في اليوم العالمي للديمقراطية.. الشباب السوداني بين أحلام «ديسمبر» وكوابيس حرب الجنرالات
تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT
في ساحة الاعتصام أمام القيادة العامة في الخرطوم تعالت شعارات الثورة السودانية كـ «سودانا نسوى جديد» و«كل البلد دارفور» كانت تلك الهتافات رمزاً لطموحات شباب السودان في بناء وطن تسوده العدالة والديمقراطية.
التغيير: فتح الرحمن حمودة
بعد انقلاب 25 أكتوبر 2021 واندلاع حرب 15 أبريل 2023 أصبحت تلك الأحلام عرضة للتحديات حيث تحاول الحرب القضاء على آمال الشباب في ديمقراطية مستدامة.
واليوم وبعد مرور ما يقارب عام ونصف على بداية الحرب يجد الشباب السوداني الذين قادوا ثورة ديسمبر 2018 أنفسهم موزعين بين جبهات القتال والنزوح واللجوء باحثين عن سلام دائم في وطنهم.
وفي ظل الاحتفال باليوم العالمي للديمقراطية استطلعت «التغيير» آراء عدد من الشباب السوداني حول مستقبل الديمقراطية في السودان والتحديات التي تواجهها ما بعد الحرب الدائرة حالياً.
استبصار المشهدوفي هذا الصدد يرى الشاب أكرم نجيب، أن الحديث عن مستقبل الديمقراطية في السودان يتطلب استبصارا للمشهد المعقد الذي تمر به البلاد.
ويقول لـ «التغيير» إنه في ظل المتغيرات السريعة محليا وعالميا من الصعب تخيل مستقبل ديمقراطي للسودان بحدوده الحالية.
ويتوقع أكرم أن الحرب ستطيل أمدها مما سيؤدي إلى تقسيم السودان إلى عدة دول ضعيفة وفاشلة وهو ما يجعل من المستحيل تحقيق الديمقراطية في ظل غياب مؤسسات دولة قوية.
دار منظمة أسر شهداء ثورة ديسمبر 2018ويضيف أن “الديمقراطية تحتاج إلى مؤسسات قوية وإذا انقسم السودان فلن تكون هناك فرصة لتحقيقها أو ازدهارها” لان الحكم الرشيد يجب أن يكون ديمقراطيا في جوهره ولكن في ظل الدول الضعيفة التي ستنتجها الحرب لن نرى هذا النوع من الحكم.
بينما ترى الشابة عبير طه، أن عسكرة الدولة تعيق الديمقراطية و أضافت لـ «التغيير» أن الديمقراطية في السودان ليست في الأفق القريب لأنها لم تكن واضحة لدى السودانيين وتجاربهم معها لم تكن كافية لتمسكهم بها.
وتضيف بأن التاريخ الطويل للحكم العسكري في السودان والحرب الحالية يدفعان الناس للاعتقاد بأن الحل العسكري هو الأسلم.
و تعتقد عبير أن عسكرة الدولة الحالية تعزز من فكرة أن الحكم الديمقراطي بعيد المنال حتى بعد انتهاء الحرب.
ومضت قائلة إنه حتى إذا انتهت الحرب عسكريا فإن المجتمعات لن تتعافى سريعا والديمقراطية تحتاج إلى وعي ومعرفة لا أظن أنها ستتوفر في السودان ما بعد الحرب.
كيفية إنهاء الحربالشاب أبّو يظل متفائلا بإمكانية رؤية سودان ديمقراطي موحد بعد الحرب ويعتقد أن الطريق إلى الديمقراطية يعتمد على كيفية إنهاء الحرب.
وقال لـ «التغيير» إذا توقفت الحرب بمفاوضات بين الجيش وقوات الدعم السريع وتم الاتفاق على الخروج من الحياة السياسية فقد نشهد تحولا ديمقراطيا.
ويرى أن اتفاق القوى السياسية الحالية على مشروع وطني موحد هو الطريق نحو سودان ديمقراطي، لكنه يشير إلى أن الانتصار العسكري لأحد الأطراف سيعقد الأمور ويؤخر هذا التحول.
و لكن محمد إبراهيم، يرى أن الديمقراطية هي البديل عن العنف و يعتقد أن الديمقراطية هي الطريق الرشيد الذي يجب أن يسلكه السودان بعد الدروس القاسية التي علمتها الحرب.
وقال لـ «التغيير» الصراع على صناديق الانتخابات والمناظرات المدنية أقل كلفة بكثير من الصراع المسلح.
ويؤكد أن الديمقراطية يجب أن تكون الخيار المفضل لأنها ستجنب السودان العنف وتوفر مخرجا جيدا من دوامة الانقلابات والحكم العسكري.
إلا أن يسرا النيل، ترى أن مستقبل الديمقراطية في السودان بعد الحرب مظلم وتشير إلى التحديات المرتبطة بوجود المليشيات المسلحة والمجموعات العسكرية المتنامية.
وقالت في حديثها لـ «التغيير» حتى لو انتهت الحرب سيكون من الصعب دمج أو تسريح تلك المليشيات، مما يعقد الطريق نحو نظام ديمقراطي.
وتضيف بأن الأنظمة الشمولية والعسكرية في السودان قد أجهضت كل محاولات التحول الديمقراطي في الماضي وسيكون من الصعب تحقيقه دون ضغط وحشد دولي.
بينما تختلف آراء الشباب السوداني حول مستقبل الديمقراطية لكنها تتفق على أن الطريق إليها مليء بالتحديات في ظل الحرب المستمرة والوجود العسكري المتزايد حيث يبدو أن تحقيق حكم ديمقراطي في السودان ما بعد الحرب يتطلب جهودا محلية ودولية كبيرة فضلا عن إصلاحات شاملة للمجتمع السياسي والمدني.
الوسومالديمقراطية الشباب السوداني ثورة ديسمبر 2018 حرب الجنرالات حرب الجيش والدعم السريعالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الديمقراطية الشباب السوداني ثورة ديسمبر 2018 حرب الجنرالات حرب الجيش والدعم السريع الدیمقراطیة فی السودان مستقبل الدیمقراطیة الشباب السودانی أن الدیمقراطیة بعد الحرب
إقرأ أيضاً:
غالبية الألمان قلقون على الديمقراطية بعد 80 عاما من نهاية النازية
أظهرت نتائج استطلاع للرأي العام في ألمانيا أن غالبية الألمان لا يزالون قلقين بشأن الديمقراطية، ويخشون اندلاع حرب عالمية ثالثة بعد 80 عاما من نهاية النظام النازي.
وأظهر الاستطلاع الذي أجراه معهد "يوجوف" أن 64% من الألمان يرون أن الديمقراطية في ألمانيا في خطر. ويرى 60% أن هناك أوجه تشابه بين الحاضر وثلاثينيات وأربعينيات القرن الـ20.
واعتبر 43% أن تكرار حكم استبدادي مماثل للدكتاتورية النازية أمر محتمل. وأعرب 59% من الألمان عن مخاوف محددة من اندلاع حرب عالمية ثالثة قريبا.
وانتهت الحرب العالمية الثانية في أوروبا باستسلام ألمانيا في الثامن من مايو/أيار 1945، ويرى 45% من المشاركين في الاستطلاع أن هذا التاريخ يمثل تحريرا لألمانيا، في حين يرى 15% أنه يمثل هزيمة. وبالنسبة لـ27% من المشاركين يعد هذا اليوم "يوم التحرير والهزيمة في الوقت نفسه".
تدمير ألمانياويرى 75% من المشاركين في الاستطلاع أن النازيين هم المسؤولون عن تدمير ألمانيا، بينما يرى 27% آخرون أن الحلفاء هم السبب في تدمير ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية. ويحمل 55% من الألمان بلدهم مسؤولية أخلاقية خاصة تجاه السلام والتعاون في العالم بسبب ماضيها.
وفيما يتعلق بـ"ثقافة التذكر"، قال 67% من المشاركين في الاستطلاع إن الحقبة النازية لا تزال تؤثر على وعي ألمانيا بذاتها.
إعلانويرى 34% من الألمان أنه يجري الحديث في بلدهم كثيرا عن دور ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، بينما يرى 23% آخرون أن الحديث حول هذا الأمر محدود للغاية. واتفق 57% مع عبارة "نحن نركز كثيرا على الفصول المظلمة في التاريخ الألماني".
وجرى الاستطلاع، الذي شمل 2196 شخصا فوق 18 عاما، عبر الإنترنت خلال الفترة من 21 إلى 24 مارس/آذار الماضي.