تطورات جدري القرود بالقارة السمراء.. نقص الاختبارات يدق ناقوس الخطر
تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT
ما زالت جائحة جدري القرود تؤرق بلدان العالم، وذلك في الوقت الذي تخشى فيه المنظمات الصحية العالمية تفشي المرض، مع اقتراب فصل الخريف، ويعقبه الشتاء ..الفصل الأخص بانتشار الأمراض.
ويشار إلى أن جدري القرود ينتمي إلى نفس عائلة الفيروسات مثل الجدري ولكنه يسبب أعراضا أخف مثل الحمى والقشعريرة وآلام الجسم. يمكن للأشخاص الذين يعانون من حالات أكثر خطورة أن يصابوا بآفات على الوجه واليدين والصدر والأعضاء التناسلية.
أول تصريح للقاح الجدري
وتجدر الإشارة إلى أن لقاح جدري القرود في طريقه للتنور.. بعدما أعلنت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، أنها منحت أول ترخيص لاستخدام لقاح ضد جدري القردة "إم بوكس" للبالغين، واصفة إياه بأنه خطوة مهمة نحو مكافحة المرض في أفريقيا وخارجها.
وكان الترخيص الأولي للقاح من إنتاج شركة بافاريان نورديك يعني أن الجهات المانحة مثل التحالف العالمي للقاحات والتحصين (غافي) ويونيسيف يمكنها شراؤه. لكن الإمدادات محدودة لأن هناك مصنعا واحدا فقط.
فيما قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس: "إن هذا الترخيص الأولي الأول للقاح ضد جدري القردة هو خطوة مهمة في حربنا ضد المرض، سواء في سياق تفشي المرض الحالي في أفريقيا أو في المستقبل".
آخر مستجدات المرض بالكونغومن جهة أخرى، أكد المركز الإفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها خلال أغسطس 2024 إن ما يقرب من 70 في المئة من الحالات في الكونغو - البلد الأكثر تضررا من جدري القردة- هي لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاما، والذين شكلوا أيضا 85 في المئة من الوفيات.
وقال مركز مكافحة الأمراض في أفريقيا، الخميس، إنه تم تسجيل 107 حالة وفاة جديدة و3160 حالة جديدة في الأسبوع الماضي، بعد أسبوع واحد فقط من إطلاقه ومنظمة الصحة العالمية لخطة استجابة قارية.
الدول الأكثر ثراء على أهبة الاستعداد
ويشار إلى أن هناك بيانات عامة ووثائق وتقديرات من منظمات غير حكومية، تشير إلى أن الدول الغنية لديها مئات الملايين من جرعات اللقاحات التي يمكن أن تسهم في مكافحة تفشي مرض جدري القردة في إفريقيا، حيث يقل عدد جرعات اللقاحات المقدمة من دول متبرعة عن العدد المطلوب كثيرا.
وتخزن اللقاحات لسنوات في دول مثل اليابان والولايات المتحدة وكندا تحسبا لعودة مرض الجدري، وهو مرض تم القضاء عليه وينتمي إلى سلالة قريبة من سلالة جدري القردة، إلا أنه أكثر خطورة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جدري القرود جائحة المنظمات الصحية العالمية تفشي المرض جدری القرود جدری القردة إلى أن
إقرأ أيضاً:
الأسوأ منذ عشرات السنين: شتاء لبنان من دون أمطار وثلوج.. والأب خنيصر يدق ناقوس الخطر
يُعتبر موسم شتاء 2024 ـ 2025 من أسوأ المواسم التي مرت على لبنان، فنسبة المُتساقطات أدنى بكثير من المعدل العام ويبدو ان الأيام المُقبلة ومع اقتراب بداية شهر شباط لا تُبشر أيضا بالخير، فما سبب غياب المنخفضات الجوية والعواصف والثلوج عن لبنان؟ وماذا يقول علم المناخ عن هذه الظاهرة؟
يُشير الأب ايلي خنيصر المُتخصص في الأحوال الجوية وعلم المناخ عبر "لبنان 24" إلى انه "منذ أواخر شهر كانون الأول 2024 تسيطر المرتفعات الجوية على شمال شرق افريقيا ووسط آسيا وغربها ووسط اوروبا وشرقها، الامر الذي أضعف حركة المنخفضات الجوية نحو الحوض الشرقي للبحر الابيض المتوسط فغابت الأمطار لعدة أسابيع متلاشية في المتوسط او متجهة نحو اليونان وغرب تركيا والجزائر وتونس والمغرب".
وتابع خنيصر: "خلال الأسبوع الثاني من شهر كانون الثاني الجاري بدا المحيط الأطلسي ناشطاً بحركة المنخفضات العاصفة المُتّجهة من غرب أوروبا نحو ايطاليا والجزائر وتونس، وتراوحت قيم ضغطها ما بين 998 و 1004hpa، ورسمت خطّها نحو الحوض الشرقي للبحر الابيض المتوسط ما بعد 17 من الشهر الحالي".
ولفت إلى ان "منخفضين جوّيين سلكا خط المتوسط نحو قبرص وتركيا في 20 كانون الثاني وتعرّضا لضغطين مرتفعين الاوّل فوق ليبيا ومصر وهو المرتفع شبه المداري 1028hpa، والضغط الثاني هو المرتفع القطبي الذي سيطر على شرق اوروبا وغرب روسيا 1038hpa بالإضافة الى المرتفع السيبيري شرقا 1052hpa، ما أدى إلى ضعف في قوة المنخفضين في حين ارتفعت قيم ضغطها نحو 1015 و 1018hpa فتأثر لبنان والجوار بحالات مطرية متفرقة، أمّا المنخفض الثالث فقد تحوّل الى حالة عدم استقرار يوم 26 الحالي بسبب حصار المرتفعات الجوية له، فغابت بالتالي الموجات القطبية وحلّت بين غرب اوروبا وشمال غرب افريقيا."
وأوضح خنيصر ان "المرتفعات الجوية التي تحمل قيم ضغط مرتفعة اكثر من 1040hpa، هي العدو الأكبر للمنخفضات الجوية التي تحمل قيم ضغط متوسطة، ما يجعلها تتلاشى مكانها بسبب الرياح المعاكسة لها، او تغيّر مسارها نحو مناطق اخرى ذات قيم ضغط اقل انخفاضا."
ولفت إلى ان "أوروبا وشمال افريقيا وغرب آسيا ستشهد لُحمة جديدة للمرتفعات الجوية ما سيؤدي الى غياب المنخفضات عن لبنان والحوض الشرقي للبحر الابيض المتوسط لنحو أسبوع أو ربما اكثر وسوف تتعرض المنخفضات الجوية في البحر المتوسط لرياح معاكسة ستجعل العواصف تستقر ما بين ايطاليا والجزائر وتونس والمغرب لـ 10 أيام تترافق مع نزولات قطبية وتشكل عواصف ثلجية".
ويقول خنيصر : "ما لم تتدخّل السماء وتوقظ منخفض البحر الاحمر في افريقيا ليغطي الحوض الشرقي للبحر الابيض المتوسط وشبه الجزيرة العربية بضغوطه المنخفضة، فلن تصل الامطار والثلوج الى المنطقة".
وحذر من "انه في حال عدم وصول منخفضات فسنُعاني من شح في الينابيع، ومن جفاف في الآبار الارتوازية، ومن نهاية مأسوية لموسم التزلج والقمح وباقي المزروعات في البقاع وعكار، ومن انقطاع مياه الشرب نهائياً، وستثمر أشجار الفواكه بسبب ارتفاع درجات الحرارة، كما ان قلّة الريّ ستضرب موسم الفاكهة، إضافة إلى تراجع الثلوج عن قمم الجبال العالية"، مُشيرا إلى ان "السنة الماضية وفي مثل هذه الأيام بلغت سماكة النسافات الثلجية فوق 2000 متر الـ 25 و 30 متراً الامر الذي ساهم بتخزين المياه الجوفية في الجبال".
وكشف ان "وضع المرتفعات الجوية قد يستمر في الايام الاولى من شهر شباط المُقبل، فلم يبقَ لنا الا منخفض البحر الاحمر، وهو الذي يمكنه كسر الضغوط المرتفعة فتصب حينئذٍ التيارات القطبية في المنطقة ومعها الثلوج الغزيرة والامطار، فالضغط الجوّي فوق لبنان والجوار يتراوح في هذه الايام ما بين 1024 و 1030hpa ووحده منخفض البحر الاحمر يمكنه ان يُساهم بتراجع الضغط نحو 1006 و 1008 لتعود المنخفضات وتصب في مصلحة المنطقة، والاّ فنحن أمام وضع كارثي سيتفاقم مع مرور الأشهر"، بحسب ما يقول خنيصر.
ويُشير خنيصر إلى ان "احتباس الأمطار الذي نُعاني منه حاليا لم يشهده لبنان في السابق، ففي موسم 2014 - 2015 كانت نسبة الهطولات ضعيفة ولكن ليس بالقدر الذي نُعاني منه حاليا".
وعما تمّ التداول به مؤخرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد انتشار صورة تظهر سلسلة من الخطوط والدوائر في سماء لبنان اعتبر البعض انها مواد سامة قد يكون رشها الطيران الإسرائيلي تؤدي إلى التلاعب بالمناخ وإلى احتباس الأمطار وتُدعى هذه المادة "الكيمتريل"، يدعو خنيصر إلى عدم تصديق هذه الأخبار لاسيما ان من يعمد إلى نشرها غير متخصص في علم الطقس.
ويؤكد خنيصر "اننا أمام مرحلة صعبة وهي تحدث للمرة الأولى في لبنان فالضغوط الجوية المُرتفعة تقف حاجزا أمام المنخفضات الجوية"، وتابع: "العام الماضي انا قلت ان لبنان سيغرق نتيجة الأمطار وفعلا هذا ما حصل فشهدنا فيضانات واحتجز الناس في الطرقات بسبب السيول الجارفة واليوم انا أقول ان لبنان سيعاني من شح كبير في المياه".
ولفت إلى حصار جوي سيبدأ بعد 27 كانون الثاني سيؤدي إلى غياب الأمطار والثلوج والكتل القطبية وسنمر خلال 15 يوما بوضع سيئ ونكون بالتالي قد خسرنا 85 بالمئة من موسم الشتاء".
ويختم خنيصر بالقول: "نحن بحاجة لعواصف ومُنخفضات ضغطها ما بين 995 و1005 hpa ولكتل قطبية تؤدي إلى تساقط الثلوج وبالتالي الوضع حاليا صعب جدا والضغوط الجوية تُحاصر المنطقة بأكملها والآتي أسوا إذا استمرت الضغوط المرتفعة بهذا الشكل، ليس لنا حاليا الا الدُعاء لله لكي يتغير الوضع".
إذا نحن بانتظار "أن يبعت ربنا الخير" والا فسنكون أمام "كارثة" على أبواب فصل الصيف.
المصدر: لبنان 24