جامعة الناصر تقيم فعالية احتفاءً بذكرى المولد النبوي الشريف
تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT
الثورة نت|
شارك عضو المجلس السياسي الأعلى الدكتور عبد العزيز صالح بن حبتور، في الفعالية التي أقامتها جامعة الناصر احتفاءً بذكرى المولد النبوي الشريف وتدشين معرض الصيدلي المنتج الرابع.
وألقى عضو المجلس السياسي الأعلى كلمة بالمناسبة أشار في مستهلها إلى أهمية هذه الفعالية التي توجت الاحتفالات الواسعة التي شهدتها العاصمة صنعاء والمحافظات بذكرى المولد النبوي.
وأكد أن الاحتفاء بهذه الذكرى العطرة كان وسيظل جزءا من الهوية الإيمانية، حيث كان جميع أبناء اليمن يحتفون بها على مدار قرون باستثناء عقود قليلة خفت فيها قليلا لتعود اليوم بهذا الألق وهذا التفاعل الكبير والمشرف لأبناء الشعب اليمني.
وتطرق الدكتور بن حبتور إلى الدور الخبيث الذي تقوم به الحركة الصهيونية وعبثها بالأمة العربية والإسلامية ومعتقداتها وتاريخها وبمقدساتها.. مبينا أن أحد آثار ذلك العبث والإجرام يتجلى من خلال الدمار والدماء وأشلاء الأطفال والنساء في قطاع غزة التي لم تعد تحرك في المسلمين ساكنا باستثناء القلة القليلة من أحرار هذه الأمة ومنهم أبناء الشعب اليمني الذين يعتصرهم الألم وهم يشاهدون جرائم العدو الصهيوني وانتهاكه للمحرمات والمقدسات.
وأشاد في هذا السياق بالعملية العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة ضد أحد الأهداف في “يافا” المحتلة يوم أمس والتي قدم اليمن عبرها صورة جديدة للتضامن العملي مع أشقائه الفلسطينيين، ولتؤكد أن لا الجغرافيا أو البحار أو الأجواء قادرة على منع الشعب اليمني من أداء واجبه.
ولفت إلى ما أحدثه الصاروخ اليمني من زلزال حقيقي في الجانبين الأمني والعسكري للعدو الصهيوني وفي نظرته ومواطنيه لمستقبلهم الاحتلالي والاستيطاني الذي لم يعد آمنا كما كانوا يتوقعون.
وأشار عضو السياسي الأعلى إلى أن الأمة الإسلامية بحاجة إلى فكر المقاومة والجهاد الذي يوجه المجتمع العربي والإسلامي إلى مقاومة المشروع الصهيوني الذي فرض على الأمة منذ أكثر من مائة عام.
وأشاد بمستوى التطور الذي تشهده جامعة الناصر، بما في ذلك انتاج طلابها أكثر من خمسة وعشرين منتجا دوائيا وصيدلانيا.. داعيا إلى تسجيل ذلك ضمن إنجازات العلوم في فترة الحصار والعدوان.
وحث المعنيين في كافة الجامعات اليمنية على الاهتمام بموضوع التوثيق لمجمل أنشطتها العلمية والبحثية والانتاجية.
من جانبه أشاد الدكتور صادق الشراجي في كلمة وزارة التربية والتعليم والبحث العلمي بمبادرة جامعة الناصر في تدشين معرض الصيدلي المنتج الرابع بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف.
واستعرض العلاقة الوثيقة التي تربط أهل اليمن برسول الله منذ فجر الإسلام، وكذا جوانب من حياته وسيرته العطرة وجهاده ومواقفه العظيمة.
من جانبه أكد رئيس الجامعة الدكتور عبدالله طاهش أن المعرض يعتبر الرابع الذى تقيمه الجامعة في إطار أنشطتها التي تركز على البحث العلمي وتنمية قدرات الطلبة.
وأشار إلى أن طلبة قسم الصيدلة تمكنوا من إنتاج 24 منتجا صيدلانيا تم تحضيرها في معامل كلية العلوم الطبية تحت إشراف أعضاء هيئة التدريس وبمواد عضوية وطبيعية محلية بعد إخضاعها للدراسة التجريبية.. مبينا أنه سيتم تخصيص ريع هذه المنتجات لصالح أمراض الثلاسيميا.
وأوضح أن إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف محطة لاستذكار سيرة النبي العطرة واستلهام الدروس والعبر منها لتعزيز روحية العمل والجهاد والمثابرة والمساهمة في بناء الوطن.
فيما أوضح مسؤول التعبئة علي الظاهري أن اليمن تصدر دول العالم في إحياء مناسبة المولد النبوي، وذلك ليس غريب على أهل اليمن الذين كانوا الحاضنة الأولى للإسلام وأول من احتفل بالنبي الكريم من خلال استقباله المشرف بالمدينة المنورة.
ولفت إلى أن الاحتفاء بالمولد النبوي يعبر عن الفرح والاجلال والتعظيم والتوقير للنبي الكريم وتعزيز الارتباط الوثيق بالله والقرآن والنبي الكريم.
وأكد الظاهري أن تعظيم نبي الإنسانية تعد من أهم أسباب النصر وتغيير وضع الأمة نحو الأفضل واستعادة عزتها وكرامتها ومجدها.
فيما أشار الطالب عمر العميسي في كلمة اللجنة التحضيرية إلى تزامن المعرض مع احتفالات الشعب اليمني بالمولد النبوي، واليوم العالمي للصيدلة.
تخللت الفعالية عروض وفقرات إنشادية، وتكريم الدكتور بن حبتور والدكتور الشراجي، وممثلي الشركات الدوائية.
إلى ذلك افتتح عضو السياسي الأعلى المعرض الصيدلي الرابع، واطلع على أجنحته وما يتضمنه من أصناف الأدوية ومستحضرات التجميل ومستلزمات النظافة.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: المولد النبوي الشريف المولد النبوی الشریف السیاسی الأعلى جامعة الناصر الشعب الیمنی
إقرأ أيضاً:
مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم (الحلقة 5)
فبراير 20, 2025آخر تحديث: فبراير 20, 2025
محمد الربيعي
بروفسور متمرس ومستشار علمي، جامعة دبلن
في قلب ولاية كاليفورنيا المشمسة، حيث تتراقص اضواء التكنولوجيا وتتلاقى عقول المبتكرين، تقبع جامعة ستانفورد، شامخة كمنارة للعلم والمعرفة. ليست مجرد جامعة، بل هي قصة نجاح ملهمة، بدات بحلم، وتحولت الى صرح عظيم، يضيء دروب الاجيال.
منذ سنوات خلت، تشكلت لدي قناعة راسخة بجودة جامعة ستانفورد، وذلك من خلال علاقات علمية بحثية مشتركة في مجال زراعة الخلايا. فقد لمست عن كثب تفاني علماء الجامعة وتميزهم، وشهدت انجازات علمية عظيمة تحققت بفضل هذا التعاون المثمر.
ولعل ما يزيد اعجابي بهذه الجامعة هو شعار قسم الهندسة الحيوية (الرابط المشترك بيننا) والذي يجسد رؤيتها الطموحة: “بينما نستخدم الهندسة كفرشاة، وعلم الاحياء كقماش رسم، تسعى الهندسة الحيوية في جامعة ستانفورد ليس فقط الى الفهم بل ايضا الى الابداع”. انه شعار ينم عن شغف اعضاء القسم بالابتكار وتطوير المعرفة، ويؤكد التزامهم بتجاوز حدود المالوف.
البداية: قصة حب ملهمة
تعود جذور هذه الجامعة العريقة الى قصة حب حزينة، ولكنها ملهمة. ففي عام 1885، فقد حاكم ولاية كاليفورنيا، ليلاند ستانفورد، وزوجته جين ابنهما الوحيد، ليلاند جونيور. وبدلا من الاستسلام للحزن، قررا تحويل محنتهما الى منحة، وانشا جامعة تحمل اسم ابنهما، لتكون منارة للعلم والمعرفة، ومصنعا للقادة والمبتكرين.
ستانفورد اليوم: صرح شامخ للابداع
تقف جامعة ستانفورد اليوم شامخة كواحدة من اعرق الجامعات العالمية، ومنارة ساطعة للابداع والابتكار. فهي تحتضن بين جدرانها نخبة من الاساتذة والباحثين المتميزين الذين يساهمون بشكل فعال في اثراء المعرفة الانسانية ودفع عجلة التقدم الى الامام. ولا يقتصر دور ستانفورد على تخريج العلماء والمهندسين المهرة، بل تسعى جاهدة ايضا الى تنمية مهارات ريادة الاعمال لدى طلابها، لتخريج قادة قادرين على احداث تغيير ايجابي في العالم.
ويعود الفضل في هذا التميز لعدة عوامل، لعل من ابرزها تبنيها لمفهوم الحريات الاكاديمية. وكما اجاب رئيس الجامعة على سؤال لماذا اصبحت ستانفورد جامعة من الطراز العالمي في غضون فترة قصيرة نسبيا من وجودها اجاب لان: “ستانفورد تكتنز الحرية الاكاديمية وتعتبرها روح الجامعة”. هذه الحرية الاكاديمية التي تمنح للاساتذة والباحثين والطلاب، هي التي تشجع على البحث العلمي والتفكير النقدي والتعبير عن الاراء بحرية، مما يخلق بيئة محفزة للابداع والابتكار.
من بين افذاذ ستانفورد، نذكر:
ويليام شوكلي: الفيزيائي العبقري الذي اخترع الترانزستور، تلك القطعة الصغيرة التي احدثت ثورة في عالم الالكترونيات، وجعلت الاجهزة الذكية التي نستخدمها اليوم ممكنة.
جون فون نيومان: عالم الرياضيات الفذ الذي قدم اسهامات جليلة في علوم الحاسوب، والفيزياء، والاقتصاد. لقد وضع الاسس النظرية للحوسبة الحديثة، وكان له دور كبير في تطوير القنبلة الذرية.
سالي رايد: لم تكن ستانفورد مجرد جامعة للرجال، بل كانت حاضنة للمواهب النسائية ايضا. من بين خريجاتها المتميزات، سالي رايد، اول امراة امريكية تصعد الى الفضاء، لتثبت للعالم ان المراة قادرة على تحقيق المستحيل.
سيرجي برين ولاري بيج: هذان الشابان الطموحان، التقيا في ستانفورد، ليؤسسا معا شركة كوكل، التي اصبحت محرك البحث الاكثر استخداما في العالم، وغيرت الطريقة التي نجمع بها المعلومات ونتفاعل مع العالم.
هؤلاء وغيرهم الكثير، هم نتاج عقول تفتحت في رحاب ستانفورد، وتشربت من علمها ومعرفتها، ليصبحوا قادة ومبتكرين، غيروا وجه العالم. انهم شهادة حية على ان ستانفورد ليست مجرد جامعة، بل هي منارة للعلم والمعرفة، ومصنع للاحلام.
وادي السيلكون: قصة نجاح مشتركة
تعتبر ستانفورد شريكا اساسيا في نجاح وادي السيلكون، الذي اصبح مركزا عالميا للتكنولوجيا والابتكار. فقد ساهمت الجامعة في تخريج العديد من رواد الاعمال الذين اسسوا شركات تكنولوجية عملاقة، غيرت وجه العالم. كما انشات ستانفورد حاضنات اعمال ومراكز ابحاث، لدعم الطلاب والباحثين وتحويل افكارهم الى واقع ملموس.
ولكن، كيف اصبحت ستانفورد شريكا اساسيا في هذا النجاح؟
الامر لا يتعلق فقط بتخريج رواد الاعمال، بل يتعدى ذلك الى عوامل اخرى، منها:
تشجيع الابتكار وريادة الاعمال: لم تكتف ستانفورد بتدريس العلوم والتكنولوجيا، بل عملت ايضا على غرس ثقافة الابتكار وريادة الاعمال في نفوس طلابها. وشجعتهم على تحويل افكارهم الى مشاريع واقعية، وقدمت لهم الدعم والتوجيه اللازمين لتحقيق ذلك.
توفير بيئة محفزة: لم تقتصر ستانفورد على توفير المعرفة النظرية، بل انشات ايضا بيئة محفزة للابتكار وريادة الاعمال. وشجعت على التواصل والتفاعل بين الطلاب والباحثين واعضاء هيئة التدريس، وتبادل الافكار والخبرات.
انشاء حاضنات الاعمال ومراكز الابحاث: لم تكتف ستانفورد بتخريج رواد الاعمال، بل انشات ايضا حاضنات اعمال ومراكز ابحاث، لتوفير الدعم المادي والمعنوي للطلاب والباحثين، ومساعدتهم على تحويل افكارهم الى شركات ناشئة ناجحة.
جذب الاستثمارات: لم تكتف ستانفورد بتوفير الدعم للطلاب والباحثين، بل عملت ايضا على جذب الاستثمارات الى وادي السيليكون، من خلال بناء علاقات قوية مع الشركات والمستثمرين، وعرض الافكار والمشاريع المبتكرة عليهم.
وبفضل هذه العوامل وغيرها، اصبحت ستانفورد شريكا اساسيا في نجاح وادي السيليكون، وساهمت في تحويله الى مركز عالمي للتكنولوجيا والابتكار.
ومن الامثلة على ذلك:
شركة غوغل: التي تاسست على يد اثنين من طلاب ستانفورد، وهما سيرجي برين ولاري بيج.
شركة ياهو: التي تاسست ايضا على يد اثنين من طلاب ستانفورد، وهما ديفيد فيلو وجيري يانغ.
شركة هيوليت-باكارد: التي تاسست على يد اثنين من خريجي ستانفورد، وهما ويليام هيوليت وديفيد باكارد.
هذه الشركات وغيرها الكثير، هي دليل على الدور الكبير الذي لعبته ستانفورد في نجاح وادي السيليكون، وتحويله الى مركز عالمي للتكنولوجيا والابتكار.
ستانفورد: اكثر من مجرد جامعة
ستانفورد ليست مجرد جامعة، بل هي مجتمع حيوي، يجمع بين الطلاب من جميع انحاء العالم، ليتبادلوا الافكار والخبرات، ويبنوا مستقبلا مشرقا لانفسهم ولوطنهم. كما انها مركز للبحث العلمي، حيث تجرى ابحاث رائدة في مختلف المجالات، تساهم في حل المشكلات العالمية، وتحسين حياة الناس.
الخلاصة: ستانفورد، قصة نجاح مستمرة
باختصار، جامعة ستانفورد هي قصة نجاح ملهمة، بدات بحلم، وتحولت الى واقع ملموس. انها صرح شامخ للعلم والمعرفة، ومصنع للقادة والمبتكرين، ومركز للابداع والابتكار. وستظل ستانفورد تلهم الاجيال القادمة، وتساهم في بناء مستقبل مشرق للانسانية جمعاء.