أعلنت المملكة العربية السعودية أنها تتجه نحو الاستفادة من الطاقة النووية وتطبيقاتها الإشعاعية للأغراض السلمية نظرًا لأهمية دورها في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، مؤكدة أهمية منظومة الأمن والأمان النوويَين، وأن مسؤولية الحفاظ على هذه المنظومة داخل أي دولة تقع بشكل كامل على عاتق الدولة وفقًا لمتطلباتها الوطنية والتزاماتها الدولية.


جاء ذلك في كلمة المملكة العربية السعودية التي ألقاها اليوم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الطاقة رئيس مجلس إدارة مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة رئيس مجلس إدارة هيئة الرقابة النووية والإشعاعية في الدورة الـ”68″ للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية “IAEA” المنعقد في العاصمة النمساوية فيينا.
ونقل سموه في كلمته تقدير المملكة العربية السعودية للجهود القيمة التي تقوم بها الوكالة بقيادة مديرها العام السيد رافائيل غروسي في تطوير قدرات الوكالة التقنية، وإطلاق المبادرات المتميزة، مما يعزز دورها في تقديم الدعم التقني للدول الأعضاء لبناء برامجها الخاصة، وتطوير القدرات البشرية في مجال التقنية النووية ومجالاتها الرقابية، مبينًا أن انعقاد هذا المؤتمر تأكيد على الدور المحوري للوكالة الدولية للطاقة الذرية في تعزيز التعاون الدولي لتسخير الطاقة الذرية في خدمة التنمية والسلام العالمي.
وقال الأمير عبدالعزيز بن سلمان: “نظرًا لأهمية دور الطاقة النووية في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، تتجه المملكة نحو الاستفادة من الطاقة النووية وتطبيقاتها الإشعاعية للأغراض السلمية، وتواصل تنفيذ مشروعها الوطني للطاقة النووية بجميع مكوناته، ومن ذلك مشروع بناء أول محطة للطاقة النووية في المملكة؛ للإسهام في تشكيل مزيج الطاقة الوطني، وتحقيق التنمية الوطنية المستدامة، وفقًا للمتطلبات الوطنية، وفي إطار الالتزامات الدولية”.
وأوضح سمو وزير الطاقة رئيس مجلس إدارة مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة رئيس مجلس إدارة هيئة الرقابة النووية والإشعاعية أن المملكة استكملت مقومات الاستعداد الإداري الأساسية المتعلقة بالعمل الرقابي النووي، ومتطلبات تحقيق الالتزامات في اتفاق الضمانات الشاملة، وتقدمت إلى الوكالة في يوليو 2024م بطلب إيقاف بروتوكول الكميات الصغيرة والتحول إلى التطبيق الكامل لاتفاق الضمانات، وأنها تعمل حاليًا مع الوكالة على الانتهاء من الإجراءات الفرعية للإيقاف الفعلي لبروتوكول الكميات الصغيرة بنهاية شهر ديسمبر من هذا العام 2024م.
وأشار سموه إلى أن المملكة تؤكد استمرارها في الالتزام بالمتطلبات الدولية الملزمة قانونًا ذات العلاقة بمشروعها الوطني للطاقة النووية، كما أن أنظمة المملكة الوطنية وبنيتها المؤسسية تحقق متطلبات الرقابة على المواد النووية والتقنية، ومراقبة الصادرات بما يتوافق مع التزاماتها، ويفي بدورها المهم في المنظومة الدولية لمنع الانتشار. مقدمًا شكره للمدير العام للوكالة ونائبه لإدارة الضمانات على الجهود التي أسهمت في وصول المملكة العربية السعودية إلى هذا المستوى.
وأعلن الأمير عبدالعزيز بن سلمان أنه في إطار اهتمام المملكة العربية السعودية بالاستعداد للطوارئ النووية والإشعاعية، وتعزيز القدرة على مواجهتها، وإدراكًا للدور الأصيل للوكالة في هذا المجال الحساس والحيوي؛ عزمت المملكة على استضافة مؤتمر دولي للطوارئ النووية، تنظمه الوكالة في نهاية عام “2025م” في العاصمة الرياض، وتطلعها إلى تعاون الدول في إنجاح هذا المؤتمر ليقدم إضافة نوعية في تكامل الجهود العالمية الساعية إلى مواجهة الطوارئ النووية والإشعاعية، امتدادًا لجهود الوكالة ومركزها الدولي للحوادث والطوارئ.
ولفت سموه إلى مشاركة المملكة في تعزيز قدرات الرصد الإشعاعي والإنذار المبكر عن الحوادث النووية في هذا المركز الدولي، من خلال إتاحة الفرصة للاستفادة من القدرات الوطنية التي تمتلكها في منظومة الرصد الإشعاعي والإنذار المبكر الدولية، كما تسعد المملكة بإتاحة الاستفادة من قدراتها للوكالة والمركز الدولي للحوادث والطوارئ في جوانب أخرى، تشمل التنبؤ بالتداعيات البيئية للحوادث النووية والإشعاعية.
وقال الأمير عبدالعزيز بن سلمان إنه في إطار تنمية جهود المملكة العربية السعودية في التعاون مع الوكالة، أودعت المملكة في السابع من شهر أغسطس من هذا العام صك انضمامها لاتفاقية امتيازات وحصانات الوكالة. وفي هذا الصدد تلتزم المملكة بعدد من الوثائق الدولية ذات العلاقة بالمجالات النووية، بما في ذلك المتعلقة بالأمن والأمان والضمانات النووية. كما تتعاون المملكة مع الوكالة لاستضافة ورشة عمل للتعريف بالاتفاقية المشتركة بشأن أمان التصرف في الوقود المستهلك وإدارة النفايات المشعة، التي ستتم دعوة الدول غير الأعضاء في الاتفاقية إليها؛ لتعزيز الجهود الدولية الساعية إلى عالمية هذه الاتفاقية.
وأكد وزير الطاقة أن المملكة استفادت من بعثة الوكالة للمراجعة الرقابية المتكاملة التي أتمت مهمتها في أكتوبر من عام “2023م”، وأسهمت بشكل فاعل في تقييم جهود الرقابة النووية الوطنية، وتقييم تكامل العمل الرقابي النووي الوطني بصورة شاملة، مشيرًا إلى أن البعثة أشادت بتقيد المملكة بمعايير الأمان الإشعاعي، ونوهت بتطور إطارها الرقابي النووي والإشعاعي، والتزامها بمواصلة تطوير الممارسات وفقًا لأفضل المعايير الدولية.
وقال: أتقدم هنا بالشكر للوكالة ومديرها العام على تقديم هذه الخدمات المميزة، التي تؤكد بصورة عملية الدور الحيوي والمهم الذي تنهض به الوكالة.
وختم وزير الطاقة كلمته بتأكيد المملكة على أهمية منظومة الأمن والأمان النوويين، مبينًا أن مسؤولية الحفاظ على هذه المنظومة داخل أي دولة تقع بشكل كامل على عاتق الدولة وفقًا لمتطلباتها الوطنية والتزاماتها الدولية. وقال: وفي هذا السياق يسرنا رؤية ثمرات مبادرة تأسيس مركز التدريب الدولي للأمن النووي التابع للوكالة في سايبرسدورف الذي كانت المملكة المساهم الأكبر في تأسيسه ودعمه ماديًا، وأثره الملموس في تعزيز القدرات الوطنية للدول الأعضاء والمنظومة العالمية للأمن النووي.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية الأمیر عبدالعزیز بن سلمان المملکة العربیة السعودیة النوویة والإشعاعیة رئیس مجلس إدارة الطاقة النوویة للطاقة الذریة الاستفادة من وزیر الطاقة فی هذا

إقرأ أيضاً:

غادة والي تدعو المجتمع الدولي لمساندة جهود الوكالة الدولية للطاقة الذرية

دعت مدير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة الدكتورة غادة والي، المجتمع الدولي لمساندة جهود الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتحقيق السلامة النووية.

جاء ذلك خلال أعمال الدورة العادية الثامنة والستين للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي بدأت، اليوم الاثنين، وتستمر 4 أيام، حيث سينظر كبار المسؤولين وممثلو الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مجموعة من القضايا.

وناشدت غادة والي في كلمة نيابة عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إيران وروسيا للتعاون مع الوكالة خاصة في تأمين محطات الطاقة النووية، وعلى رأسها محطة زاباروجيا.

من جانبه، أعرب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي، عن تضامنه مع النمسا ودول وسط أوروبا في أزمة الفيضان والأعاصير التي تجتاح البلاد حاليا.

وأوضح جروسي، أن دور الوكالة هو منع خطر التسلح النووي ونشر السلام والأمان حول العالم، مشيرا إلى دعم الوكالة للتكنولوجيات التي تحسن الإنتاج الزراعي وتحقق الأمن الغذائي.

وقال إن الوكالة تعمل على توفير الطاقة النووية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية لتوفير العلاج الإشعاعي لمرضى السرطان وتأمين احتياجات المستشفيات في هذا المجال.

وأضاف أن الوكالة وفرت المعدات الطبية لنحو 130 دولة في فترة الوباء، كما تعمل على علاج أزمة الطاقة والالتزام بالمعايير الدولية لمكافحة تغير المناخ.

شارك في أعمال المؤتمر سفير مصر الجديد في فيينا وممثلها أمام المنظمات الدولية محمد نصر، كما سيلقى وزير الكهرباء والطاقة الدكتور محمود عصمت كلمة مصر أمام المؤتمر، بفيديو مسجل.

وتم انتخاب الهيئة الجديدة لمكتب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في افتتاح أعمال المؤتمر.

اقرأ أيضاًرئيس هيئة شؤون الأسرى: يجب الضغط على إسرائيل لوقف تنفيذ أجندتها الرامية لتعميق الأزمة

وزير المالية: نعمل على خفض أعباء الدين للناتج المحلي برؤية أعمق للإصلاح الاقتصادي

التعليم العالي: تنظيم 300 دورة تدريبية بالمعاهد لتأهيل الشباب المُقبلين على الزواج

مقالات مشابهة

  • سلطنة عُمان تشيد بمبادرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تسخير الذرة من أجل الغذاء
  • كيف تؤثر تطورات الشرق الأوسط على مؤتمر الوكالة الدولية للطاقة الذرية؟
  • التعليم تعلن توقيع اتفاقية التعاون التقني مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية
  • مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية تشارك في مؤتمر الوكالة الدولية للطاقة الذرية
  • المملكة تتوجه للاستفادة من الطاقة النووية للأغراض السلمية .. الأمير عبدالعزيز بن سلمان: تطوير القدرات البشرية في مجال التقنية النووية ومجالاتها الرقابية
  • شاهد: السعودية تعلن العمل لبناء أول محطة لإنتاج الطاقة النووية في المملكة
  • المملكة تؤكد أهمية منظومة الأمن والأمان النوويين وتعلن التوجه نحو الاستفادة من الطاقة النووية للأغراض السلمية
  • الإمارات تشارك في مؤتمر الوكالة الدولية للطاقة الذرية بفيينا
  • غادة والي تدعو المجتمع الدولي لمساندة جهود الوكالة الدولية للطاقة الذرية