تأثير الحرب السودانية على التراث الثقافي: نهب المتاحف والمواقع الأثرية
تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT
تُعاني السودان من تداعيات كارثية جراء الصراع المستمر، والذي أسفر عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين. ولكن إلى جانب هذه المآسي الإنسانية، يشهد التراث الثقافي السوداني تهديدًا غير مسبوق، حيث أصبح معرضًا للنهب والتدمير.
الحرب وتأثيرها على التراث الثقافيأزمة التراث الثقافي في السودان:
نهب المتاحف: منذ اندلاع القتال في أبريل 2023 بين الجيش والقوات شبه العسكرية في العاصمة الخرطوم، تعرض متحف السودان الوطني لنهب كبير.يضم المتحف قطعًا أثرية تعود إلى عصور ما قبل التاريخ وعناصر من موقع كرمة الشهير في شمال السودان، بالإضافة إلى قطع فرعونية ونوبية. تم افتتاح المتحف في عام 1971 كجزء من الجهود لإنقاذ القطع الأثرية من منطقة كانت ستغمرها المياه بسبب بناء سد أسوان.عمليات النهب والتدمير: تشير تقارير إلى أن القطع الأثرية المخزنة في المتحف تم نقلها في شاحنات كبيرة إلى مناطق غرب السودان وعلى طول الحدود، بما في ذلك قرب جنوب السودان. في مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، سُرقت قطع أثرية وإكسسوارات عرض من المتحف، بينما تعرض جزء من متحف بيت خليفة في أم درمان للتدمير.ردود الفعل الدوليةدور اليونسكو: أصدرت منظمة اليونسكو تقريرًا يدين نهب المتاحف والمواقع التراثية في السودان، مشيرة إلى أن التهديد الذي يتعرض له التراث الثقافي في البلاد بلغ مستوى غير مسبوق. تدعو اليونسكو الجمهور وسوق الفن العالمي إلى الامتناع عن التجارة في السلع السودانية المهددة، وتخطط أيضًا لتنظيم تدريب لمسؤولي إنفاذ القانون والقضاء من جيران السودان في القاهرة.المخاوف من التجارة غير المشروعة: أثار الخبراء قلقهم بعد العثور على قطع أثرية منهوبة تُعرض للبيع عبر الإنترنت، بما في ذلك موقع المزادات eBay، حيث تم عرض قطع يُعتقد أنها سُرقت من السودان.
الاتهامات والاتهامات المتبادلة:
اتهام قوات الدعم السريع: تتهم السلطات وخبراء الآثار قوات الدعم السريع بنهب المواقع الأثرية، على الرغم من أن قوات الدعم السريع كانت قد أعلنت في مايو الماضي أنها ملتزمة بحماية التراث الثقافي السوداني.الحرب وتدني الرقابة: وفقًا لحسن حسين، الباحث والمدير السابق للهيئة الوطنية للآثار، فإن النزاع المستمر أدى إلى تدهور الرقابة على المتاحف، مما سمح بحدوث عمليات النهب دون رادع.الأسباب والأثرالضرر الناتج عن النزاع:
السرقة كوسيلة لتمويل الحرب: تاريخيًا، استخدم المقاتلون النهب لتمويل جهودهم الحربية. في حالة السودان، يعكس هذا النمط التقليدي من الاستغلال مدى اليأس والاضطراب الناتج عن الصراع المستمر.التأثير على الثقافة والهوية: فقدان القطع الأثرية لا يمثل مجرد خسارة مادية، بل هو ضرر كبير للهوية الثقافية للشعب السوداني. التراث الثقافي هو مصدر فخر وتاريخ للشعوب، وضياعه يعمق الجروح التي خلفتها الحرب.ردود الفعل المحلية والدولية:
تأكيد جهود الحماية: على الرغم من التحديات، تواصل المنظمات الدولية والمحلية العمل على حماية التراث الثقافي السوداني. تسعى اليونسكو وغيرها من المنظمات إلى تقديم الدعم والتدريب لمواجهة التهديدات الحالية.آفاق المستقبلجهود التعافي والإصلاح:
التعاون الدولي: يظل التعاون الدولي أساسيًا في مواجهة هذا التهديد، إذ يجب على الدول والمنظمات غير الحكومية العمل معًا لحماية التراث الثقافي واستعادة القطع المنهوبة.إعادة بناء القدرات: من الضروري دعم جهود إعادة بناء القدرات لمراقبة وحماية المتاحف والمواقع الأثرية في السودان، لضمان عدم تكرار مثل هذه الأزمات في المستقبل.
أهمية الحماية الثقافية
تبرز أزمة التراث الثقافي في السودان كتحذير عالمي لأهمية حماية التراث الثقافي أثناء النزاعات.
إن تعزيز الوعي والاهتمام الدولي بحماية هذه الأصول الثقافية يمكن أن يساعد في التخفيف من آثار النزاعات المستقبلية على التراث العالمي.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الحرب الحرب السودانية الآثار التراث الثقافي المتاحف نهب المتاحف التراث الثقافی فی السودان
إقرأ أيضاً:
أوكرانيون يقيّمون تأثير صواريخ توماهوك على مسار الحرب
كييف- من جديد، وطأت أقدام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أراضي الولايات المتحدة الأميركية، وعينه هذه المرة على الدفاعات الجوية المتطورة، وعلى صواريخ "توماهوك" المجنحة بعيدة المدى، التي يراها ضرورية جدا للضغط على روسيا وإجبارها على التفاوض وإنهاء الحرب على بلاده.
ويعتبر زيلينسكي في تصريحه أن لغة القوة والعدالة ستنجح بالتأكيد مع موسكو، وأنها سارعت إلى استئناف الحوار بمجرد سماعها "توماهوك" لأنها تخشى حصول بلاده عليها من واشنطن..
وقبل أيام، شارك الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، زيلينسكي هذا الرأي، وعبر عن استعداده لتزويد أوكرانيا بهذه الصواريخ، لأنها "فعالة، وتمتلك بلاده كثيرا منها".
وفعلا، قالت هيئة أركان الجيش الأوكراني إن "هناك إشارات إيجابية، وإن مناقشة توريد صواريخ "توماهوك" وأنظمة حديثة أخرى تجري الآن".
مسار الحرب
أصبح موضوع هذه الصواريخ حديث الساعة بين المسؤولين وكثير من خبراء الحرب في أوكرانيا، لأنهم يعتبرونه منعطفا مهما وجذريا في مسار الحرب المستمرة على بلادهم منذ فبراير/شباط 2022.
ويقول الخبير العسكري الأوكراني والعقيد في قوات الاحتياط أوليغ جدانوف للجزيرة نت، "لهذه الصواريخ رمزية قبل الفاعلية بالنسبة للروس. فبها تفوقت الولايات المتحدة على الاتحاد السوفياتي ودول حلف وارسو أثناء الحرب الباردة".
ويخشاها الروس -وفقا له- لأنها بعيدة المدى، وقادرة على تجنب الدفاعات الجوية والوصول إلى أهدافها بدقة، واختراق التحصينات. وستكون مؤثرة "دون شك" إذا حصلت أوكرانيا على كميات كبيرة منها.
ويوضح الخبير جدانوف "إذا ما حصلنا على هذه الصواريخ، سنتمكن من استهداف، ليس فقط المصانع والمنشآت ومحطات الطاقة، بل القواعد والمطارات والمواقع العسكرية الإستراتيجية المحصنة، في محيط يبعد أكثر من ألفي كيلومتر عن الحدود". وتابع "وعليه، فإن هذا لا يعني نهاية سريعة للحرب، بل تصعيدا كبيرا يدفع في النهاية إلى تفاوض عادل لوقفها".
تعويل مفرطلكنّ خبراء آخرين يشككون في إمكانية حصول بلادهم على هذا السلاح أصلا، ولا يرون فيه أكثر من أداة ضغط جديدة على روسيا، ولن تغير مسار الحرب وترسم نهايتها.
إعلانوفي حديث للجزيرة نت، قال الخبير العسكري إيفان ستوباك "أعتقد بنسبة 99.9% أن أوكرانيا لن تحصل على صواريخ توماهوك. إنها باهظة الثمن بالنسبة لنا وللحلفاء الداعمين".
وأضاف ستوباك، الذي شغل منصب مستشار شؤون الأمن العسكري في البرلمان الأوكراني، "أثبتت توماهوك فعاليتها في حربي العراق وأفغانستان. لكنها أطلقت حينها بكميات كبيرة دفعة واحدة. كييف تحتاج مئات منها، بضع عشرات لن يغير مسار الحرب".
والأهم من ذلك كله -في رأيه- أن أوكرانيا لا تمتلك منصات لإطلاق هذه الصواريخ، فهي تطلق من البحر. والولايات المتحدة نشرت حاملاتها قرب الصين وكوريا الشمالية. كما أن كييف لن تحصل على منصات الإطلاق الأرضية الجديدة قبل غيرها، كألمانيا التي تنتظرها في 2026.
ترامب يتراجعوحتى لو وجدت النيات الأميركية لتلبية مطالب كييف وتزويدها بصواريخ "توماهوك"، فإن الشارع الأوكراني يسوده قلق قديم متجدد، كلما تعلق الأمر بتصريحات وقرارات ترامب، أو تم الإعلان عن اتصال بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
فبمجرد أن تم الإعلان عن اتصال بينهما دام ساعتين، وعن لقاء مباشر عاجل سيجمعهما خلال أسبوعين، تراجع ترامب عن رأيه السابق، وقال أمس الخميس بحذر، ردا على سؤال عن إمكانية تسليم هذه صواريخ النوعية بعيدة المدى إلى كييف، "لا يمكننا استنفاد احتياطات بلدنا (من صواريخ توماهوك). نحن أيضا بحاجة إليها، لذلك لا أعرف ما الذي يمكننا فعله".
ويتوجس الأوكرانيون خيفة من أن يؤثر هذا التراجع المفاجئ على نتائج زيارة الرئيس الأوكراني إلى واشنطن، وما يريد حمله في طريق العودة؛ حتى أن موقع "أكسيوس" قال، إن زيلينسكي والوفد المرافق له شعروا بـ"صدمة" عندما علموا بالاتصال الذي جمع ترامب وبوتين، واتفاقهما على عقد لقاء جديد في بودابست.
يقول مدير مركز هاران لـ"التحليل السياسي" للجزيرة نت، أوليكسي "نعم، ثمة فرق بين ما يقوله ترامب وما يفعله. وقد تقلبت مواقفه كثيرا خلال الشهور الماضية، لكني أعتقد أنه منح بوتين عدة فرص لتحقيق سلام هو يريده شخصيا لنفسه، لكنه اقتنع أن ذلك لن يتحقق بسهولة".
وباعتقاده، لا يريد ترامب في النهاية، أن تعود روسيا إمبراطورية إذا انتصرت في هذه الحرب، ولكنه قد يؤجل قراراته بـشأن "توماهوك" والعقوبات الثانوية وغيرها، حتى يلتقي ببوتين من جديد ويتحدث إليه.
واختتم "هذا يدعو للتشاؤم والاستياء طبعا. نحن في أوكرانيا نؤمن بأن الرئيس الروسي يراوغ ليكسب الوقت. وبناء على الاتصالات والتجارب السابقة، الأمر قد يطول عدة أسابيع أو شهورا مرة أخرى، ريثما يفهم ترامب أن بوتين ليس جادا، وأنه لا يريد التفاوض ووقف الحرب".