في حال اندلاع حرب مع لبنان.. على ماذا يراهن نتنياهو؟
تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT
يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السير على حبال التوترات العسكرية والتكتيكات الدبلوماسية، فتارة يُشدد الدعوات لشن هجوم على لبنان، وتارة يُقبل على فتح قنوات الدبلوماسية مع واشنطن لترسيم الحدود البرية مع لبنان.
وتُسلط التحركات المُتناقضة الضوء على انقسامات عميقة داخل حكومة نتنياهو، بين تيار يدفع نحو المواجهة العسكرية وآخر يسعى لإبقاء باب الحوار مفتوحا.
ورغم الانقسام الواضح بين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، فإن الأخير نفِد صبره على ما يبدو إذ خرج عن صمتِه ليَعزِفَ على وتر نفاد الوقت، حيث قال إن فرص التسوية في الشمال تتلاشى خاصة في ظل مواصلة تمسك حزب الله بربط جبهة لبنان وإسرائيل بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
وللعلن بات واضحا أن الداخل الإسرائيلي غير مُوحَّد بشأن جبهة لبنان، فالتقاريرُ تقول إن هناك تعارُضا في المواقف الحكومية الداخلية للبتِّ في مصير هذه الجبهة.
وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن غالانت يرى أن الوقت غير مناسب لمثل هذا الهجوم، ويريد إعطاء فرصة لحل دبلوماسي في الشمال. وتتجه الأنظار إلى تل أبيب حيث من المُقرر أن يُصدِّقَ المجلس الأمني الإسرائيلي، خلال اجتماعه اليوم، على توسيع أهداف الحرب في جبهة الشمال.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن نتنياهو يدفع باتجاه توسيع عمليات العمليات في لبنان بدعم من قائد المنطقة الشمالية، بينما يبدو غالانت ورئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي أكثر تحفظًا. وفي هذا السياق، قال محرر الشؤون الإسرائيلية في "سكاي نيوز عربية"، نضال كناعنة إن "نتنياهو يريد استمرار الحرب في قطاع غزة، وهو لا يريد حربا مع حزب الله". وأضاف أن "غالانت يشكل "وجع رأس" لنتنياهو، ومن يضع جدعون ساعر كوزير لا يريد حربا بالتأكيد". وأشار إلى أن "التصعيد في لبنان جاء كحجة للتخلص من غالانت، ويبدو أن قضية إدخال ساعر للحكومة باتت وشيكة جدا". وعلى وقْعِ طُبول الحرب، تسيرُ الدبلوماسية على خطى موازية. المبعوث الأميركي آموس هوكستين يبحث ترسيم الحدود مع لبنان خلال زيارتِه لإسرائيل. ومع الرفض المُحتمل لمُقترح هوكستين، يرى مسؤولون أمنيون إسرائيلييون أنه من المتوقع أن تنقل تل أبيب ثِقَلَ القتالِ والمعارك إلى شمال البلاد بشكلٍ أكثرَ قوة.
وبحسب مصادرَ إسرائيلية، فإن تحويل هذه الجبهة نحوَ عملٍ عسكري بات يبدو حتميا خاصة أن الحدودَ البرية المُتنازَعَ عليها تُعتبر أرضا خِصبةً لتوسُّعِ رُقعةِ الصراع. من جانبه، قال الكاتب والباحث السياسي رضوان عقيل إن "نتنياهو غير قادر على توسعة المواجهة نظرا لمعرفته بخبرات حزب الله". وأضاف: "إذا وصل هوكستاين لطريق مسدود مع نتنياهو ربما لن يأت إلى بيروت". وأشار إلى أن "حزب الله لا يرى أن إسرائيل ستنفذ عدوانا كبيرا على لبنان".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
كيف تفضح طموحات نتنياهو نقاط ضعف الاحتلال الإسرائيلي؟
نشر موقع "فلسطين كرونيكل" تقريرًا يسلط الضوء على الأساليب التي يعتمدها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للتغطية على نقاط ضعف "إسرائيل" وفشلها في تحقيق أهدافها، وذلك بالأساس من خلال استراتيجية "الهروب إلى الأمام" وإثارة المزيد من التوترات على أكثر من صعيد.
وقال الموقع في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن حملة نتنياهو ضد مصر مثال آخر على عجز إسرائيل عن حسم الحرب في غزة وتغيير الواقع السياسي في القطاع، بعد مرور 17 شهرًا على انطلاق الحرب المدمرة.
وحسب الموقع، فإن نتنياهو كان قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 في حالة من النشوة السياسية؛ حيث بدا أن دبلوماسيته في الجنوب العالمي قد كسرت عقودًا من العزلة الإسرائيلية، كما أن نجاحه في الحصول على الاعتراف الدولي دون تنازلات كبيرة أكسبه شعبية هائلة في الداخل، وكان المتطرفون المحيطون به يتطلعون لإعادة تشكيل المنطقة وتعزيز مكانة إسرائيل عالميا بدعم غير مشروط من الولايات المتحدة.
فشل إسرائيلي ذريع
لكن هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر وما رافقه من فشل إسرائيلي ذريع على جميع الجبهات، كشف -وفقا للموقع- عن فشل نتنياهو في تحقيق تطلعاته، وسرعان ما تجلت الأزمة في غضب عالمي عارم ضد حرب الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل على الفلسطينيين، وأصبح رئيس الوزراء الإسرائيلي مجرمًا مطلوبًا للمحكمة الجنائية الدولية.
وأوضح الموقع أن نتنياهو اختار التصعيد في مواجهة هذه الإخفاقات، فقد أصر على مواصلة الحرب في غزة، والإبقاء على حضوره العسكري في لبنان، وتنفيذ حملات قصف متكررة وواسعة النطاق في سوريا، لكنه فشل حتى الآن في تحقيق أي من أهدافه المعلنة من الحرب المدمرة على غزة، والتي كلفت إسرائيل خسائر غير مسبوقة.
وفي الوقت نفسه، تتعمق الانقسامات بين النخب السياسية والعسكرية، وآخر مظاهر الانقسام إقالة العديد من كبار الضباط وإعادة ترتيب الأوراق في الجيش بما يتماشى مع طموحات نتنياهو السياسية.
وتزامنا مع تكثيف التهديدات تجاه غزة ولبنان وسوريا، صعدت إسرائيل لهجتها تجاه مصر رغم أنها ليست طرفا في النزاع الحالي وكانت أحد الوسطاء الثلاثة في محادثات وقف إطلاق النار.
وأكد الموقع أن السبب الأساسي لهذا التصعيد هو أن نجاح الاستراتيجية الإسرائيلية في ترحيل سكان غزة إلى صحراء سيناء يتطلب موافقة مصر، وقد بدأ كبار المسؤولين الإسرائيليين بتوجيه أصابع الاتهام إلى القاهرة في غياب أي بوادر على إمكانية تحقيق "نصر كامل" في حرب غزة.
التصعيد الإسرائيلي تجاه مصر
وأخذ التصعيد الإسرائيلي تجاه مصر منحى أكثر حدة -وفقا للموقع-، حيث اتهمت بعض الأطراف القاهرة بتسليح حماس، أو بعدم القيام بما يكفي لوقف تدفق الأسلحة إلى المقاومة الفلسطينية.
وعندما رفضت مصر الاتهامات الإسرائيلية وعارضت خطة التطهير العرقي وتهجير سكان غزة، بدأ القادة الإسرائيليون يتحدثون عن تهديد عسكري مصري، زاعمين أن القاهرة تحشد قواتها على الحدود مع إسرائيل.
واعتبر الموقع أن الهدف من توريط مصر في النزاع هو صرف الانتباه عن الفشل الإسرائيلي في ساحة المعركة، لكن هذا التكتيك تحول إلى عملية تضليل، أي إلقاء اللوم على مصر بسبب عدم قدرة إسرائيل على الانتصار في الحرب أو تحقيق هدفها بتهجير سكان غزة.
يضيف الموقع أن نتنياهو شعر أنه حصل على التزام أمريكي واضح بتصدير مشاكل إسرائيل إلى أماكن أخرى بعد أن طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته لتهجير سكان غزة نحو الأردن ومصر. كما لعب زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد ورقة مصر لصرف الانتباه عن فشله في منافسة نتنياهو سياسيا، حيث اقترح في مؤتمر له بواشنطن أن تشرف القاهرة على القطاع لعدة سنوات.
لكن ما لم ينتبه إليه كثيرون -وفقا للموقع- هو إسرائيل لم تأخذ تاريخيا الإذن من أحد لتهجير الفلسطينيين واحتلال أرضهم عندما كانت قادرة على القيام بذلك، ما يعني أن الضغوط التي تمارسها حاليا على الدول العربية للرضوخ لمخططات التطهير العرقي هو علامة على أنها تمر بأكثر اللحظات ضعفا في تاريخها.