنهم يقولون لي: "لا نجرؤ على النطق بما تقوله"، فلكل حساباته، أما الشعب السوري فحساباته مع الولاء السني الذي ينبغي أن يشد عصبه ويشد ثورته إليها قبل أن تقع سربنيتسات، وحموات وتدمرات وحمصات وقصيرات جديدة..

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه سوريا الطائفية سوريا الطائفية السن ة مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة من هنا وهناك صحافة سياسة رياضة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

جي 42: الاستثمار العالمي في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي لا يزال قوياً

كشف تقرير لمجموعة "جي 42" أن الاستثمار العالمي في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي لا يزال قوياً.

ويستكشف تقرير المجموعة بعنوان "الأنظمة البيئية للذكاء الاصطناعي السيادي: التنقل عبر البنية التحتية العالمية للذكاء الاصطناعي وحوكمة البيانات" بالشراكة مع قسم الأبحاث والتحليل في "بوليتيكو"، القضايا الملحة لفهم التطوير الاستراتيجي للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي، والحوكمة القوية للبيانات، ويرسم خريطة للمشهد التشريعي العالمي، ويحلل تأثير أطر حوكمة البيانات على البنية التحتية المادية للذكاء الاصطناعي، ويسلط الضوء على دور مراكز البيانات وأجهزة الكمبيوتر العملاقة.
ويقدم التقرير رؤى قيمة لكيفية تعامل الدول مع البيئة التنظيمية المعقدة، وضمان الامتثال مع تعزيز الابتكار، حيث يعد فهم هذه العناصر وإدارتها بشكل استراتيجي أمراً بالغ الأهمية للدول لدفع الاستقرار الاقتصادي والتقدم التكنولوجي في عالم رقمي مترابط بشكل متزايد. سيادة البيانات

وحسب التقرير، تؤثر اللوائح العالمية مثل GDPR وCSL وCLOUD Act بشكل كبير على تطوير الذكاء الاصطناعي وسيادة البيانات، وتشكيل توطين مراكز البيانات، والامتثال التشغيلي، وتدفقات البيانات الدولية.
وأوضح التقرير أنه رغم تعقيد قوانين سيادة البيانات المتنوعة، فإن الاستثمار العالمي في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي لا يزال قوياً، مع سعي الاستثمارات لمواكبة الطلب المتزايد على تخزين البيانات ومعالجتها.
ولفت التقرير إلى أن الشركات تعمل بشكل متزايد على تكييف استراتيجياتها في الذكاء الاصطناعي للامتثال لقوانين حوكمة البيانات الإقليمية، ما يؤدي إلى بناء المزيد من مراكز البيانات المحلية ،وتطوير حلول مبتكرة لإدارتها ضمن الأطر القانونية، مشيراً إلى أن توحيد معايير حوكمة البيانات عبر المناطق يطرح تحديات وفرصاً في نفس الوقت، ما يشجع التعاون الدولي لإرساء مبادئ مشتركة مثل السلامة والأمن والثقة.

حلول  آمنة

وقال كيريل إفتيموف، المدير التنفيذي للتكنولوجيا في مجموعة "جي 42"، إن نتائج التقرير تسلط الضوء على الدور المحوري للبنية التحتية السحابية السيادية في تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن "جي 42" في طليعة هذه التحولات، حيث تقدم حلولاً سحابية آمنة، ومتوافقة وقابلة للتوسع تتماشى مع قوانين سيادة البيانات الوطنية.
من جانبه، قال حسن النقبي، الرئيس التنفيذي لشركة "خزنَة" لـ"جي 42": "مع تزايد تركيز الأولويات الوطنية على السيادة الرقمية، لم يكن دور مراكز البيانات في توفير البنية التحتية الآمنة والمحلية أكثر أهمية من أي وقت مضى، في خزنَة، نحن ملتزمون بتوسيع قدراتنا لتلبية المتطلبات المتطورة للاقتصادات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، وضمان دعم بنيتنا التحتية أعلى معايير الأمان والكفاءة التشغيلية، والامتثال للأطر الحكومية المحلية والمعايير الدولية".

مقالات مشابهة

  • مجلس الشورى يدين العدوان السيبراني الذي نفذه الكيان الصهيوني على لبنان
  • جي 42: الاستثمار العالمي في البنية التحتية لـAI لا يزال قويا
  • «جي 42»: الاستثمار العالمي في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي لا يزال قوياً
  • جي 42: الاستثمار العالمي في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي لا يزال قوياً
  • بعد طائرة “يافا”.. ما الذي حمله الصاروخ اليمني إلى قلب الكيان؟
  • بعد طائرة “يافا”.. ما الذي حمله الصاروخ اليمني إلى قلب الكيان؟
  • «حزب الله» يشيد بالهجوم الصاروخي النوعي لأنصار الله الذي كشف «وهن الكيان وضعفه»
  • المفتي عبدالله: المقاومة سر بقاء لبنان
  • عادل عصام الدين: يظل الهلال هو الهلال اللي يخوف ولا يزال متقدم ع الاتحاد .. فيديو