رحل طارق الكاتب ولم نعرف السبب
تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
من المفارقات العجيبة في تاريخ الموانئ ان المدرسة المهنية البحرية تأسست قبل الأكاديمية ببضعة أعوام، وكان التلميذ البحري (كاظم فنجان حسين) هو المتفوق الاول في السنة الاولى وفي سنتها الثانية، واذكر ان مجلس إدارة الموانئ قرر منح الناجح الاول حرية اختيار الشركة البحرية التي يرغبها.
وكان الكابتن (المثنى شياع الزيدي) رحمه الله من المتعاطفين جدا مع (كاظم)، ولم تمض بضعة اشهر حتى قرر الكابتن مثنى ادراج إسم (كاظم) مع قائمة الطلاب المكملين الذين نجحوا في الدور الثاني بغية توظيفه في الموانئ، وكان من ضمنهم الكابتن عبد الأمير عبد السيد، ورياض عبد الصاحب، ومحمد ياسين، وغيرهم. .
وكان يتعين على مدير الأفراد وقتذاك (الراحل يحيى المناصير) عرض الأمر الإداري على الدكتور طارق الكاتب لتوقيعه والموافقة عليه، وهنا انفجر الدكتور طارق غاضبا بوجه (المناصير) وخرج من مكتبه منفعلا وهو يرمي الأوراق بوجه يحيى المناصير، ثم خرج في الممر العلوي وهو يصرخ بأعلى صوته: (قلت لكم مليون مرة لا اريد قبول كاظم فنجان في الموانئ). ثم مزق الأوراق وقذفها بوجه يحيى المناصير. .
كان كاظم فنجان يقف مع زملاءه على مسافة قريبة، وشاهد المنظر المؤسف. .
عاد طارق الكاتب إلى مكتبه، ثم خرج الموظفون يسألون كاظم. لماذا غضب عليك الدكتور ؟ هل يعرفك من قبل ؟. ما الذي بينك وبينه ؟. فكان الجواب: لا اعرف – لا اعرف – لا اعرف. .
عاد كاظم إلى بيتهم في المعقل بوجهه المبلل بالتعاسة، فاستقبلته أمه رحمها الله بالعويل والبكاء، ثم شهقت إلى ربها بالدعاء وهي ترى ضياع مستقبل ابنها. .
وفي صباح اليوم التالي ارسل يحيى المناصير سيارة إلى بيت كاظم فنجان، طلب منه الحضور إلى قسم الإفراد لاستلام امر تعيينه بالموانئ. .
قال لهم كاظم: وماذا عن الاستاذ الدكتور طارق الكاتب ؟. قالوا له: لقد جاءت سيارة لوري من بغداد عصر يوم امس ونقلت اثاث بيت الدكتور إلى بغداد، وصدرت الأوامر بفصل الدكتور من الموانئ وحرمانه من العمل في المؤسسات الحكومية. .
لم يكن لكاظم اية واسطة في الدولة العراقية، ولا احد يعلم حتى الان لماذا فصلوا الدكتور من عمله ؟. ولماذا قرروا ترحيله ليلا إلى بغداد ؟ في حين لم يخطر على بال الجن الأزرق ان يكون هذا مصير الرجل الاول في الموانئ العراقية. .
لقد تدرج (كاظم) في معظم المواقع القيادية في الموانئ، حتى اصبح وزيرا للنقل ثم نائباً في البرلمان ممثلا للبصرة بعد حصوله على 18 الف صوت. وحاول زيارة الدكتور طارق في الأردن لمعرفة الاسباب والمسببات التي جعلته يرفض تعيينه في الموانئ، ومعرفة اسباب ترحيل الدكتور إلى بغداد. لكنه فشل في تحقيق اللقاء الذي طال انتظاره. اغلب الظن ان إقالة الدكتور، واستبعاده من البصرة لها علاقة بالغموض الذي عصف بالموانئ وقتذاك، والذي تطرق له الباحث (حسن السعيد) في كتابه الموسوم (نواطير الغرب). . . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الدکتور طارق طارق الکاتب فی الموانئ
إقرأ أيضاً:
عودة نازحي غزة تحيي الحلم الفلسطيني.. ماذا نعرف عن القرار 194؟
أعادت مشاهد عودة النازحين الفلسطينيين من جنوب إلى شمال قطاع غزة، إثر عدوان الاحتلال قبل 15 شهرا، ذاكرة الفلسطينيين للحلم الذي يراودهم بصورة دائمة للعودة إلى بلادهم ومدنهم وقراهم التي هجروا عنها منذ عام 1948.
ومنذ السابع من تشرين أول/أكتوبر 2023 بدأ الاحتلال عدوانا وحشيا على قطاع غزة، وخلال أيام، اضطر آلاف الفلسطينيين للنزوح إلى مناطق جنوب القطاع، بصورة قسرية، بفعل القصف والمجازر، تفاقمت على مدى الشهور التالية وتصاعدت مع تجويع السكان شمال القطاع.
وخلال الشهور الثلاثة الأخيرة قبل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، بدأ الاحتلال عدوانا وحشيا على شمال القطاع، لتهجير ما تبقى من السكان، ومحاولة إفراغه بالكامل وإجراء تطهير عرقي واحتلال المنطقة، في ظل طروحات لليمين المتطرف لإعادة الاستيطان إلى القطاع.
لكن العودة الصغرى للفلسطينيين من جنوب إلى شمال قطاع غزة، لتثبيت أنفسهم في أرضهم، كما أطلقوا عليها، تشكل مؤشرا على إصرارهم على العودة الكبرى، وخاصة أن 80 بالمئة من سكان قطاع غزة، لاجئون مسجلون في القانون الدولي، من المدن والقرى الموجودة في الأراضي المحتلة عام 1948، مثل عسقلان وأسدود ويافا والمناطق المصنفة ضمن الحدود التاريخية لقضاء غزة.
مع إعلان الاحتلال إقامة دولته، جرى تشريد 800 ألف فلسطيني، من أصل 925 ألفا كانوا يسكنون المناطق التي احتلت عام 1948، ومن مجمل مليون و400 فلسطيني في كافة أرضهم التاريخية، أي أن نسبة ما تم تشريده 57 بالمئة من الشعب الفلسطيني.
من أهم القرارات الدولية المتعلقة بعودة اللاجئين هو القرار 194، فيما الذي نعرفه عن هذا القرار:
صدر القرار 194، بتاريخ 11/12/1948، وينص على إنشاء لجنة توفيق تابعة للأمم المتحدة وتقرير وضع القدس في نظام دولي دائم وتقرير حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم.
ينطبق حق العودة للاجئين الفلسطينيين، على جميع الفلسطينيين، الذين طردوا أو غادروا بصورة قسرية، أراضيهم ومنازلهم، بسبب النكبة عام 1948 بالإضافة إلى الحروب والنزاعات التي تبعت ذلك، وكذلك يدخل ضمنهم أبناؤهم وأحفادهم، وفقا للقانون الدولي.
يدخل ضمن القرار 194، اللاجئون الفلسطينيون المسجلون لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، وغير المسجلين كذلك، ممن وقع عليهم آثار الاحتلال لفلسطين عام 1948.
فئات تدخل ضمن حق العودة:
اللاجئون الأصليون:
وهم الأشخاص الذين جرى تهجيرهم من مدنهم وقراهم عام 1948، نتيجة هجمات الاحتلال الإسرائيلي، وفقدوا كافة ممتلكاتهم.
أحفاد اللاجئين:
يصنف حق العودة، بأنه حق جماعي لا شخصي، بمعنى أنه لا يسقط بموت من وقعت عليه النكبة، بل يستمر وينتقل إلى الأبناء والأحفاد بحسب القانون الدولي، ولا يسقط بالتقادم كذلك، وهو حق لكافة أبناء الشعب الفلسطيني على امتداد أجيالهم.
النازحون بعد عام 1967:
يدخل الفلسطينيون الذين جرى تهجيرهم بعد نكسة عام 1967، ضمن تصنيف من لهم حق العودة، بفعل احتلال أراضيهم في الضفة الغربية وقطاع غزة، والقدس المحتلة.
غير المسجلين ضمن "الأونروا":
يحق للفلسطينيين من غير المسجلين في وكالة الغوث، ولديهم إثبات تهجيرهم عن أراضيهم وبلداتهم، المطالبة بحق العودة كونهم من ذات الفئة التي وقع عليهم التهجير.
قرارات دولية تدعم حق العودة:
الإعلان العالمي:
ينص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، في مادته 13، على حق كل فرد في العودة إلى وطنه، في حال جرى تهجيره أو خروجه بصورة قسرية منها بسبب الحروب والنزاعات العسكرية.
اتفاقية جنيف:
تعتبر التهجير القسري جريمة دولية وجريمة حرب، وتؤكد على وجود عودة المهجرين إلى أراضيهم الأصلية وتثبيت حقهم فيها.