كازاخستان – نجحت كازاخستان خلال الدورة الخامسة لألعاب الشعوب الرحّل العالمية التي أقيمت بالعاصمة أستانا، في الترويج لثقافتها التي تعد جزءا مهما من التقاليد العريقة للشعوب التركية، عن طريق التعريف بالآلات الموسيقية والرقصات والملابس التقليدية.

وبمشاركة رسمية وشعبية، وأكثر من ألفي رياضي من نحو 89 دولة، في مقدمتهم الدول الناطقة بالتركية (تركيا وأذربيجان وكازاخستان وأوزبكستان وقيرغيزستان)، شهدت أستانا فعاليات الدورة الخامسة لألعاب الشعوب الرحّل العالمية، في الفترة بين 8 و13 سبتمبر/ أيلول الجاري، والتي يجري تنظيمها مرة كل عامين.

وخلال الأنشطة والمهرجانات في إطار الفعالية التي جذبت أكثر من 100 ألف سائح، جرى التعريف بالآلات الموسيقية المحلية في كازاخستان في خيمة خاصة لعرض الآلات القديمة المحفوظة في متحف “إخلاص” للآلات الشعبية في مدينة ألماتي (جنوب).

ومن بين تلك الآلات الموسيقية المعروضة آلات وترية مثل “جيتيكن” و”قوبوز” و”دومبرا”، وهذه الأخيرة تعتبر من أبرز الآلات الموسيقية استخداما لدى الشعوب التركية، فضلا عن كونها الآلة الوطنية في كازاخستان.

القيثارة الفموية

آلة القيثارة الفموية (Shan Qobyz) التي تُعزف بالرنين، حظيت باهتمام كبير من المشاركين والزوار، ورغم أنها ظهرت في آسيا خلال العصور الوسطى، إلا أنها ما زالت مستخدمة حتى الوقت الحاضر.

ويرجع تاريخ ظهور القيثارة الفموية إلى نحو 6 آلاف عام، وهي عبارة عن آلة نفخية وإيقاعية تعتمد على اهتزاز الآلة وتغيير حجم تجويف الفم وتوجيه التنفس لإصدار الأنغام الموسيقية.

عازف القيثارة الفموية الكازاخي، باقية عظمت، قال إن في كازاخستان أكثر من ألف و600 آلة موسيقية، معظمها لا يزال مستخدما حتى اليوم في مختلف الدول التركية.

وأضاف عظمت للأناضول أن القيثارة الفموية تعتبر “واحدة من أشهر الآلات الموسيقية في كازاخستان، وأن العزف عليها يجري بالنفخ وتحريك الإصبع لإصدار الأصوات الموسيقية”.

وتابع: “في الحقيقة، من السهل إصدار الأصوات الموسيقية، ولكن من الصعب للغاية العزف بشكل جيد. يجب استخدام الفك والحنجرة أيضا لإخراج الأصوات الموسيقية المطلوبة”.

أوضح عظمت أنه يعزف على هذه الآلة منذ 15 عاما، مشيرا أن القيثارة الفموية تمتلك مكانة مرموقة في الثقافة الكازاخية، حيث كانت العائلات تُعطي هذه الآلة للعروس يوم زفافها، وكانت العروس تعزف في بيت زوجها على الآلة كلما اشتاقت إلى منزل والديها.

وذكر أن القيثارة الفموية كانت تُصنع في البداية من العظام، إلا أن صناعتها تطورت لاحقا لتشمل مادتي الخشب والحديد.

وأشار عظمت إلى أنه شارك في جميع دورات ألعاب الشعوب الرحّل العالمية، ومن ضمنها الألعاب التي أُقيمت في إزنيق التركية.

وأُقيمت أول ثلاث دورات من ألعاب الشعوب الرحّل العالمية، في مدينة “شولبان آتا” في قرغيزستان، بينما أُقيمت الدورة الرابعة بمدينة إزنيق التركية، وجرى إقامة الدورة الخامسة في العاصمة الكازاخية أستانا.

فرصة ثمينة

ولفت عظمت إلى أن الدورة الخامسة للألعاب في أستانا شهدت إقبالا كثيفا، وشكلت فرصة للترويج للثقافة الكازاخية لدى الزوار المحليين والسياح بكل ما تحتويه من موسيقى ورياضات تقليدية ورقصات شعبية وأطعمة وحُلي.

وخلال أنشطة الفعالية، جرى أيضا التعريف بالمطبخ الشعبي الكازاخي الذي يشتهر باستخدام لحم الخيل بشكل واسع، والعديد من الأطباق الشعبية المشهورة لدى الشعوب التركية، مثل “البيلاف باللحم” (أرز باللحم) و”الدونر” والكباب.

 

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: الآلات الموسیقیة الدورة الخامسة فی کازاخستان

إقرأ أيضاً:

وقفات حقوقية حاشدة في جنيف.. صوت الشعوب يرتفع ضد التهجير والاستعمار

في قلب مدينة جنيف، يلتقي ممثلو مجلس حقوق الإنسان، تزامنا مع وقفات سلمية وفعاليات حقوقية الإنسان على هامش الاستعراض الدوري الشامل، حيث كانت هذه الفعاليات بمثابة صوت موحد ضد التحديات التي تواجه حقوق الإنسان في مختلف بقاع الأرض، رافعين أصواتهم للمطالبة بإحقاق العدالة وتعويض الشعوب عن الأضرار التي لحقت بها نتيجة للاستعمار، وعلى رأسها رفض تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، فضلا عن رفض المعايير المزدوجة في السياسة الدولية التي تؤدي إلى تفاقم الأزمات الإنسانية.

عقيل: الشعوب لا تٌقهر

ومن بين هذه الفعاليات، نظمت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان بالتعاون مع المجلس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي (الإيكوسوك) وقفة سلمية أمام مقر الأمم المتحدة بجنيف، حملت عنوان «اتحدوا من أجل السلام: التعويضات ليست مالية فقط» ووجمعت مشاركين من مختلف الدول الأفريقية والأوروبية، حيث جددوا مطالبهم بتعويضات عادلة عن فترة الاستعمار الذي امتد لأكثر من 140 عامًا، مؤكدين أن هذه المطالب تتجاوز التعويضات المالية لتشمل استعادة الآثار المنهوبة وتعديل المناهج الدراسية التي لا تعترف بحقوق الشعوب المظلومة وتاريخ الاستعمار.

وأثناء الوقفة، أكد أيمن عقيل، رئيس مؤسسة ماعت ونائب رئيس الإيكوسوك الأفريقي، أن عام 2025 يمثل فرصة ذهبية لبدء تحقيق هذه المطالب، وتحديدًا في إطار الاتحاد الأفريقي الذي دعا لتعويض الشعوب الأفريقية عن مئات السنوات من الاستعمار، مطالبا بضرورة إعادة الاعتبار للحقوق الثقافية والتاريخية للشعوب المتضررة، كما شدد على أهمية رفض دعوات التهجير التي تنتهك حقوق الإنسان، مؤكدا أن هذه الدعاوى تتناقض مع قيم الإنسانية وحق الشعوب في تقرير مصيرها.

نرفض تهجير الفلسطنيين

وفي سياق متصل، نظم ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان ومركز حقي لدعم الحقوق والحريات، وقفة تضامنية أمام الكرسي المكسور في ساحة الأمم المتحدة، لمطالبة المجتمع الدولي بالتدخل الإنساني لوقف الحروب في المنطقة، وخاصة في فلسطين، خلال مناقشة مصر تقريرها أمام آلية الاستعراض الدوري الشامل، كما نددت الوقفة بمحاولات تهجير الفلسطينيين، مؤكدين تضامنهم مع مواقف الدولة المصرية الرافضة لهذه المحاولات، حيث شارك في الوقفة ممثلون عن الجاليات المصرية واليمنية والجزائرية والفلسطينية وبعض الجنسيات الأخرى في جنيف، حيث رفعوا لافتات تندد بدعاوى التهجير، وأعلنوا تضامنهم مع قضية فلسطين في رفض أي محاولات لتفريغ القضية من مضمونها.

مصر تتقدم في حقوق الإنسان 

وقال الدكتور محمد ممدوح، رئيس مجلس أمناء مجلس الشباب المصري وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، المشارك في الوقفة التضامنية، إن هذه الوقفة تأتي في وقت حاسم لتأكيد وحدة الحركة الحقوقية الدولية في مواجهة التحديات التي تهدد الشعوب المستضعفة، مؤكدا أن القضية الفلسطينية ليست مجرد أزمة سياسية، بل هي قضية حقوقية وإنسانية بالدرجة الأولى، قائلا:«نرفض بشكل قاطع أي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني أو تفريغ قضيته من محتواها العادل».

كما أشار ممدوح في حديثه لـ«الوطن» إلى الموقف المصري الرافض لعمليات التهجير القسري، قائلا: «مصر تدرك جيدا أن الإنسانية لا تتجزأ، وأن الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني هو التزام أخلاقي قبل أن يكون سياسيًا»، مؤكدا أن موقف مصر في هذا الصدد يعكس التزامها بمبادئ القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، كما اعتبر أن هذه الوقفة ليست فقط دعمًا للموقف المصري، بل هي رسالة للعالم بأن الشعوب لا تُهجر ولا تُقهر، وأن الحلول الجذرية للأزمات تبدأ من احترام حقوق الإنسان.

 الاستعراض الدوري الشامل لحقوق الإنسان

كما نظمت المنظمة العربية لحقوق الإنسان فعالية بقصر الأمم المتحدة بجنيف، تناولت خلالها التقدم المحرز في تفعيل توصيات الدورة السابقة لاستعراض وضع حقوق الإنسان في مصر والعراق، حيث أكد علاء شلبي، رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان، أن مصر أظهرت إرادة سياسية قوية لتحسين وضع حقوق الإنسان، مع تحقيق تقدم ملحوظ في عدة مجالات، كما ذكر أن إدماج توصيات الاستعراض ضمن الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان 2021 يعكس هذا التوجه، فضلا عن أن هناك تقدمًا ملموسًا في تحقيق بعض الاستحقاقات، مثل قانون الإجراءات الجنائية الجديد، إلا أن هناك حاجة لتسريع تنفيذ إصلاحات أخرى، خاصة في قوانين مثل قانون المعلومات وقانون انتخابات المجالس المحلية.

من جانبه، أكد الأستاذ عصام شيحة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، أن رغم التقدم الذي أحرزته السلطات المصرية في العديد من الملفات، إلا أن الإنجاز الكامل يتطلب المزيد من الإصلاحات التشريعية. وأشار إلى ضرورة الإسراع بإصدار قوانين هامة، مثل قانون مكافحة جرائم الكراهية، لتكريس حقوق المواطنة والحرية الدينية والمساواة.

 الجهود المصرية لتحسين الوضع الحقوقي

وفي إطار متابعة التزام مصر المستمر بتحسين أوضاع حقوق الإنسان، نظم المجلس القومي لحقوق الإنسان بالتعاون مع المعهد الدانماركي لحقوق الإنسان حدثًا جانبيًا على هامش مناقشة تقرير مصر أمام آلية الاستعراض الدوري الشامل في جنيف، هذا الحدث جاء بمثابة تأكيد على الجهود المصرية لتحسين وضع حقوق الإنسان، كما تم خلاله تسليط الضوء على التحديات المشتركة التي تواجهها الدول في هذا المجال وسبل التعاون بين الأمم المتحدة والدول المختلفة لتعزيز حقوق الإنسان على مستوى العالم.

مقالات مشابهة

  • الدفاع التركية تؤكد وقوفها مع سوريا ضد التنظيمات الإرهابية التي تهدد أمنها ووحدتها
  • قضايا الشعوب ليست “بزنس”.. غزة تجيب!
  • قصة الأسطرلاب العربي.. أداة حسابية لقياس الوقت وحركة النجوم
  • للمرة الأولى.. سوريا تشارك في مسابقة الدورة الثانية لألعاب الرياضيات التي ‏تقيمها الألكسو‏
  • نسمة محجوب تطرح فيديو كليب "في نفس الميعاد" عبر يوتيوب والمنصات الموسيقية
  • وقفات حقوقية حاشدة في جنيف.. صوت الشعوب يرتفع ضد التهجير والاستعمار
  • استراتيجية اليهود في تدمير الطبقة المتوسطة
  • وزير الخارجية: مصر ترفض نقل أو اقتلاع الشعوب من أراضيها
  • اعترافات المتهمين بالترويج لبيع أدوية مجهولة عبر الـ"فيس بوك"
  • 45 عاماً من النغم في ورشة «الحاج أشرف» للآلات الموسيقية: «شغل على مزاج»