دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عادةً ما تستحضر فكرة الانتقال إلى فرنسا أحلام الرومانسية، أو التلّذذ بالطعام الشهي، مع وجود الكثير من المطاعم التي تحتفي بنجوم"ميشلان" وثقافة المقاهي.

ويبدو أن الأمريكية، جين ساتو، وجدت الأمرين في فرنسا، حيث سعت إلى تعليم السكان المحليين كيفية الطهي في بلد معروف بازدراء مأكولات الأجانب.

وغادرت الأمريكية البالغة من العمر 56 عامًا منزلها في ولاية فرجينيا الأمريكية قبل عقدين من الزمن، لتبدأ حياة جديدة في منطقة بروفانس الريفية جنوب فرنسا.

وتنحدر ساتو من عائلة من المزارعين الشغوفين بالطبخ، كما أنّها عملت في قطاع الطعام قبل اتخاذها لهذه الخطوة، وقد غذى حبها للطعام طموحها بالانتقال يومًا ما إلى المنطقة الفرنسية المعروفة بقوائم الطعام المتوسطية.

لطالما حلمت الأمريكية، جين ساتو، بالانتقال إلى بروفانس في فرنسا، حيث تدير مدرسة للطهي حاليًا.Credit: Jane Satow

وقالت ساتو لـCNN: "عملت في بداية حياتي بالكثير من المطاعم، ومن ثم عملت أخيرًا في العديد من المطاعم الفاخرة (في الولايات المتحدة)، ما ألهم شغفي بالطعام الفاخر، والنبيذ، والطهي". 

وبعد فترة من العيش في تشيلي، تنقلت مع زوجها البريطاني عبر المحيط الأطلسي، وفي عام 2005، انتقلا للعيش بالقرب من سان ريمي دو بروفانس، وهي بلدة خلابة قاموا فيها بتربية أطفالهما الثلاثة، حيث قالت: "كان الانتقال إلى بروفانس بمثابة حلم يتحقق بالنسبة لي، ولم أنظر إلى الوراء قط".

ورغم أنّ زيجتها لم تستمر، إلا أنّها قرّرت البقاء بعد الطلاق.

قصة رومانسية  أزهار الكوسا المقلية.Credit: Jane Satow

التقت ساتو بشريكها الفرنسي الجديد، كريستوف دوماس، في عام 2019 بجلسة لتعليم رقصة الـ"سالسا"، إذ تنسب الفضل إليه لمساعدتها في تحقيق رغبة طال أمدها تنطوي على مشاركة معرفتها بالطعام مع الآخرين.

وأوضحت: "راودني هذا الحلم المتمثل بالرغبة في فتح مطبخ لتعليم الطهي منذ وصولي إلى فرنسا، وأخيراً وبدعم وتشجيع من كريستوف، بدأت في البحث عن مكان لأشتريه بهدف إنشاء مساحة مخصصة حيث يمكنني تقديم دروس الطبخ".

وعثرت ساتو على منزل قديم يعود تاريخه إلى القرن السابع عشر بالمركز التاريخي لسان ريمي في عام 2019، ولكنها اضطرت إلى تأجيل أعمال التجديد وافتتاح المدرسة بسبب جائحة كورونا.

ورُغم خيبة أملها، إلا أنّها استغلت الوقت لتطوير وصفات جديدة واختبار الوصفات القديمة في مطبخها الجديد.

وافتُتِح مطبخها، واسمه "La Cuisine Provençal"، في عام 2021. وهي ترحب الآن بعملاء من جميع أنحاء العالم، وغالبيتهم عبارة عن مسافرين قادمين إلى بروفانس لأول مرة، بالإضافةً إلى السكان المحليين.

من حلم إلى حقيقة تحضّر ساتو الأطباق الكلاسيكية المحلية مع إضافة لمساتها الخاصة.Credit: Jane Satow

لا تزال ساتو تعيش في المنزل الريفي الذي كانت تتقاسمه مع زوجها السابق في قرية إيجاليير، التي تبعد نحو 12 كيلومترًا خارج سان ريمي.

وتعرض الأمريكية المنزل للإيجار لمن يرغبون بقضاء العطلات فيه صيفًا.

وعندما يمتلئ المنزل بالضيوف، تنتقل ساتو إلى منزلها القديم في سان ريمي، حيث يتواجد "المطبخ"، إذ قالت: "كنت محظوظة جدًا بشراء المنزل قبل كورونا، إذ ارتفعت أسعار المنازل بنحو 30% منذ ذلك الحين بسبب قيام الكثير من الباريسيين بشراء منازل ثانية في بروفانس بعد ذلك".

ودفعت مبلغ 200 ألف يورو (حوالي 222 ألف دولار) مقابل المنزل التاريخي الذي بلغت مساحته 85 مترًا مربعًا.

وأكّدت أنّ مشروعها كان "حلمًا تحول إلى حقيقة، ولم أكن لأتخيل أبدًا مدى النجاح الذي حققناه".

المكونات المحلية

يقدم مطبخ " La Cuisine Provençal" دروس طهي جماعية باللغتين الإنجليزية والفرنسية لـ50 مشاركًا كحدٍ أقصى، وينظم وجبات عشاء خاصة أيضًا.

ويستخدم المطبخ المكونات الطازجة فقط، بالإضافة إلى منتجات المزارعين المحليين، وزيت الزيتون المحلي، والقليل جدًا من القشدة أو الزبدة.

وتشعر ساتو بأنّها محظوظة لتمكنها من الحصول على لحم الضأن الشهي، والأسماك الطازجة من البحر الأبيض المتوسط، والدواجن واللحوم التي تُربّى في المزارع، وتتغذى على العشب. 

صدامات ثقافية

بصرف النظر عن الطعام والرومانسية، يتمتع العيش في جنوب فرنسا بمزايا أخرى، إذ أن تكلفة المعيشة أقل بكثير من الولايات المتحدة. 

وعلى سبيل المثال، تُعتبر أنواع الخضار، والفاكهة الطازجة، والمنتجات الخاصة مثل الجبن الفرنسي، واللحوم الباردة، والنبيذ، أقل ثمنًا بكثير.

وعند الحديث عن سان ريمي، أكّدت ساتو أنّها "ساحرة للغاية"، لافتة إلى أنها وقعت في حب الريف، وأشجار الزيتون، وحقول الخزامى.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: طبخ مشاريع فی عام

إقرأ أيضاً:

بلينكن: أمريكا لم تكن تعلم بانفجارات لبنان.. و3 بنود تعطل اتفاق وقف الحرب في غزة

عواصم - الوكالات
أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنه تم الاتفاق على 15 بندا من بين 18 بندا في اتفاق وقف إطلاق النار المقترح لكن القضايا المتبقية تحتاج إلى حل.

وأضاف أنه تم مناقشة الخطط المتعلقة باليوم التالي لوقف إطلاق النار في غزة.

وأشار إلى أن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة سيؤدي إلى تهدئة النقاط الساخنة في شمال إسرائيل وجنوب لبنان والبحر الأحمر

وأكد أن واشنطن لم تكن تعلم بانفجارات لبنان وما زلنا نجمع الحقائق بشأنها.

 

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: إجلاء 99 لاجئاً صومالياً من اليمن إلى بلادهم
  • 5 وصفات طبيعية تمنع تساقط الشعر من أول استعمال.. «مش مكلفة»
  • إجلاء 99 لاجئاً صومالياً من اليمن إلى بلادهم
  • بلينكن: أمريكا لم تكن تعلم بانفجارات لبنان.. و3 بنود تعطل اتفاق وقف الحرب في غزة
  • مغاربة يطلقون عريضة لتطبيق المعاملة بالمثل و فرض الفيزا على الفرنسيين
  • باسيل: لمتابعة كل ما يلزم لعودة النازحين السوريين إلى بلادهم
  • طريقة عمل صينية بطاطس بالكريمة والدجاج| وجبة شهية وسهلة التحضير
  • لبشرة مشرقة.. وصفات طبيعية للتخلص من ندبات حب الشباب
  • يمنيون يتظاهرون في هولندا احتجاجًا على تصنيف بلادهم "آمنة"