السعودية.. استنكار حقوقي بعد القبض على مواطن نشر محتوى ذات دلالات جنسية
تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT
عبر نشطاء سعوديون عن إدانتهم لاعتقال السلطات السعودية شخصا نشر صورا على مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن نفسه وتوجهه الجنسي دون "أذية أحد".
وأعلنت السلطات السعودية توقيف مواطن بتهمة نشر محتوى خادش للحياء، وهو الأمر الذي قوبل باستنكار حقوقي من ناشطين بمجال حقوق مجتمع الميم عين.
وقالت إدارة التحريات والبحث الجنائي بشرطة منطقة الرياض، الأحد، إنه تم إلقاء القبض على مواطن نشر محتوى ذات دلالات جنسية وخادشة للحياء وسلوكيات منافية للآداب العامة على مواقع التواصل الاجتماعي.
???? | إدارة التحريات والبحث الجنائي بشرطة منطقة الرياض تقبض على شخص نشر محتوى ذا دلالات جنسية. pic.twitter.com/u1i06eWeJp
— الأمن العام (@security_gov) September 15, 2024في المقابل، قال المتحدث باسم منظمة ألوان المعنية بحقوق مجتمع الميم عين في الخليج، طارق بن عزيز، إن الشخص المعتقل هو "شاب صغير" ويدعى أنس الرويلي.
وأوضح أنه تم اعتقاله "لمجرد أنه كان يعبر عن نفسه بحرية دون أن يؤذي أحدا، رغم أنه لم يعلن نفسه رسميا وعلنا كواحد من أفراد مجتمع الميم عين".
وأضاف "اختلافه الجندري تم تهويله وتصويره على أنه دلالات جنسية وخدش للحياء ومخالفة لسلوكيات الآداب العامة"، وتابع "أنس مسالم جدا محب للحياة ولوطنه السعودية".
أعلنت وزارة الداخلية السعودية إلقاء القبض على الشاب الصغير أنس الرويلي لمجرد أنه كان يعبر عن نفسه بحرية دون أن يؤذي أحدًا..
رغم أنه لم يعلن نفسه كواحد من أفراد LGBTQ
إلا أن اختلافه الجندري تم تهويله وتصويره على أنه دلالات جنسية وخدش للحياء ومخالفة لسلوكيات الآداب العامة!
أنس… pic.twitter.com/4QZvVl225m
وتابع "سوف يتعرض لمواقف سيئة في السجن قد تؤثر على بقية حياته ويحتك بشخصيات كارثية أخلاقيا فقط لأنه مختلف".
وأشار إلى أن "القوانين في السعودية لا تحمي حرية التعبير ولا حقوق المختلفين ولا حرياتهم الفردية، ما يزال الاضطهاد والتمييز وتغذية الكراهية ضد المثليين والترانس يتم برعاية أجهزة الدولة".
بدوره، قال الناشط السعودي، المقيم في بريطانيا، عبد الرحمن، لموقع "الحرة": "لا بد من فرض عقوبات على المملكة التي تسن قوانين وتصدر قرارات تعزز التمييز والكراهية ضد أفراد مجتمع الميم العين".
وأضاف "هؤلاء السعوديين مسالمين لا يهددون أمن المملكة ولا يرتكبون أي جريمة تستحق السجن"، على حد تعبيره.
في المقابل، حاول موقع "الحرة" الحصول على تعليق من مكتب التواصل الحكومي، إلا أنه لم يستحصل على رد حتى تاريخ نشر هذا الخبر.
وعن مصير توقيفه، أشار بن عزيز إلى أن الموقوف ليس لديه محام حتى الآن، والنيابة سوف تحدد لائحة الاتهام ولكنها عادة لن تكون بعيدة عن أسباب إلقاء القبض (...) وحسب اعتقادي سوف تكون محاكمته تحت نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية وفق الفقرة الأولى من المادة السادسة".
العقوباتووفقا للمادة السادسة من نظام مكافحة جرائم المعلوماتية، يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على خمس سنوات وبغرامة لا تزيد على ثلاثة ملايين ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين كل شخص يرتكب أيا من الجرائم المعلوماتية الآتية:
إنتاج ما من شأنه المساس بالنظام العام، أو القيم الدينية، أو الآداب العامة، أو حرمة الحياة الخاصة، أو إعداده ، أو إرساله، أو تخزينه عن طريق الشبكة المعلوماتية، أو أحد أجهزة الحاسب الآلي.
إنشاء موقع على الشبكة المعلوماتية، أو أحد أجهزة الحاسب الآلي أو نشره، للاتجار في الجنس البشري، أو تسهيل التعامل به.
إنشاء المواد والبيانات المتعلقة بالشبكات الإباحية، أو أنشطة الميسر المخلة بالآداب العامة أو نشرها أو ترويجها.
وليس لدى السعودية قوانين مكتوبة تتعلق بالتوجه الجنسي أو الهوية الجنسية، لكن القضاة يستخدمون مبادئ الشريعة الإسلامية غير المدونة لمعاقبة الأشخاص المشتبه في ارتكابهم علاقات جنسية خارج إطار الزواج، بما في ذلك الزنا، أو ممارسة الجنس خارج نطاق الزواج أو ممارسة الجنس المثلي، أو غيرها من الأفعال "غير الأخلاقية".
كما يستخدم القضاة والمدعون العامون أحكاما غامضة في قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية في البلاد، والتي تجرم النشاط عبر الإنترنت الذي يمس "النظام العام والقيم الدينية والأخلاق العامة والخصوصية" لأي نشاط داعم لمجتمع الميم عين عبر الإنترنت، بحسب تقرير لموقع "أوت" المهتم بقضايا مجتمع الميم عين.
وعبرت منظمة ألوان في بيان عن إدانتها لاعتقال أنس ولـ"الاستمرار باعتقال المختلفين جنسانيا وأفراد الميم عين في السعودية" ودعت "الحكومة للإفراج عن هؤلاء الأبرياء".
وتشهد السعودية بقيادة ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للبلاد، انفتاحا اجتماعيا بعد عقود من الإغلاق والقيود المشددة، فأعيد افتتاح دور السينما، وباتت الحفلات الغنائية مسموحة، ووُضع حد لحظر الاختلاط بين الرجال والنساء.
لكن هذا الانفتاح لم يطل الأقليات الجنسية التي لا تزال تعجز عن التعبير عن هوياتها الجنسية علانية، بحسب وكالة فرانس برس.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: مجتمع المیم عین نشر محتوى
إقرأ أيضاً:
ما دلالات غارات واشنطن الجديدة على الحوثيين في صنعاء؟
واشنطن تعلن تنفذ غارات جديدة على مواقع الحوثيين في صنعاء.
تعد هذه الغارات الأولى منذ تصنيف الحوثيين بالإرهاب، وهي أول عمليات لترامب في اليمن خلال حقبته الثانية.
هدد الحوثيون بعودة هجماتهم البحرية، بينما تعلن واشنطن أن عملياتها الجديدة ستكون طويلة الأمد وتهدف لفقدانهم السيطرة على البلاد.
تستبق هذه الغارات الذكرى الحادية عشر لعمليات التحالف الذي قادته السعودية في 26 مارس 2015 في اليمن ضد الحوثيين وحليفهم السابق صالح.
من شأن عودة العمليات الأمريكية الجديدة ضد الحوثيين هذه المرة أن تكون أكثر فاعلية، لتزامنها مع إجراءات اقتصادية لواشنطن، وعمليات تضييق استهدفت قادة الجماعة بأكثر الوسائل الأمريكية صرامة، وفقا لتصنيف الإرهاب.
هذه العمليات أيضا تعد بمثابة اختبار لمدى قدرة إدارة ترمب الجديدة على التعامل مع ملف الحوثيين، وهجماتهم، وعملياتهم، وما إذا كانت ستلحق أضرارا بالحوثيين، وتؤدي لإلحاق الضرر بهم أم ستصبح امتدادا لنفس الحال مع إدارة بايدن، مجرد غارات غير مؤثرة.
تأتي هذه الغارات مع توقف الصراع في غزة، وفقدان الحوثيين لأحد أبرز مبرراتهم في كون عملياتهم البحرية إسنادا لفلسطين.
وبالتأكيد فعودة الغارات الأمريكية يعني تضاؤل فرص السلام في اليمن، وحلول الحرب محلها، ما سيؤثر كثيرا على أي خطوات نحو تحقيق السلام في هذا البلد الجريح والممزق.
يعول الحوثيون على ترسانة من الطيران المسير التي يحتفظون بها، وتطرقت لهذا الموضع صحيفة نيويورك تايمز التي تحدثت قبل يومين على قدراتهم الجديدة، خاصة فيما يتعلق بالمسيرات، والتطوير الذي أضيف لها مؤخرا من قبلهم.
ليس هناك أي مؤشر على ردود الفعل من الأطراف المتصلة بهذا الملف، على سبيل المثال السعودية، والتي زار وزير دفاعها واشنطن بصحبة السفير السعودي لدى اليمن قبل أيام، وما إذا كانت ترغب بانفجار الوضع من جديد في اليمن أم لا.
لكن ماذا عن رد الحوثيين المتوقع؟
نقاط القوة للحوثيين هي تنفيذ هجمات بحرية جديدة، وربما إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وقد تمتد عملياتها لاستهداف السعودية أو تفجير معارك محلية في اليمن مع الحكومة، التي تبدو هي الأخرى في لحظة ضعف وعدم استعداد لهذه اللحظة، بسبب الخلافات المهيمنة عليها.
وإذا ما عاود الحوثيون هجماتهم في أي اتجاه، فذلك سيجلب عليهم الانتقام الأكبر، إذ أن إدارة ترمب تبدو عازمة هذه المرة على حسم هذا الملف، رغم الملفات الدولية المفتوحة أمامها، خاصة مع أوروبا.
ومع وعود واشنطن بجعل عمليتها الجديدة على الحوثيين أكثر تأثيرا وتمتد لأيام، فهذا يعني تطورات جديدة أكثر تعقيدا مما سبق.