الغارديان: استقالة 5 كتّاب من “أقدم صحيفة يهودية” احتجاجاً على فضيحة المعلومات الكاذبة عن السنوار
تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT
سرايا - نشرت صحيفة “جويش كرونيكل” تقريراً أعدّه ماثيو ويفر قال فيه إن خمسة كتّاب بارزين في الصحيفة اليهودية الصادرة في لندن استقالوا احتجاجاً على نشرها سلسلة مقالات لجندي إسرائيلي سابق اختلق فيها الأحداث.
وقالت الصحيفة إن “جويش كرونيكل”، التي تصدر أسبوعياً، وتعدّ أقدم صحيفة يهودية في العالم، تواجه مطالب بفتح تحقيق بشأن موافقتها على نشر مقالات وتقارير لكاتب غير معروف، كشف لاحقاً عن كذبه في سيرته الذاتية، حيث زعم إيلون بيري، وهو كاتب التقارير، أنه كان في وحدة الكوماندوز التي شاركت في عملية عنتيبي في يوغندا، وأنه عمل أستاذاً لعدة سنوات في جامعة تل أبيب.
كما تضمنت تقاريره اختلاقات وفبركات حول الحرب الإسرائيلية في غزة، حيث نسب المعلومات لمصادر استخباراتية.
وأعلنت الصحيفة، في بيان مقتضب نشرته على موقعها بوقت متأخر من ليلة الجمعة، عن سحب مقالات بيري، قائلة إنها غير راضية عنها، وذلك بعد عدة أشهر من نشرها. وقالت إنها غير مقتنعة بمزاعم بيري بشأن خدمته في الجيش الإسرائيلي، و”رغم فهمنا أنه خدم في الجيش الإسرائيلي، إلا أننا لسنا راضين عن بعض مزاعمه”. و”لهذا قمنا بسحب كل قصصه من موقعنا، وأنهينا كل علاقتنا مع بيري”. واعتذرت الصحيفة بعد تأكيدها على احترام المعايير العالية في تقديم المعلومات لقرائها المخلصين، وأكدت أن أمراً كهذا لن يتكرر.
ولكن أربعة من الكتاب البارزين فيها أعلنوا استقالتهم، وهم ديفيد باديل، وجوناثان فريدلاند، وديفيد أرنوفيتش، وهادلي فريمان، احتجاجاً على الفضيحة.
وفي رسالة إلى محرر الصحيفة جيك سايمون واليس، عبر منصة إكس، قال فريدلاند بأنه استقال من الصحيفة التي ساهم فيها لمدة 26 عاماً، والتي بدأ والده بالكتابة فيها عام 1951.
وكتب فريدلاند، المشارك في “الغارديان”: “جلبت الفضيحة الأخيرة عاراً كبيراً على الصحيفة؛ نشر قصص مفبركة، وإظهار أقل أشكال الندم، ولكنها ليست الأخيرة، فعادة ما يتم قراءة [جويش كرونيكل] كصحيفة حزبية، أداة أيديولوجية وأحكامها سياسية وليست صحافية”.
وأضاف: “بالطبع، ترتكب جميع الصحف أخطاء وتنشر مقالات لا يحبها الكتّاب في الصحيفة. لكن المشكلة في هذه الحالة هي أنه لن تكون هناك مساءلة لأن “جي سي” (كما تعرف الصحيفة) مملوكة لشخص أو أشخاص يرفضون الكشف عن هويتهم. وكما تعلمون، فقد طالبتُ أنا وآخرون، ومنذ فترة طويلة، بالشفافية، وقدمنا هذه القضية بشكل خاص، ولكن لم يحدث شيء”.
وقال فريدلاند إنه يأمل في العودة إلى العمل في الصحيفة، ولكن فقط عندما “تعود للالتزام بأفضل تقاليدها”.
وأعاد أرونوفيتش تعليقات فريدلاند، وقال: “فعلت نفس الشيء”.
وكرر باديل منشور فريدلاند، حيث قال المتحدث باسم الكاتب والكوميدي: “ليست لديفيد أية خطط لكتابة أي عمود في الصحيفة، ولا تعليق في هذه المرحلة”.
وقالت فريمان، الصحافية في “صاندي تايمز”، في منشور منفصل، إن الأحداث في الصحيفة “جعلت من المستحيل عليّ البقاء”.
وعلّق نظير أفضل، المدعي العام السابق لشمال- غرب إنكلترا، والعضو السابق في لجنة تقييم معايير الصحافة، إبسو، إنه يراقب بحزن ما يحدث في الصحيفة. وفي منشور كتبه على موقع “إكس”، قال: “أعتقد أن التحقيق في المعايير فات وقته”.
وفي تقاريره، زعم بيري أنه حصل على معلومات مفصّلة من الاستخبارات الإسرائيلية عن زعيم “حماس”، يحيى السنوار.
وكشفت الصحف الإسرائيلية، الأسبوع الماضي، عن كذب المقالات، واقترحت أن الهدف من زرعها في الصحافة الإسرائيلية كان لخدمة موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التفاوضي في غزة. فقد زعم، في بداية الشهر، أن استمرار سيطرة القوات الإسرائيلية على محور فيلادلفيا بين غزة ومصر سيمنع “حماس” من تهريب الأسرى الإسرائيليين لديها.
وزعم بيري، في تقرير له، أن السنوار سيهرب مع الأسرى إلى إيران، وهو ما وصفه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بالفبركة الجامحة.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: فی الصحیفة
إقرأ أيضاً:
ما سبب توقف الغارديان عن النشر في منصة إكس المملوكة لإيلون ماسك؟
أعلنت صحيفة "الغارديان" البريطانية، عزمها التوقف عن نشر أي محتوى على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، التي يملكها الملياردير إيلون ماسك، الذي دعم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بقوة خلال السباق الرئاسي.
وقالت الصحيفة، الأربعاء، في تقرير ترجمته "عربي21"، إن "الانتخابات الرئاسية الأمريكية أكدت مخاوفها الطويلة بشأن المحتوى المنشور على منصة إكس"، مشيرة إلى أن "ماسك لعب دورا مهما في حملة دونالد ترامب الرئاسية وكافأه على جهوده بدائرة متخصصة بتحسين الكفاءة في مؤسسات الحكومة الأمريكية".
وأضافت الصحيفة البريطانية، أنها "وازنت بين بقائها على المنصة والمضار"، مشددة على أن "السلبيات تتفوق على المنافع بسبب المحتوى المثير للقلق المنشور عليها".
وقالت: "نريد أن نعلم قراءنا بأننا لن ننشر أي شيء من الحسابات التحريرية للغارديان على موقع إكس".
وأشارت الصحيفة التي تمتلك حسابا بمجموع 27 مليون متابع، إلى أن "المحتوى المثير للقلق على المنصة يشمل نظريات المؤامرة والعنصرية، وقد تبلور قرارها بشكل كبير أثناء الإنتخابات الرئاسية الأمريكية".
ولفتت إلى أن "هذا شيء كنا نفكر فيه لفترة طويلة وبالنظر إلى المحتوى المزعج الذي يتم الترويج له أو العثور عليه على المنصة، بما في ذلك نظريات المؤامرة اليمينية المتطرفة والعنصرية".
وأضافت أن "الحملات الرئاسية الأمريكية أكدت ما كنا نفكر به منذ وقت طويل، وباتت علامة إكس منصة إعلامية سامة وأن مالكها، إيلون ماسك استطاع استخدامها للتأثير على الخطاب السياسي".
وكانت مجموعات حملة مكافحة خطاب الكراهية والاتحاد الأوروبي، وجهتا انتقادات إلى إيلون ماسك، أغنى شخص في العالم، بشأن معايير المحتوى على المنصة منذ أن اشتراها مقابل 44 مليار دولار في عام 2022.
وأعاد الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا"، الذي أعلن أنه "سيطلق العنان لحرية التعبير"، الحسابات المحظورة بما في ذلك حسابات "منظر المؤامرة أليكس جونز والمؤثر الكاره للنساء أندرو تيت والناشط اليميني المتطرف البريطاني تومي روبنسون"، وفقا للتقرير.
وعلقت الصحيفة البريطانية، بالقول إن "منصات التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون وسيلة مهمة للمنظمات الإخبارية وتساعدها على الوصول إلى جمهور أوسع ولكن إكس تلعب الآن دورا متراجعا في الترويج لعملنا. وصحافتنا متاحة ومفتوحة للجميع على موقعنا الإلكتروني".
وردا على الإعلان، نشر ماسك تدوينة عبر منصة "إكس"، قال فيها إن "الغارديان لا قيمة لها"، واصفا الصحيفة البريطانية بأنها "آلة دعاية شريرة صعبة".
يشار إلى أن الراديو الوطني العام "إن بي آر"، وهو منظمة إخبارية أمريكية غير ربحية، توقف عن نشر مواده على منصة "إكس"، بعدما صنف المنصة بأنها "إعلام مرتبط بالحكومة". وأوقفت الشبكة التلفزيونية "بي بي أس"، منشوراتها لنفس السبب.
وفي وقت سابق من شهر تشرين الثاني /نوفمبر الجاري، أعلن مهرجان برلين السينمائي أنه سيترك منصة "إكس" دون إبداء سبب، في حين اتخذت شرطة "ويلز" في إنجلترا القرار ذاته الشهر الماضي بسبب أن المنصة "غير متناسبة مع قيمنا".