شبكة انباء العراق:
2025-03-04@13:19:59 GMT

الطريق إلى جهنم

تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT

بقلم : فراس الحمداني ..

من النادر أن يتوزع شعب كل هذا التوزيع الديني والطائفي والقومي والمناطقي والسياسي والعشائري والولائي ، كما هو حال التوزع الذي أصاب الشعب العراقي بفعل تطورات سياسية ودينية وطبائع إستبداد مقيتة حكمته خلال خمسة الآف سنة ، إنعكست على نفسيته وسلوكه وتأثيره وعلاقاته وطبائعه ، التي تجلت في أنواع من التمرد والنفاق والإزدواجية القاتلة التي حولته إلى ضحية وجلاد في نفس الوقت ، فهو من يصنع الجلادين ويطبل لهم ثم يكون ضحية لسلوكهم العنيف ودكتاتوريتهم .

وعندما يسقط الدكتاتور وحتى الحاكم الذي أحبه الناس أو قسم منهم ينكلون به ويسحلونه ويعلقونه بحبل المشنقة ، فالنظام الملكي الذي تأسس سنة 1920 تم التنكيل به من مجاميع الشعب وبطريقة مهينة حيث قتلت الأسرة الهاشمية الحسنية في باحة قصر الرحاب ثم قطعت بعض الأجساد وسحلت ثم أحرقت بالنار ، حتى أن بعض الناس كانوا يسمعوا أصوات فرقعة دهن جسد عبد الأله الوصي على عرش فيصل الثاني ، وفعل ذات الفعل بنوري السعيد رئيس الحكومة وولده صباح وآخرين من أركان الحكم والعاملين في مؤسسات الدولة .

والغريب أن الذين طبلوا للضباط الذين أسقطوا الملكية وأسسوا للنظام العسكري الإنقلابي سحلوا بذات الطريقة ، ودفن جسد كبيرهم الزعيم عبد الكريم قاسم في بستان منطقة المعامل شرق بغداد ثم أخرجت الجثة ورميت بنهر ديالى لتكون طعاماً للأسماك ، ومن بعده جاءت أنظمة هتف لها ومجدها الناس كعبد السلام عارف والبكر وصدام حسين الذين مزق العراقيين وقطع جثثهم وأبادهم في الحروب والزنازين وأستخدم معهم التيزاب والكلاب والتهجير والسجن ، ثم وجد نفسه معلقاً بحبل مشنقة في سجن الكاظمية .

يهتف العراقيون لكل من يعتلي السدة وكل من يحكمهم أيا كان ومن أين كان ، ولا يهتمون سوى لتأكيد الولاء له ولحاشيته ، وحين يندحر يلعنونه ويشتمونه ويسبونه وينكلون بأتباعه وحاشيته ، ولا يرحمون أحداً منهم ثم يحنون لزمانه بعد أن يعيشوا تجربة مرة لاحقة وقاتلة ، فترى بعضهم طائفيين بشدة والبعض قوميين بصفاقة والبعض عشائريين بوقاحة وبعضهم مناطقيين بفظاظة فيجعلون من السياسيين ورجال الدين مقدسين وأتقياء وخلفاء الرب ويقاتلون نيابة عنهم ، وقد يبجلونهم ويمجدونهم بحفاوة بالغة ، ويذلون لهم ويتحولون إلى عبيد في قصورهم وصوامعهم الفخمة .

يتوزع الناس إلى أتباع لأشخاص مثلهم ينهبون أموالهم ويتلاعبون بأرزاقهم ولا يحترمونهم ولا يقيمون لهم وزنا ويعاملونهم كما تعامل الحشرات التي تسحق بالبساطيل ، ثم حين تدور الدنيا يتولون عنهم ولا يلتفتون لهم ولا يعيرون لهم أهمية ، وفي الآخرة ينشغلون بأنفسهم ولات ساعة مندم حين يدخلون جهنم .
Fialhmdany19572021@gmail.com

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

شاهد بالصورة والفيديو.. الجميع عانقه واحتفل به.. أسرة سعودية تستقبل عامل سوداني غاب عنهم لسنوات بفرحة هستيرية

وثق مقطع فيديو متداول على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي السودانية, والعربية, لعودة عامل سوداني, للملكة العربية السعودية من جديد.

وبحسب رصد ومتابعة محرر موقع النيلين, فقد فاجأ العامل السوداني, الأسرة السعودية التي كان يعمل معها بزيارة مباغتة.

https://www.facebook.com/reel/1582007459125298

حيث دخل على الرجال في مجلسهم, وما إن شاهده أهل المنزل حتى صرخوا بشكل هستيري وقاموا بعناقه بطريقة ملفتة نالت اعجاب الجمهور والمتابعين.

محمد عثمان _ الخرطوم

النيلين

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • في الوقت الذي تهديد فيه مليشيا الحوثي السعودية..الرياض تجدد دعمها لخارطة الطريق وجهود السلام في اليمن
  • رمضان عند الأدباء| المسحراتي.. منبه الزمن الجميل الذي فقد سحره
  • القارئ الطبيب صلاح الجمل لـ«الأسبوع»: أنا العربي الوحيد الذي سُمح له أن يسجل القرآن في الحرمين النبوي والمكي
  • قطعة من جهنم.. هكذا يعمق الاحتلال عذابات الأسرى في رمضان
  • لماذا يصعق الناس من الشيخ عندما يضل الطريق؟!
  • أمير نجران يطلّع على التقرير السنوي للجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم بالمنطقة
  • فيديو من جنوب لبنان... طائرة إسرائيليّة بثّت تسجيلاً صوتيّاً هذا ما تضمّنه
  • جمال شعبان يكشف المسموح والممنوع عنهم الصوم برمضان
  • ما حكم موائد الرحمن التي يقيمها الفنانون والمشاهير؟.. مفتي الجمهورية يجيب
  • شاهد بالصورة والفيديو.. الجميع عانقه واحتفل به.. أسرة سعودية تستقبل عامل سوداني غاب عنهم لسنوات بفرحة هستيرية