إعصار «بيبينكا» يصل الصين ويضرب مدينة شانجهاي
تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT
أعلن مرصد شانجهاي المركزي للأرصاد الجوية، اليوم الاثنين، وصول الإعصار بيبينكا، وهو الإعصار الـ13 لهذا العام، إلى اليابسة في شانغهاي، وبلغت السرعة القصوى للرياح بالقرب من مركزه 42 مترا في الثانية إلى الشاطئ في منطقة لينقانج بحي بودونج.
وذكرت وكالة الأنباء الصينية شينخوا أن بيبينكا، الذي يعتبر أقوى إعصار يضرب شانجهاي منذ 75 عاما، قد تسبب في هبوب رياح شديدة وهطول أمطار غزيرة على المدينة، كما أظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي أشجارا اقتلعت وأعمدة إنارة سقطت جراء الإعصار.
وقال تانج جيه نائب رئيس معهد شانجهاي للأعاصير التابع لهيئة الأرصاد الجوية الصينية إن التأثير الأكبر للإعصار قد يأتي بعد هبوطه، موضحا أن قوة الرياح والأمطار ستشتد مساء اليوم.
وفي السياق، حذرت وزارة الموارد المائية الصينية من أن بعض الأنهار في الجزءين الشرقي والأوسط من البلاد قد تشهد فيضانات تتجاوز مستويات التحذير عقب هبوط الإعصار بيبينكا إلى اليابسة في شانجهاي، مضيفة أنه في الفترة من اليوم وحتى الغد، قد تتعرض الأنهار المحيطة ببحيرة تايهو وبعض الأنهار الصغيرة ومتوسطة الحجم في مقاطعات، جيانجسو وتشجيانج وآنهوي وخنان، لفيضانات تتجاوز مستويات التحذير.
وكان بيبينكا قد أدى إلى إلغاء رحلات جوية فوق شانغهاي وتعليق عمليات عبارات الركاب في المدينة، كما علقت محطة سكة حديد شانجهاي قطارات الركاب على عدة طرق تمر عبر المدينة من الأحد إلى الاثنين.
اقرأ أيضاًوصول الإعصار «بيبينكا» إلى اليابسة في شانغهاي
إعصار بيبينكا يقترب من جزيرة «إمامي» في اليابان
ارتفاع عدد ضحايا إعصار «ياجي» في فيتنام إلى 14 قتيلًا
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الإعصار بيبينكا بيبينكا شانجهاي
إقرأ أيضاً:
سامح قاسم يكتب | مجدي أحمد علي.. عينٌ على المدينة وقدمٌ في الحلم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ليس من السهل أن تقف في منتصف الحكاية، أن تتأمل النهر دون أن تغرق فيه أو تبتعد عنه. مجدي أحمد علي، المخرج الذي لم يأتِ من الحكاية، بل جاء من أطرافها، من شوارع ضيّقة في مدينة تعج بالمفارقات، ومن أصوات النساء اللواتي يُخفين وجوههن في الأحياء الشعبية، ومن عيون الرجال الذين فقدوا البوصلة في زمن مشوَّه. في كل فيلم يوقعه مجدي، تشعر أنه لا يخرج من العدم، بل ينبعث من طبقات دفينة في الوعي الجمعي، ومن أرشيف روحي لا تزال فيه الجراح تنزف.
ولد مجدي في صخب القاهرة، وعاش على تخوم الحلم القومي والسقوط الاجتماعي. درس الصيدلة أولًا، وكأن القدر شاء أن يجعله يعرف معنى المداواة قبل أن يجرحه الفن، لكنه ما لبث أن انحاز إلى المعهد العالي للسينما، متّبعًا صوتًا داخليًا لا يمكن إسكاتُه. وهناك، بدأ في شق طريقه ببطء وصدق، بعيدًا عن بهرجة الضوء، قريبًا من قلب الواقع.
لكن مجدي ليس مخرجًا فقط، بل هو ناسك سينمائي؛ يكتب ويخرج وكأنه يفتح أبواب بيت قديم يسكنه الحنين والغضب. في فيلمه الأول "يا دنيا يا غرامي"، لا يستعرض المجد بقدر ما يستعرض المأساة اليومية للمرأة المصرية التي تُجلد في صمت. تلك النبرة، النابعة من تعاطف حقيقي، ظلت ترافقه في أفلامه التالية، كـ"خلطة فوزية" و"أسرار البنات"، حيث الكاميرا ليست عينًا عُليا تحكم، بل رفيق درب يحاول أن يفهم.
يملك مجدي قدرة فريدة على الإنصات. أفلامه لا تصرخ، بل تهمس. وفي الهمس، غالبًا ما يُقال كل شيء. خذ مثلًا "عصافير النيل"، المأخوذ عن رواية إبراهيم أصلان، ستجد فيه تأملًا طويلًا في الإنسان الذي يعيش على حافة الانطفاء. لا بطولة هنا، بل هشاشة. لا صراع خارجي، بل داخل روح باردة تبحث عن شيء يشبه الحياة.
أما فيلم "مولانا"، فكان بمثابة منعطف. ليس لأنه يقترب من موضوعات شائكة كالدين والسياسة فحسب، بل لأنه يعلن بوضوح عن شجاعة مجدي في اقتحام المسكوت عنه، دون أن يفقد رهافته. الشيخ في الفيلم ليس مجرد رمز، بل هو رجل ممزق بين الميكروفون والمحراب، بين الإيمان واللعبة الكبرى.
وفي "2 طلعت حرب"، يصل مجدي إلى ذروة رمزيته، إذ تتحول الشقة المطلة على الميدان إلى مسرح مغلق لتاريخ وطن بحاله. أربعة مشاهد، أربعة أزمنة، أربعة وجوه للخذلان. هنا، لم تعد السينما مرآة للواقع، بل صدى لما لم يُقَل بعد. الحكايات ليست متجاورة فحسب، بل متورطة في بعضها، كما هو حال التاريخ عندما يُعاد تدويره في غرف مغلقة.
لكن ما يُميز مجدي أحمد علي، بعيدًا عن مُنجزه السينمائي، هو حضوره الخافت والمستمر في المشهد الثقافي. لا يُكثر من الظهور، لكنه حين يتكلم، يضع إصبعه على الجرح دون تردد. لا يسعى إلى النجومية، بل إلى بناء أرشيف سينمائي مقاوم للنسيان، أرشيف يحاول فيه كل فيلم أن يستبقي لحظة ما من الصدق قبل أن تبتلعها الموجة.
أخيرًا، لا يمكن الحديث عن مجدي دون التوقف عند ابنه أحمد مجدي، الذي ورث الفن بروحه لا بألقه. من السهل أن ترى بين الاثنين جسرًا غير مرئي، مبنيًا على احترام الحكاية والانحياز إلى الإنسان العادي، إلى الذين لا يملكون أصواتًا ولكنهم يملكون وجوهًا لا تُنسى.
في زمن السينما التي تحاول أن تُرضي الجميع، يظل مجدي أحمد علي مخرجًا لا يهمّه أن يُرضي أحدًا سوى وعيه وضميره. ولذلك تحديدًا، تظل أفلامه شاهدة على عصر، لا بوقًا له.