أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، نظيره الأميركي لويد أوستن، الاثنين، بأن الفرص تتضاءل أمام حل دبلوماسي للمواجهة مع جماعة حزب الله اللبنانية، المدعومة من إيران.

وجاءت تصريحات غالانت في الوقت الذي يزور فيه المبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان، آموس هوكستين، إسرائيل لمناقشة الأزمة على الحدود الشمالية، حيث تتبادل القوات الإسرائيلية إطلاق الصواريخ مع حزب الله، منذ شهور.

ونقل بيان لمكتب غالانت عن الوزير قوله لأوستن في مكالمة هاتفية "يتضاءل احتمال التوصل إلى إطار متفق عليه يتعلق بالجبهة الشمالية".

وأضاف غالانت أن "المسار واضح" طالما استمرت الجماعة اللبنانية في ربط نفسها بحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) التي تقاتل القوات الإسرائيلية منذ ما يقرب من عام، بحسب ما نقلت "رويترز".

وتأتي زيارة هوكستين، المقرر أن يلتقي برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وسط جهود لإيجاد طريق دبلوماسي للخروج من الأزمة التي أجبرت عشرات الألوف من السكان على جانبي الحدود على مغادرة منازلهم.

والاثنين، قال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد منسر إن الحكومة ملتزمة بإعادة سكان الشمال إلى منازلهم، ولا يمكن الاستمرار بالوضع الحالي.

وشدد منسر على أن إسرائيل ستستمر بالرد بقوة على اعتداءات حزب الله لإعادة الأمن إلى حدودها الشمالية.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، الاثنين، أن قائد المنطقة الشمالية في الجيش أوصى بعملية حدودية سريعة لإنشاء منطقة عازلة في جنوب لبنان.

وكان إطلاق حزب الله للصواريخ على إسرائيل في الثامن من أكتوبر بمثابة بداية لأحدث حلقات الصراع بين الجانبين، ومنذ لك الحين يتبادل الجانبان إطلاق الصواريخ ونيران المدفعية والقذائف بشكل يومي وتخلل ذلك ضربات جوية إسرائيلية في عمق الأراضي اللبنانية.

وقال حزب الله إنه لا يسعى إلى توسيع نطاق الحرب في الوقت الراهن، لكنه سيخوض غمارها إذا شنتها إسرائيل.

ويقول المسؤولون الإسرائيليون منذ شهور إن إسرائيل لا يمكنها قبول إخلاء البلدات الواقعة عند حدودها الشمالية إلى أجل غير مسمى غير أن التساؤلات تثور بشأن مدى استعداد الجيش لغزو جنوب لبنان، بينما تواصل القوات عملياتها في غزة.

ويضغط بعض الأعضاء اليمنيين في الحكومة الإسرائيلية من أجل التحرك. ودعا إيتمار بن غفير وزير الأمن الوطني اليوم الاثنين إلى إقالة خصمه القديم غالانت.

وقال في بيان عبر منصة إكس "نحن بحاجة إلى قرار في الشمال، وغالانت ليس الشخص المناسب لاتخاذه".

وقُتل المئات من مسلحي حزب الله وعشرات الجنود والمدنيين الإسرائيليين في تبادل إطلاق النار، وهو ما حوَّل المجتمعات السكنية على جانبي الحدود إلى مدن أشباح.

وكاد الجانبان أن ينزلقا في حرب شاملة الشهر الماضي بعد أن قتلت القوات الإسرائيلية قياديا كبيرا في حزب الله في بيروت ردا على هجوم صاروخي أدى إلى مقتل 12 طفلا وقاصرا في هضبة الجولان.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

يديعوت أحرونوت: لا حرب في الشمال قبل الانتخابات الأميركية

قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن إسرائيل لن تغامر بحملة كبرى ضد حزب الله اللبناني قبل الانتخابات الأميركية بسبب معارضة الإدارة الديمقراطية التي تخشى حربا إقليمية تفقد المرشحة كامالا هاريس أصوات المؤيدين للقضية الفلسطينية.

وكتب رون بن يشاي -في تحليل مطول- أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت يتفقان على ضرورة عودة سكان الشمال إلى منازلهم، وأن غالانت والمنظومة الأمنية لا يرهنان شن حملة كبرى بوقف القتال في غزة، أو يفضلان إبرام صفقة أسرى تثمر وقف إطلاق نار في الشمال أيضا.

واوضح أن بيان الحكومة الذي أضاف عودة سكان الشمال إلى بيوتهم هدفا رسميا لحرب بجبهة لبنان هو بالأساس رسالة سياسية وتحذير للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، ومحاولة لمساعدة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين في جهوده لإبرام اتفاق ينسحب بموجبه مقاتلو الحزب من قرب الحدود، وفق رأيه.

وكان وزير الدفاع غالانت وقائد أركان الجيش هرتسي هاليفي قالا علنا إن الاستعدادات لحملة في لبنان اكتملت، وهما لا ينتظران إلا موافقة المستوى السياسي.

ورجح الكاتب الإسرائيلي أن تكون الخطط قد اكتملت، وقال إن المنظومة الأمنية تفضل حملة كبيرة تحيد تماما خطر حزب الله وتغير موازين الردع، ولا تقتصر على إنشاء منطقة عازلة لن تردع الحزب عن إطلاق صواريخه الثقيلة ومسيّراته لتغطي كل إسرائيل، وقد تنتهي محاولات تأمينها بحرب استنزاف جديدة كالتي شهدها جنوب لبنان من 1985 إلى 2000.

وحذر رون بن يشاي من أن سعي نتنياهو إلى عزل غالانت يضر بأهداف إسرائيل وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، فهو يأتي في ذرورة الحرب ويعبر عن انقسام داخلي متزايد في المجتمع الإسرائيلي "ويشجع نصر الله وإيران" على ألا يتخليا عن السلاح في جنوب لبنان، ناهيك عن الضرر الذي سيلحقه رحيله بهذا الشكل بالشرعية الداخلية وبما سماه غطاء الشرعية الذي يحاول الأميركيون توفيره لإسرائيل دوليا.

الديمقراطيون والحرب

وحسب الكاتب الإسرائيلي، فإن تل أبيب لا تستعجل الحرب في الشمال، ليس بسبب خلاف نتنياهو وغالانت وإنما بسبب معارضة الإدارة الديمقراطية سرا وعلنا لأسباب تتعلق على الأرجح بالانتخابات القادمة، إذ تخشى فقدان أصوات المؤيدين للقضية الفلسطينية إذا اندلعت حرب إقليمية قبل الاقتراع، وهو ما يجعلها تعارض التصعيد في غزة وفي لبنان تحديدا لأنه "لن يترك لإيران وحلفائها من خيار إلا التدخل".

ورغم أن طهران تفضل تحاشي حرب كبرى في المنطقة ما دامت لا تملك أسلحة نووية جاهزة للاستخدام وموثوقة -حسب الكاتب الإسرائيلي- فإن نصر الله قد يطلب منها إطلاق صواريخ ومسيّرات تشتت سلاح الجو حتى لا يركز قوته على بيروت وبعلبك، وقد يطلب منها أيضا تحريك حلفائها في العراق واليمن لتساعد في القتال على الأرض.

وكان وزير الدفاع غالانت قال لنظيره الأميركي لويد أوستن إن إسرائيل لا يمكنها أن تسمح باستمرار "معاناة" سكان الشمال، لكن نتنياهو والمنظومة الأمنية يتفقان -وفق الكاتب- على ضرورة الاستجابة لمطالب واشنطن بضبط النفس مقابل تلقي الدعم السياسي اللازم منها.

وهذا الدعم -الذي تحتاجه إسرائيل كما يرى الكاتب- يجعلها تنصاع للمطالب وتعمل على إبرام صفقة أسرى تثمر أيضا وقف إطلاق نار في الشمال وتمنح مبعوث واشنطن الوقت الكافي ليقنع نصر الله بأن خياره الأفضل اتفاق يسحب بموجب قواته من قرب الحدود بدل قسره على ذلك بعمل عسكري واسع.

واختتم الكاتب تحليله بالقول إن على سكان شمال إسرائيل أن يقتنعوا بأنهم لن يعودوا إلى بيوتهم لبعض الوقت، وإن الجيش يستغل هذا الوقت لتدمير ما يسميها البنية التحتية لحزب الله -ولا سيما منصات إطلاق الصواريخ هناك- حتى يواجه التوغل البري مقاومة أقل إذا أطلق بعد بضعة أشهر، لكن إسرائيل تكون حينها قد تأكدت من استمرار دعم الولايات المتحدة بغض النظر عن رئيسها الجديد.

ويأتي هذا بعد أن قالت القناة الـ13 الإسرائيلية السبت الماضي إن نتنياهو قرر توسيع العملية العسكرية على الجبهة الشمالية، وإن إسرائيل "بصدد عملية واسعة وقوية في الجبهة الشمالية".

وجاء قرار نتنياهو توسيع العمليات العسكرية بالشمال في ظل توقعات بأن يتم التصديق رسميا على اعتبار إعادة سكان البلدات الحدودية شمال إسرائيل إلى بيوتهم هدفا من أهداف الحرب الحالية.

مقالات مشابهة

  • متهمة بعملية بيجر.. ما هي الوحدة شموني ماتايم الإسرائيلية المختصة بالحرب الإلكترونية؟
  • مرحلة جديدة من الحرب بدأت.. اعتراف ضمني لوزير الدفاع الإسرائيلي بعملية حزب الله
  • يديعوت أحرونوت: لا حرب في الشمال قبل الانتخابات الأميركية
  • حزب الله يحمل إسرائيل مسؤولية العدوان بعملية الـ بايجر ويتوعد بالرد
  • هيئة البث الإسرائيلية: حزب الله يستعد لشن عملية عسكرية ضد إسرائيل
  • صحيفة عبرية تتحدث عن أخطر لحظة وقرار تواجهه إسرائيل منذ 7 أكتوبر
  • إسرائيل تتحدث عن فرص تتضاءل بمواجهة حزب الله
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: الفرص تتضاءل أمام الحل الدبلوماسي مع حزب الله
  • مصادر إسرائيلية تتحدث عن إقالة غالانت وتعيين ساعر وزيرا للحرب.. نفي مزدوج