العزلة عالم نصنعه بإرادتنا وليست محض صدفة، وهي هروب من فوضى المجتمع من أجل اكتشاف هويتنا بعيدًا عن التشتت الخارجي من أفكار الآخرين وآرائهم.
ورغبة عارمة في السفر مع الذات في أغوار نفوسنا لنجوب في ربوع "كوننا الداخلي"، نسبر مكنوناته، نكشف خباياه، نتأمل نجومه الصامتة المضيئة على صدر سمائه المظلمة في دجى الليل الحالك، نترقب انبلاج صبحه الساحر، نتفكر في شروق شمسه وغروبها، نتنزه بين سفوحه وهضباته ومروجه، نستظل تحت أشجاره الباسقات، نشاهد فراشاته الساحرة ألوانها ونتحدث إلى أزهاره الجميلة ونستمع إلى زقزقة عصافيره، نستلقي على بساط أرضه الأخضر بمحاذات نهر نقي صاف.
هناك حيث ارتواء الروح من أعذب أنهار الوجود واستنشاقها من عبق روائح أزهاره الزكية المتطايرة في أرجاء كوننا الواسع العميق.
ننزوي في عزلة تستغرق بعض الوقت إلى أن ندرك ما يحتويه "كوننا الداخلي" ونستمد منه طاقة إيجابية متجددة حتى نشعر بالسلام الداخلي ونتمكن بالتالي من التعامل مع كل ما نواجه من مواقف بالاتساق مع الذات، ثم نعود إلى مجتمعنا بصَخبِه وسكونه والذي لا غنى لنا عنه ألبتة، متجنبين بذلك ديمومة العزلة واستمرارها دون أن تتخللها أي انقطاعات، حيث "لا إفراط ولا تفريط" فكما نحن بحاجة إلى العزلة نحن بحاجة إلى الخروج منها أيضًا، ولا نجعلها عادة دائمة تلازم شخصيتنا وتتأصل فيها ثم تصل بنا إلى آثار جانبية سلبية كتلك الحالات النفسية التي يعاني منها الانطوائيون وذوو حالات التوحد، أو الانفكاك عن المجتمع نهائيًا كورقة سقطت من شجرة فساقتها رياح عاتية في رحلة أبدية إلى عالم مجهول.
وإنما عزلة تثلج صدورنا وتنقي نفوسنا وتطور ذواتنا لنبدأ حياة جديدة مليئة بأفكار إبداعية منطلقين بدافع الأمل باتجاه غاية نصبو إليها ونطمح في تحقيقها.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
عضو مركز الأزهر للفتوى الالكترونية يوضح المعادلة النبوية لتحقيق السلام الداخلي|فيديو
قال السيد عرفة،عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية، بأن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم علمنا معادلة لو حققنها هنعيش في سلام داخلي معبراً عنها بـ "هرم السعادة".
وأشاد "عرفة" خلال استضافته ببرنامج "صباح البلد" المذاع على فضائية صدى البلد، بمقولة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنَّ لربِّكَ عليك حقًّا، وإنَّ لِنَفسكَ عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقًّا، فأعْطِ كلَّ ذي حقٍّ حقَّهُ".
وأضاف عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية، أن الله عز وجل حقه علينا " العبادة" كالصلاة والصوم والزكاة والحج وأعظمها و أقومها الصلاة لذلك سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرب إلي الله بها بقوله" وجعلت قرة عيني في الصلاة" .
وأكد "عرفة"، على أن الصلاة علاج لضغوط الحياة فكان سيدنا النبي صلي الله عليه وسلم، عندما يشتد عليه الأمر يصلي.