الأمم المتحدة: انهيار النظام الصحي في السودان ومعاناة بالغة للحوامل
تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT
تحت القصف وإطلاق النار، سعت الشابة السودانية "إسراء" إلى حماية طفلها حديث الولادة، ومع اندلاع الحرب في أبريل/نيسان 2023، كانت تحاول الوصول إلى عيادة صحية لعلاج طفلها، الذي كان يعاني من الالتهابات وصعوبات التنفس. لكن مع إغلاق الطرق بسبب القتال، لم تتمكن الأم الشابة من الوصول إلى العيادة، وتُوفي ابنها بين ذراعيها.
وعندما حملت مرة أخرى في أغسطس/آب من العام الماضي، كانت تطاردها مخاوف فقدان طفل آخر. تقول إسراء "لم يتبقَّ سوى مستشفى واحد للولادة يعمل في الخرطوم، ومن الخطير للغاية التنقل في المدينة، فقد توفيت إحدى جاراتنا في طريقها إلى المستشفى".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مقررة أممية تستهجن الهجمات ضد الحقوقيين ومحو الحيز المدني بغزةlist 2 of 2نائب ترامب يتهم المهاجرين بالتهام الحيوانات الأليفة وهاريس تتقدمend of listوخلال الحرب، أُجبرت إسراء وعائلتها على الانتقال مرارا وتكرارا، حيث أصبحت المناطق التي كانت آمنة يوما ما، مميتة، وفي النهاية وجدوا ملاذا في مأوى مزدحم بالنازحين من الخرطوم.
من قبر لآخروكانت الخرطوم ذات يوم أكبر مدينة في السودان، والآن بها مناطق شاسعة تشبه مدن الأشباح، وفي الملاجئ التي أُقيمت لأشخاص أجبروا على ترك منازلهم، كانت الظروف مزرية، الاكتظاظ منتشر، ونقص في أساسيات النظافة الشخصية، كما أصبح الغذاء نادرا بشكل متزايد، مما جعل العديد من الناس يعانون من الجوع الشديد، حيث يواجه السودان أسوأ مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد التي تم تسجيلها على الإطلاق في البلاد.
ومع تفاقم الأزمة وانتشار الأمراض مثل شلل الأطفال والكوليرا، أصبح الحصول على الرعاية الصحية أحد التحديات الكبرى بالنسبة لسكان الخرطوم، وقد خرجت معظم المرافق الطبية من الخدمة بسبب الدمار والنقص الحاد في الإمدادات.
وقالت إسراء "كنت حاملا في الشهر الخامس عندما وصلت إلى الملجأ. بالنسبة لي، كان الأمر أشبه بالانتقال من قبر إلى آخر. كنا نتوقع باستمرار حدوث شيء سيئ. لم يكن للأمل مكان في قلوبنا".
مستجيبون متجولون
وفي خضم هذه الظروف المروعة، وصل فريق صحي متنقل بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى الملجأ، لتقديم خدمات الصحة الإنجابية والحماية للنساء والفتيات المقيمات هناك. وأوضح محمد حسن نهات، منسق الفريق، أن "الفرق الصحية المتنقلة تلعب دورا حاسما في منع وفيات الأمهات، وتقدم مجموعة شاملة من الخدمات الطبية في المناطق المتضررة من الحرب في السودان".
وتلقت إسراء رعاية ما قبل الولادة والمغذيات الدقيقة من الفريق، الذي قام بزيارات منتظمة لرعايتها والنساء والفتيات الأخريات في الملجأ. وقالت "لم يساعدوني في الرعاية الطبية فحسب، بل أعطوني أيضا شعورا بالأمان والأمل لم أشعر به منذ شهور".
وبعد 4 أشهر، أنجبت إسراء طفلا ذكرا سليما، بمساعدة الفريق المتنقل. وتقول "ولدت في الملجأ، وقد اعتنوا بي وبالطفل، حتى إنني أسميته محمدا على اسم الطبيب الذي ساعدني".
ونشر صندوق الأمم المتحدة للسكان، كما يقول في بيان مطول، 56 فريقا صحيا متنقلا في 11 ولاية بالسودان، وتقدم هذه الفرق خدمات الصحة الجنسية والإنجابية والحماية من العنف القائم على النوع الاجتماعي والاستجابة له، ومنذ بدء الحرب، أجرت الفرق، بما في ذلك الأطباء والصيادلة وفنيو المختبرات وعلماء النفس والقابلات، أكثر من 150 ألف استشارة طبية.
وعلى الرغم من أنهم ينقذون الأرواح ويقدمون المساعدة الطبية الوحيدة التي تلقاها العديد من الناس، فإن العاملين في المجال الإنساني، مثل العاملة الاجتماعية نسرين كمال عبد الله، شعروا أنهم ما زالوا يريدون القيام بالمزيد من أجل هذه المجتمعات.
وقالت لصندوق الأمم المتحدة للسكان "لم يكن الوقت المتاح في العيادة كافيا لعلاج الجميع، يجب أن نزور كل مجتمع بشكل متكرر للوصول إلى المزيد من الناس وتقديم رعاية متسقة، فقد توقف معظم النساء اللواتي التقينا بهن واللواتي يعانين من مشاكل نفسية عن العلاج لأنهن لا يستطعن تحمل تكاليف الدواء".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حريات الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
مئات آلاف النازحين يعودون إلى ديارهم في السودان
الخرطوم - عاد نحو 400 ألف سوداني إلى ديارهم خلال الشهرين ونصف الشهر الماضيين بعد نزوحهم بسبب النزاع المستمر، حسبما أعلنت المنظمة الدولية للهجرة الإثنين 10مارس2025.
وبين كانون الأول/ديسمبر وآذار/مارس عاد "حوالى 396,737 شخصا" إلى مناطق استعادها الجيش من قوات الدعم السريع بعد أن حقق تقدما عبر وسط السودان في الأشهر الأخيرة، وفق وكالة الأمم المتحدة للهجرة.
منذ نيسان/أبريل 2023، غرق السودان في حرب طاحنة بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع.
وعاد جميع النازحين تقريبا إلى منازلهم في ولاية سنار بوسط السودان، والتي استعاد الجيش القسم الأكبر منها في كانون الأول/ديسمبر، وولاية الجزيرة التي استعادها الشهر التالي.
وعاد آلاف آخرون إلى العاصمة الخرطوم، حيث استعاد الجيش الشهر الماضي مناطق واسعة، وبدا على وشك طرد قوات الدعم السريع.
وعادت الأسر النازحة بأعداد كبيرة، حتى إلى منازل منهوبة ومحترقة، بعد أكثر من عام من النزوح.
ونزح 11,5 مليون شخص في الداخل، ويواجه كثر منهم الجوع في ما تسميه الأمم المتحدة أكبر أزمة إنسانية في العالم.
كما فر 3,5 ملايين شخص آخرين عبر الحدود منذ اندلاع الحرب.
وأودت الحرب بعشرات الآلاف وأدت إلى تفشي المجاعة في أجزاء من البلاد فيما 8 ملايين على حافة المجاعة.
وقالت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان كليمنتين نكويتا سلامي الاثنين إن 6,3 بالمئة فقط من التمويل اللازم لتوفير المساعدات المنقذة للحياة قد تم تسلمها.
وعلى مستوى البلاد يعاني ما يقرب من 25 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الشديد.
وقسمت الحرب البلاد إلى قسمين مع سيطرة الجيش على الشمال والشرق في حين تسيطر قوات الدعم السريع على كل إقليم دارفور تقريبا ومساحات من الجنوب.
Your browser does not support the video tag.