سواليف:
2025-01-30@23:34:05 GMT

نور على نور

تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT

#نور_على_نور

د. #هاشم_غرايبه

من الخطأ القول (عيد المولد النبوي)، فليس في ديننا إلا عيدان: الفطر والأضحى، لذلك نقول ذكرى وليس عيد، وذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليست حدثا عاديا كباقي المناسبات، فهي محطة سنوية هامة لشكر الله على أهم نعمة أنعمها علينا وهي الهداية للإيمان واتباع نهجه، والنبي الكريم هو من أوصل لنا ذلك ودعانا إليه، فكان فضل الله علينا عظيما: “وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا” [آل عمران:103]، فأية نجاة هي أعظم من هذه النجاة!؟.


في كل عام يتجدد الجدل حول جواز الاحتفال بهذه المناسبة، فيتصدى السلفيون المتشددون، منكرين للأمر كونه لم يحتفل به الصحابة والسلف الصالح.
في حقيقة الأمر يجب أن لا يشكل هذا الأمر خلافا وتمترسا في المواقف، صحيح أن العرب لم يعرفوا الاحتفال بأعياد الميلاد، وأن ذلك ابتدعه الغرب، وبحث مجمع نيقية عام 325 لأول مرة في تحديد تاريخ ميلاد المسيح عليه السلام، وحددته كنيسة روما بأنه 25 كانون الثاني متوافقا مع التقاليد الوثنية الأوروبية القديمة بالاحتفال بعيد الشمس في ذلك اليوم، لكن الكنيسة الشرقية خالفتهم، فاختارت تاريخا آخر، ولم تبدأ الاحتفالات بشكل عيد قومي أوروبي الا في القرن التاسع.
أما الاحتفال بعيد المولد النبوي، فلم يعرف إلا في القرن الخامس الهجري، ولم يحتفل به قبل ذلك، ربما لأنه لم يكن هنالك اهتمام عند العرب بتحديد يوم مولد الشخص، إذ لم يكن هنالك تقويم وترقيم للسنوات، بل كان تقدير الأعمار متعلقا بنسبتها الى الأحداث الهامة، كعام الفيل، ولم يتغير ذلك عبر العصور التالية، فالى مائة عام مضت، لم يكن هنالك قيود بالمواليد الجدد، ولا معرفة بتواريخ ميلادهم.
لذلك وحينما أراد المسلمون تثبيت تقويم يؤرخون به، لم يختاروا ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم على عظم مكانته وقدره، ولا تاريخ البعثة وفيها حدث أهم ما وقع للبشرية في تاريخها، وهو تنزيل القرآن العظيم، بل الهجرة لأنها مثلت انبثاق الدولة الإسلامية.
وعليه يمكننا الوصول الى توافق يوقف الخلاف الدائب بين الطرفين: المؤيد للإحتفاء بهذه المناسبة الجليلة، والرافض لذلك ومن أهمهم الشيخ بن باز، الذي أفتى بأنه غير مشروع وهو بدعة مؤدية الى الشرك.
وهو أن لا تعتبر عيدا بل ذكرى، والذكرى تنفع المؤمنين، فالاحتفال بها لا يكون بالطرب وتوزيع الحلوى، ولا تنحصر بتعطيل الدوائر الرسمية وإلقاء الرسميين خطبا إنشائية، بل بمراجعة النفس لتعزيز الإيمان، الذي هو أصلا لا يتحقق إلا بمحبة الرسول الكريم وطاعته، صحيح أنه لا يوجد إنسان وجد أو سيولد يمكن أن يوازي النبي صلى الله عليه وسلم في محبة البشر له، فهي تسكن قلب كل مسلم، بل هو أحب الى المؤمن من نفسه التي بين جنبيه، إلا أن توظيفها لتوليد طاقة إيجابية دافعة الى تحرر أمتنا من التبعية ونهضتها، هو المأمول من استعادة هذه الذكرى.
عندما نستعيدها نستذكر مواقف نبينا صلى الله عليه وسلم الصلبة في مواجهة الطواغيت، وعدم التردد في نصرة دين الله، ومن هذه المواقف ما حدث حينما قام الغساسنة، وهم عملاء الروم من عرب بلاد الشام، بالتعرض لرسوله (الحارث بن عمير) الى ملك بصرى، أثناء مروره في منطقة مؤتة، وقتلوه، فما سكت على ذلك رغم قدرات المسلمين القتالية المحدودة، بل أرسل غزوة الى المكان الذي قتل فيه رسوله، ولما كانت المخاطر المحيقة بهذه الحملة عالية لبعد المسافة وقوة العدو، لذا فقد اعتبرت عملية فدائية بالمقاييس العسكرية، إلا أنه أمام الثبات على المبدأ لم يتردد، وكشف عن قياديته الفذة، فنصره الله بأن حمى مقاتليه فأعادهم سالمين، لكن تأثيرها كان عظيما، فقد كسرت هيبة أعدائه، مما مهد لنصر المسلمين في اليرموك.
إننا في هذه المناسبة أحوج ما نكون الى استذكار مواقف نبينا صلى الله علي وسلم، خاصة مع غلبة الران على النفوس، المتمثل بانهماك قادتنا المعاصرين بحب عرض الدنيا (المال والكرسي) وكراهية الموت (الجهاد).
وما نالته أمته من بعده من عز وسؤدد، فسادت العالم في ظرف ثلاثين عاما، إلا من تأثيره الهائل في نفوس صحابته وتلاميذه النجباء، وما أحاق بها حاضرا من ذل وهوان، إلا بعدما أعرضت عن منهجه.

مقالات ذات صلة شهر عسل نتنياهو تنهيه الاستطلاعات وتقلبه الاخفاقات 2024/09/16

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: نور على نور هاشم غرايبه صلى الله علیه وسلم

إقرأ أيضاً:

مراعاة أصحاب الأعذار في خطبة الجمعة

خطبة الجمعة.. أكدت دار الإفتاء المصرية أنه يستحب للإمام أن يقصر الخطبة؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «أَطِيلُوا الصَّلاةَ وَاقْصُرُوا الْخُطْبَةَ» رواه مسلم، ويندب للإمام أن يخفف الصلاة بالمأمومين؛ لحديث: «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ بِالنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ» رواه النسائي.

خطبة الجمعة


وأوضحت الإفتاء أنه لا يجوز لمسلم طرد مسلم من مسجد ولا إهانته ولا الاستهزاء بأي مصلٍّ ولو بكلمةٍ، فالمساجد لله وخصصت للعبادة، وطلب التخفيف في الصلاة وفي الخطبة ليس عقبة في سبيل تعليم الناس، فتعليمهم يكون بالدروس في المساجد والوعظ والإرشاد، ويجب أن يكون الرد على المصلين بالقول الحسن والكلمة الطيبة والتعاون على البر والتقوى كما قال تعالى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [النحل: 125].

وأجمع العلماء على أن صلاة الجمعة فرض عين، وأنها ركعتان؛ لقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [الجمعة: 9].

أعذار خطبة الجمعة
وصلاة الجمعة تجب على المسلم الحر البالغ العاقل المقيم القادر على السعي إليها الخالي من الأعذار المبيحة للتخلف عنها، وأما من لا تجب عليهم صلاة الجمعة فمنهم المرأة والصبي، وكذلك المريض الذي يشق عليه الذهاب إلى الجمعة، أو يخاف زيادة المرض، أو بطأه، أو التأخير في شفائه؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِى جَمَاعَةٍ إِلَّا أَرْبَعَةً: عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، أَوِ امْرَأَةٌ، أَوْ صَبِيٌّ، أَوْ مَرِيضٌ» سنن أبي داود، وكذلك المسافر؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يسافر فلا يصلي الجمعة في سفره، وكذلك المدين والمعسر والذي يخاف الحبس؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ سَمِعَ الْمُنَادِيَ فَلَمْ يَمْنَعْهُ مِنَ اتِّبَاعِهِ عُذْرٌ» قَالُوا: وَمَا الْعُذْرُ؟ قَالَ: «خَوْفٌ أَوْ مَرَضٌ؛ لَمْ تُقْبَلْ مِنْهُ الصَّلَاةُ الَّتِي صَلَّى» رواه أبو داود، وكل هؤلاء لا جمعة عليهم، وإنما يجب عليهم أن يصلوا ظهرًا، ومن صلى منهم الجمعة صحت منه وسقطت عنه فريضة الظهر.

 

مقالات مشابهة

  • حكم لبس الكمامة في الصلاة بالشرع الشريف
  • مراعاة أصحاب الأعذار في خطبة الجمعة
  • حادثة الإسراء والمعراج وإيمان أبو بكر الصديق
  • ماذا فعل النبي في شهر شعبان؟.. «ترفع فيه الأعمال إلى الله»
  • دار الإفتاء: بعد غد الجمعة أول أيام شهر شعبان 1446 هـ 2025 م
  • «أوقاف الظاهرة» تحتفي بذكرى الإسراء والمعراج
  • من أنوار الصلاة على سيدنا ومولانا محمد عليه الصلاة والسلام
  • حكم أداء ركعتين سنة قبل صلاة المغرب
  • عدد ركعات صلاة التراويح في شهر رمضان المبارك
  • شهر شعبان.. سبب إكثار النبي من الصيام فيه