مسقط- الرؤية

نظّم بنك مسقط- المؤسسة المالية الرائدة في سلطنة عُمان- النسخة الثانية من ماراثون الأفكار، كجزء من مبادرات مخيم بنك مسقط التعليمي لأطفال موظفي البنك ممن تتراوح أعمارهم بين 12 إلى 15 سنة.

وشهدت نسخة هذا العام حضورًا كبيرًا حيث وصل عدد المشاركين أكثر من 60  طفلاً من مختلف المحافظات شاركوا في خلق أجواء تنافسية وتفاعل كبير بينهم.

وجاء تنفيذ هذه المبادرة بهدف تعريف الأطفال بأساسيات ريادة الأعمال والابتكار، وتشجيعهم على إظهار مواهبهم وتوظيفها، حيث تضمنت المواضيع المطروحة محاور متنوعة مثل تعلم كسب المال والادخار والميزانية والأساسيات والكماليات والتخطيط للميزانية وإدارتها وادخار المال وتحديد الأهداف الفعّالة، إضافة إلى تعلم العطاء للمجتمع، كما ركزّت الأنشطة المقدمة على تعزيز مهارة تحليل الأفكار والعمل الجماعي.

وبالإضافة إلى الجو التعليمي، كان الحدث الأساسي للفعالية هو ماراثون الأفكار، حيث شارك الأطفال كفرق في مسابقة عن تخطيط مشروع تجاري مع الأخذ بعين الاعتبار الأثر الاجتماعي للمشروع، وخلال الحفل الختامي تم إعلان الفائزين في مسابقة أفضل مشروع تجاري.

ويأتي تنظيم هذا المخيم استمرارًا للبرامج التي ينفذها بنك مسقط من خلال "أكاديمية ماليات"، التي تسلط الضوء على الثقافة المالية باعتبارها أحد المفاهيم المهمّة التي تركز على تعزيز الفهم حول إدارة الشؤون المالية واتخاذ القرارات السليمة حول الإنفاق والادخار للأفراد من سن مبكرة، حيث تركز برامج الأكاديمية على منح الطلاب المشاركين المهارات الأساسية اللازمة في جانب الإدارة المالية وإعدادهم ليكونوا أفرادًا مستقلين ماديا.

وعن برنامج المخيم، عبّر عدد من الأطفال عن سعادتهم بالمشاركة في مخيم بنك مسقط التعليمي الذي منحهم الفرصة للتعرف أكثر على مواضيع أساسية في مجال تنفيذ المشاريع التجارية.

وقال الطفل المشارك ليث بن عدنان البلوشي: "تعلمت في المخيم كيف أكون أكثر اعتمادًا على نفسي وطورت مهاراتي الشخصية، كما اكتسبت معرفة حول كيفية إعداد وتنفيذ المشاريع وتطويرها بشكل مستمر، مما ساعدني على رؤية كيف يمكنني تحسين أفكاري ومشاريعي المستقبلية".

ووصفت أخته ليان، 13 سنة، فكرة تنظيم المخيم التعليمي بأنها رائعة وقالت: "كنت من الفريق الفائز في المسابقة، ولقد تعلمت كيف أكون رائدة أعمال ناجحة  في المستقبل وكيف أستخدم خيالي الواسع لتقديم أفكار تخدم المجتمع وتساهم في تطويره، لقد ألهمني هذا المخيم لأفكر في كيفية الاستفادة من الفرص المتاحة لتحقيق أهدافي."

وعبّرت ريما بنت زاهر الحشار، 14 سنة، عن سعادتها بفرصة المشاركة في المخيم قائلة: "سُعدت بالتعرف على أشخاص من أماكن مختلفة وتعلم أساليب العمل والتفكير الجماعي، كما حصلنا على الدعم والتوجيه من موظفي البنك خلال عملنا على تنفيذ مشروعنا."

 وشاركتها أختها دانة، 12 سنة، الرأي موضحة: "كان تحدي ابتكار فكرة عمل إحدى المراحل التي استمتعت بها كثيرًا في المخيم، حيث كانت الأفكار التي طرحها أعضاء الفريق مثيرة للاهتمام ومعبرة، واتطلع للمشاركة في فعاليات البنك القادمة".

وتأتي هذه الخطوة ضمن مبادرات بنك مسقط لتعزيز دوره الريادي في مجال المسؤولية الاجتماعية، وانطلاقًا من حرصه على دعم الشباب العماني وفتح المجال لهم لتنمية مهاراتهم في مجال الابتكار والإبداع، كما يقوم البنك باستمرار بالمشاركة في الفعاليات التي تخدم المجتمع العماني وتساهم في تعزيز مفهوم العمل التطوعي والمسؤولية الاجتماعية بين أفراد المجتمع، علمًا أن البنك يقوم بتنفيذ برامج مستدامة في مجال المسؤولية الاجتماعية وتحظى بمتابعة واهتمام من مختلف فئات المجتمع.

ويحرص بنك مسقط على استهداف جميع فئات المجتمع من خلال جميع البرامج والخدمات التي يطرحها على مدار العام، بما في ذلك البرامج المرتبطة بتعزيز الفهم حول إدارة الشؤون المالية مثل برنامج "ماليات" الذي يركز على جوانب مختلفة من الثقافة المالية تتضمن اتقان المبادئ المالية والمفاهيم مثل التخطيط المالي وتتبع الانفاق والاستثمار والإيرادات وإدارة الديون والادخار والتخطيط للمستقبل، وبرنامج "إرشاد للاستشارات المالية" وهو من البرامج المستدامة التي يقدمها بنك مسقط بهدف تقديم التوجيه والإرشاد المالي للأفراد وأصحاب الأعمال والشركات الناشئة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة فيما يتعلق بتخطيط وإدارة شؤونهم المالية لتحقيق أقصى استفادة من الدخل الناتج عن الأعمال والمشاريع الخاصة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

النتائج المالية للشركات وانعكاساتها على بورصة مسقط

تعد النتائج المالية لشركات المساهمة العامة العامل الرئيسي المحرك لأسواق المال، وعلى الرغم من وجود العديد من العوامل التي تؤثر على البورصات وتشجع المستثمرين على تكثيف عمليات الشراء وتنويع محافظهم الاستثمارية أو التخارج من بعض الأسهم إلا أن النتائج المالية تظل هي المحرك الرئيسي لأسعار الأسهم وهي التي تدفعها للصعود أو الهبوط، وكما هو معلوم فإن النتائج المالية القوية تعكس الجهود التي تبذلها الشركات لتعزيز أدائها على مدى عام كامل أو عدة أعوام، ويمكننا النظر إليها على أنها انعكاس لمدى تفاني الموظفين في تحقيق استراتيجيات الشركة وتعزيز حصتها في السوق المحلية أو العالمية.

توجد في بورصة مسقط حوالي 100 شركة مساهمة عامة معظمها تنتهي سنتها المالية في ديسمبر، وهذه الشركات أعلنت خلال الأسابيع الماضية نتائجها المالية للعام الماضي وقدمت من خلالها شرحًا لمساهميها عن التحديات التي واجهتها خلال العام الماضي وكيف عملت على مواجهتها، وتسعى الشركات من خلال هذه المعلومات إلى تأكيد قدراتها على تحقيق الاستقرار في أدائها، وقد انعكست هذه النتائج على أسهم الشركات خلال شهري يناير وفبراير الماضيين، ومن خلال قراءة لأبرز مؤشرات النتائج المالية نجد أن إدراج 4 شركات جديدة من مجموعة أوكيو خلال العامين الماضيين أسهم في رفع الأرباح الصافية المجمعة للشركات المدرجة في البورصة لتتجاوز خلال عام 2024 مستوى 1.2 مليار ريال عماني – بدون النتائج المالية لعمانتل - وهو ما تشهده البورصة للمرة الأولى في تاريخها وهذا الرقم من شأنه تعزيز مكانة البورصة وتأكيد ثقة المستثمرين فيها وتشجيع الاستثمار الأجنبي.

وأظهرت مؤشرات النتائج المالية أيضًا تنوعًا في الشركات الـ 10 الأكبر من حيث الأرباح الصافية لتضم شركات في قطاعات النفط والغاز والاتصالات والطاقة وشركات الاستثمار بالإضافة إلى البنوك التي كانت مسيطرة على هذه القائمة في السنوات السابقة وتشكل أرباحها أكثر من 50 بالمائة من إجمالي صافي الأرباح المسجلة لشركات المساهمة العامة.

وعلى الرغم من هذا التنوع إلا أنه من الملاحظ أن أوكيو للاستكشاف والإنتاج التي تصدرت القائمة بـ 326.5 مليون ريال عماني استحوذت على 25 بالمائة من إجمالي الأرباح الصافية المسجلة في البورصة خلال عام 2024، وفي المرتبة الثانية حل بنك مسقط بـ225.5 مليون ريال عماني، ثم بنك صحار الدولي ثالثا بـ100.2 مليون ريال عماني، وجاء البنك الوطني العُماني في المرتبة الرابعة بـ63 مليون ريال عماني، فيما جاءت أوكيو لشبكات الغاز خامسًا بـ47.9 مليون ريال عماني. ونظرًا لأن عمانتل لم تعلن نتائجها المالية حتى نهاية شهر فبراير فإننا لم نتمكن من إدراجها ضمن قائمة الشركات الـ10 الأعلى من حيث الأرباح الصافية.

وبالعودة إلى أداء الأسهم خلال الشهرين الماضيين نجد أن الشركات التي سجلت نتائج جيدة حظيت باهتمام المستثمرين، وحتى سهم أوكيو للاستكشاف والإنتاج الذي يشهد ضغوطًا بيعيةً منذ إدراجه ببورصة مسقط في أكتوبر 2024 استطاع تحسين أدائه في شهر فبراير الماضي ليغلق على 325 بيسة مرتفعا 4 بيسات عن مستواه في نهاية يناير وارتفعت القيمة السوقية للشركة إلى مليارين و600 مليون ريال عماني مقابل مليارين و568 مليون ريال عماني في نهاية يناير وشهد السهم أيضًا ارتفاعًا في قيمة التداول من نحو 13.8 مليون ريال عماني في يناير إلى 17.4 مليون ريال عماني في فبراير، وجاء هذا الأداء على الرغم من تراجع الأرباح الصافية للشركة من 627 مليون ريال عماني إلى 326.5 مليون ريال عماني إلا أن الإيضاحات التي قدمتها الشركة في تقريرها إلى المساهمين عززت اهتمام المستثمرين بالسهم وشجعت على الإقبال عليه، فقد أرجعت تراجع الأرباح الصافية إلى ما شهده عام 2023 من تخارج الشركة من 40 بالمائة من منطقة الامتياز رقم 60 وما حققته من مكاسب من هذا التخارج بقيمة 274.6 مليون ريال عماني، وفي الوقت نفسه استعرضت الشركة في تقريرها حجم الأعمال التي تديرها وخططها المستقبلية لزيادة الإنتاج من النفط والغاز من خلال أعمال الاستكشاف والنمو وتحسين الأصول وهو ما عزز التوقعات المتفائلة بقدرة الشركة على زيادة أرباحها في المستقبل وهو ما انعكس إيجابًا على سهم الشركة ليشهد في الأيام الأخيرة من تداولات شهر فبراير عودة إلى الصعود خاصة مع اقتراب توزيعات الأرباح.

وإذا انتقلنا إلى النتائج المالية للبنوك المدرجة في بورصة مسقط نجد أنها تمكنت من زيادة أرباحها وهو ما انعكس إيجابًا على أسهمها على الرغم من حالة عدم الاستقرار التي تشهدها بورصة مسقط والتي تعود إلى أسباب أخرى لا علاقة لها بالنتائج المالية، ولعله من المهم الإشارة إلى التأثير الإيجابي لاندماج بنك صحار - عن طريق الضم مع بنك اتش اس بي سي عُمان في منتصف عام 2023 - على النتائج المالية للبنك لتصعد أرباحه الصافية في عام 2024 إلى 100.2 مليون ريال عماني مقابل 70.3 مليون ريال عماني في عام 2023 و34.8 مليون ريال عماني في عام 2022.

وفي قطاع الصناعة يمكننا الوقوف على أداء شركة إسمنت عُمان وشركة الجزيرة للمنتجات الحديدية اللتين سجلتا نتائج مالية جيدة انعكست إيجابا على أسعار سهميهما، فقد صعد سهم إسمنت عُمان من 378 بيسة في ديسمبر إلى 491 بيسة في فبراير مسجلا ارتفاعا بـ 113 بيسة، وارتفع سهم الجزيرة للمنتجات الحديدية من 289 بيسة في ديسمبر إلى 390 بيسة في فبراير مسجلا زيادة بـ 101 بيسة، عندما ننظر إلى النتائج المالية لشركة إسمنت عُمان نجد أنها تمكنت من رفع أرباحها الصافية العام الماضي إلى 11.1 مليون ريال عماني مقابل 6 ملايين ريال عماني في عام 2023، فيما رفعت الجزيرة للمنتجات الحديدية أرباحها الصافية من 4.1 مليون ريال عماني إلى 7.1 مليون ريال عماني، وقالت إسمنت عمان إنها سوف توزع أرباحا نقدية على المساهمين بنسبة 90 بالمائة بما يعادل 90 بيسة لكل سهم وقالت الجزيرة للمنتجات الحديدية إنها سوف توزع أرباحًا نقدية بنسبة 43 بالمائة أي 43 بيسة لكل سهم.

وفي المقابل نجد أن أسهم شركات الاتصالات شهدت تراجعًا في الشهرين الماضيين، فقد أغلق سهم عمانتل بنهاية فبراير على 822 بيسة مقابل 940 بيسة في ديسمبر وتراجع سهم أوريدو من 230 بيسة في ديسمبر إلى 200 بيسة في فبراير، والسبب الأساسي في نظرنا لا يعود إلى النتائج المالية وإنما إلى الضغوطات المتوقعة على السهمين؛ نظرًا للمنافسة المحلية والعالمية في قطاع الاتصالات من جهة؛ ومن جهة أخرى وجود خيارات جديدة للاستثمار في البورصة مثل أسهم شركات النفط والغاز التي تم إدراجها خلال العامين الماضيين، وعلى سبيل المثال أشارت النتائج المالية لشركة أوريدو إلى ارتفاع أرباحها الصافية العام الماضي إلى 11.8 مليون ريال عماني مقابل 10.7 مليون ريال عماني في عام 2023 غير أنه من المهم الإشارة إلى أن الشركة قلصت توزيعاتها على المساهمين خلال العام الجاري إلى 11.53 بالمائة مقابل 14.7 بالمائة في عام 2024 و20 بالمائة في عام 2023، أما عمانتل التي لم تعلن نتائجها المالية حتى نهاية فبراير لارتباطها بنتائج مجموعة زين الكويتية فإنها سعت للمحافظة على توزيعاتها عند 55 بالمائة على مدى السنوات الخمس الماضية.

وهناك العديد من المؤشرات الأخرى المهمة التي توضح مدى انعكاس النتائج المالية على أسهم الشركات من الصعب الوقوف عندها كلها، إلا أنه من المهم في هذا الصدد أن تركز شركات المساهمة العامة على زيادة أرباحها وتحسين أدائها المالي لينعكس ذلك إيجابا على سعر السهم وبالتالي يتيح للشركة مجالات أرحب للحصول على تمويل من البورصة لعملياتها التوسعية سواء من خلال إصدار أسهم حق أفضلية أو عبر الاكتتابات الخاصة وهو ما يحقق في النهاية أهداف الشركات وينعكس إيجابا على بورصة مسقط والمستثمرين فيها وقطاع سوق رأس المال بشكل عام.

محمد بن أحمد الشيزاوي كاتب متخصص في الشؤون الاقتصادية

مقالات مشابهة

  • إطلاق مبادرتين تهدفان لدعم قطاع ريادة الأعمال بالمملكة
  • وزارة الشباب تُعلن غلق باب التقديم في النسخة الثانية من مسابقة بداية حلم
  • الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة تستعد لإطلاق النسخة الثانية لمهرجان دمياط
  • «إفطار جماعي ويوم الأم».. تعليم الأقصر ينظم فعاليات مجتمعية للطلاب (صور)
  • تنشيط السياحة تطلق النسخة الثانية من مهرجان دمياط حاجة تانية
  • غرفة شمال الباطنة تناقش ريادة المستقبل والحلول المبتكرة
  • النتائج المالية للشركات وانعكاساتها على بورصة مسقط
  • منصة «مأمون» .. رحلة التمامي من التحديات إلى ريادة التكنولوجيا المالية
  • بالاعتماد على التكنولوجيا والتحول الرقمى.. كيف تترك المصريات بصماتهن في ريادة الأعمال؟
  • رئيس جامعة بنها: حريصون علي تعزيز مفهوم التكافل الاجتماعي