حافلات المدارس.. تحديات ومعاناة لا تنتهي
تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT
تواجه خدمة نقل الطلبة في بعض المدارس الحكومية تحديات متزايدة، حيث تبرز مشاكل نقص الحافلات في بعض المناطق، وعدم تنظيم نقاط التجمع والنزول، وقلة التأهيل في مجال قيادة هذه الحافلات، مما يؤثر سلبًا على سلامة الطلبة وراحتهم، إذ تعد خدمة نقل الطلبة ركيزة أساسية في تسهيل عملية التعليم.
"عمان" تابعت أبرز المشاكل التي تواجه أولياء أمور الطلبة في عملية نقل أبنائهم، والمقترحات والحلول التي تحسن من كفاءة النقل المدرسي.
التحديات والحلول
ويقول فهد بن إبراهيم الرويضي، ولي أمر: يواجه نظام نقل الطلبة في بعض المناطق تحديات متزايدة تستدعي تحسينات شاملة، من بينها تبرز بشكل واضح العشوائية في تصميم وتنسيق الحافلات المدرسية، حيث يفتقر العديد منها إلى التوحيد في الشكل أو اللون، مما يصعّب تمييزها عن الحافلات الأخرى، مما تؤثر على مستوى النظام والسلامة العامة التي يجب أن تتوافر في خدمة نقل الطلبة، إلى جانب ذلك، هناك تحدٍ يتمثل في نقص الحافلات الحكومية، وهو ما يزيد الضغط على النقل المدرسي، خاصة في ظل تزايد أعداد الطلبة، وهذه الفجوة تؤدي أحيانًا إلى التزاحم داخل الحافلات، مما يثير تساؤلات حول مدى الأمان في هذه الظروف، كما أنه من المشكلات الملحة عدم تنظيم مواقع الصعود والنزول، ففي كثير من الأحيان تكون هذه الأماكن مكتظة بالطلاب، مما يزيد من احتمالية وقوع الحوادث، والازدحام مما يجعل الوضع غير آمن، خاصة في أوقات خروج الطلبة من المدارس، وهناك حاجة ماسة لتحديد مناطق مخصصة بوضوح لهذه العملية لضمان أن تكون أكثر أمانًا وسلاسة، والحد من المخاطر المرتبطة بالتجمعات العشوائية، أما فيما يتعلق بالسائقين فالتحدي يكمن في الحاجة إلى مزيد من التدريب المتخصص، فقيادة الحافلات المدرسية تتطلب مهارات إضافية لضمان سلامة الطلبة، بما في ذلك القدرة على التعامل مع المواقف الطارئة وضبط النفس في المواقف الحرجة. ويفيد الرويضي بأن هذه الإجراءات ستعزز من جودة خدمة النقل المدرسي، وتحقق الأمان والراحة للطلبة وأولياء الأمور، ما يجعل تجربة التنقل اليومية أكثر إيجابية.
حافلات المعبيلة
ويفيد أحمد الراشدي، أحد أولياء أمور الطلبة بأن منطقة المعبيلة الجنوبية تعد من أكثر المناطق كثافة سكانية في ولاية السيب وتواجه تحديات الحافلات المدرسية؛ فمساحة المنطقة شاسعة والتحديات المرورية متزايدة، وقد تؤدي في بعض الأحيان إلى تأخر هذه الحافلات وهذا بدوره يجعل الطلبة يقضون وقتا طويلا بداخلها، مما قد يؤدي إلى تعبهم ونومهم، وربما نسيانهم فيها، خاصة بعد يوم دراسي شاق.
ويضيف الراشدي: مؤخرا تم فتح أكثر من 5 مدارس في المنطقة، وبالتالي تحتاج إلى زيادة في عدد عقود الحافلات المدرسية، ولكن للأسف لم نلحظ الزيادة المطلوبة بل كثرة أولياء الأمور ممن يقلون أبناءهم، ويزداد الوضع سوءًا مع مشكلة الاكتظاظ الشديد في الحافلات حيث إن أكثرها قديمة خاصة الكبيرة منها سعة ٥٠ طالبا، ويتجاوز عدد الطلبة سعة المقاعد المخصصة، وهذا يؤدي إلى اضطرار العديد منهم للوقوف، مما يعرضهم لخطر كبير في حال وقوع أي حادث أو عن التوقف المفاجئ، كما أن بعض سائقي الحافلات غير مؤهل وغير مدرب من ناحية السلامة في القيادة. ويضع الراشدي بعض الحلول منها إلزام السائقين بقوانين المدرسة وكل من يخالف يلغى عقد عمله، وتشديد الرقابة من قبل شرطة عمان السلطانية بإيقاف وغرامة كل حافلة تنقل طلبة أكثر من عدد المقاعد، وأن يتم فحص الحافلات من قبل المدرسة كل أسبوعين للتأكد من نظافتها وصلاحية تكييفها وأن لا تتعدى ١٠ سنوات من سنة الصنع، إضافة إلى عمل جهاز لعدد الطلبة الداخلين للحافلة وإظهار العدد أمام السائق، بحيث في حالة نسيان طالب فمن السهل معرفته.
مشرفون
ويوضح سامي بن راشد الرواحي، ولي أمر: يجب أن يكون قائدو الحافلات مؤهلين لقيادة الحافلات، فأغلبهم من فئة الشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم الـ25، ويغلب على معظمهم الرعونة في القيادة والشواهد كثيرة على ذلك، وبعضهم من فئة كبار السن، وعلى وزارة التربية والتعليم أن تحرص عند اختيار مثل هذه الفئات العمرية ضرورة اجتيازهم لدورات تدريبية وتثقيفية ووضع لوائح صارمة فيما يتعلق بالمحافظة على سلامة الطلاب، مشيرا إلى أن بعض الحافلات غير مهيأة تماما فيما يتعلق بالسلامة العامة من حيث عدم وجود وسائل تنبّه السائق لوجود طالب في وضع خطير يهدد سلامته، وبناء على ذلك يجب وضع مواصفات خاصة وصارمة على الحافلات، وعدم تسجيل أي حافلة من دون تلك المواصفات، هذا بخلاف اكتظاظ الحافلة بعدد كبير من الطلبة مما يؤدي لوقوف البعض منهم في الحافلة حتى وصولهم إلى منازلهم وذلك لعدم وجود كراسي فارغة، كما اقترح وجود مشرف أو مشرفة على غرار ما تقوم به المدارس الخاصة، فمشاكسات الطلبة ضد بعضهم بعضا لا تتوقف، وبوجود مشرف على الحافلة سيحد ذلك من هذه التجاوزات.
من جانبها تقول المعلمة زُلفى البلوشية من مدرسة كنوز المعرفة: وزارة التربية والتعليم الجهة المسؤولة عن وسائل النقل بناءً على تشكيلة المدارس في كل منطقة، حيث كل مدرسة تخدم المناطق والأحياء السكنية التي حولها، ولا تتم تغطية جميع المناطق لعدة أسباب من ضمنها أن أولياء الأمور ليسوا على دراية كافية بالمناطق والمواقع الصحيحة وقد تكون البيانات الأساسية في البوابة التعليمية ليست صحيحة، مشيرة إلى أن إدارات المدارس تواجه عدة مشكلات حول عملية نقل الطلبة، حيث إن الطالب بنفسه لا يعرف طريق المنزل أو نقاط التجمع المخصصة، وتحرص الوزارة والمدارس على راحة الطلبة وأولياء أمورهم من خلال وضع عدة إجراءات لتضمن التزام سائقي الحافلات بالقواعد المرورية وسلامة الطلاب فيوقّع سائق الحافلة عقداً مفروضًا من الوزارة، حيث يحتوي على بنود ونقاط شاملة بكل القواعد.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الحافلات المدرسیة نقل الطلبة فی بعض
إقرأ أيضاً:
جلسة حوارية لتعزيز جاهزية الطلبة لسوق العمل
نظمت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بالتعاون مع وزارة الموارد البشرية والتوطين وكليات التقنية العليا، جلسة حوارية بعنوان «تبادل أفضل الممارسات بين مؤسسات التعليم العالي».
وركزت الجلسة على سبل دعم جاهزية الطلبة لسوق العمل، بما ينسجم مع التزام دولة الإمارات بتعزيز التكامل بين مخرجات التعليم العالي ومتطلبات التوظيف. أقيمت الجلسة يوم الخميس الماضي في كليات التقنية العليا– مبنى بني ياس، أبوظبي وحضرها ممثلون عن جامعة الإمارات وجامعة زايد.
وأكد محمد المعلا وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أهمية تكامل جهود مؤسسات التعليم العالي من أجل بناء منظومة تعليمية متقدمة قادرة على مواكبة التغيرات المتواصلة في متطلبات سوق العمل، وأضاف: إن هذه الجلسة مثلت منصة مهمة لتبادل المعارف والخبرات بين الجامعات الاتحادية وتطوير نماذج مرنة تدعم الجاهزية المهنية للطلبة.
وأشاد الدكتور المعلا بنجاح كليات التقنية العليا في تصميم مسارات مهنية تطبيقية تربط بشكل فعّال بين المسيرة الأكاديمية وبين الفرص المهنية ضمن مختلف القطاعات الاقتصادية، مشيراً إلى حرص وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على تعزيز الشراكات مع سوق العمل من خلال تطوير برامج التدريب وترسيخ أفضل الممارسات بما يقدم للطلبة تجارب تعليمية ناجحة ومثمرة.
من جانبه، قال خليل الخوري وكيل وزارة الموارد البشرية والتوطين لعمليات سوق العمل والتوطين: «يشكل التعاون بين الوزارتين والمؤسسات التعليمية في الدولة، ركيزة أساسية في تعزيز تنافسية المواطنين وتجهيزهم لسوق العمل وتطوير مهاراتهم بما ينسجم مع التوجهات الاستراتيجية الاقتصادية الطموحة لدولة الإمارات، بما يعزز ريادتها في كافة المجالات ويدعم أهداف استراتيجية التوطين المستدامة في الدولة».
وأوضح أن المبادرة تُعد واحدة من جملة من المبادرات التي أطلقتها الوزارة بالتعاون مع المؤسسات التعليمية في الدولة مواءمةً مع استراتيجيات وزارة الموارد البشرية والتوطين وتهدف إلى تسليط الضوء على أبرز الممارسات والمبادرات الرامية إلى تجهيز الخريجين لدخول سوق العمل بكفاءة.
وعبَّر الدكتور فيصل العيان، مدير مجمع كليات التقنية العليا، عن سعادته بالتعاون مع الوزارتين، ضمن هذه الجلسة التي هدفت إلى دعم التعاون بين مؤسسات التعليم العالي الاتحادية، من خلال تسليط الضوء على أفضل الممارسات والنماذج التعليمية التي يتم تبنيها وانعكاساتها على عملية إعداد الكفاءات وتأهيلها للمستقبل، مشيراً إلى أهمية العمل المشترك في خلق رؤية موحدة في إطار توجهات وزارة التعليم العالي وبما يتماشى مع الرؤى والأهداف الوطنية.
وأضاف الدكتور العيان: إن الكليات استعرضت خلال الجلسة، التحولات الاستراتيجية التي أجرتها والتي أطلقت على أساسها نموذجها التعليمي الجديد لمواكبة المستجدات في سوق العمل وإحداث نقلة نوعية في التعليم التطبيقي.