في أعقاب تصاعد عمليات المقاومة المسلحة اليمنية التي باتت تحاول استهداف مستوطنات الاحتلال في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، زاد الحديث عن أنظمة الدفاعات الجوية الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة العربية، والتي أوكلت لها مهمة التصدي لأي قصف خارجي يستهدف الاحتلال.

قد يخفى على البعض انتشار أنظمة الدفاع الجوية التي أنشأتها الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة خلال السنوات الأخيرة، بهدف حماية المصالح الأمريكية، وحماية كيان الاحتلال بالدرجة الأولى من أي خطر صاروخي أو جوي على غرار القصف العراقي مطلع تسعينيات القرن الماضي، وقد تم استخلاص العبرة من تلك الفترة، فيما زاد تصاعد قوة إيران وعدائها للاحتلال من ترسيخ قناعة وجود منظومات دفاعية، فما مدى انتشارها وما هي أبرز أنواعها؟

الدفاعات الجوية للاحتلال

يمتلك جيش الاحتلال مجموعة من أنظمة الدفاع الجوية المنتشرة على امتداد الأراضي الفلسطينية المحتلة، منها منظومة القبة الحديدية القصيرة المدى ومنظومة الصواريخ آرو-2 وآرو-3 بعيدة المدى.

وسعت دولة الاحتلال لتطوير منظومات الدفاع هذه، بعد القصف العراقي عام 1991، إضافة للأخذ بعين الاعتبار التهديد الصاروخي الإيراني، بهدف اعتراض الصواريخ الباليستية خارج الغلاف الجوي للأرض باستخدام رأس حربي قابل للانفصال يصطدم بالهدف، فيما تحلق الصواريخ على ارتفاع يسمح بالانتشار الآمن لأي رؤوس حربية غير تقليدية.

أما منظومة ديفيد ستيلنج المتعارف عليها ب”مقلاع داود”، فهي منظومة متوسطة المدى لمكافحة الصواريخ الباليستية ويتم إطلاقها من مسافة تتراوح بين 100 و200 كيلومتر، ومصممةٌ أيضاً لاعتراض الطائرات دون طيار والطائرات المسيرة وصواريخ كروز.

فضلاً عن منظومة القبة الحديدية الشهيرة، وهي من المنظومات قصيرة المدى التي أنشأها وطورها الاحتلال لمكافحة صواريخ المقاومة الفلسطينية على مدار السنوات الماضية.

عاصفة الصحراء وفاتحة منظومات الدفاعات

في بداية عام 1991 وبعد الغزو العراقي للكويت بشهور، أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية بالتحالف مع عشرات الدول حول العالم، عملية عسكرية لطرد القوات العراقية من الكويت، وأُطلق على العملية اسم “عاصفة الصحراء”.

18 يناير/كانون الثاني 1991، أي بعد يوم واحد فقط من اندلاع الحرب، شرع الرئيس العراقي آنذاك، صدام حسين، في تنفيذ تهديده بمهاجمة كيان الاحتلال إذا تعرضت بلاده للهجوم، إذ أطلق الجيش العراقي حوالي 40 صاروخا من طراز “سكود” باتجاه عمق فلسطين المحتلة لاستهداف مستوطنات الاحتلال، عقب ذلك سعت الولايات المتحدة الأمريكية لتوسيع نفوذها بالمنطقة ونشر قواعدها الجوية والعسكرية في المنطقة بالتعاون مع الاحتلال والأنظمة العربية.

وتوزعت القواعد الأمريكية على دول الخليج العربي لتشمل الكويت وقطر والإمارات والسعودية، إضافة للعراق بعد احتلالها عام 2003 والأردن ومؤخراً في سوريا بعد تصاعد الأزمة السورية.

الطوفان وتفعيل الدفاعات

في الأيام الأولى لمعركة طوفان الأقصى وقُبيل بد الاجتياح البري الإسرائيلي لقطاع غزة، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤوليين أمريكيين أن البنتاغون أرسل نظام دفاع جوي صاروخي من طراز “ثاد” إلى المملكة العربية السعودية، وأنظمة الدفاع “باتريوت” المضادة للطائرات إلى الكويت والأردن وقطر والإمارات.

وأفاد المتحدث باسم البنتاغون باتريك رايدر في شهر تشرين أول/أكتوبر 2023، بأن الجيش الأمريكي بدأ في نشر بطارية من أنظمة الدفاع الصاروخي ثاد (الدفاع عن المناطق المرتفعة) وأنظمة صواريخ باتريوت إضافية مضادة للطائرات في الشرق الأوسط.

ووفقا له، ستخصص هذه المنظومات لتعزيز حماية القوات الأمريكية في المنطقة. وأمر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في 22 تشرين أول/أكتوبر بنشر هذه الأصول في منطقة الشرق الأوسط، كان ذلك عقب شن المقاومة العراقية هجماتٍ صاروخية على القواعد الأمريكية في العراقي وسوريا كجزء من الإسناد للمقاومة الفلسطينية في معركة طوفان الأقصى، والتهديدات اليمنية بضرب أهدف للاحتلال في المنطقة.

ثاد وباتريوت إلى جانب الدفاعات الإسرائيلية

يعد نظام ثاد الصاروخي أحد أبرز أنظمة الدفاعات الجوية في العالم والتي صنعتها الولايات المتحدة الأمريكية في التسعينيات، إذ يتميز بخصائص مميزة لمواجهة وإسقاط الصواريخ البالستية، ويعتمد بالدرجة الأولى على تكنولوجيا “اضرب لتقتل” التي تدمر فيها الطاقة الحركية رؤوس الصواريخ القادمة، ويستطيع إسقاط الصواريخ البالستية قصيرة ومتوسطة المدى خلال المرحلة النهائية من رحلتها، فيما يبلغ نطاق مدى فاعليته 200 كيلومتر.

يتكون نظام ثاد من قاذف صاروخي متحرك مجهز على عربة يبلغ طولها 12 مترا وعرضها 3.2 أمتار، بالإضافة إلى قذيفة اعتراضية مزودة بمستشعرات وحاسوب قادر على التمييز بين الأهداف الحقيقية والكاذبة، ومحطة رادار كشف وتتبع، ومركز قيادة وسيطرة متحرك، إضافة لمنصة إطلاق ثاد مجهزة بالقاذفات، تحمل كل منها من ستة إلى ثمانية صواريخ، إضافة إلى رادار.

أما نظام باتريوت فمن أشهر أنظمة الدفاعات الأمريكية، وهو نظام دفاع صاروخي أرض جو طورته شركة رايثيون تكنولوجيز، استُخدم النظام لأول مرة في القتال خلال حرب الخليج عام 1991، مع نشر مجموعات منه لحماية المملكة العربية السعودية والكويت وكيان الاحتلال، واستُخدم لاحقا أثناء الغزو الأميركي للعراق في عام 2003.

ويبلغ نطاق عمل رادار باتريوت 150 كيلومتر، وهو مخصص لتدمير ومكافحة الصواريخ في الجو بعد رصدها، وقد تم تكثيف نشر هذه المنظومات بعد معركة طوفان الأقصى إلى جانب المنظومات الإسرائيلية داخل فلسطين المحتلة.

الفشل أمام الصاروخ اليمني

صباح اليوم الأحد 15 أيلول/سبتمبر أعلنت المقاومة اليمنية استهداف مدينة يافا المحتلة بصاروخٍ بالستي (فرط صوتي) فشلت منظومات الدفاع الجوي في المنطقة باعتراضه، بعد أن قطع مسافةً مسافةً تقدر 2040 كم في غضون 11 دقيقة ونصف الدقيقة.

وقالت المقاومة اليمنية في بيانها أنها نجحت بتنفيذ العملية رغم العدوان الأمريكي والبريطاني المستمر، ورغم انتشار منظومات الرصد والتجسس والدفاع الجوي في المنطقة، إشارةً لفشل طبقات الدفاع الجوي الأمريكية والإسرائيلية باعتراض الصاروخ رغم انتشارها في المنطقة العربية المجاورة وداخل فلسطين المحتلة، فيما أكدت عدة مصادر أن الصاروخ تجاوز 4 طبقاتٍ من طبقات الدفاع الجوي.

وفي تصريح صحفي قالت شرطة الاحتلال إن الصاروخ سقط في ضاحية كفار دانيال بمنطقة قريبة من مطار بن غوريون، وأضافت أن الصاروخ تسبب في حرائق بمناطق حرجية وأضرار مادية في محطة رئيسية للقطار قرب مستوطنة موديعين.

ويأتي هذا الصاروخ بعد عملية الهجوم بطائرة “يافا” المسيرة والتي نجحت بالوصول إلى قلب تل أبيب ما أدى لمقتل مستوطن وإصابة 9 آخرين في شهر تموز الماضي، تؤكد هذه العمليات فشل كافة المنظومات الجوية التي حشدتها الولايات المتحدة الأمريكية في سبيل الدفاع عن الاحتلال الإسرائيلي وتحصين أهدافه بالمنطقة.

المصدر: “شبكة قدس الإخبارية”

 

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي الولایات المتحدة الأمریکیة الأمریکیة فی أنظمة الدفاع الدفاع الجوی فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

إعلام العدو: فشل اعتراض الصاروخ اليمني يُشير إلى ثغرات مثيرة للقلق في أنظمة الدفاع

الثورة نت/..

علّق محلل الشؤون العسكرية في صحيفة “هآرتس” الصهيونية، عاموس هرئل، على العملية اليمنية النوعية التي استهدفت “تل أبيب”، الأحد.. مؤكّداً أنّ انفجار الصاروخ اليمني قرب مطار “بن غوريون” “يشير إلى ثغرات مثيرة للقلق في الدفاع الصهيوني.

وقال هرئل اليوم الإثنين: إنّ “أنظمة الدفاع الجوي فشلت في مهمة الاعتراض أمس”، ما يعني أنّ “هذه هي المرة الثانية التي ينجح فيها اليمن في اختراق الدفاع الصهيوني، بعد إطلاقه مسيرة انفجرت في مبنى في “تل أبيب” في يوليو الفائت”.

وأشار إلى أنّ “الصاروخ تحرّك هذه المرة من الاتجاه الجنوبي الشرقي، حيث كان يستهدف، كما يبدو، منطقة مطار بن غوريون”.. وفي إثر ذلك، “أُطلقت صفارات الإنذارات في مناطق واسعة نسبياً، وطُلب من قسم كبير من سكان شفيلا الدخول إلى الملاجئ”، في حين أنّ “الدفاعات الجوية فشلت في اعتراضه بالكامل”.

وأضاف” “إذا تبين أنّ اليمن سيستهدف مطار بن غوريون بانتظام، فقد تتطور هنا أزمة طيران وسياحة أوسع من الأزمة الحالية، على الرغم من محاولات الجيش الكبيرة في الاعتراض”، في وقتٍ تقول صنعاء إنّ “الحساب لا يزال مفتوحاً”.

ولفت إلى أنّ هذه العمليات المُستجدة من اليمن “تتكامل مع التوترات في الساحات الأخرى، حيث يستمر القتال في قطاع غزة، وتتزايد الضربات المتبادلة على الحدود اللبنانية”.

ويأتي ذلك بعدما ضربت القوّة الصاروخية التابعة للقوات المسلحة اليمنية، أمس، هدفاً عسكرياً صهيونياً في منطقة يافا “تل أبيب” في فلسطين المحتلة.

وكشف المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، أنّ العملية جرى تنفيذها باستخدام صاروخ بالسيتي فرط صوتي جديد.. مؤكداً نجاح الصاروخ في الوصول إلى أهدافه وإخفاق دفاعات العدو في اعتراضه والتصدّي له، إذ قطع مسافةً تُقدّر بـ 2040 كم في غضون 11 دقيقة ونصف دقيقة.

وفي إثر ذلك، وصفت صحيفة “معاريف” الصهيونية الحدث بأنه “دراماتيكي وغير عادي”.. لافتةً إلى أنّ الصاروخ سقط على مسافة عدة كيلومترات من مطار “بن غوريون”.. كما تحدّث موقع “سروغيم” عن تهديد إضافي لـ”إسرائيل” من اليمن، مفاده بأنّها “ستتلقّى مفاجآت إضافية قريباً”.

مقالات مشابهة

  • الهجوم اليمني بصاروخ فرط صوتي يكشف ضعف أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية ويثير صدمة عالمية
  • “إسرائيل” تواجه تساؤلات صعبة بعد فشل الدفاعات الجوية في اعتراض الصاروخ اليمني
  • شاهد لحظة إسقاط طائرة أمريكية في أجواء محافظة ذمار وكيف دمرها الصاروخ اليمني (فيديو)
  • إعلام إسرائيلي: فشل اعتراض الصاروخ اليمني يُشير إلى ثغرات مثيرة للقلق في أنظمة الدفاع
  • إعلام العدو..صاروخ “فرط صوتي اليمني”سيغير المنطقة ويزعزع استقرار الكيان
  • اصداء صاروخ «فرط صوتي اليمني» في الاعلام الاسرائيلي
  • محللون: فشل اعتراض الصاروخ اليمني يُشير إلى ثغرات مثيرة للقلق في أنظمة الدفاع
  • إعلام العدو: فشل اعتراض الصاروخ اليمني يُشير إلى ثغرات مثيرة للقلق في أنظمة الدفاع
  • اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية: كيف نجح الصاروخ الباليستي الفرط صوتي في تجاوز القبة الحديدية ومنظومات الدفاع الأخرى؟