حول بيته لمكتبه.. حكاية «مواطن شرقاوي» حول منزله لمكتبة أطفال متنقلة (فيديو)
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
أَنا مَن بَدَّلَ بِالكُتبِ الصِحابا لَم أَجِد لي وافِيًا إِلا الْكِتَابا من هذه الكلمات بدأ الحلم وأراد أن يخدم أهله، فابتكر وسيلة لتثقيفهم من خلال عمله بمكتبة عامة بالشرقية، وسارع بتقديم طلب لمدير المكتبة لإستعارة أكثر من ثلاثة ألاف كتاب ونقلهم لقريته وأعلن عن اتاحة هذه الكتب للجميع للقراءة والاستعارة، فأقبل أكثر من 400 شاب وطفل على منزله للقراءة والاستعارة، وتحول المنزل لمكتبة متنقله، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل افترش الأطفال الشارع أمام منزله للقراءة والتعلم.
«تحولت من فكرة لواقع.. واستعارة 2000 كتاب»
وأوضح «محمد عبد العزيز فتحى» فى تصريحات خاصة لـ «الأسبوع» أعمل فى وظيفة مشرف مكتبة مصر العامة وفى 2017م دار فى ذهني فكرة عمل مكتبه عامة للأطفال فى محل إقامتي بقرية بيشة عامر التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية وذلك بهدف تنمية مداركهم وإبداعهم وذلك من خلال استعارة كتب من مكتبة مصر العامة بالزقازيق وإتاحتها مجانًا للرواد الصغار، وعرضت الفكرة على رانيا حشيش مدير مكتبة مصر العامة فوافقت انطلاقا من فكرة المكتبة المتنقلة، وتم استعارة أكثر من 2000 كتاب ووضعتهم فى منزلي ودعوت أبناء قريتي للقراءة والإستعارة بهدف التثقيف والإبداع.
«سيب السوشيال ميديا وأقرا كتاب»
وأضاف «محمد عبد العزيز فتحى» فكرتي جاءت من عزوف غالبية الشباب والأطفال عن القراءة وإدمان السوشيال ميديا والهواتف المحمولة، فكان الهدف ربط الأذهان بالكتب لإعداد جيل مثقف وواعي ومدرك لما يدور حوله من أحداث وملم بقضايا مجتمعه والمساهمة في طرح الأفكار التى تساهم فى خدمة المجتمع.
«خلية نحل تقرأ فى صمت»
وأشار «محمد عبد العزيز فتحي» بعد دعوة أبناء القرية للتثقيف، أقبل أكثر من 500طفل وشاب وتزاحموا على المنزل بحثا عن كتاب، حيث يأتون لمنزلي عصر كل يوم ويتم توزيع الكتب عليهم للقراءة وعقب انتهاء الطالب من قراءة الكتاب يتم سؤاله عن أبرز عناصر الكتاب ومدى استفادته، ويساعدني في تنفيذ الفكرة مجموعة من المتطوعين.
«بيتعلموا فنون الرسم والخط.. وتكريمات وجوائز»
وأكد «محمد عبد العزيز فتحى» بعد انتهاء الطالب من القراءة واستفادته يتم تكريمه ومنحه جائزه تشجيعا على قراءته، وبجانب القراءة نقوم بعمل ورشة عمل لتعليم فنون الرسم بالإضافة لتعليم الخط العربي والشطرنج وتنمية المهارات وتجميع الكلمات، وننظم رحلات مستمرة لهؤلاء الطلاب لمكتبة مصر العامة، كما تم إجراء مسابقة ثقافية للطلاب في القراءة وشارك فيها أبناء قريتنا وحصدوا أعلي الدرجات وتم تكريمهم.
«حلمي مكتبة عامة في كل قرية»
وناشد «محمد عبد العزيز فتحي» المسؤولين بسرعة توفير مكان لإقامة مكتبة عامة بالقرية وأن تعمم الفكرة بجميع قري المحافظة من خلال إنشاء مكتبة فى كل قرية لنشر الثقافة العامة والوعى ومحاربة الشائعات.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مکتبة مصر العامة محمد عبد العزیز أکثر من
إقرأ أيضاً:
أوراق الإمام محمد عبده المجهولة.. ندوة في مكتبة الإسكندرية
شهدت مكتبة الإسكندرية من خلال مركز دراسات الحضارة الإسلامية بقطاع البحث الأكاديمي، ندوة بعنوان "أوراق الإمام محمد عبده المجهولة" للحديث عن مجموعة من الأوراق المكتشفة حديثا في جامعة "الأغا خان" بالمملكة المتحدة.
وجاء ذلك بحضور الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية؛ والدكتور عماد أبو غازي بكلية الآداب جامعة القاهرة، وزير الثقافة الأسبق، والدكتور وليد غالي، بمركز دراسات الحضارة الإسلامية بجامعة "الأغا خان" بالمملكة المتحدة.
وأدار الندوة الدكتور محمد الجمل مدير مركز دراسات الحضارة الإسلامية، بإشراف الدكتورة مروة الوكيل مدير قطاع البحث الأكاديمي.
وقال الدكتور محمد الجمل إن الندوة تتناول الحديث عن مجموعة من الأوراق المكتشفة حديثا للإمام محمد عبده المجدد في الفقه والتاريخ والحضارة الإسلامية، أوراق مجهولة اكتشفت في جامعة "الأغا خان" بالمملكة المتحدة بالصدفة بعد شرائها من إحدى المؤسسات، وشاء القدر أن يكون في نفس الجامعة الدكتور وليد غالي الباحث وشاركه في فحص الوثائق الدكتور عماد أبو غازي الذي كان في زيارة للمملكة المتحدة.
وأشار الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، إلى إن الإمام محمد عبده يعد واحدا من أبرز المجددين في الفكر والثقافة في العصر الحديث وأحد دعاة الإصلاح وأعلام النهضة العربية الحديثة، وقد ساهم بعلمه وفكره في تحرير العقل العربي من الجمود الذي أصابه لعدة قرون، كما شارك في إيقاظ وعي الأمة نحو التحرر من الاحتلال، وإحياء الاجتهاد الفقهي لمواكبة التطورات السريعة في العلم ومسايرة حركة المجتمع وتطوره في مختلف النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية ولقد تأثر به العديد من رواد النهضة.
وأضاف "زايد" أن الندوة تتناول عرض مجموعة من الأوراق والصور والوثائق المخطوطة والمحفوظة بجامعة "الأغا خان" في لندن والتي تم تدوين بعضها بخط الإمام محمد عبده في عام 1883، وتتضمن أيضا أحداثا تاريخية وسياسية متعلقة بتاريخ مصر في تلك الحقبة الزمنية، ومنها لائحة تأسيسية بخط يد الإمام محمد عبده لإقامة حكومة وطنية في مصر، يرجع تاريخها إلى شهر سبتمبر عام 1883 والتي دونها بعد عام واحد من الاحتلال البريطاني لمصر.
وتابع: بأن الندوة تسلط أيضا الضوء على التطور الفكري للإمام محمد عبده وهو التنويري المنفتح على الثقافات بالشرق والغرب والمجدد الديني والمشارك بكل جهده في الحركة الوطنية المصرية، حيث يؤكد على أن رابطة الدولة تقوم على أساس المواطنة والعدل، مطورا منهجه من خلال عدة عناصر منها صناعة الأفكار والكوادر التي تحمل الأفكار وصناعة المؤسسات التي من خلالها تبقى هذه الأفكار.
واستطرد قائلًا "أنه على الرغم من وفاة الإمام محمد عبده عام 1905 إلا أن إنتاجه الفكري المجدد مازال هو المصدر الأساسي الذي يستمد منه الفكر التنويري إلى يومنا هذا، حيث كان الإمام عالما مستنيرا ومفكرا شارك بكل جهده في الحركة الوطنية من أجل مستقبل أفضل لوطنه، وما زال الإمام محمد عبده معينا لا ينضب حتى الآن ليس بفكره الديني الإصلاحي فحسب بل بنضاله السياسي وأفكاره التقدمية.
وتحدث الدكتور وليد غالي، عن قصة اكتشاف الأوراق موضحًا أن مكتبة الجامعة حصلت على المجموعة من إحدى صالات المزادات في لندن، لافتا أن المجموعة تتضمن اثنين من الكراسات أو المخطوطات و7 أوراق مكتوبة بخط الإمام محمد عبده، ومجموعة من الكتب النادرة.
وأوضح أن أحد الكراسات المهمة في المجموعة تحتوي على ترجمة 3 فصول من كتاب أفلاطون "الجمهورية"، بالإضافة إلى وثيقة لائحة الاستقلال المقترحة لإقامة حكومة وطنية، وجزء عن الأمثال والأشعار التي كتبها الإمام محمد عبده، إلى جانب جمل وكلمات خطها بيده خلال فترة تعلمه اللغة الفرنسية.
واستعرض الدكتور عماد أبو غازي محتوى الوثيقة الهامة ضمن أوراق الإمام محمد عبده والتي تتمثل مقترح حكومة وطنية، موضحا أنها تتحدث عن مشروع لاستقلال مصر سنة 1883 وهي عبارة عن لائحة موجهة لبعض المصريين السياسيين من أعضاء الحزب الوطني الأهلي آنذاك ويعد مضمونها مشروعا مقدما للمصريين من بعض الساسة الإنجليز لمناقشة فكرة تشكيل حكومة أهلية في مصر.
وأضاف أن الوثيقة كتبت بصيغة التمويه بهدف عدم الكشف مصدرها تضمنت نقاط مهمة ودالة على التفكير السياسي في هذا الوقت، منها عنوان "لائحة أساسية لإعادة حكومة أهلية لمصر" وهي فكرة تشكيل حكومة أهلية مصرية لإدارة مصر، بالإضافة إلى بند يحدد الأمور التي ينبغي على المصريين أن يضعوها في المرحلة التالية من ناحية الحذر من هجوم أوروبي مرة أخرى، والحرص على دوام الحكومة في أيدي المصريين؛ واتخاذ طريقة سياسية تصمن تقدم البلاد ونجاحها ماديا ومعنويا.
وأشار "أبو غازي" إلى أن الوثيقة تضمنت طرح أمور خاصة بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والتعليم في هذا الوقت؛ مبينا أن تلك الرؤية لم تلغ علاقة مصر بالدولة العثمانية بحيث تكون تابعة لها معنويًا وفق ضوابط معينة، وكذلك المطالبة بوجود تمثيل دبلوماسي لمصر يعزز من علاقاتها الخارجية.