تدور حرب التكنولوجيا بين الولايات المتحدة والصين في سوق الهواتف الذكية في الصين، حيث أصدرت الشركتان العالميتان المنافستان أبل وهواوي هواتف جديدة هذا الأسبوع. ويقول خبراء الصناعة إن أبل، التي تفتقر إلى ميزة اللعب على أرضها، تواجه العديد من التحديات في الدفاع عن حصتها في السوق في البلاد.

أبرز ما يميز آيفون 16 هو نظام الذكاء الاصطناعي، المسمى Apple Intelligence، بينما يتميز هواوي ميت إكس تي بتقنية الشاشة ثلاثية الطي المبتكرة.

ولكن بسعر يبدأ من 19999 يوان صيني، أي حوالي 2810 دولارات أمريكية، سيكلف ميت إكس تي حوالي ثلاثة أضعاف سعر آيفون 16.

وفقًا لبيانات من VMall، موقع التسوق الرسمي لشركة هواوي، قام ما يقرب من 5.74 مليون شخص في الصين بطلب مسبق لهاتف ميت إكس تي حتى أواخر يوم الخميس، بعد 5 أيام ونصف من بدء هواوي في قبول الطلبات المسبقة.

لكن في استطلاع أجرته إذاعة فرنسا الدولية على موقع التدوين المصغر الصيني Weibo، قال نصف المشاركين البالغ عددهم 9200 شخص إنهم لن يشتروا هاتف Mate XT لأن السعر باهظ للغاية. وقال 3500 شخص إضافي إنهم ليسوا في السوق لشراء هاتف جديد الآن.

كتب مستخدم Weibo تحت اسم "Diamond Man Yang Dong Feng": "أقترح أن تطلق هواوي بعض المنتجات التي يستطيع الناس العاديون تحمل تكلفتها".
لن يتوفر iPhone 16 للطلب المسبق حتى يوم الجمعة، لكن بعض بائعي التجارة الإلكترونية في الصين وعدوا بتسليم الأجهزة الجديدة للمستهلكين في غضون نصف يوم إلى يومين من البيع.

وقال شيه فانج تشيو، كبير المحللين الصناعيين في معهد تايوان للأبحاث الاقتصادية، إن آيفون 16 يعاني من بعض العيوب المتأصلة في المنافسة بين أبل وهواوي.

وقال تشيو: "تكمن قوة أبل في أمن المعلومات والخصوصية، ولكن من الصعب تحقيق ذلك في السوق الصينية، حيث يمكن للحكومة التحكم في البيانات في السوق الصينية بدرجة عالية نسبيًا. وفي عصر الهواتف المحمولة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، سيجلب هذا تحديات لتطور أبل في السوق الصينية".

ستطرح أبل خدمة الذكاء الاصطناعي على آيفون 16 بوتيرة تدريجية بلغات مختلفة، أولاً باللغة الإنجليزية ولغات أخرى في وقت لاحق من هذا العام. لن يتوفر الإصدار الصيني حتى عام 2025.

وأضاف تشيو أن هناك تحديات أخرى تواجه أبل أيضًا، مثل الضوابط التنظيمية، ومعنويات المستهلكين التي تفضل العلامات التجارية المحلية، وإضعاف القدرة الشرائية وسط تباطؤ الاقتصاد الصيني.

وفقًا لإحصائيات Counterpoint Research، احتلت هواوي حصة سوقية بلغت 15٪ في الربع الثاني من عام 2024، متجاوزة حصة أبل البالغة 14٪ في السوق. وهذا يقارن بحصة أبل البالغة 17.3٪ في عام 2023 كما ذكرت شركة أبحاث الصناعة International Data Corporation China أو IDC China.

قال ريان ريث، نائب رئيس برنامج Mobile Device Tracker suite التابع لشركة IDC، في رد مكتوب على VOA أن iPhone 16 لم يقم بترقيات كبيرة في الأجهزة وأن تطبيقات الذكاء الاصطناعي وحدها ليست جذابة لأن المستهلكين لديهم GPT وحلول الذكاء الاصطناعي الأخرى.

تعد تطبيقات الذكاء الاصطناعي أيضًا عقبة أخرى. قال المحلل تشيه ين تاي إن خدمات الذكاء الاصطناعي في iPhone 16 تتضمن جمع البيانات الشخصية وتطبيق المعلومات والحوسبة السحابية، الأمر الذي سيتطلب التعاون مع مقدمي الخدمات الصينيين.

وقال تاي، نائب مدير مركز تقييم سياسة العلوم والتكنولوجيا في مؤسسة تشونج هوا للأبحاث الاقتصادية في تايبيه، إن هذا، إلى جانب الحظر المفروض على موظفي الخدمة المدنية الصينيين والموظفين في الشركات المملوكة للدولة من استخدام هواتف iPhone الخاصة بهم في العمل في السنوات الأخيرة، سيؤثر على مبيعات منتجات Apple.

وقال تاي "إن الوطنية الصينية أدت إلى عدد كبير من الطلبات المسبقة" للهواتف ثلاثية الطي من هواوي.

وقال تاي "إن المنافسين في الصين سيبيعون فكرة [للمستهلكين] مفادها أن أجهزة آيفون ستخرج قريبًا من سوق الهواتف الذكية الفاخرة. لذا، في المرحلة التالية، ستكون إصدارات آيفون بأسعار معقولة هي المفتاح لما إذا كانت [آبل] تستطيع العودة إلى الصين أو عصر مبيعاتها المجيد السابق".

وقال تزو-آنج تشين، كبير المستشارين في صناعة التكنولوجيا الرقمية في تايبيه، إن استخدام نظام التشغيل HarmonyOS من هواوي تجاوز استخدام نظام iOS من آبل في الصين في الربع الأول من هذا العام، مما يمثل تصميم الصين على "المضي في طريقها" وخلق "عالم واحد ونظامان".

وقال تشين "لقد امتدت حرب التكنولوجيا بين الولايات المتحدة والصين إلى الهواتف الذكية. وسوف تزداد مبيعات آيفون في الصين سوءًا، ومن الواضح أن أداء هواوي أفضل، وإلى جانب الوطنية، فإن مكانة أبل في قلوب 1.4 مليار شخص لن تعود أبدًا".

وقال إنه مع سعي الصين إلى تطوير أسواق موالية للصين بين الدول الأعضاء في مبادرة الحزام والطريق في جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا، فإن الهواتف المحمولة المصنوعة في الصين قد تصبح خيارها الأول.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی فی السوق الصینیة فی الصین آیفون 16

إقرأ أيضاً:

لمحة حول ويندوز 11 مع مساعد الذكاء الاصطناعي كوبايلوت في الحواسيب المحمولة

لم تطرأ تغييرات كبيرة على الحواسيب المحمولة المزودة بنظام مايكروسوفت ويندوز لفترة طويلة، وخاصة الموديلات فائقة الأداء المزودة بمعالجات "إكس 86″ (x86) من إنتل و"إيه إم دي" (AMD)، والتي كانت تثير إزعاج المستخدم بسبب صوت المروحة المرتفع وفترة تشغيل البطارية القصيرة.

ولكن هذا الوضع تغير مع قيام العديد من الشركات العالمية بإطلاق الجيل الجديد من الحواسيب المحمولة المزودة بنظام الذكاء الاصطناعي، والتي تعتمد على معالجات مشابهة للمعالجات المستخدمة في الهواتف الذكية والحواسيب المحمولة.

وقد تم التعرف على خصائص هذه الموديلات الجديدة من خلال اختبار حاسوب مايكروسوفت "سيرفس 7" (Surface 7) ولينوفو "يوغا سلم 7 إكس" (Yoga Slim 7x)، والتأكد مما إذا كانت هذه الموديلات تمثل ثورة في عالم الحواسيب المحمولة.

ويأتي سيرفس 7 مزودا بمعالج "إيه آر إم" (ARM) مع مساعد الذكاء الاصطناعي كوبايلوت، ويمتاز بأنه أصبح أخف وزنا وأكثر كفاءة وذكاء.

وتتوفر أمام المستخدم إمكانية الاختيار ما بين اللون الرمادي والفضي والأزرق الميتاليك والذهبي الوردي، ويمتاز بوزن خفيف لا يتعدى 1.34 كيلوغرام، بينما يأتي جهاز لينوفو يوغا سلم 7 إكس في جسم بتصميم أنيق باللون الأزرق الداكن وبوزن 1.29 كيلوغرام.

سهولة التثبيت

يتم تثبيت نظام التشغيل بسهولة على كلا الجهازين؛ حيث لا يتعدى الأمر اختيار البلد واللغة وإجراء بعض الإعدادات البسيطة وقبول اتفاقيات الترخيص، ولكن لماذا يتم اختبار حزمة البرامج المكتبية "أوفيس 365" (Office 365) والحاجة إلى رقم البطاقة الائتمانية، في حين أن المستخدم يمكنه تخطي كل هذه الخطوات؟

وفي الخطوة التالية يتم تسجيل الدخول بواسطة حساب مايكروسوفت الخاص بالمستخدم وإعداد وظيفة ويندوز "هلو" (Hello)؛ حيث يتعين على المستخدم النظر إلى الكاميرا وسيتم إلغاء قفل الحاسوب.

وتعمل حواسيب مايكروسوفت ولينوفو بطريقة رائعة؛ حيث يتم تشغيل نظام التشغيل بسرعة فائقة، وينشط الحاسوب المحمول عند طي الشاشة لأعلى، وتعمل بهدوء حتى مع فتح الكثير من علامات التبويب.

ولم تعمل المروحة أثناء الاختبار حتى عندما كانت درجة حرارة المكتب 28 درجة مئوية، وتمتاز الشاشة بأنها ساطعة للغاية ويسهل قراءة النصوص عليها، وتتم عملية التمرير على جهاز مايكروسوفت سيرفس 7 بسلاسة كبيرة بفضل معدل تحديث الصورة 120 هرتزا، وتعمل شاشة جهاز لينوفو يوغا سلم 7 إكس بمعدل تحديث صورة 90 هرتزا، ولكن قياس الشاشة أكبر قليلا؛ حيث تبلغ 14.5 بوصة بدلا من 13.8 بوصة.

مؤتمرات الفيديو

ويتم إجراء مؤتمرات الفيديو بصورة جيدة بواسطة الجهازين، وعند ضبط درجة سطوع الشاشة على درجة أقل، وعدم مشاهدة مقاطع الفيديو كثيرا فإن فترة تشغيل بطارية حاسوب مايكروسوفت سيرفس 7 تمتد إلى 8 ساعات، في حين تستمر فترة تشغيل بطارية لينوفو لمدة 9 ساعات.

ويعمل المعالج كوالكوم "سناب دراغون- إكس" (Snapdragon-X) المتوفر بداخل الجهازين بشكل جيد ويحتاج إلى قدر أقل من الطاقة، ويزخر جهاز يوغا سلم 7 إكس بإصدار أسرع من معالج كوالكوم "سناب دراغون- إكس" مقارنة بجهاز مايكروسوفت، ويتضمن 12 نواة حوسبة بدلا من 10 أنوية، ولكن أثناء الاختبار تعذر الاستفادة من القوة القصوى للمعالج، وتتوفر حاليا بعض تطبيقات ويندوز، التي تتناسب مع معمارية "إيه آر إم" الخاصة بالمعالج، والتي كانت تمثل في السابق نقطة ضعف كبيرة.

وتسلك الشركات العالمية طرقا مختلفا فيما يتعلق بمنافذ "يو إس بي" (USB)، فبينما تعتمد شركة لينوفو باستمرار على منافذ "يو إس بي- سي" (USB-C) الحديثة، توفر شركة مايكروسوفت منفذ "يو إس بي- إيه" (USB-A) إلى جانب اثنين من منافذ "يو إس بي- سي".

وتتمثل الميزة العملية لذلك في أنه يمكن استعمال الكثير من الأجهزة القديمة عن طريق المنفذ القديم، ولمواكبة هذه الوظيفة وضعت شركة لينوفو محولا ضخما في علبة كرتون، ويتضمن هذا المحول منافذ "يو إس بي" القديمة إلى جانب مخرج  في "جي إيه" (VGA) ومخرج "إتش دي إم آي" (HDMI) للشاشات الخارجية.

زر مساعد الذكاء الاصطناعي

يظهر زر مساعد الذكاء الاصطناعي بشكل مختلف على هذه الأجهزة، حيث يحتل مكان زر القائمة، ويكفي الضغط على هذا الزر لمرة واحدة ليطلب مساعد الذكاء الاصطناعي التعليمات، وعند الضغط مرة أخرى لا يختفي المساعد، وهو ما يمثل اختلافا عن منطقية مفاتيح ويندوز، ويمكن للمستخدم حاليا تنزيل تطبيق "كوبايلوت" (Copilot) أو الوصول إلى إصدار الويب.

ويمكن للمستخدم مثلا أن يطلب من مساعد الذكاء الاصطناعي تحويل الملاحظات إلى عرض تقديمي بواسطة برنامج "باور بوينت" (Power Point) في 6 شرائح، وبعد أقل من 10 ثوان تتوفر هذه المعلومات لحضور الاجتماع وتكون بتنسيق منظم أنيق في ملف مكون من 6 شرائح عرض وبدون أي أخطاء.

ويمكن للمستخدم الاستفسار من مساعد الذكاء الاصطناعي عن الكثير من الأسئلة العامة مثل: أي جانب من بطانية الإنقاذ يكون للداخل وأي جانب يكون للخارج؟ وهنا يجيب مساعد الذكاء الاصطناعي بأن الجانب الفضي يجب أن يكون للداخل عند الرغبة في الحماية من التجمد، ولكنه يكون للخارج عندما يرغب المرء في الحماية من أشعة الشمس.

أمور مخيبة للآمال

من الأمور المخيبة للآمال مع مساعد الذكاء الاصطناعي أن إنشاء الرسومات يتم بصورة سيئة إلى حد ما، كما أن بعض الوظائف، التي يتم الترويج لها، مثل تحرير الصور بمساعد الذكاء الاصطناعي، تكون مخفية بشكل يزيد من صعوبة العثور عليها.

ولا تتوفر وظيفة الاستدعاء (Recall)، التي تحلل كل ما يظهر على الشاشة باستمرار عن طريق وظيفة التعرف على الصورة وإتاحة البحث فيه، في بعض البلدان بسبب مخاوف شديدة بشأن حماية البيانات.

ونظرا لأن مساعد الذكاء الاصطناعي كوبايلوت مدمج في نظام التشغيل ويندوز ويتم تحميله عند بدء تشغيل الحاسوب، علاوة على أنه موجود أيضا في متصفح الإنترنت "إيدج" (Edge) وحزمة برامج "أوفيس" (Office)، فإن كل ذلك يمثل صدمة حقيقية لشركة غوغل؛ لأنه سيجري عمليات بحث بسيطة بواسطة محرك البحث الخاص بشركة مايكروسوفت "بنغ" (Bing)، كما أنه سيعرض مصادر هذه النتائج.

ويعتبر الإصدار السابع من حاسوب مايكروسوفت سيرفس 7 وجهاز لينوفو يوغا سلم 7 إكس من الأجهزة القوية، التي لا تشتمل على عيوب حقيقية، وتمتاز هذه الأجهزة بجودة الصناعة والمكونات المتطورة، مثل لوحة المفاتيح الرائعة ولوحة اللمس والشاشة اللمسية، التي تسهل الكثير من خطوات العمل، والتي قد تتفوق على الموديل المنافس من شركة آبل.

ورغم أن الحواسيب المحمولة من مايكروسوفت ولينوفو لا تلبي متطلبات عشاق الألعاب كثيفة الحوسبة، فإنها تعتبر من الموديلات القوية للقيام بالأعمال.

وخلاصة القول: يعتبر مساعد الذكاء الاصطناعي كوبايلوت بمثابة أداة مفيدة للقيام بالأعمال؛ حيث إنه يسهل خطوات العمل وإعطاء الأفكار وتنظيم المعلومات وإنشاء الرسومات الهزلية.

ويتوقف مدى فائدة مساعد الذكاء الاصطناعي في المقام الأول على الشخص الجالس أمام الحاسوب؛ حيث يتعين عليه التفكير قليلا واكتشاف الفوائد التي تعود على العمل؛ من استعمال مساعد الذكاء الاصطناعي، وليس بالضروري أن يكون من شركة مايكروسوفت، ولكن يمكنه استعمال أدوات الذكاء الاصطناعي الأخرى مثل شات جي بي تي أو جيميناي، من خلال إضافتها كعلامة مرجعية في متصفح الإنترنت.

مقالات مشابهة

  • ميتا تواجه غرامات ضخمة بسبب المنافسة في السوق
  • الذكاء الاصطناعي «يعالج» السرطان
  • الذكاء الاصطناعي يكافح السرطان
  • السفارة الصينية تحتفل بذكرى العلاقات بين الصين واليمن
  • يتحدى آيفون 16.. هواوي تطرح هاتفها القابل للطي Mate XT Ultimate
  • تحديات بالفكر والتمويل.. السيناريست أيمن سلامة يرصد عدة ملاحظات تواجه صناعة السينما
  • صحف إسرائيلية: تحديات رئيسية تواجه إسرائيل بعد الهجوم الصاروخي الحوثي
  • لمحة حول ويندوز 11 مع مساعد الذكاء الاصطناعي كوبايلوت في الحواسيب المحمولة
  • قرقاش: تواجه منطقتُنا أزمتين ملحَّتين هما حرب غزة، والصراع في السودان